اخبار اسلامية
أخر الأخبار

“بإمامة الشيخ جعفر الربيعي”.. إقامة صلاة الجمعة في جامع جنات النعيم بكربلاء المقدسة

أقيمت صلاة الجمعة العبادية بإمامة فضيلة الشيخ جعفر الربيعي (حفظه الله)، في جامع جنات النعيم بكربلاء المقدسة.

 

حيث افتتح الشيخ خطبته المباركة بقول الله عز وجل…

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (وَ أَشْرَقَتِ الاْرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَبُ وَجِاْىءَ بِالنَّبِيِّنَ وَالشُّهَدآءِ وَقُضِىَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ( 69 )وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْس مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ( 70 ) سورة الزمر.

من المسارح الرهيبة التي تسلب العقل والعاطفة هو مسرح يوم القيامة, قال تعالى: (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) .
وتجعل الإنسان من شدة المواقف الرهيبة يعيش حالة من عدم التوازن والاضطراب, والخوف في هذه الحالات محمود, فقد ورد عن الإمام زين العابدين (عليه السلام):

(الهي اَعِنّي بِالْبُكاءِ عَلى نَفْسي، فَقَدْ اَفْنَيْتُ بِالتَّسْويفِ وَالاْمالِ عُمْري، وَقَدْ نَزَلْتُ مَنْزِلَةَ الاْيِسينَ مِنْ خَيْري، فَمَنْ يَكُونُ اَسْوَأ حالاً مِنّي إنْ اَنَا نُقِلْتُ عَلى مِثْلِ حالي اِلى قَبْري، لَمْ اُمَهِّدْهُ لِرَقْدَتي، وَلَمْ اَفْرُشْهُ بِالْعَمَلِ الصّالِحِ لِضَجْعَتي، وَمالي لا اَبْكي وَلا اَدْري اِلى ما يَكُونُ مَصيري، وَاَرى نَفْسي تُخادِعُني، وَاَيّامي تُخاتِلُني، وَقَدْ خَفَقَتْ عِنْدَ رَأسي اَجْنِحَةُ الْمَوْتِ، فَمالي لا اَبْكي اَبْكي، لِخُروجِ نَفْسي، اَبْكي لِظُلْمَةِ قَبْري، اَبْكي لِضيقِ لَحَدي، اَبْكي لِسُؤالِ مُنْكَر وَنَكير اِيّايَ، اَبْكي لِخُرُوجي مِنْ قَبْري عُرْياناً ذَليلاً حامِلاً ثِقْلي عَلى ظَهْري، اَنْظُرُ مَرَّةً عَنْ يَميني وَاُخْرى عَنْ شِمالي، اِذِ الْخَلائِقِ في شَأن غَيْرِ شَأني”.
تقول: (وأشرقت الأرض بنور ربّها).

وبين فضيلته اختلاف المفسّرون في معنى إشراق الأرض بنور ربها، إذ ذكروا تفسيرات عديدة، منها:
1 ـ قالت مجموعة: إنّ المراد من نور الرب هما الحق والعدالة.
2 ـ البعض الآخر يعتقد أنّه إشارة إلى نور غير نور الشمس والقمر، يخلقه الله في ذلك اليوم خاصة.
3 ـ أمّا المفسّر الكبير العلاّمة الطباطبائي أعلى الله مقامه الشريف صاحب تفسير الميزان فقد قال: إنّ المراد من إشراق الأرض بنور ربّها هو ما يخصّ يوم القيامة من انكشاف الغطاء وظهور الأشياء بحقائقها وبدو الأعمال من خير أو طاعة أو معصية أو حق أو باطل للناظرين.
وبالطبع فإن هذه التفاسير لا تتعارض فيما بينها، ويمكن القول بصحتها جميعاً، مع أن التّفسيرين الأوّل والثّالث أنسب من غيرهما.
ومن دون شك فإنّ هذه الآية تتعلق بيوم القيامة، وإن وجدنا بعض روايات أهل البيت الأطهار (عليهم السلام) تفسّرها على أنّها تعود إلى ظهور القائم المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، فهي في الواقع نوع من التطبيق والتشبيه، وتأكيد لهذا المعنى، وهو عند ظهور المهدي (عج) تصبح الدنيا نموذجاً حياً من مشاهد القيامة، إذ يملأ هذا الإمام بالحق ونائب الرّسول الأكرم وخليفة الله الأرض بالعدل إلى الحد الذي ترتضيه الحياة الدنيا.

ثم استهل فضيلته الخطبة بقول الإمام علي (عليه السلام):
قال: ((للقائم منا غيبة أمدها طويل، كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته، يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يَقْسُ قلبُه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة)).

الغيبة الكبرى هي الزمان الذي يبدأ بانتهاء الغيبة الصغرى، بالإعلان الذي أعلنه الإمام المهدي عليه السلام، عام ٣٢٩ للهجرة، بانتهاء السفارة وبدء الغيبة التامة وأنه لا ظهور إلا بإذن الله عز وجل.
وفيه مجموعة من الخصائص:

الخصيصة الأولى:
وهي الرئيسية التي تعطي هذه الفترة شكلها المعتاد. وهي: أن المسلمين منقطعون بالكلية عن قائدهم وموجههم وإمامهم.
الخصيصة الثانية:
سيادة الظلم والجور في الأرض، بمعنى انحسار الإسلام بنظامه العادل عن المجتمعات البشرية، وما تعانيه البشرية – نتيجة لذلك – من أنحاء التعسف والانحراف والظلم .
الخصيصة الثالثة:
تأكد الامتحان الإلهي ووضوحه.
يواجه في هذه الفترة مزالق ثلاثة، تشكل خطراً على دينه وعلى دنياه، وبمقدار ما يبذله من تضحية وما يملكه من قوة في الإرادة، فأنه يستطيع أن يضمن سعادته وحسن مستقبله ونجاحه في الامتحان الإلهي.

المزلق الأول:
ما يواجهه الإنسان من شهوات ونوازع ذاتية طبيعية، تتطلب منه الإشباع بإلحاح، ولا يسكن صوتها إلا بالإشباع التام، وهي تتطلبه من أي طريق كان.
المزلق الثاني:
مواجهة الإنسان لضروب الاضطهاد والضغط والصعوبات التي يواجهها في طريق الحق والإيمان.
المزلق الثالث:
مواجهة الإنسان لضروب التشكيك في وجود الإمام القائد المهدي عليه السلام، كلما طال الزمان وابتعد شخص الإمام عن واقع الحياة.
وبمقدار ما يستطيع الفرد من تحصيل المناعة ضد هذه التيارات، والصمود الفكري أمامها، والتركيز على مفاهيم الإسلام وبراهينه، فأنه يستطيع أن يضمن سعادته عند الله عز وجل في الدنيا والآخرة.

المناعة تحصل:
المطلوب في زمن الغيبة:
1-العلماء: الحصن الاكيد هو إتباع العلماء والكون في ركابهم, وعدم التخلي عنهم في مختلف الحالات والمواقف, فهم حصون الإسلام, وربان السفن إلى الله تبارك وتعالى.
تفسير الإمام العسكري: بالإسناد عن أبي محمد عليه السلام قال: قال علي بن محمد عليهما السلام: لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا عليه السلام من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل .
رسول الله (صلى الله عليه وآله): سيأتي زمان على الناس يفرون من العلماء كما يفر الغنم عن الذئب، فإذا كان كذلك ابتلاهم الله تعالى بثلاثة أشياء: الأول: يرفع البركة من أموالهم، والثاني: سلط الله عليهم سلطانا جائرا، والثالث: يخرجون من الدنيا بلا إيمان .
2-القبض على الدين:
من أهم ركائز الفوز في الدنيا والآخرة المحافظة على الدين بما لهذا المفهوم من معنى واسع, وخلاصته تطبيق الدين في مختلف جوانب الحياة لا تتخلى عن الدين والمنظومة الإلهية في أي شأن من شؤونك.
سواء في عبادتك أو معاملاتك أو شؤونك الحياتية المختلفة ويجعله الأمر الأهم الذي يعرض عليه بقية أمور حياته.

3-تحصيل البصيرة:
لقد عانى النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة عليهم السلام من فقدان البصيرة لدى أكثر الناس (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) , وابتلي أمير المؤمنين (عليه السلام) بنماذج كبيرة من هذا القبيل, فالنجاة بتحصيل البصيرة.

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

لا تنسى أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى