أقيمت صلاة الجمعة العبادية المباركة بإمامة فضيلة الشيخ جعفر الربيعي في جامع جنات النعيم بكربلاء – المركز.
واستهل الشيخ خطبته المباركة بقول الله عز وجل:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) سورة النساء.
ان هذا مرفأ رائع مع قاعدة قرآنية، وإيمانية، وثيقة الصلة بواقع الناس الاجتماعي، بل وبأخص تلك العلاقات الاجتماعية، تلكم هي القاعدة القرآنية التي دل عليها قول الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19].
وهذه القاعدة القرآنية المحكمة جاءت ضمن سياق توجيه رباني عظيم، يقول الله تعالى فيه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].
المعاشرة بالمعروف هي القاعدة الأساسية التي يجب ان تسود بين الزوجين من منظور قراني، وهذه الأرضية تشكل ظرفا موضوعيا مناسبا للنجاح هذه العلاقة الاجتماعية التي تشكل عنصر مهم واساسي في بناء الدولة الكريمة.
عن رسول الله: حق المرأة على زوجها يسد جوعها ويستر عورتها ولا يقبح لها وجها (البحار ج 103) …
عن رسول الله: ويل لإمرأة أغضبت زوجها وطوبى لإمرأة رضى عنها زوجها (البحار ج 103) …
عن رسول الله: لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها (الوسائل) …
مكانة المعروف في العلاقات الزوجية:
وردت كلمة المعروف 38 في القران الكريم، تعاملت 19 حالة منها مع موضوع معاشرة الرجال للنساء في المحيط الاسري، وجعلت المعروف معيار المعاشرة والقانون العام في العلاقات الاسرية.
قال تعالى (وعاشروهن بالمعروف)، (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)، (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف او تسريح بإحسان).
وقال الشيخ: يذكر الطبرسي ثلاث نظريات في نماذج المعروف:
1-الانصاف وبشاشة الوجه وحسن السلوك وطيب القول.
2-على الرجل ان يتعامل مع زوجته بما يحب ان تعامله به، وان يتزين لها كما تتزين له.
3-الا يقوم الرجل بما سبب الضرر لزوجته فلا يسمعها قبيح القول ويتعامل معها بوجه بشوش.
عن رسول الله: إذا سقى الرجل إمرأته أجر (كنز العمال) …
وعنه: لا يخدم العيال الا صديق او شهيد او رجل يريد الله به خير الدنيا والاخرة (البحار ج79) …
وعنه: اتقوا الله في الضعيفين: اليتيم والمرأة فإن خياركم خياركم لأهله (البحار ج79) …
قال النبي: أيما إمرأة لم ترفق بزوجها وحملته على ما لا يقدر عليه وما لا يطيق، لم تقبل منها حسنة وتلقى الله وهو عليها غضبان (عقاب الأعمال) ….
عن الامام الصادق: ملعونة ملعونة إمرأة تؤذي زوجها وتغمه، وسعيدة سعيدة إمرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطعيه في جميع أحواله (البحار ج103) ….
عن رسول الله: من كان له زوجة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه وان صامت الدهر. وعلى الرجل مثل ذلك الوزر إذا كان لها مؤذيا ظالما (الوسائل ج14) ….
معاشرة فاطمة (عليها السلام) للإمام علي (عليه السلام):
وأضاف الشيخ أنه عاشت فاطمة الزهراء (عليها السلام) في بيت أعظم شخصية إسلامية بعد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) على الإطلاق، رجل مهمّته حمل راية الإسلام والدفاع عنه.
وكانت الظروف السياسية حسّاسة وفي غاية الخطورة يوم كانت جيوش الإسلام في حالة إنذار دائم، إذ كانت تشتبك في حروب ضروس في كلّ عام، وقد اشترك الإمام علي (عليه السلام) في أكثرها.
وكانت الزهراء (عليها السلام) توفّر الجوّ اللازم، والدفء والحنان المطلوب في البيت المشترك، وبهذا كانت تشترك في جهاد الإمام علي (عليه السلام) أيضاً، فإنّ جهاد المرأة حسن التبعّل كما ورد في الحديث الشريف.
لقد كانت الزهراء (عليها السلام) تشجّع زوجها، وتمتدح شجاعته وتضحيته، وتشدّ على يده للمعارك المقبلة، وتسكّن جراحه وتمتص آلامه، وتسرّي عنه أتعابه، حتّى قال الإمام علي (عليه السلام): (ولقد كنت أنظر إليها فتنجلي عنّي الغموم والأحزان بنظرتي إليها).
فقال الإمام علي (عليه السلام): (يا فاطمة ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئاً)؟ فقالت (عليها السلام): (يا أبا الحسن إنّي لأستحي من إلهي أن أكلّف نفسك ما لا تقدر عليه).
هكذا عاش هذان الزوجان النموذجيان في الإسلام، وأدّيا واجباتهما، وضربا المثل الأعلى للأخلاق الإسلامية.
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى في محكم كتابه: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
خلق الله الإنسان وزرع فيه عدداً من القوى النفسانيّة ومنها الشهوة فهي من الأمور الأصيلة في النفس الإنسانيّة، ولذلك فإنّ الإسلام لم يحاربها كما لم يحارب بقيّة القوى وإنّما دعا إلى تهذيبها والإفادة منها لتحقيق أغراض شرعيّة كالتناسل وحفظ النوع الإنساني ولذلك فقد جاءت الآيات الكريمة والروايات الشريفة لتبيّن كيف يتعامل الإنسان مع شهواته بشكل عامّ ومنها الشهوة الجنسيّة.
فمن جهة بيّنت أنّ على الإنسان أن لا يخضع لشهواته وإلّا كان في مستوى البهائم أو أدنى بل عليه أن يبقي عقله هو القائد والموجّه لها كما دلّ على ذلك الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام – وقد سأله عبد الله بن سنان: الملائكة أفضل أم بنو آدم؟ – قال: “قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: إن الله عزّ وجلّ ركّب في الملائكة عقلاً بلا شهوة، وركّب في البهائم شهوة بلا عقل، وركّب في بني آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شرّ من البهائم”.
الزواج عون على الشهوة
إنّ الله – عزّ وجلّ – يعالج جموحنا للشهوة بإغرائنا بما هو أعظم منها إذا اتقيناه، والمجاهدة والصبر من لوازم التقوى، بقوله تعالى: ﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾.
ولكنّه سبحانه في نفس الوقت يدعو إلى الزواج وتحصين النفس بشكل عامّ وفي مراحل متقدّمة من العمر مع التمكّن من ذلك، قال تعالى: ﴿وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم﴾، وما ذاك إلّا لأنّ الزواج حصن في مواجهة الشهوة، أمّا من لم يقدر على الزواج فقد أمره الله تعالى بالصبر والتعفّف فقال – جلّ وعلا : ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾ .
سِنّ الزواج في الشريعة الإسلاميّة
لم تحدّد الشريعة الإسلاميّة سنًّا معيّناً بالسنوات لعقد الزواج، بل هو أمر مرتبط بالقدرة على أداء واجبات هذه المسؤوليّة وتحقّق مواصفات معيّنة، فمتى ما وجد من يُرضى بدينه وأخلاقه مع القدرة العقليّة والمؤهّلات البدنيّة لا مشكلة في الزواج، بل هو مرغوب فيه بغضّ النظر عن العمر.
وفي دراسة أخرى وجدوا أنّ الإنسان المتزوّج أكثر قدرة على العطاء والإبداع، وأنّ المرأة المتزوّجة أكثر قدرة على الحنان والعاطفة والعطاء أيضاً.
واستهل فضيلة الشيخ بالشرح عن إيجابيّات الزواج والحمل والإنجاب في سنّ مبكر
أ- على المستوى الصحي…
1- الإخصاب: “إمكانيّة الحمل” إنّ نسبة الخصوبة “أي الحمل خلال فترة الزواج” عند الفتيات في سنّ مبكر تفوق الفتيات في الأعمار الأخرى.
2- الأورام الخبيثة هي أقلّ عند النساء اللواتي يبدأنَ الحمل والإنجاب في السنين المبكرة.
ومن المثبت طبيًّا أنّ الأمراض المزمنة تبدأ بالظهور أو تزيد استفحالاً كلّما تقدّم الإنسان عمراً، وهذه الأمراض المزمنة تزيد مخاطر الحمل والإنجاب وأحياناً تقف عائقاً للحمل والإنجاب.
ب – على المستوى الاجتماعي..
1- تحمّل الزوجين للمسؤوليّة بدل العيش بلامبالاة وتضييع الوقت والعمر.
2- التقليل من الوقوع في الرذيلة و الانحراف والشذوذ الجنسيّ.
3- المحافظة على النسل.
4- إنّ التقارب في السنّ بين الآباء والأبناء يمكّن الآباء من رعاية أبنائهم وهم أقوياء كما يستفيدون من خدمة أبنائهم لهم.
شبهات حول زواج القاصرات:
من الامور التي اثيرت مؤخراً وكثر اللغط حولها مسالة زواج القاصرات وعلى تعبير البعض أنها جريمة مكتملة الاركان.
وهل فعلاً أن الشارع المقدس يدفع بالزواج المبكر من دون قيد أو شرط
هل يمثل ظاهرة اجتماعية أو هو حالات فردية كزواج غير مثالي او غير مناسب؟
الجواب:
1-مشهور الفقهاء يشترط في الزواج البلوغ والمشهور يحدد عمر البلوغ اكمال التسع سنين, وان كان سماحة المرجع اليعقوبي يقول لذا تحض المرأة بعد التسع فيكون بلوغها ب 13 سنة, وكذلك ذهب إلى عمر البلوغ 13 سنة مؤخرا سماحة الشيخ الفياض حفظه الله.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
لا تنسى أيضا الاشتراك بقناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز