
أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد وحسينية الإمام المنتظر (عج) في الصويرة طريق المطار بتاريخ 6 رمضان 1446 للهجرة الموافق 7 آذار 2025 للميلاد بإمامة الشيخ طالب الزبيدي (أعزه الله ).
وكان محور الخطبة الأولى لصلاة الجمعة تابعتها “النعيم نيوز”. حول (شهر رمضان مدرسة التربية والفضيلة)
شهر رمضان هو مدرسة تربوية، شريطة أن ينظر إليها الإنسان كمدرسة يتعلم فيها القيم والمبادئ الأخلاقية والروحية. أما الذي يدخل هذا الشهر الكريم كما يدخل أي شهر آخر، فانه سوف لا يصبح بالنسبة إليه مدرسة، بل قد يسبب له انتكاسة وهبوطاً في المستوى الروحي بدلاً من أن يدفعه إلى الأمام.
مدرسة التقوى
هذه الحقيقة هي الحقيقة المهمة التي يجب أن ندركها في هذا الشهر الفضيل؛ فالصيام هو – بحد ذاته – مدرسة، لأنه يربي في الإنسان الإرادة، ويزوده فوق ذلك بصفة التقوى، هذه الصفة التي لو امتلكها الإنسان وتسلح بها لاستطاع أن يقاوم ضغط الشهوات، وضغط المجتمع..
والتقـوى هي أعظم سلاح بيـد الإنسـان، يستطيع بواسطتـه أن يسخر الطبيعة ويذللها له. يقول القرآن الكريم:
(يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) (البقرة، 183)
فالهدف من الصيام هو تنمية ملكة التقوى في نفس الإنسان، ولكن هل بإمكان الإنسان أن ينتفع من الصيام دون أن يسعى من أجل الحصول على هذه الصفة المثالية؟
الجواب: لا، بالطبع. فالذين يصومون دون أن يخلصوا لله تعالى عبادتهم، ودون أن يوحوا إلى أنفسهم بالدافع الحقيقي إلى الصوم، ويصومون دون أن يتورعوا في أيام وساعات صومهم ويوم إفطارهم.. فان مثل هؤلاء لا يمكن أن يستفيدوا من شهر رمضان الفائدة المرجوّة، كما جاء في الحديث الشريف: ” كم من صائم ليس له من صيامه إلاّ الجوع والعطش “.
ربيع الدعاء
بالإضافة إلى ذلك فان شهر رمضان المبارك هو ربيع الدعاء، والدعاء هو مدرسة للإنسان يستطيع من خلال التتلمذ فيها أن يسمو إلى أعلى عليين بأن يصقل ذاته، ويبلور مواهبه، ويتعرف على الطاقات الكامنة في نفسه ليستخرج كنوزها من خلال الدعاء.
فلو تدبر الإنسان المسلم في أدعية شهر رمضان المبارك، لحصل لـه جزء لا يستهان به من معرفة الله سبحانه وتعالى.
فأدعية شهر رمضان، وخصوصاً دعاء الافتتاح تزودنا بمعرفة الله تبارك وتعالى، ومعرفة صفاته وأسمائه إذا ما تلوناها بتدبر وتمعّن. أما إذا قرأنا الأدعية دون أن نتوجه إلى معانيها ونتدبر فيها، ودون أن نتعمق في كلماتها وأصولها، ويسودنا الشعور بأننا نقف أمام خالقنا ومن بيده أمرنا ومصائرنا، فان قراءة هذه الأدعية سوف تصبح بالنسبة إلينا كقراءة الصحف والقصص، وحينئد سوف لا يكون الدعاء مدرسة لنا.
فلننظر في شهر رمضان الكريم: كم درجة من التقوى ارتقينا؟ وكم مرتبة من الإيمان ارتفعنا؟ وليكن جهد الواحد منا منصباً على الحصول على درجات أعلى.
وكانت الخطبة الثانية لصلاة الجمعة حول کیف تستثمر كل لحظة من لحظات الشهر الكريم؟
كيف نصوم صوماً مميزاً؟
إن من الشعارات التي يتخذها المؤمن في كل شهر رمضان يمر عليه، هو: اللهم اجعله خير شهر رمضان مر علينا منذ أن خلقتنا. هناك الكثير منا لا تهمه إلا المكاسب المادية، فهو عينه على مكاسبه التي حصل عليها في السنة الماضية، فقد كان أعزبا على سبيل المثال وأصبح الآن متزوجاً، وقد كان عاطلا عن العمل وأصبح الآن موظفا، وقد كان مستأجرا وصار مالكاً، وإلى آخر هذه المزايا التي هي كلها وإن كانت جيدة ولكنها تحت دائرة الدنيا الفانية. إن الحياة الدنيا برمتها سيجعلها كما قال في محكم كتابه: (فَيَذَرُهَا قَاعٗا صَفۡصَفٗا * لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجٗا وَلَآ أَمۡتٗا).
هل وقفت على مكتسباتك المعنوية؟
أما المؤمن فعينه في كل سنة على مكتسباته المعنوية. فهو يحاسب نفسه ويسألها: هل كان لك صوم مميز؟ هل استيقظت وصليت صلاة الليل البارحة؟ هل أقبلت أو خشعت في صلواتك؟
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز