اخبار اسلامية
أخر الأخبار

بإمامة الشيخ عباس الناصري.. ملخص خطبتي صلاة الجمعة للبعثة الدينية إلى مكة المكرمة

أقامت البعثة الدينية لسماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) بالديار المقدسة صلاة الجمعة المباركة، محل إقامتها في مكة المكرمة، بإمامة الشيخ عباس الناصري رئيس البعثة الدينية.

وكانت الخطبة الأولى، وتابعتها “النعيم نيوز”.عن “القرآن الكريم وصناعة الشخصية المؤمنة” وفيما يلي ملخصها:

قال الله العظيم في محكم كتابه الكريم{…قَدْ جَآءَكُم مِّنَ اَ۬للَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ * يَهْدِے بِهِ اِ۬للَّهُ مَنِ اِ۪تَّبَعَ رِضْوَٰنَهُۥ سُبُلَ اَ۬لسَّلَٰمِۖ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ اَ۬لظُّلُمَٰتِ إِلَي اَ۬لنُّورِ بِإِذْنِهِۦۖ وَيَهْدِيهِمُۥٓ إِلَيٰ صِرَٰطٖ مُّسْتَقِيمٖۖ } سورة المائدة 15 -16.

يهتم الكثير من الناس بقراءة القرآن وحفظ حروفه، وإتقان تلاوته، إلا أننا لا نرى انعكاسا واضحا للقرآن وآياته على معتقداتهم والتزاماتهم، وأخلاقهم وآدابهم.

فما سبب ذلك؟ وكيف يمكن تجاوز إقامة الحروف إلى إقامة الحدود، ومجرد التلاوة إلى العمل بما جاء في القرآن الكريم؟
إن المتتبع لآيات القرآن الكريم يدرك جازما أن القرآن الكريم مدرسة عملية لبناء الإنسان وشخصيته المؤمنة، وما عليه إلا أن يتدبر في آياته الكريمة، حتى يستقيم فكرا ومنهحا وسلوكا، قال تعالى في بيان غاية إنزال القرآن الكريم:{ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} سورة ص/29.

والمقصود بالتدبر هو التأمل في آيات القرآن وفهم معانيها والتأثر بها لتنعكس مضامينها على شخصية المؤمن في ذاته وسلوكه. قال تعالى: { هُوَ ٱلَّذِی بَعَثَ فِی ٱلۡأُمِّیِّـۧنَ رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتِهِۦ وَیُزَكِّیهِمۡ…} الجمعة/ 2.
وتطبيقا لهذا المنهج في الاستفادة من تدبر القرآن الكريم يمكننا أن نتحصل على جملة مقاصد متوخاة من فريضة الحج وهي:
المقصد الأول-توحيد الله والإخلاص إليه تعالى، قال تعالى: ” وأتموا الحج والعمرة لله”.
المقصد الثاني- إظهار العبودية والانقياد إلى الله تعالى خلال أداء المناسك، قال تعالى: ” ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتي أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم”.
المقصد الثالث- تهذيب النفس من الأخلاق المذمومة، قال تعالى: ” الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ”.
المقصد الرابع- التركيز على ذكر الله تعالى، قال تعالى: ” فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.

أما الخطبة الثانية، فكانت عن “تمام الحج لقاء الإمام عليه السلام” وفيما يلي ملخصها
روى في الكافي بعدة طرق عن أبي جعفر (عليه السلام) قال (بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه ــ يعني الولايةــ). وفي صحيحة زرارة أضاف: ” قلت وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن”.
أيها الإخوة والأخوات نتحدث ونتذاكر في كل عام مفهوما مهما من المفاهيم التي صدحت به الروايات، ألا وهو مفهوم اللقاء بالإمام عليه السلام بعد إتمام الحج.
ورد عن الإمام الباقر عليه السلام: “تمام الحج لقاء الإمام”. وفسَّرَ إمامنا الصادق عليه السلام قوله تعالى: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾، فقال: “لقاء الإمام”.
والمقصود بلقاء الإمام في هذا المعلم هو اللقاء الشخصي المادي، وجها لوجه مع الإمام عليه السلام، لكي يعرض المؤمن عقيدته على الإمام، ويتعرف على قيمتها المعرفية، من وجهة نظر الإمام عليه السلام، تماما كما كان يفعل المعاصرون للأئمة الأطهار عليهم السلام.
والآن نريد أن نفهم معنى آخر للقاء هو أوسع من ذلك المعنى من حيث المدلول، خصوصا ونحن نعيش فترة الغيبة والانقطاع المادي عن إمام الزمان عجل الله فرجه الشريف، وهذا المعنى يتمثل في اللقاء المعنوي والفكري والسلوكي مع الإمام، أي أن يلتقي الحاج مع الفكر الذي يحمله ويعتقد به الامام، واللقاء مع ما يدعو الإمام إليه وما يمثله من مبادئ ومُثُل، ومع ما يطمح إليه من أهداف ومقاصد.
ورد في الروايات، أن الإمام الحجة عجل اللَّه فرجه يحضر موسم الحج كل عام. عن السفير الأول محمد بن عثمان العمري رضي اللَّه عنه: ” واللَّه إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة، يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه”.
ومن الطبيعي أن يحتاج هذا اللقاء الذي هو تمام الحج _ اي بشرطه وشروطه _ إلى أن يكون الإنسان مستعدا ومطهِّرا لذاته، متوجها إلى ربّه ورضاه تعالى، ثابتاً على دينه وولائه، فهذا الحجة صاحب الزمان عجل اللَّه فرجه يقول لبعض من رآه: “لو لم يثبتك اللَّه ما رأيتني”.
إن طلب اللقاء بالإمام في الحج من أهم ما يجب أن يطمح إليه الحاج، فيكون اللقاء بنوعيه أو بأحدهما إن وفق له الحاج هو ذروة المناسك وبه يتحقق تمام الحج.
ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): “:إذا حجَّ أحدكم فليختم حجّه بزيارتنا؛ لأنَّ ذلك من تمام الحج”.
أيها الأحبة إننا جميعا نطمح إلى أن يكون حجنا هذا حجّا تاما، مستجمعا لكل شروط الصحة والقبول. لذا ينبغي علينا جميعا أن نركز على ضرورة أن نلتقي مع الإمام فكرا ووعيا، مبدأ ومنهجا، هدفا وسلوكا.
وبهذا السياق وفي حديثه عن قوله تعالى: {… ثم لْيقضوا تفثهم…}، قال سماحة المرجع دامت بركاته: إن قيمة الحج التي يكتسبها الانسان لا تتحقق كاملة بالحركة البدنية بين المشاعر المقدسة وإنما هي منوطة بمقدار معرفته للإمام وإتباعه له فقد تزيد وقد تنقص إلى حد الصفر.
وإذا سئلت: أنه كيف يمكن أن يتحقق هذا اللقاء عمليا؟
كان الجواب أنه يتحقق أو يمكن أن يتحقق عمليا عندما نكون قريبين من الدين، وملامسين للعقيدة الحقة التي وصلتنا عن طريق النبي وآله الطاهرين، وأن نكون على معرفة يقينية بمقامات الأنبياء والمرسلين وبالمقامات الخاصة بالنبي الخاتم محمد وأهل بيته الطاهرين، وان نلتزم السبيل الذي رسمه لنا المعصوم عليه السلام في التمسك بمراجع الدين في زمن الغيبة الكبرى.
وأن نكون حريصين على التزود بالأعمال الصالحة من عبادات ومعاملات وأخلاق وآداب، وأن نكون منصفين مع الناس، وحريصين على البذل والعطاء في خدمة الدين والمجتمع. حينها سنلتقي حتما مع إمام الزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء في كل ما ذكرناه من أنحاء اللقاء، والله ولي التوفيق وهو المستعان.

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى