اخبار اسلامية

بإمامة الشيخ حيدر الازيرجاوي أقيمت صلاة الجمعة في جامع الرحمن

أقيمت خطبتي صلاة الجمعة في المنصور جامع الرحمن بإمامة الخطيب الشيخ حيدر الازيرجاوي  “دام توفيقه”.

 

وجاء في الخطبة الأولى، تابعتها “النعيم نيوز”

“في هذه الخطبة نسلط الضوء على بعض من صفات رسول الله صلى الله عليه وآله والتي ذكرها سماحة المرجع اليعقوبي في كتابه الأسوة الحسنة وهي:

الصفة الأولى: الإلتفات وعدم الغفلة واخذ الدروس والعبر من كل الحوادث فقد قيل للقمان الحكيم: ممن استفدت الحكمة؟ قال من الجاهلين، أرى الفعل منهم فأستنكره فأحرص على اجتنابه، وفي الحديث (العاقل من اتعظ بغيره)

يمر رسول الله صلى الله عليه وآله على ماء جار والماء طهور من الخبائث المادية فيأخذ منه مثلا ويقول: (لو كان على باب أحدكم نهر فاغتسل في كل يوم منه خمس مرات، أكان يبقى في جسده من الدرن شيء؟ قالوا: لا، يارسول الله. فقال: كذلك الصلاة فإن أداءها خمس مرات لايبقي من السيئات شيئا)

الصفة الثانية: الحذق والدراسة ودقة النظر في الأمور وقد بين الله تعالى أحد  مظاهر هذه الصفة فيه صلى الله عليه وآله يقول عز من قائل:(ولتعرفنهم في لحن القول) فكان صلوات الله عليه يعرف باطن المنافقين من خلال كلماتهم

إن هذه الصفة مهمة في شخصية المتصدي للمسؤولية خصوصا إذا كانت مسؤولية اجتماعية 

فلو كان ساذجا سوف تمرر عليه المخططات الخبيثة بعناوين براقة كما يحدث اليوم من محاولة تمرير قوانين المثلية تحت عنوان الحرية في اختيار النوع وحقوق الإنسان وتمريرها إلى المناهج التعليمية وهذا يضاعف المسؤولية على المجتمع عموما وأولياء الأمور والمتصدين للحذر والانتباه.

الخطبة_الثانية :

عنوان الخطبة : الخط التربوي للإمام الصادق عليه السلام

لم تكن علاقة الإمام الصادق ع مع جماعته وأصحابه من الناحية التربوية قائمة على أساس الوعظ والإرشار العام من دون تشخيص لمستويات وواقع سامعيه فكريا وروحيا وما يحتاجون إليه، بل كان يستهدف البناء الخاص ويميز بينهم ويزق لهم الفكرة التربوية

التي تحركهم نحو الواقع ليكونوا على استعداد تام لتحمل مسؤولية إصلاح الأمة فكان يزودهم بالأسس والقواعد التربوية الميدانية التي تؤهلهم

لتجاوز الضغوط النفسية والاقتصادية ويمتلكوا الأمل الإلهي في تحقيق اهدافهم و نشير هنا إلى بعض مارفد به الإمام أصحابه من توجيهات

ضمن عدة نقاط

النقطة الأولى في الدعوة إلى الإصلاح

قال (عليه السلام) ( إنما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من كان فيه ثلاث خصال: عالم بما يأمر عالم بما ينهى ، عادل فيما يأمر ، عادل فيما ينهي رفيق فيما يأمر رفيق فيما ينهى واعتبر الإمام  النقد البناء سببا لسد الفراغ والضعف الذي يصيب

الأفراد عادة ، فقال(ع): (أحب أخواني إلي من أهدى إلي عيوبي)

وقال (ع)، (إذا بلغك من اخيك ماذكره، فاطلب له العذر إلى سبعين عذرا فإن لم تجد له عذرا فقل لنفسك لعل له عذرا لانعرفه لعنه)

النقطة الثانية: العامل التربوي في مجال العلم والتعلم –

أكد الإمام الصادق (ع) على الخطورة التي تترتب على الرسالة العلمية إذا انفكت عن قاعدتها الأخلاقية ووظف العلم لأغراض دنيوية وما ينجم عنه من تشويه لهذه الرسالة المقدسة ، وقد لعب هذا الفصل بين العلم وقاعدته الأخلاقية دورا سلبيا حيث انتج ظاهرة وعاظ السلاطين التي وضعت الدين المصلحة السلطان من هنا حذر الإمام (ع) من هذه الظاهرة ضمن تصنيفه لطلبة العلم قائلا: (طلبة العلم ثلاثة فاعرفوهم بأعيانهم وصفاتهم: صنف يطلبه للجهل والمراء، وصنف يطلبه للإستطالة والختل، وصنف يطلبه للفقه والعقل. 

فصاحب الجهل والمراء، مؤذ ممار متعرض للمقال في أندية الرجال بتذاكر العلم وصفة الحلم قد تسربل بالخشوع وتخلى عن الورع فدق الله من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه. 

وصاحب الإستطالة والختل ذو خب وملق يستطيل على مثله من أشباهه ويتواضع للأغنياء من دونه، فهو لحلوائهم هاضم، ولدينه حاطم، فأعمى الله على هذا خبره، وقطع من آثار العلماء أثره.

وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة وحزن وسهر، قد تحنك في برنسه، وقام الليل في حندسه، يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا على شأنه، عارفا بأهل زمانه، مستوحشا من أواثق أخوانه فشد الله على هذا أركانه واعطاه يوم القيامة أمانه)

النقطة الثالثة: الضابطة التربوية للتصدي والقيادة 

وضع الإمام قاعدة أخلاقية تربوية عامة يتعامل بها المؤمن ويطبقها في حياته في تصديه لأي منصب أو قيادة في كل مجال فقال عليه السلام 

(من دعا الناس إلى نفسه، وفيهم من هو أعلم منه، فهو مبتدع ضال)

النقطة الرابعة: المحنة والقدرة على المقاومة.

لقد عبأ الإمام الصادق عليه السلام شيعته وعاهدهم في أكثر من مرة قائلا: إن الإنتماء لخطه سوف يترتب عليه من الاضطهاد والابتلاء ما لا يطيقه أحد إلا من اختاره الله سبحانه.

قال عليه السلام:(إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه)

وقال أيضا:(إنا لنصبر ، وإن شيعتنا لأصبر منا، قال الراوي فاستعظمت ذلك فقلت: كيف يكون شيعتكم أصبر منكم؟! فقال عليه السلام: إنا لنصبر على ما نعلم وأنتم تصبرون على ما لاتعلمون)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى