اخبار اسلامية
أخر الأخبار

بإمامة الشيخ حسن الغزي.. إقامة صلاة الجمعة في جامع جنات النعيم بكربلاء المقدسة

أقيمت صلاة الجمعة العبادية بإمامة فضيلة الشيخ حسن الغزي (حفظه الله)، في جامع جنات النعيم بكربلاء المقدسة.

 

وافتتح خطبته المباركة بقول الله عز وجل
(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) القصص.

المنهج الوحيد المعصوم والذي يستطيع إيصال البشرية الى بر الأمان والى السعادة في الدارين هو منهج السماء ومشروع الأنبياء عليهم السلام لذلك احتاج الانسان الى تسديد من خلال عامل الوحي حلقة الوصل بين السماء والأرض.

الاستضعاف على نوعين :
1- سلبي : الخنوع والذلة.
القران ينتقد هذه الحالة ويستنكر حالة الرضا وعدم العزم على التغيير، قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا).

2- إيجابي : الاستضعاف الذي يحول الى حركة وبناء حتى يتوقف على تمكين الأرض.
وظائف القائد :
من وظائف القائد التخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل وبيان خطة واضحة طويلة الأمد حول مشروعه وأداء الرسالة التي كلف بها.
من هنا أوضح سماحة المرجع اليعقوبي (كيف ان اهل البيت (عليهم السلام) برؤية استراتيجية حول الاستضعاف الى انتصار وتمكين في الأرض).

لذلك نلاحظ ان الآية المباشرة التي تبين منهج الاستضعاف الفرعوني كجزء من المشروع الاستكباري تأتي الآية المباشرة فتقول، قال تعالى (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿5﴾وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿6﴾) سورة القصص.
فالاستضعاف الإيجابي ان يحول القائد هذا الاستضعاف الى حالة استنهاض للامة كما فعل الامام الحسين عليه السلام، وهذه الرؤية قد تأثر الكثير من القادة كما ينقل عن غاندي (تعلمت من الحسين ان أكون مظلوماً فانتصر).

الامام العسكري والتمكين في الأرض:

واحدة من الطرق التي طرحها القران الكريم لتحويل الاستضعاف الى تمكين في الأرض هي الهجرة، قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا).
الهجرة بنظر القائد الإيجابي هو طرح طريق بديل للعمل الرسالي وإيجاد ارض أخرى لمشروعه كما فعل النبي صلى الله عليه واله بالهجرة الى المدينة امام العسكري فكانت هجرته الى ارض الله الواسعة بإيجاد وخلق نظام الوكالة باعتبار التضييق الشديد على القائد المعصوم عليه السلام.
• كانت سياسة العباسيين تجاه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تتمحور حول دمجهم بالجهاز الحاكم، لامتصاص ثورة الشيعة من جهة، ولضمان مراقبة الأئمة مراقبة دقيقة من جهة ثانية، ولعزلهم عن قواعدهم ومحبيهم من جهة ثالثة، وكانت هذه السياسة قائمة منذ عهد الإمام الرضا (عليه السلام) الذي أجبره المأمون على قبول ولاية العهد، وكانت هذه السياسة العامة لا تمنع العباسيين من سجن الأئمة ودسّ السمّ لهم كلما أحسّوا بالخطر.
ولقد بقيت هذه السياسة متّبعة حتى عهد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) فكان كوالده مجبراً على الإقامة في سامراء، ملزماً بالحضور إلى بلاط الخليفة كلّ يوم اثنين وخميس.
• فتميّز موقف الإمام العسكري (عليه السلام) من الحكّام بالإحتراس الشديد، والحذر التام من هؤلاء الطغاة، وعدم إثارة حفيظة هؤلاء، وإعطائهم أيّ مبرر للهجوم عليه، وإن كان مجرد وجود إمام من أئمة أهل البيت سينغّص عيش هؤلاء الحكّام ويثير حفيظتهم، فكيف بتخيّل وجود شيعة له يحبونه ويميلون إليه، ويطيعونه، فكيف لا تتأجج نار الغيرة منه والحقد عليه في قلوبهم؟! وخاصّة مع وجود الواشين عليه، والساعين لدى السلطان بالشرّ والوقيعة بالإمام وما أكثرهم!!
قدّم الإمام على الصعيد الخاص جهداً كبيراً تمثل في الإشراف على قواعده الشعبية ذات الوزن السياسي والثقافي والاجتماعي المتعاظم، ولم يمنعه تضييق الحكّام عليه، ومراقبتهم الشديدة لتحركاته، من تنظيم هذه القواعد وحماية وجودها، ومدّها بكلّ أسباب البقاء والنمو، والصمود والارتفاع إلى مستوى الطليعة المؤمنة.
• وفي هذا السبيل كوّن شبكة التواصل السري بينه وبين هذه القواعد، ومتّن نظام الوكلاء الذين كانوا يؤدون إليه، ويؤدون عنه بأمره، وبواسطة هؤلاء الوكلاء كانت كلّ أخبار وأحوال شيعته تصل إليه، وكلّ إرشاداته وتعاليمه تصل إليهم، وبواسطة هؤلاء الوكلاء تمّ تنظيم الأمور الاقتصادية والمعاشية لشيعته، وانتقال الأموال منهم إليه ومنه إليهم طبقاً للحاجات والمصالح التي كان يراها، وكلّ ذلك بسرية تامّة، وبأساليب وطرق تخفى على السلطة رغم شدّة مراقبتها، وبذله

أقصى الجهد لكشف أساليب الإمام في هذا المجال.

• وكما أعدَّ الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) جماعة من الوكلاء، فقد أعدَّ جيلاً من العلماء والفقهاء الذين تتلمذوا وتربوا على يديه الكريمتين، وسنحت لهم الفرصة للنهل من بحر علمه الواسع في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وفقه أهل البيت (عليهم السلام) ومختلف صنوف المعرفة.
ورغم ظروف القهر والمحاصرة والضغط السياسي التي كانت تضيق الخناق على نشاط الإمام الديني والمعرفي، فقد أُحصيت أسماء أصحابه ورواة أحاديثه فجاوزت المائتين محدثٍ وراوٍ.

وعرجّ الخطيب بخطبته المباركة على الحل الرئيسي الذي يؤهل الفرد لنصرة الحق والثبات عليه

حياة القلب

لقد اهتمّ الإسلام بقلب الإنسان اهتماماً بالغاً، حتى نزلت الكثير من آيات القرآن الكريم لتشرح أهمية القلب ودوره.
فالقلب هو المعيار المميز بين الإنسان الصالح وغيره، يقول تعالى: “ومن النّاس من يُعْجبُك قوْلُهُ في الْحياة الدُّنْيا ويُشْهدُ اللّه على ما في قلْبه وهُو ألدُّ الْخصام” .
وببركة هذا القلب يستطيع الإنسان أن يميّز بين الحق والباطل “هُو الّذي أنزل عليْك الْكتاب منْهُ آياتٌ مُّحْكماتٌ هُنّ أُمُّ الْكتاب وأُخرُ مُتشابهاتٌ فأمّا الّذين في قُلُوبهمْ زيْغٌ فيتّبعُون ما تشابه منْهُ ابْتغاء الْفتْنة وابْتغاء تأْويله وما يعْلمُ تأْويلهُ إلاّ اللّهُ والرّاسخُون في الْعلْم يقُولُون آمنّا به كُلٌّ مّنْ عند ربّنا وما يذّكّرُ إلاّ أُوْلُواْ الألْباب” .
وأما من أصاب قلبه المرض فإنه سيسلب التوفيق، وسيزداد مرضاً وبعداً عن الله تعالى حتى يصل إلى العذاب الأليم “في قُلُوبهم مّرضٌ فزادهُمُ اللّهُ مرضاً ولهُم عذابٌ أليمٌ بما كانُوا يكْذبُون” .
وأما صاحب القلب الحي فإنه كالأرض الصالحة الزكية التي تثمر فيها أشجار السعادة وتحيى بربيع دائم “وإذا ما أُنزلتْ سُورةٌ فمنْهُم مّن يقُولُ أيُّكُمْ زادتْهُ هذه إيمانًا فأمّا الّذين آمنُواْ فزادتْهُمْ إيمانًا وهُمْ يسْتبْشرُون * وأمّا الّذين في قُلُوبهم مّرضٌ فزادتْهُمْ رجْسًا إلى رجْسهمْ وماتُواْ وهُمْ كافرُون” .
فالقلب إذاً له الكلمة الفصل في مصير سلوك الإنسان في الدنيا ومصيره في الآخرة، وقد علمنا الله تعالى في كتابه الكريم أن ندعو بثبات هذه القلوب على الحق “ربّنا لا تُزغْ قُلُوبنا بعْد إذْ هديْتنا وهبْ لنا من لّدُنك رحْمةً إنّك أنت الْوهّابُ” .
من هنا كيف نستطيع أن نبعد هذا القلب عن مهالكه، ونؤمّن له ما يحميه ويقوي دوره الصحيح في حياتنا؟ يكون ذلك من خلال منع أسباب الظلمات، وبعث النور في القلب من جديد، وتقويته في مواجهة الفتن والتحديات

الامر الأول : أسباب الظلمات ورفعها
١- حب الدنيا :
“واصْبرْ نفْسك مع الّذين يدْعُون ربّهُم بالْغداة والْعشيّ يُريدُون وجْههُ ولا تعْدُ عيْناك عنْهُمْ تُريدُ زينة الْحياة الدُّنْيا ولا تُطعْ منْ أغْفلْنا قلْبهُ عن ذكْرنا واتّبع هواهُ وكان أمْرُهُ فُرُطًا” .
إن التعلق بالدنيا وحبها يفسد القلب، ويجعله ساحة سهلة أمام زمر الشيطان، من هنا لا بد للإنسان المؤمن من أن يقطع هذا التعلق بالدنيا الذي يجعلها هدفاً وغاية بدل الآخرة

٢- ارتكاب المعاصي:
سلوك الإنسان يؤثر في القلب أيضاً، فإن كان سلوكاً سيئاً يخالف حكم الله تعالى وإرشادات الإسلام، فإنه سيملأ القلب ظلاماً وحجباً، وهذا ما تؤكده العديد من الآيات القرآنية

٣- ترك الجهاد في سبيل الله :
“وإذآ أُنزلتْ سُورةٌ أنْ آمنُواْ باللّه وجاهدُواْ مع رسُوله اسْتأْذنك أُوْلُواْ الطّوْل منْهُمْ وقالُواْ ذرْنا نكُن مّع الْقاعدين * رضُواْ بأن يكُونُواْ مع الْخوالف وطُبع على قُلُوبهمْ فهُمْ لا يفْقهُون” .
إن التخلف عن الجهاد في سبيل الله والقعود عن نصرة دينه وترك مواجهة الظالمين، له تبعات خطيرة جداً في الدنيا والآخرة، وما يهمنا الإشارة إليه الآن أثره في القلب، حيث تصرح هذه الآية الكريمة، أن هؤلاء القاعدين المتخلفين عن الجهاد طُبع على قلوبهم. ومن الطبيعي أن الذي يعيد الحياة للقلب، المشاركة في الجهاد،لذلك نجد الإنسان المجاهد أكثر نوراً، وألين قلباً، وأقرب إلى الله تعالى.
٤- التخلي عن الفرص الإلهية :
إن الله تعالى يوفق الإنسان خلال حياته للكثير من الفرص التي لو استغلها لجعلته أقرب إلى ساحة رضا الله تعالى، وترك الفرص بالإضافة إلى كونه خسارة لفرصة قد لا تعود، هو أيضاً سبب من أسباب موت القلوب وظلامها.

الأمر الثاني : بعث النور في القلب من جديد.
للقلب حياة وموت، فكم من إنسان حي ببدنه يعيش في هذه الأرض ولكنه ميت القلب، لا يشعر بالآخرة ولا يرى أمامه سوى هذه الدنيا. وأما لو كان القلب حياً فإن سائر أعضاء هذا الجسد سوف تنبض بالحياة لأنه هو الموجه لها وهي مطيعة له ولذا ورد في رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم: “القلب ملك وله جنود، فإذا صلح الملك صلحت جنوده، وإذا فسد الملك فسدت جنوده” .

وبعد أن عرضنا شيئاً من أسباب الظلام وموت القلوب لمنعها، نستعرض أموراً تساعد على بعث النور في القلب وإحياءه من جديد.
١ـ ذكر الله :
هذا الذكر الذي يتجلى ألفاظاً على اللسان هو أيضاً بحقيقته يقين في القلوب، هذا اليقين الذي يقوي القلب ويبعث فيه النور “قوه باليقين” “إنّما الْمُؤْمنُون الّذين إذا ذُكر اللّهُ وجلتْ قُلُوبُهُمْ وإذا تُليتْ عليْهمْ آياتُهُ زادتْهُمْ إيمانًا وعلى ربّهمْ يتوكّلُون” .
واليقين:هو درجة شديدة من الإيمان،فقد ورد في الرواية الترتيب التالي:عن أبي جعفر عليه السلام :”إنما هو الإسلام،والإيمان فوقه بدرجة والتقوى فوق الإيمان بدرجة، واليقين فوق التقوى بدرجة ……)

٢- الحكمة :
“ونوره بالحكمة”: قال تعالى: “يُؤْتي الْحكْمة منْ يشاءُ ومنْ يُؤْت الْحكْمة فقدْ أُوتي خيْراً كثيراً وما يذّكّرُ إلاّ أُوْلُوا الألْباب” .
فالحكمة أولاً هي من عند الله، وكل ما كان من عند الله فلا بد وأن يكون خيراً لأنه مصدر كل خير، وقد وصف الله عز وجل هذا الخير بأنه كثير، فإذا كان الوصف القرآني له بهذا النحو فهذا يعني أنه من الكثرة ما لا يتصوره الإنسان.
وأما ما هي الحكمة؟ فهذا ما يفسّره الإمام الصادق عليه السلام كما في الرواية: “إن الحكمة المعرفة والتفقه في الدين، فمن فقه منكم فهو حكيم”.

٣ـ الموعظة :
في الوصية “أحي قلبك بالموعظة… وذلّله بذكر الموت، وقرره بالفناء. وبصره فجائع الدنيا”.
والموعظة هي التذكير بالآخرة وبالمصير الذي لا بد وأن يصل إليه كل إنسان، فإذا سمع ذلك الإنسان لجأ إلى التوبة، وبها حياة القلب،

الأمر الثالث : تقوية القلب
على الإنسان أن يصنع للقلب دفاعات وحواجز تقيه وتحرسه في مواجهة تحديات الدنيا، ويكون ذلك من خلال بعض الأمور التي أشار إليها الإمام (عليه السلام) في وصيته:

١- التذكير :
“اعرض عليه أخبار الماضين، وذكره بما أصاب من كان قبلك من الأولين، وسر في ديارهم وآثارهم”.
وفي موضع آخر من نهج البلاغة يقول الإمام علي (عليه السلام) :
“واحذروا ما نزل بالأمم قبلكم من المثلات بسوء الأفعال، وذميم الأعمال، فتذكروا في الخير والشر أحوالهم، واحذروا أن تكونوا أمثالهم …….)

٢- التحذير :
“وحذره صولة الدهر وفحش تقلّب الليالي والأيام”: لا يعيش الإنسان في حياته بدوام السرور بل تتقلب به الأيام وتعصف به يميناً ويساراً، فتارة يكون بأتمّ الصحة وأخرى تجده يعاني الأمرين من المرض، وتارة تجده غنياً موفور النعمة وأخرى تجده فقيراً معدماً، وهكذا…

كربلاء المقدسة
جامع جنات النعيم

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى