اخبار اسلامية
أخر الأخبار

بإمامة الشيخ حيدر الازيرجاوي.. ﺧﻄﺒﺘﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ بﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ

أقيمت ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ المباركة ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ بﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ، بإمامة الشيخ حيدر الازيرجاوي.

 

وقال الشيخ الازيرجاوي خلال ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، وتابعتها “النعيم نيوز”. ﻛﺮّﺱ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻜﺎﻇﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻬﺪه ﻹﻛﻤﺎﻝ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭﻳﻄﺮﺡ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﻟّﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺔ، ﺣﻴﺚ ﻣﺎﺭﺱ ﺍﻹﻣﺎﻡ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﺗﺤﺮّﻛﺎً ﻣﺸﻬﻮﺩﺍً ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻭﻗﺪّﻡ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ(ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ):-

ﺃﻭﻻً: ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﺨﻂ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ: ﺭﻛّﺰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﺨﻂّ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻻ ﺳﻴّﻤﺎ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻬﻢ ﻭﺗﺤﺮﻙ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺗﺠﻮﻳﺰ ﺍﻧﺪﺳﺎﺱ ﺑﻌﺾ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻓﻲ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ، ﻭﺃﺑﺮﺯ ﻣﺜﺎﻝ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻳﻘﻄﻴﻦ ﻭﻭﺻﻮﻟﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ; ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻋﺪّﺓ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺟﺔ ﻭﻫﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ:

ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ

ﺇﻥّ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺳﻴﺎﺳﻲ، ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﻁ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺃﻣﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﺟﺪّﺍً ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻴﺘﺨﺬ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﻴﻄﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺌﻼّ ﻳﺘﻌﺮّﺽ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﻟﻺﺑﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ. ﻭﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻤّﺎ ﻋﺰﻡ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ- ﺻﺎﺣﺐ ﻓﺦ- ﻭﺗﺪﺧﻞ ﺃﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻜﺎﻇﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺬﻫﺒﻪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻭﻻ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻩ ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻥ ﻳﻘﻨﻊ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ.ﻫﻨﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻳﻘﻄﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻨﺸﺎﻃﺎﺗﻪ.

ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻗﻀﺎﺀ ﺣﻮﺍﺋﺞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ

ﺇﻥّ ﻗﻀﺎﺀ ﺣﻮﺍﺋﺞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺨﻂّ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﻇﺎﻟﻤﺔ ﺗﻄﺎﺭﺩﻫﻢ ﻭﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ. ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﻳﺸﻜّﻞ ﻫﺪﻓﺎً ﻣﻬﻤّﺎً ﻳﺼﺐ ﻓﻲ ﺭﺍﻓﺪ ﺑﻘﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻳﻘﻄﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻜﺎﻇﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ، ﻭﻗﺪ ﻧﻬﺎﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻪ: “ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ﺇﻥّ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﻣﻊ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻟﻴﺪﻓﻊ ﺑﻬﻢ ﻋﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺎ ﻋﻠﻲ”.ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ: “ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﺈﻥ ﻟﻨﺎ ﺑﻚ ﺃﻧﺴﺎً ﻭﻹﺧﻮﺍﻧﻚ ﺑﻚ ﻋﺰّﺍً ﻭﻋﺴﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﺒﺮ ﺑﻚ ﻛﺴﻴﺮﺍً ﺃﻭ ﻳﻜﺴﺮ

ﺑﻚ ﻧﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ﻋﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ. ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﺧﻮﺍﻧﻜﻢ.. ﺍﺿﻤﻦ ﻟﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﺿﻤﻦ ﻟﻚ ﺛﻼﺛﺎً، ﺍﺿﻤﻦ ﻟﻲ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻠﻘﻰ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻨﺎ ﺇﻻّ ﻗﻀﻴﺖ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭﺍﻛﺮﻣﺘﻪ ﺃﺿﻤﻦ ﻟﻚ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻈﻠﻚ ﺳﻘﻒ ﺳﺠﻦ ﺃﺑﺪﺍً

ﻭﻻ ﻳﻨﺎﻟﻚ ﺣﺪ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺃﺑﺪﺍً ﻭﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺑﻴﺘﻚ ﺃﺑﺪﺍً…”.

ﻭﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ: ﻗﺎﻝ: ﻭﻟّﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺎﺏ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲَّ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻳﻄﺎﻟﺒﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻭﺧﻔﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺍﻣﻲ ﺍﻳّﺎﻫﺎ ﺧﺮﻭﺟﺎً ﻋﻦ ﻧﻌﻤﺘﻲ، ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻲ: ﺍﻧﻪ ﻳﻨﺘﺤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ، ﻓﺨﻔﺖ ﺃﻥ ﺃﻣﻀﻲ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ،

ﻓﺄﻗﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﺃُﺣﺐّ. ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺭﺃﻳﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻲ ﻫﺮﺑﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺣﺠﺠﺖ ﻭﻟﻘﻴﺖ ﻣﻮﻻﻱ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮ- ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ – ﻓﺸﻜﻮﺕ ﺣﺎﻟﻲ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﺎﺻﺤﺒﻨﻲ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎً ﻧﺴﺨﺘﻪ: “ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥّ ﻟﻠﻪ ﺗﺤﺖ ﻋﺮﺷﻪ ﻇﻼ ﻻ ﻳﺴﻜﻨﻪ ﺇﻻّ ﻣﻦ ﺃﺳﺪﻯ ﺍﻟﻰ ﺃﺧﻴﻪ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎً، ﺃﻭ ﻧﻔّﺲ ﻋﻨﻪ ﻛﺮﺑﺔ، ﺃﻭ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺳﺮﻭﺭﺍً، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺧﻮﻙ، ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ”.

ﻭﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﻳﻖ ﻗﻀﺎﺀ ﺣﻮﺍﺋﺞ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ: ﺟﺒﺎﻳﺔ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ ﺟﻬﺮﺍً ﻭﺇﺭﺟﺎﻋﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺳﺮﺍً.

ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻳﻘﻄﻴﻦ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻷﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ؟

ﻗﺎﻝ: “ﺍﻥ ﻛﻨﺖ ﻻﺑﺪّ ﻓﺎﺗﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ”.

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ: ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺒﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻋﻼﻧﻴﺔ ﻭﻳﺮﺩّﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮّ.

ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻣﺘﻘﻨﺔ ﻭﻣﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﻱ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﺗّﺼﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﻣﻊ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻳﻘﻄﻴﻦ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺪﺳﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻕ ﻭﻣﺴﻚ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺇﻣّﺎ ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺃﻭ ﻹﻧﺠﺎﺯ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺳﻴﺎﺳﻴّﺔ ﺃﻭ ﻓﻘﻬﻴّﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺮﺑﻪ ﻟﻬﺬه ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ.

ﻳﺤﺪّﺛﻨﺎ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺳﻼﻡ ﻋﻦ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻀﻤّﻨﻪ ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺺّ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:

ﻗﺎﻝ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺳﻼﻡ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ: ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻴﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻳﻘﻄﻴﻦ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺷﺘﺮﻳﺎ ﺭﺍﺣﻠﺘﻴﻦ، ﻭﺗﺠﻨّﺒﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ. ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﻴﻨﺎ ﺃﻣﻮﺍﻻ ﻭﻛﺘﺒﺎً ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺻﻼ ﻣﺎ ﻣﻌﻜﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻜﻤﺎ ﺃﺣﺪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺗﻴﻨﺎ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻭﺍﺷﺘﺮﻳﻨﺎ ﺭﺍﺣﻠﺘﻴﻦ ﻭﺗﺰﻭّﺩﻧﺎ ﺯﺍﺩﺍً، ﻭﺧﺮﺟﻨﺎ ﻧﺘﺠﻨّﺐ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺻﺮﻧﺎ ﺑﺒﻄﻦ ﺍﻟﺮّﻣﺔ

ﺷﺪّﺩﻧﺎ ﺭﺍﺣﻠﺘﻨﺎ، ﻭﻭﺿﻌﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻒ، ﻭﻗﻌﺪﻧﺎ ﻧﺄﻛﻞ ﻓﺒﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻛﺬﻟﻚ، ﺇﺫ ﺭﺍﻛﺐ ﻗﺪ ﺃﻗﺒﻞ ﻭﻣﻌﻪ ﺷﺎﻛﺮﻱ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮﺏ ﻣﻨّﺎ ﻓﺎﺫﺍ ﻫﻮ ﺃﺑﻮﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻘﻤﻨﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﺳﻠﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺩﻓﻌﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻛﻤّﻪ ﻛﺘﺒﺎً ﻓﻨﺎﻭﻟﻨﺎ ﺍﻳّﺎﻫﺎ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬﻩ ﺟﻮﺍﺑﺎﺕ ﻛﺘﺒﻜﻢ…

ﺛﺎﻧﻴﺎً: ﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ

ﺇﻥّ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻭﻟﻤﺎ ﻳﻤﺘﺎﺯ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻟﻮﻥ ﺧﺎﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﻭﻋﻤﻖ ﻓﻲ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ، ﻣﻤّﺎ ﺩﻓﻊ ﺑﺎﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﻋﻰ ﻭﻳﺸﺠﻊ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﻭﻳﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﺪﻳّﻦ ﻭﻳﻤﻨﺤﻬﻢ ﺳﻘﻔﺎً ﺧﺎﺻﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﻳﻤﺎﻧﻲ

ﻭﻳﺪﻓﻌﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺍُﻓﻖ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻳﺘﺤﺮّﻛﻮﻥ ﺑﻪ ﺿﺪ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﻴﻢ ﻭﻳﻮﻓّﺮ ﻟﻬﻢ ﻗﻮﺓ ﺗﻤﻨﺤﻬﻢ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻠﺔ ﻭﺳﻤﻮّ ﺍﻟﻨﻔﺲ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻧﻼﺣﻆ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:

1- ﺷﺤّﺬ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻬﻤﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻣﻮﺿﺤﺎً ﺃﻥّ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻻﻧﺼﺎﺭ ﺃﻭ ﻗﻠﺘﻬﺎ.ﻓﻌﻦ ﺳﻤﺎﻋﺔ ﺑﻦ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : “ﻳﺎﺳﻤﺎﻋﺔ ﺃﻣﻨﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺷﻬﻢ، ﻭﺃﺧﺎﻓﻮﻧﻲ ﺃﻣﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻّ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻻﺿﺎﻓﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ ﺍﻟﻴﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ:

﴿ﺇِﻥَّ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢَ ﻛَﺎﻥَ ﺃُﻣَّﺔً ﻗَﺎﻧِﺘًﺎ ﻟِﻠّﻪِ ﺣَﻨِﻴﻔًﺎ ﻭَﻟَﻢْ ﻳَﻚُ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤُﺸْﺮِﻛِﻴﻦ﴾ ﻓﺼﺒﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺎﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ. ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺁﻧﺴﻪ ﺑﺎﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﺍﺳﺤﺎﻕ، ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﺛﻼﺛﺔ. ﺃﻣﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻘﻠﻴﻞ، ﻭﺇﻥّ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﺃﺗﺪﺭﻱ ﻟﻢ ﺫﻟﻚ ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺟﻌﻠﺖ ﻓﺪﺍﻙ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺻﻴّﺮﻭﺍ ﺃﻧﺴﺎً ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻳﺒﺜّﻮﻥ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ، ﻓﻴﺴﺘﺮﻳﺤﻮﻥ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ”.

2- ﻟﻘﺪ ﺳﻌﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺷﻴﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺃﻭﺍﺻﺮ ﺍﻻﺧﻮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻻﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻗﻮﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺯﻋﺰﻋﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻀﻌﻴﻔﻬﺎ ﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ.

ﻟﻨﻘﺮﺃ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻌﺎً:

ﺳﺄﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻮﻣﺎً ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻪ: “ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺘﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﺭّ ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪ. ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : ﺃﻳﺄﺗﻲ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻣﻨﺰﻝ ﺃﺧﻴﻪ ﻓﻼ ﻳﺠﺪﻩ، ﻓﻴﺄﻣﺮ ﺑﺎﺧﺮﺍﺝ ﻛﻴﺴﻪ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﻓﻴﻔﺾّ ﺧﺘﻤﻪ ﻓﻴﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺣﺎﺟﺘﻪ، ﻓﻼ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ؟! ﻗﺎﻝ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻟﺴﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺣﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ”.

ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﺍﻟﻄﻴﺒﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ ﺷﻌﻮﺭﺍً ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻲ (ﺩﺍﻡ ﻇﻠﻪ) ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺻﻘﻞ
ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ، ﻭﺧﻄﻮﺭﺓ ﺇﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ
ﻭﺍﺣﺘﻔﺎﺀً ﺑﻨﺰﻭﻝ ﺃﻭﻝ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ )ﺍﻗْﺮَﺃْ( ﻭﺃﻭﻝ ﻗَﺴﻢٍ ﺍﻟﻬﻲٍ ﻓﻲ (ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ )ﻭﺍﻟﻘﻠﻢِ ﻓﻘﺪ ﺩﻋﺎ ﺳﻤﺎﺣﺘﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻤﺒﻌﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺭﺟﺐ (ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ) ﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻻﻟﻬﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ.
ﺗﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻼﺭﺗﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ، ﻭﺍﻹﺛﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ، ﻭﺍﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﺁﺭﺍﺀ ﻭﺗﺠﺎﺭﺏ ﻭﻣﻨﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ. ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺗﻀﻲﺀ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻭﺗﺜﺮﻱ ﺍﻟﻔﻜﺮ، ﻭﺗﺤﻔﺰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ، ﻭﺗﺼﻘﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ، ﻭﺗﻨﻤﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ، ﻭﺗﻘﻮﻱ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺗﻮﺳﻊ ﺍﻷﻓﻖ، ﻭﺗﺠﺪﺩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ، ﻭﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺕ، ﻭﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺰﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ، ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﺼﺮ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺣﻴﺚ ﺑﺪﺃ
ﺗﺪﻭﻳﻦ (ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ )ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻘﺮﻭﻥ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻭﺍﻟﺨﻂ، ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ.ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﺛّﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ.ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰﻭﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺣﻘﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺴﺎﺋﻞ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻌﺰﻭﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻋﺰﻟﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ؟
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﻤﻜﻦ ﺫﻛﺮ ﻋﺪﺓ ﺃﺳﺒﺎﺏ:
1/ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ؛ ﻓﻘﺪ ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺸّﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺗﻴّﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺁﻓﺎﻗﺎً ﻭﺍﺳﻌﺔ، ﻭﺃﺗﺎﺣﺖ ﻟﻬﻢ ﺃﺩﻭﺍﺕ
ﻣﺘﻌﺪّﺩﺓ ﺳﻬﻠﺔ ﻛﻲ ﻳﺤﺼﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪﻭﻧﻬﺎ ﺑﺄﺳﺮﻉ ﻭﻗﺖٍ، ﻭﺃﻗﻞ ﺟﻬﺪٍ ﻣﻤﻜﻦ، ﻛﻤﺎ ﻣﻜّﻨﺖ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘّﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤُﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻣﻦ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮّﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻱ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤَﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻣﻤّﺎ ﺃﺣﺪﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮًﺍ ﻓﻲ ﺃﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨّﺎﺱ.
2/ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﺷﻲ؛ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﻗﻠّﺔ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﻤُﺘﺎﺡ ﻟﻠﻨّﺎﺱ؛ ﻓﺎﻟﻌﺎﻣﻞ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﺒﻜّﺮًﺍ ﻭﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻻّ ﻣﺘﺄﺧﺮًﺍ، ﺣﺘّﻰ ﻳﺘﺴﻨّﻰ ﻟﻪ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻋﻴﺸﻪ ﻓﻲ ﻇﻞّ ﻇﺮﻭﻑٍ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳّﺔ ﺻﻌﺒﺔ، ﻭﺗﺤﺪّﻳﺎﺕٍ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺃﻭﻟﻮﻳّﺔ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺑﻴﻨﻤﺎ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﺃﻣﺮًﺍ ﺛﺎﻧﻮﻳًّﺎ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻫﺎﻣﺸﻴًّﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘّﻐﻴّﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ, ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ (ﻉ) ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ) ﺃُﻑٍّ ﻟﺮﺟﻞٍ-ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ- ﻻ ﻳُﻔَﺮِّﻍ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﻤﻌﺔ ﻷﻣﺮ ﺩﻳﻨﻪ ﻓﻴﺘﻌﺎﻫﺪﻩ ﻭﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻪ(١).

3/ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺔ؛ ﻛﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، ﻭﻋﺪﻡﻭﺟﻮﺩ ﻭﻗﺖ ﻛﺎﻑٍ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻭﻻﻟﺘﺰﺍﻣﻬﻢ ﺑﻮﺍﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻤﻲ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﻭﺗﺜﺮﻱ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭﺗﺠﻌﻞ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻮﻗﺪًﺍ.
4/ ﺍﻟﻌﺰﻭﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ؛ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺰﻭﻓﺎً ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ، ﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ، ﻭﺍﻟﻔﻦ، ﻭﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻭﺍﻷﺷﻌﺎﺭ، ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ، ﻭﺍﻷﻟﻐﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﻴﺪ.
5/ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﻞ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﻣﻤﻨﻬﺠﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻮﺻﻠﻮﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻﺗﺠﺪﻱ ﻧﻔﻌﺎ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻦ ﺍﻟﻢﺀ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﻳﻮﺟﻬﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻃﺮﻓﺔ، ﻭﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻬﻨﺔ، ﻭﻫﻜﺬﺍ…
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﻘﺮﺃ ؟
ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰﺓ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻋﺪﻳﺪﺓ، ﻧﺠﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻵﺗﻴﺔ:
1 – ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﻭﻓﺎﻋﻼً ﻣﺮﺿﻴَّﺎً ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ , ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ (ﺩﺍﻡ ﻇﻠُّﻪ) ﻓﻌﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﻭﻳﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻛﻞ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻷُﺧﺮﻯ ﻭﻳﺘﺰﻭﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻻ ﺍﻟﺸﻜﻠﻲ ﻭﻟﻴﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎً ﻓﺎﻋﻼً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻟﻴﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺰﻉ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ، ﻭﻟﻴﺤﻈﻰ ﺑﺮﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻳﺘﺄﺳﻰ ﺑﺮﺳﻮﻟﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ). (٢)
2- ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﺼﺪﺭ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ: ﺗﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻻﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ، ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺃﻭﺳﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺴﺐ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻮﻋﻬﺎ ﻭﺗﻌﺪﺩ ﻣﺸﺎﺭﺑﻬﺎ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﺸﺠﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻭﺣﺚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ، ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﺠﻌﺔ ﻟﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ, ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻠﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﻬﺮ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻳﺔ ﺷﻬﺮﺍً ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ.ﺃﻣﺎ ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﻛﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ
ﻛﺎﻟﻮﺍﺗﺴﺎﺏ ﻓﻘﺪ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺸﺘﺘﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ، ﻭﻏﻴﺮ ﺭﺻﻴﻨﺔ ﻋﻠﻤﻴﺎً ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰﺓ.
ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺗﻌﺪ ﻣﺼﺪﺭﺍً ﻭﻣﻔﺘﺎﺣﺎً ﻟﻠﻌﻠﻢ، ﻻ ﻏﻨﻰ ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﺎﺩﺓ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻛﺘﺴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺇﺛﺮﺍﺀ ﻭﺇﻏﻨﺎﺀ ﻟﻔﻜﺮﻩ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻪ، ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻟﻮﻋﻴﻪ ﻭﻧﻀﺠﻪ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ.
3- ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ: ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺫﺍﺗﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻀﺞ ﻭﺍﻟﺮﺷﺪ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﺗﻔﻴﺪ ﻓﻲ ﺻﻘﻞ ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ ﻭﻣﻮﺍﻫﺒﻪ، ﻭﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺨﺰﻭﻧﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ، ﻭﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺧﺒﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺜﻘﻔﺎً ﻭﻭﺍﻋﻴﺎً، ﻭﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺎﻭﺭ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﺍﻟﺘﺜﺎﻗﻒ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺶ ﺑﺜﻘﺔ
ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ؛ ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺮﺃ، ﺃﻭ ﻳﻘﺮﺃ ﻧﺎﺩﺭﺍً ﺣﻴﺚ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﻟﻤﺆﻫﻼﺕ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻭﺍﻟﺠﺪﻝ.
4- ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﺘﻌﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﺔ: ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺷﻌﻮﺭﺍً ﺑﺎﻟﻤﺘﻌﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﺔ، ﻭﻗﺪ ﺟﺮّﺏ ﻣَﻦ ﺻﺎﺣًﺐَ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺗﻮﻟّﻊ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺃﻱّ ﺃُﻧﺲٍ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓٍ ﻳﺤﻴﺎﻫﺎ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﺣﻴﺎﻧﺎً ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﺗﻤﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺪﺭﻱ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﺭﻭﺿﺔ ﻏﻨّﺎﺀ ﺿﻤّﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻬﻔﻮ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺗﻠﺬ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻴﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﻄﺮﺏ ﺍﺛﻨﺎﺀ
ﺃُﻧﺴﻪ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻭﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ، ﻭﻣﻌﻪ ﺣﻖ ﻓﻤﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺮﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﻟﺬﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ــــــــــــ
(1)ﺍﺻﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﺑﺎﺏ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺗﺬﺍﻛﺮﻩ: 15 / ﺡ8.
(2)ﻗﺒﺲ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ” ﺍﻗﺮﺃ ﻭﺭﺑُّﻚ ﺍﻷﻛﺮﻡ” .

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى