اخبار اسلامية
أخر الأخبار

بإمامة الشيخ حسن التميمي.. ملخص خطبتي الجمعة في أبو كوصرة

اقيمت صلاة الجمعة المباركة، في مسجد وحسينية الإمام المهدي عليه السلام، بقضاء أبي الخصيب/ منطقة أبو كوصرة، بإمامة فضيلة الشيخ حسن التميمي.

وأشار مراسل “النعيم نيوز” أن موضوع الخطبة الاولى كان: الوعي المتقدم والوعي المتأخر وأثره في الأمة.

حيث تكلم خطيب الجمعة حول الآية المباركة
بسم الله الرحمن الرحيم
(لنجعلها لكم تذكرة وتعيها اذن واعية)

قسم خطيب الجمعة الوعي إلى قسمين هما :
الوعي المتقدم والوعي المتأخر، فقد تتخذ القيادة الربانية موقفا او قرارا او توجه دعوة وهنا قد يكون لدى الامة من الوعي ما يمكنها من ادراك المصالح العليا المترتبة على ذلك الموقف في وقت مبكر حين صدور ذلك الموقف او القرار او الدعوة وقبل اتضاح تلك المصالح على ارض الواقع وهذا ما يعبر عنه (بالوعي المتقدم) ومصدره القيادة الربانية
وقد لا يكون لدى الامة هذا النوع من الوعي فقد يكون ادراكها لتلك المصالح متاخرا جدا وكثيرا ما ياتي هذا الوعي بعد فوات الاوان.
وقال – التميمي – ان من المطلوب ان تتسلح الامة بالوعي المتقدم لانه يعني مواكبتها لقيادتها فلا تقع فريسة للاعداء اما الوعي المتاخر فانه يؤدي الى هلاك الامم او فقدان القيادة الربانية.
وفي التاريخ الانساني شواهد كثيرة على ذلك فان الوعي المتاخر كان سببا في هلاك قوم نوح (عليه السلام.

ومن شواهد الوعي المتاخر كذلك الخوارج الذين اجبروا امير المؤمنين (عليه السلام) على قبول التحكيم وكان (عليه السلام) يدأب في بيان حقيقة الامر ولكن من دون جدوى ثم لما اسفر الحق واتضح الامر طلبوا منه (عليه السلام) ان يقاتل معاوية
ومن شواهد الوعي المتاخر ايضا ثورة التوابين وثورة اهل المدينة المنورة المعروفة بواقعة الحرة وكلتاهما حصلتا بعد واقعة كربلاء.
ان مما يؤسف له ما نراه اليوم من انبهار الكثيرين من ابناء الأمة الإسلامية بالحضارة الغربية والوعود المعسولة التي اطلقها الغرب لخداع ابناء الامة الاسلامية بقيم ومثل زائفة ليس لها نصيب من الواقع فقد وعدت الحضارة الغربية العراق بمستقبل زاهر وحكومة رشيدة تحترم الانسان وحقوقه وتكفل حريته وكرامته ولكنها في الحقيقة لم تحقق ايا مما وعدت به بل هي دائبة على محاربة الاسلام الذي تدين به الغالبية العظمى من الشعب العراقي وهو الدين الرسمي للدولة بحسب الدستور العراقي وذلك عبر السعي لتشريع قوانين مخالفة للاسلام بل ومحاربتها للقوانين الاسلامية
كما وعدت تلك الحضارة المشؤومة بحل القضية الفلسطينية ولم يحصل اي شيء من تلك الوعود على ارض الواقع فلعمري متى تعي الامة زيف تلك الحضارة ووعودها
انما يجري في غزة اليوم يكشف بجلاء كذب الغربيين وزيف حضارتهم وعدم احترامهم للإنسان و كرامته كما كانوا يتبجحون بذلك وقد تنبه علماؤنا المخلصون الى ذلك وحذروا الامة من الانبهار بالغرب فهذا سماحه المرجع الشيخ اليعقوبي (دام ظله) كان وما زال يبين حقيقة الحضارة الغربية وزيف وعودها عبر خطاباته الكثيرة كالخطاب الموسوم (المخططات الشيطانية التي اعدت للمنطقة) وغيرها من الخطابات التي تستشرف المستقبل.

ان من الوعي المتقدم ما دعا له سماحة المرجع (دام ظله) وغيره من العلماء وعقلاء الأمة من ضرورة تهذيب الشعائر ومنع الممارسات الشاذة فيها التي قد تؤدي الى انحراف عقائدي وسلوكي وهذا ما حصل فعلا بعد عدة سنوات
ومن الوعي المتقدم ايضا ضرورة السعي للتمهيد لدولة العدل الالهي الموعودة على يد مولانا الامام المهدي (عجل الله فرجه) حيث ان الامة هي التي تسببت بغيبته (عجل الله فرجه) فمن اللازم عليها التمهيد لظهوره ودولته المباركة.

واضاف، ان الخطبه الثانية كانت: محنة الامام الحسن (عليه السلام) من مصاديق الوعي المتاخر.

فمما قاله خطيب الجمعة بهذا الصدد:
لقد ابتلي الامام الحسن (عليه السلام) بمجتمع لم يتفهم موقفه مع معاوية ( لعنه الله) حينما سلم له الخلافة والانكى من ذلك الكلمات الجارحة التي سمعها الإمام ( عليه السلام) من بعض خلّص شيعته فقد نقل لنا التاريخ ان بعضا من شيعة الامام الحسن ( عليه السلام) المقربين اعترضوا على تسليم الخلافة لمعاوية وخاطبوا الامام عليه السلام بكلمات جارحه فبعضهم
خاطبه قائلا: السلام عليك يا مذل المؤمنين واخر قال له : سودت وجوه المؤمنين وثالث قال له: ذلّلت رقابنا وجعلتنا معشر الشيعة عبيدا ورابع قال : اما والله لوددت انك مت في ذلك اليوم ومتنا معك.. وغيرها من هذه الكلمات.
ان جميع ما صدر من شيعة الامام (عليه السلام) ليس له تفسير الا ان الامة لم يتوفر لديها الوعي المناسب لموقف الامام الحسن (عليه السلام) والذي عبرنا عنه في الخطبة الاولى (بالوعي المتقدم) بل لم تستشعر الامة الحكمة من هذا الموقف الا بعد فترة طويلة وهذا ما عبرنا عنه (بالوعي المتأخر ) ولذلك صدرت منهم هذه الكلمات الجارحة في حينها.
ولايضاح الامر اكثر لابد لنا من ايضاح نقطتين:

النقطه الاولى : لقد خفيت الاسباب والنتائج التي كانت تكمن وراء الموقف الالهي الذي اتخذه الامام المعصوم (عليه السلام) على كثير من الناس المعاصرين للحدث وعلى بعض اللاحقين من اصحاب الرؤى السطحية والمضلّلين الذين وقعوا تحت تاثير التزييف للحقائق لكن الاحداث التي اعقبت الصلح والسياسات العدوانية التي انتهجها معاوية وبقية الحكام الامويين والتي الحقت اضرارا جسيمة بالاسلام والمسلمين كشفت عن بعض اسرار موقف الامام الحسن ( عليه السلام)

اما الاسباب فيمكن اجمالها بان الامام (عليه السلام) شعر بالضعف والتخلخل الذي انتاب جيشه مع الخيانات المتتالية لقادة الجيش وسذاجة الجنود التي قادتهم الى الهجوم على خيمة الإمام (عليه السلام) تارة واخرى الى طعنه في فخذه وبعضهم كاتب معاوية وتعهد بان يسلم الامام الحسن( عليه السلام) اليه مكتوفا وهو ما كان يتمناه معاوية

ومن جهة ثانية فان خوض معركة بهكذا جيش مهزوز سينتهي بقتل الامام (عليه السلام) وهي خسارة لم يكن ليتحملها خط الامامة بعد الخسارة التي مني بها باستشهاد امير المؤمنين ( عليه السلام) مع قرب العهد

واما النتائج فسنشير اليها باختصار :

اولا : فضح معاوية الذي كان يتظاهر بالاسلام وذلك بعد نقضه شروط الصلح امام الملا
ثانيا: الحفاظ على الثلة المؤمنة من شيعة امير المؤمنين ( عليه السلام) ليشكلوا النواة للتشكيل الشيعي الذي انطلق منه بقية ائمة اهل البيت( عليهم السلام)
ثالثا : التمهيد لثورة الامام الحسين (عليه السلام) بعد ان اخل معاوية باحد اهم شروط الصلح وهو ان يكون الامر للامام الحسن (عليه السلام) بعد معاوية فان حدث به حدث فلاخيه الحسين( عليه السلام) وليس لمعاوية ان يعهد الى احد.

النقطه الثانية : ان الامام الحسن( عليه السلام) مع حنكته وحكمته ودرايته بالامور ومعرفته باوضاع معسكره لم يتخذ قرار تسليم الخلافة لمعاوية بمعزل عن الأمة بل عرض عليهم الامر وعرف انهم يميلون الى الدعة والراحة وترك القتال
فقد روي أن الامام (عليه السلام) عرض اقتراح معاوية على الناس حينما خطب بهم قائلا :(ان معاوية قد دعا الى امر ليس فيه عز ولا نَصَفة فان اردتم الحياة قبلناه منه واغضينا على القذى وان اردتم الموت بذلناه في ذات الله وحاكمناه الى الله) قال فنادى القوم باجمعهم (بل البقية والحياة) فالأمة هي من اختارت الصلح وعليه فيمكننا القول بان الامام (عليه السلام) حينما صالح معاوية انما كان ينفذ ارادة الامة واختيارها لا ارادته واختياره وهذا يؤسس لفهم جديد لموقف الامام( عليه السلام) وعلى الامة ان تتحمل مسؤولية خياراتها غير الصحيحة التي افضت الى تسلط معاوية وغيره من الطواغيت على رقابها.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى