اخبار اسلامية
أخر الأخبار

‘بإمامة الشيخ حسين المندلاوي‘.. إقامة صلاة الجمعة في خانقين

أقيمت صلاة الجمعة، بمسجد وحسينية الإمام الحسن المجتبى (ع) في خانقين/منطقة علي مراد، بإمامة الشيخ حسين المندلاوي، وحضور جمع من المؤمنين.

 

وذكر مراسل “النعيم نيوز”، أن “عنوان الخطبة الأولى (شهر رجب,شهر الطاعة والغفران)

هو من الأشهر العظيمة فهو أول أشهر النور الثلاثة رجب وشعبان وشهر رمضان التي تعتبر موسماً روحياً وعبادياً يعزز في أنفسنا وفي شخصيتنا البعد الروحي، ويساعدنا على ضبط شهواتنا وأهوائنا ورغباتنا المادية.

وهو من الأشهر الحرم التي تحدث عنها القرآن الكريم، بقوله تعالى: (إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ )، وهذه الأربعة ثلاثة منها متتالية وهي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم وواحد فرد وهو رجب.

وهو الشهر الأصب لأنه تصب الرحمة فيه صبا فعن النبي (ص): رجب شهر الاستغفار لأمتي فأكثروا فيه الاستغفار، فإنه غفور رحيم، ويسمى الرجب الأصبّ لأن الرحمة على أمتي تُصب صبّاً فيه.

قد وردت في فضل شهر رجب روايات كثيرة، منها:

ما رُوي عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إنّ رجب شهر الله العظيم لا يقاربه شهر من الشهور حرمة وفضلاً. وعن الإمام موسى بن جعفر (ع) أنه قال: رجب شهر عظيم يضاعف اللَّه فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات.

وقد دعت الروايات والأحاديث الواردة عن أئمة أهل البيت (ع) إلى استثمار النفحات الإلهية في هذا الشهر المبارك والاستفادة من عطاءاته الروحية والمعنوية، من خلال ثلاث برامج تم التأكيد على استحبابها والعمل على تطبيقها في هذا الشهر:

البرنامج الأول: هو البرنامج الروحي العبادي، أي صيام ما أمكن من أيام هذا الشهر الفضيل، والصلاة والدعاء والذكر والاستغفار فيه، وإحياء ليلة الرغائب فيه بالصلاة والدعاء. وهي ليلة الجمعة الأولى منه.

فالصوم في شهر رجب هو من أبرز تلك البرامج وهو من المستحبات المؤكدة فيه والذين يتطلعون إلى نيل الدرجات العالية عند الله وإلى الارتقاء الروحي، والمعنوي، لا يكتفون بصيام شهر رمضان الواجب، بل يصومون في رجب وفي شعبان وفي غيرهما من الشهور.

فمن استطاع أن يصوم شهر رجب كله فقد نال النصيب الأوفى، وإلا فليصم نصفه أو ثلثه أو ربعه، أو أول يوم وآخر يوم منه، ولا ينبغي أن يفوت الإنسان الصوم في شهر رجب، ولو يوماً واحداً.

روي عن الإمام موسى الكاظم : (ع) رجب نهر في الجنة أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، فمن صام يوماً من رجب سقاه اللَّه من ذلك النهر.

وعن علي بن سالم عن أبيه قال: دخلت على الصادق جعفر ابن محمد (عليهما السلام) في رجب وقد بقيت منه أيام، فلما نظر إليّ قال لي: يا سالم هل صمت في هذا الشهر شيئاً؟ قلت: لا واللَّه يا بن رسول اللَّه. فقال لي: لقد فاتك من الثواب ما لا يعلم مبلغه إلا اللَّه عز وجل، إن هذا شهر قد فضله اللَّه، وعظم حرمته، وأوجب للصائم فيه كرامته.

أما الصلاة والدعاء والذكر والاستغفار فهذه كلها من مستحبات هذا الشهر، فالمواظبة على أداء النوافل اليومية وخاصة صلاة الليل من المستحبات المؤكدة في شهر رجب، وهناك صلوات بكيفيات خاصة غير النوافل اليومية، يستحب أداؤها في أيام وليالي هذا الشهر المبارك، وهناك أدعية خاصة، تذكّر الإنسان بعظمة ربه وبأسمائه الحسنى، وتوجه الإنسان إلى مكارم الأخلاق، وإلى التحلي بالصفات الجميلة والسلوك الرزين، وقد ورد استحباب قراءتها والمواظبة عليها في هذا الشهر الفضيل، وهي مذكورة في كتب الأدعية المعروفة كمفاتيح الجنان للشيخ القمي وغيره.

وقد ورد عن الصادق(ع) أنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: رجب شهر الاستغفار لاُمَّتي، فأكثروا فيه الاستغفار فإنه غفور رحيم. ويسمى رجب الأصبّ لأنّ الرحمة على أُمّتي تصبُّ فيه صَبّا، فاستكثروا من قول: أَسْتَغْفِرُ الله وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ.

البرنامج الثاني: هو البرنامج الاجتماعي, كالصدقة وقضاء حوائج الناس والسعي لمعونتهم ورفعالحرمان عنهم، فإن للصدقة في الأزمنة المباركة فضل وأجر مضاعف, والصدقة لا تقتصر على المساعدات المالية للمحتاجين, بل تشمل كل ما فيه خدمة للمجتمع, ومعالجة لمشاكل الناس.

إن مساعدة الفقراء والمحتاجين تدل على صدق تديّن الإنسان، ولعله لذلك سمّيت صدقة من الصدق، بينما التجاهل لأوضاع المحرومين، علامة على كذب إدعاء التدين، فلا يثبت للإنسان دين وإيمان مع إعراضه عن حاجات الضعفاء والفقراء، يقول تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ الماعون: الآيات 1 ـ 3.

وإذا كانت الصدقة مطلوبة في كل وقت، ولها نتائجها العظيمة على حياة الإنسان قبل آخرته، حيث إنها كما ورد في الأحاديث، تدفع البلاء وتزيد الرزق، وتطيل العمر، إلا أنها في هذا الشهر الكريم أكثر ثواباً وأعظم بركة.

ففي حديث مروي عن رسول اللَّه (ص) كان يتحدث فيه عن فضل شهر رجب والصيام فيه قال: يتصدق كل يوم برغيف على المساكين، والذي نفسي بيده إنه إذا تصدّق بهذه الصدقة كل يوم ينال ما وصفت وأكثر، إنه لو اجتمع جميع الخلائق على أن يقدّروا قدر ثوابه ما بلغوا عشر ما يصيب في الجنان من الفضائل والدرجات.

البرنامج الثالث: هو البرنامج المعرفي بتعميق الوعي بعقائد الدين واحكامه وتشريعاته وقيمه، والوعي بمفاهيم الإسلام، والتدبر في آيات القرآن الكريم ومضامين الأدعية المأثورة, وقراءة الكتب النافعة، لأنه مع الأسف أبناء مجتمعنا تخلوا عن القراءة والمطالعة، وحضور الدروس المفيدة. والإقبال على المساجد والاستماع للمواعظ، فان المساجد هي حصون المؤمنين والمؤمنات، والاستماع للمواعظ والخطب والدروس المفيدة، تخلق حالة من الوعي الديني والاجتماعي والسلوكي والسياسي نحن بحاجة إليها.

نحن بحاجة إلى البرنامج الروحي والعبادي لنقوي علاقتنا بالله وارتباطنا به، وبحاجة إلى البرنامج الاجتماعي لنعمق ارتباطنا ببعضنا وبالناس، وبحاجة إلى البرنامج المعرفي لنعمق وعينا وثقافتنا ونملك البصيرة بما يدور من حولنا، ولنواجه التحديات التي يفرضها علينا الأعداء ونقوم بمسؤولياتنا على هذا الصعيد.

الأمور المستحبة في هذا الشهر

أولاً: الاستغفار.. إن شهر رجب هو شهر الإنابة إلى الله عز وجل، فقد روي عن النبي -صلى الله عليه وآله- أنه قال: (رجب شهر الاستغفار لأمتي، فأكثروا فيه الاستغفار؛ فإنّه غفورٌ رحيم.. ويسمّى الرجب الأصبّ؛ لأن الرّحمة على أمتي تصب صبّاً فيه، فاستكثروا من قول: أَسْتَغْفِر اللهَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ).. لذا فإنه يجب على الإنسان خلال هذا الشهر، أن ينظف بيت الروح الذي أهمله لتسعة أشهر، وذلك باتخاذ أول خطوة وهي الاستغفار.

ثانياً: تصفية النفس.. إن المؤمن حريص على كسب مرحلة الغفران، وعلى الاستغفار، وتصفية النفس قبل شهر رمضان.. فلنحاول أن نخرج أنفسنا من آبار الأهواء والشهوات التي أسقطنا أنفسنا فيها، كُلنا كمثل يوسف في غيابات الجُب، كُلنا دون المستوى الطبيعي.. لذا علينا في هذين الشهرين أن نُخرج أنفسنا من هذهِ الآبار العميقة -بعضُنا في حفرة، وبعضُنا في بئرٍ عميق- كي نحلق في أول ليلة من ليالي شهر رمضان، وكما قال الشاعر:

ومن يتهيّب صعود الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحفر

ثالثاً: اغتنام الفرص.. إن هذا الشهر سمي بالأصبّ؛ لأن الرحمة الإلهية فيه تصبّ على الأمة صبّاً.. فرقٌ بينَ باب مفتوح فتحة بسيطة، وهناك أناس كثيرون وراء الباب يدخلون واحداً واحداً.. وبينَ الأبواب المُشرّعة، الكُل يدخل في فترةٍ قصيرة!.. في شهر رجب أبواب الرحمة الإلهية مُفتحة: فذنبٌ واحد في غير شهر رجب، قد يحتاج إلى سبعين استغفار بدمعة في جوف الليل؛ عسى ربنا أن يغفر لنا.. أما في رجب فاستغفارٌ واحد يكفي، لذا علينا أن نستكثر من هذا الذكر المحمدي: (اَسْتَغْفِر اللهَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ).. ومن يكون في هذه الشهور في بلاد بعيدة: أجنبية، أو إسلامية، ويسترخي قليلاً في أمر دينه؛ ولا يراقب مأكله ولا مشربه؛ ليعلم أن هذا الشهر شهر الرحمة الغامرة، فحيثما كنت اغتنم هذه الفرصة!..

رابعاً: الالتزام بالدعاء المخصوص بهذا الشهر.. في الحديث يروي السيد ابن طاووس: عن محمد بن ذكوان المعروف بالسجّاد -لأنه كان يكثر من السجود والبكاء فيه حتى ذهب بصره- قال: قلت للصادق -عليه السلام-: جعلت فداك!.. هذا رجب علّمني فيه دعاءً ينفعني الله به، قال عليه السلام: (اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، قل في كل يوم من رجب صباحاً ومساءً، وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك: “يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ!.. يا مَنْ يُعْطِي الكَثيرَ بِالقَلِيلِ!.. يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ!.. يا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ؛ تَحَنُّنا مِنْهُ وَرَحْمَةً!.. أَعْطِنِي بِمَسأَلَتِي إِيّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيا وَجَمِيعَ خَيْرِ الآخرةِ، واصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ الآخرةِ؛ فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ما أَعْطَيْتَ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ يا كَرِيمُ”)!..

إن في هذا الدعاء نقاطاً دقيقة ينبغي الالتفات إليها: فأنت لا تسأل الله -عز وجل- بقربك منه مثلاً، أو بحقك عليه؛ بل أنت تعلم أنك لا تستحق ولكنك سائل.. ورب العالمين خزائنه بين الكاف والنون؛ فما المانع أن يعطيك خير الدنيا والآخرة إذا أراد {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}؟..

لذا عليك أن تتكلم مع الله -عز وجل- بما يجعله يريد.. فإذا رقّ قلبك، ودمعت عينك، وأحسست بشيء من علامات الاستجابة؛ عليك بهذا الدعاء.. وفي الحديث: (إذا رق القلب، وجرى الدمع.. فدونك!.. دونك!.. فقد قصد قصدك)”.

 

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى