اخبار اسلامية
أخر الأخبار

‘بإمامة الشيخ جعفر الربيعي‘.. خطبتا صلاة الجمعة في بغداد

أقيمت خطبتا صلاة الجمعة، بجامع الرحمن في بغداد/المنصور، بإمامة الشيخ جعفر الربيعي.

 

وجاء في خطبتي الجمعة، تابعتهما “النعيم نيوز”:

الخطبة الأولى كانت بعنوان: المسارعة إلى المغفرة

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَة مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّة عَرْضُها السَّمَاوَاتُ وَالاْرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَالضَّرَّآءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمحْسِنِينَ (134) سورة آل عمران.

(وسارعوا) تعني تسابق اثنين أو أكثر للوصول إلى هدف معين فيحاول كلّ واحد ـ باستخدام المزيد من السرعة ـ أن يسبق صاحبه ومنافسه وهو أمر مندوب في الأعمال والأخلاق الصالحة، ومقبوح مذموم في الأفعال السيئة والأخلاق القبيحة.

إن القرآن الكريم يستفيد هنا ـ في الحقيقة ـ من نقطة نفسية هي أن الإنسان لا يؤدي عمله بسرعة فائقة إذا كان بمفرده. وكان العمل من النوع الروتيني، أما إذا اتخذ العمل طابع المسابقة والتنافس الذي يستعقب جائزة قيمة ومكافأة ثمينة نجده يستخدم كلّ طاقاته. ويزيد من سرعته لبلوغ ذلك الهدف، ونيل تلك الجائزة.

ثمّ إذا كان الهدف المجعول في هذه الآية هو «المغفرة» في الدرجة الأُولى، فلأن الوصول إلى أي مقام معنوي لا يتأتى بدون المغفرة والتطهر من أدران الذنوب. فلابدّ إذن من تطهير النفس من الذنوب أولاً، ثمّ الدخول في رحاب القرب الإلهي، ونيل الزلفى لديه ، هذا هو الهدف أول.

وأما الهدف الثاني لهذا السباق المعنوي العظيم فهو «الجنة» التي يصرح القرآن الكريم أن سعتها سعة السماوات والأرض (وجنة عرضها السماوات والأرض).

وهنا سؤال:

أولاً : هل الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان بالفعل، أم أنهما توجدان فيما بعد على أثر أعمال الناس ؟
هل الجنة والنار موجودتان الآن ؟

يعتقد أكثر العلماء المسلمين أن للجنة والنار وجوداً خارجياً وفعلياً، وأن ظواهر الآيات القرآنية تؤيد هذه النظرية نذكر من باب النموذج ما يلي:

1 ـ ذكرت في الآية الحاضرة وآيات قرآنية اُخرى لفظة «أعدت» وما شابه ذلك من مادة هذه اللفظة، وقد استعملت تارة بشأن الجنة وتارة بشأن النار فيستفاد من هذه الآيات أن الجنة والنار معدتان فعلاً، وإن كانتا تتوسعان فيما بعد على أثر أعمال الناس. (تأمل).

2 ـ نقرأ في الآيات 13 و 14 و 15 المرتبطة بالمعراج في سورة «والنجم» قوله سبحانه : (ولقد رآه نزلة أخرى * عن سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى)وهذا يشهد مرّة أُخرى بأن الجنة موجودة فعلاً.

3 ـ يقول سبحانه في سورة «التكاثر» الآية 5 و 6 و 7 (كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثمّ لترونها عين اليقين).

أي لو كان لديكم علم يقيني لشاهدتم الجحيم، بل لرأيتموها رأى العين.

ثمّ إن هناك روايات ترتبط بالمعراج، وروايات اُخرى تحمل شواهد على هذه المسألة.

سيماء المتقين:

لما صرّح في الآية السابقة بأن الجنة أُعدت للمتقين، تعرضت الآية التالية لذكر مواصفات المتقين فذكرت خمساً من صفاتهم الإنسانية السامية هي:

1 ـ إنّهم ينفقون أموالهم في جميع الأحوال، في الشدّة والرخاء، في السرّاء والضرّاء (الذين ينفقون في السرّاء والضرّاء). وهم بهذا العمل يثبتون روح التعاطف مع الآخرين، وحب الخير الذي تغلغل في نفوسهم، ولهذا فهم يقدمون على هذا العمل الصالح والخطوة الإنسانية في جميع الظروف والأحوال.

ولاشكّ أن الإنفاق في حال الرخاء فقط لا يدلّ على التغلغل الكامل للصفات الإنسانية في أعماق الروح وإنما يدلّ على ذلك إذا أقدم الإنسان على الإنفاق والبذل في مختلف الظروف وفي جميع الأحوال، فإن ذلك ممّا يدلّ على تجذر تلك الصفة في النفوس.

يمكن أن يقال : وكيف يمكن للإنسان أن ينفق عندما يكون فقيراً ؟

والجواب واضح تمام الوضوح:

أولاً : لأن الفقراء يمكنهم إنفاق ما يستطيعون عليه، فليس للإنفاق حدّ معين لا في القلة ولا في الكثرة.

وثانياً : لأن الإنفاق لا ينحصر في بذل المال والثروة فحسب، إذ للإنسان أن ينفق من كلّ ما وهبه الله، ثروة كان أو علماً أو جاهاً أو غير ذلك من المواهب الإلهية الاُخرى.

والملفت للنظر هو أن أول صفة ذكرت للمتقين هنا هو «الإنفاق» لأن هذه الآيات تذكر ـ في الحقيقة ـ ما يقابل الصفات التي ذكرت للمرابين والمستغلّين في الآيات السابقة. هذا مضافاً إلى أن غض النظر عن المال والثروة في السرّاء والضراء من أبرز علائم التقوى.

2 ـ أنهم قادرون على السيطرة على غضبهم : (والكاظمين الغيظ).

ولفظة «الكظم» تعني في اللغة شد رأس القربة عند ملئها، فيقول كظمت القربة إذا ملأتها ماء ثمّ شددت رأسها، وقد استعملت كناية عمن يمتلىء غضباً ولكنه لا ينتقم.

وأما لفظة «الغيظ» فتكون بمعنى شدة الغضب والتوتر والهيجان الروحي الشديد الحاصل للإنسان عندما يرى ما يكره.

وحالات الغيظ والغضب من أخطر الحالات التي تعتري الإنسان، ولو تركت وشأنها دون كبح لتحولت إلى نوع من الجنون الذي يفقد الإنسان معه السيطرة على أعصابه وتصرفاته وردود فعله.

ولهذا فإن أكثر ما يقترفه الإنسان من جرائم وأخطاء وأخطرها على حياته هي التي تحصل في هذه الحالة، ولهذا تجعل الآية «كظم الغيظ» و «كبح جماح الغضب» الصفة البارزة الثانية من صفات المتقين.

قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) «من كظم غيظاً وهو قادر على إنفاذه ملأه الله أمناً وإيماناً». وهذا الحديث يفيد أن كظم الغيظ له أثر كبير في تكامل الإنسان معنوياً، وفي تقوية روح الإيمان لديه.

3 ـ أنهم يصفحون عمن ظلمهم (والعافين عن الناس).

إن كظم الغيظ أمر حسن جداً، إلاّ أنه غير كاف لوحده، إذ من الممكن أن لا يقلع ذلك جذور العداء من قلب المرء، فلابدّ للتخلص من هذه الجذور والرواسب أن يقرن «كظم الغيظ» بخطوة أُخرى وهي «العفو والصفح» ولهذا أردفت صفة «الكظم للغيظ» التي هي بدورها من أنبل الصفات بمسألة العفو.

ثمّ إنّ المراد هو العفو والصفح عن من يستحقون العفو، لا الأعداء المجرمون الذين يحملهم العفو والصفح على مزيد من الإجرام، وينتهي بهم إلى الجرأة أكثر.

4 ـ أنهم محسنون : (والله يحب المحسنين).

وهنا إشارة إلى مرحلة أعلى من «العفو والصفح» وبهذا يرتقي المتقون من درجة إلى أعلى في سلّم التكامل المعنوي.

وهذه السلسلة التكاملية هي أن لا يكتفي الإنسان تجاه الإساءة إليه بكظم الغيظ بل يعفو ويصفح عن المسىء ليغسل بذلك آثار العداء عن قلبه، بل يعمد إلى القضاء على جذور العداء في فؤاد خصمه المسيء إليه أيضاً، وذلك بالإحسان إليه، وبذلك يكسب وده وحبه، ويمنع من تكرار الإساءة إليه في مستقبل الزمان.

وخلاصة القول أن القرآن يأمر المسلم بأن يكظم غيظه أولاً ثمّ يطهر قلبه بالعفو عنه، ثمّ يطهر فؤاد خصمه من كلّ رواسب الضغينة وبقايا العداء بالإحسان إليه.

إنه تدرج عظيم من صفة إنسانية خيّرة إلى صفة إنسانية أعلى هي قمة الخلق وذروة الكمال المعنوي.

ولقد روي في المصادر الشيعية والسنية في ذيل هذه الآية أن جارية لعلي بن الحسين جعلت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة، فسقط الإبريق من يدها فشجه، فرفع رأسه إليها فقالت له الجارية : إن الله تعالى يقول : (والكاظمين الغيظ) فقال لها : قد كظمت غيظي. قالت : (والعافين عن الناس) قال : «قد عفوت وقد عفى الله
عنك» قالت : (والله يحب المحسنين) قال : اذهبي فأنت حرة لوجه الله.

إن هذا الحديث شاهد حي بأن كلّ مرحلة متأخرة من تلك المراحل أفضل من المرحلة المتقدمة.

5 ـ إنهم لا يصرون على ذنب : (والذين إذا فعلوا فاحشة، أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم).و«الفاحشة» مشتقة أصلاً من الفحش، وهو كلّ ما اشتد قبحه من الذنوب، ولا يختص بالزنا خاصة، لأن الفحش ـ في الأصل ـ يعني «تجاوز الحدّ» الذي يشمل كلّ ذنب.

هذا وفي الآية أعلاه إشارة إلى إحدى صفات المتقين، فالمتقون مضافاً إلى الإتصاف بما ذكر من الصفات الإيجابية، إذا اقترفوا ذنباً، (ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ، ومن يغفر الذنوب إلاّ الله ، ولم يصروا على ما فعلوا).

يستفاد من هذه الآية أن الإنسان لا يذنب مادام يتذكر الله، فهو إنما يذنب إذا نسي الله تماماً واعترته الغفلة،

ولكن لا يلبث هذا النسيان وهذه الغفلة ـ لدى المتقين ـ حتّى تزول عنهم سريعاً ويذكرون الله، فيتداركون ما فات منهم، ويصلحون ما أفسدوه.

إن المتقين يحسون إحساساً عميقاً بأنه لا ملجأ لهم إلاّ الله، فلابدّ أن يطلبوا منه المغفرة لذنوبهم دون سواه (ومن يغفر الذنوب إلاّ الله).

وينبغي أن نعلم أن القرآن ذكر مضافاً إلى «الفاحشة» «ظلم النفس» (أو ظلموا أنفسهم) ويمكن أن يكون الفرق بين هذين هو أن الفاحشة إشارة إلى الذنوب الكبيرة، و «ظلم النفس» إشارة إلى الذنوب الصغيرة.

في أمالي الصدوق بإسناده إلى الإمام الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال : «لما نزلت هذه الآية (وإذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) صعد إبليس جبلاً بمكة يقال له ثور، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته، فاجتمعوا إليه فقالوا يا سيدنا لم دعوتنا ؟

قال : نزلت هذه الآية فمن لها ؟ فقام عفريت من الشياطين.

فقال : أنا لها بكذا وكذا.

قال : لست لها فقام آخر فقال مثل ذلك.

فقال : لست لها.

فقال : الوسواس الخناس أنا لها.

قال : بماذا ؟ قال : أعدهم وامنيهم حتّى يواقعوا الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الإستغفار.

فقال : أنت لها، فوكله بها إلى يوم القيامة».

والخطبة الثانية كانت بعنوان (التعليم)

بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) سورة الصافات.

ضمن الإسلام للأولاد حقاً أساسياً، وهم بعدُ في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم ، وهو (حق الوجود). وللتدليل على ذلك نجد ان تعاليم الاِسلام، تشجع على اتخاذ الذّرية ، وانجاب الاَولاد . فالاِسلام كما هو معروف يحثُّ على الاِكثار من النسل ، ويرى كراهية تحديده ، حتى نجد أن القرآن الكريم ، يعتبر الاَبناء زينة الحياة الدنيا ، كما في قوله تعالى : (المالُ والبنونُ زينة الحياة الدُّنيا…) (الكهف 18 : 46).

وينقل لنا أماني ورغبات الأنبياء من خلال الدعاء بأن يهب لهم الله تعالى الذّرية الصالحة ، فعلى سبيل المثال ينقل لنا القرآن الكريم دعاء ابراهيم عليه السلام مع استجابة ذلك الدعاء : ( ربِّ هبْ لي من الصّالحين * فبشرناهُ بغُلامٍ حليم..) (الصّافات37 : 100 ـ 101).

ويَنقلُ لنا أيضاً رغبة زكريا القوية بان يرزقه تعالى الذّرية وذلك ، عندما رأى ـ بأمّ عينيه ـ القدرة الاِلـهية متمثلةً في رزق مريم الاِعجازي : ( هنالك دعا زكريّا ربَّهُ قال ربِّ هبْ لي من لدنك ذُريّة طيّبةً إنَّك سميع الدعاء ) (آل عمران 3 : 38) .

وقد صوّر لنا القرآن الكريم باسلوبه البلاغي الرائع ، ما كان عليه زكريا عليه السلام من الشوق إلى الولد ، وخشيته من البقاء فرداً ، كما في قوله تعالى : ( وَزَكَريَّا إذْ نادى رَبّه رَبِّ لا تذرني فَرداً وأنتَ خير الوارثين ) (الأنبياء 21 : 89). وكيف أنه سبحانه استجاب له دعاءه ؛ لاَنه كان عليه السلام أهلاً لاستجابة الدعاء : ( فاسْتَجَبْنا له ووهبنا له يحْيى واصلحنا له زوجَهُ إنّهُمْ كانوا يُسارعُونَ في الخيراتِ ويدعُونَنَا رَغَباً وَرَهباً وكانوا لنا خاشعين ) (الأنبياء 21 : 90) . وفي كلِّ ذلك ، تلميح لنا ، بأنْ ندعو الله تعالى أنْ يرزقنا كما رزقهم الذرّية الصالحة .

ومن يطّلع على أحاديث أهل البيت عليهم السلام ، يلاحظ أنّ حقوق الاَولاد تحتل مكانةً مرموقة في مدرستهم الاِلهية ، وحول حق الولد في الوجود. يجد أحاديث ترغّب الآباء بانجاب الاَبناء ، لما في ذلك من قوة في العدد، يقول أمير المؤمنين عليه السلام. في هذا الصَّدد : «الولد أحد العددين», أيضاً للاستعانة بهم في أوقات الحاجة أو الضرورة ، يقول الاِمام زين العابدين عليه السلام : «من سعادة الرّجل أن يكون له وُلدٌ يستعين بهم».

حق التعليم: لا تنتهي مسؤولية العائلة عند حدود التنشئة الجسدية للولد، بتوفير احتياجاته الغذائية والصحية والحفاظ على حق الحياة، بل إنها معنية أيضاً بتنمية قدراته العقلية، ومداركه المعرفية، وبتوجيه صفاته النفسية، وسلوكه الاجتماعي.

من هنا تؤكد النصوص الدينية على مسؤولية العائلة عن تعليم أبنائها، وأن ذلك حق من حقوق الأبناء، على الآباء.
لاسيما في السنوات الاَولى من عمر الطفل ، هي أهم مراحل حياته ، ومن هذا المنطلق يؤكد علماء التربية على ضرورة الاهتمام الزائد بالطفل ، وأهمية تأديبه بالآداب الحسنة .

قال سيد الموحدين ، الاِمام علي عليه السلام مبيّناً أهمية الاَدب وأرجحيته على غيره.. : «خير ما ورّث الآباءُ الاَبناءَ الاَدبَ».

جاء في الحديث عن أبي رافع عن رسول اللَّه أنه قال: «حق الولد على والده: أن يعلمه الكتابة، والسباحة، والرماية، وأن لا يرزقه إلا طيّبا».

ومن قديم الزمان كان الحريصون على مستقبل أبنائهم، يهتمون بتوفير فرص التعلم لهم، ويبحثون لهم عن المعلّمين، وينفقون على ذلك ما يلزم من التكاليف والمكافآت.

التعليم بين العائلة والمدرسة: لا شك أن الأسرة عليها عامل كبير – إن لم يكن العامل الأكبر – في عملية التنشئة العلمية الصحيحة لدى الأفراد، ولا يمكن إنكار أن الأسرة يقع عليها العبء الأكبر في تنمية قدرات الطفل، من خلال دورها المهم أيضًا في رفع مستوى التعليم.

من الطبيعي أن لا يدرك أكثر الأبناء في فترة الطفولة والمراهقة أهمية الدراسة والتعليم، وأن ينشغلوا باللعب واللهو على حساب برامجهم الدراسية، وخاصة في هذا العصر الذي توفرت فيه وسائل الترفيه والجذب، وأساليب الاستقطاب، وإثارة رغبات الشباب والمراهقين، من برامج تليفزيونية، وقنوات بث مباشر، وأجهزة كومبيوتر، وشبكة إنترنت، ومجالات الألعاب الرياضية.. وما أشبه. وارتفعت ثقة الشباب في أنفسهم، وإصرارهم على تحقيق رغباتهم، وتكونت لهم تجمعاتهم وشللهم الخاصة، في هذا الوضع تحتاج العائلة إلى بذل جهود مكثفة لتشجيع الأبناء والبنات على الاهتمام بدراستهم، والاجتهاد فيها.

لذلك الأسرة تتحمل العبئ الأكبر في العملية التعليمية, ولكي تحقق العملية التربوية غرضها بنجاح، ولكي يستفيد الولد من فترة دراسته وينجز أهدافها، لا بد من تعاون وثيق، وتكامل في الأدوار، بين العائلة والمدرسة. ويتم ذلك عبر النقاط التالية:

1. متابعة سير الولد في المدرسة: بمعرفة مدى مواظبته على الحضور، والتزامه بأداء الواجبات، واستيعابه للمواد الدراسية، وعلاقته مع إدارة المدرسة والمدرسين وزملائه الطلاب.

2. مراقبة العملية التعليمية: فقد يعاني بعض الطلاب من نقص أو مشكلة في مدرسته أو مع معلميه، ولا يعرف كيف يتصرف تجاه ذلك، فإما أن يستسلم ويسكت على الخطأ، أو يتصرف بشكل خاطئ تجاهه، وواجب الآباء التدخل لمعالجة مثل هذه الأمور.

3. التعاون مع المدرسة: المدرسة هي المكان الذي يقضي فيه الولد أكثر فترة من الوقت خارج منزله، وهي الجهة التي تمتلك أكبر تأثير على الولد بعد عائلته، وهي طريقه للنجاح والتقدم في الحياة.
لذا فعلى العائلة أن تهتم بمدرسة ابنها كما تهتم بالمنزل، وأن تساعد المدرسة على القيام بدورها ومهمتها، والتي تصب في مصلحة الولد بالنتيجة.

4- من جانب آخر فإن الدعم المعنوي من قبل الأهالي لإدارة المدرسة ومدرسيها، بالتواصل معهم، وتقدير جهودهم وعطائهم، وبالتنسيق معهم لمتابعة مستوى الطالب ورفع كفاءته ومعالجة بعض ما قد يحصل من إشكاليات.. كل ذلك يعود بالنفع والفائدة على الأبناء ويخدم مسيرتهم العلمية.

وما يقوله بعض الآباء من أن هؤلاء موظفون يقومون بدورهم الوظيفي مقابل راتب من الدولة، فيه الكثير من التنكر والتجاهل لما يقوم به المدرسون من دور مهم خطير تجاه أبنائنا وبناتنا. والدافع الوظيفي لا يكفي وحده غالباً للإخلاص والاجتهاد في إنجاز هذه المهمة الحساسة، فينبغي تحفيز الدوافع المعنوية لدى المعلّمين، وتواصل الأهالي واحترامهم، هو من محفزات العطاء الأكثر، والاهتمام الأكبر، لدى الإدارة والمعلمين في المدرسة.

أما مسؤولية المدرسة:

1-أن الله تبارك وتعالى حباهم واختارهم ليساهموا في صناعة هذا الجيل فيجب أن يكونوا على قدر المسؤولية.

2-أن أولاد الناس امانة باعناقكم.

3-أن يكون عنصر التربية حاضر مع عملية التعليم وإلا تكون العملية مبتورة.

4-الانفتاح على عائلة الأولاد ومد جسور الصلّة معهم بكلّ اريحية من أجل البناء السليم, وتحصيل النتائج الكبيرة والغرض المقصود من العملية التعليمية والتربوية.

5-إن صلاح المجتمع وبناء المستقبل السعيد وصنع رجالات الدولة الفاضلة يبدأ من اروقة المدرسة.

بداية العام الدراسي: من الطبيعي أن تشكّل بداية السنة الدراسية حدثاً اجتماعيًّا، يسترعي انتباه كلّ أبناء المجتمع، فكلّهم معنيّون بمسألة التعليم، بشكل مباشر أو غير مباشر. نحتاج في بدء العام الدراسي الجديد على التاكيد على قضية مهمة تطرح في مجال التعليم، وهي تحفيز الرغبة في التعليم عند الطلاب، وخلق حالة الشّوق والمحبّة في نفوس الطلاب والطالبات للدراسة والمعرفة. لأننا نلحظ ـ وخاّصة في مجتمعاتنا ـ أنّ التعليم بدأ يصبح وكأنّه شيءٌ ثقيل، الطالب يذهب إلى المدرسة متثاقلاً. بل حتى العائلة تعتبر أيام الدراسة أياماً ثقيلة عليها، تنتظر الإجازة، بل تتمنّى أنّ أغلب أيام السنة إجازة، وكذلك المعلّمون!

القضية المهمّة: كيف نؤكّد مسألة الشّوق للمدرسة والدراسة؟ كيف يذهب الطالب إلى المدرسة بلهفة وشوق لا أن يُجرّ إليها جرًّا؟!

خطوات التشويق:

تعاني العديد من الأمّهات من مشكلة عدم قدرة أبنائهنّ على الدراسة، والاهتمام بدراستهم، وذلك بسبب العديد من العوامل مثل: عدم تركيز الطفل في الدراسة، واهتمامه الدائم باللعب، وصعوبة المناهج، والمواد الدراسيّة،

فتحاول الأمّ البحث عن طرق لتشجيعه على الدراسة، وفي هذا المقال سنذكر 7 طرق تشجيع الطفل على الدراسة:

1- تعويد الطفل على الدراسة والتعلّم وهو في سن صغيرة: عن طريق قراءة القصص والكتب القصيرة له، وتعليمه الرسم والتلوين، ويفضّل تعليمه الحروف العربية والإنجليزية، وتقديم بعض الأسئلة السهلة له، مع محاولة تعليمه بعض المصطلحات الأجنبية المختلفة، وتعريفه أسماء الأشياء، والأدوات المنتشرة حوله.

2- تحديد عدد ساعات الترفيه عن النفس: أن تكون مشاهدة التلفاز واللعب على أجهزة الكمبيوتر للطفل أثناء الإجازة الأسبوعيّة، على أن يكون ذلك لساعات معيّنة لا تتجاوز الخمس ساعات كلّ يوم، وأن تكون الألعاب بسيطة وسهلة.

3- تحديد عدد ساعات النوم: تحديد موعد الاستقياظ من النوم للطفل حتى في أيام العطلة، ليكون انتظام في عدد ساعات النوم والراحة، والعمل على تنظيم ساعات الدراسة، لتجنّب تشتيت العقل والذهن.

4- اهتمام الأهل بأخد الطفل في رحلة قصيرة: على الأهل أن يخرجوا طفلهم للترفيه عن نفسه، وإعطائه راحة نفسية من الدراسة والامتحانات، بالإضافة إلى تجديد نشاطه وحيويته لمواصلة الأسبوع القادم بكل حيوية ونشاط، دون الشعور بالملل.

5- زيارة الأهل الطفل في المدرسة: يكون بسؤال الأهل عن وضع طفلهم في الدراسة، والتواصل مع مدرسته، والوقوف على مستواه التعليميّ والأكاديميّ، ومعرفة علاقته الخاصّة بزملائه في الصف، وأسباب حبه أو كرهه للمدرسة أو للمعلمة، وأن تقوم الأمّ بتشجيع المعلمة على الاهتمام بالطفل، وجعله يحبها ويحب الدراسة، ويفضّل أن تكون هذه الزيارات في أوقات مناسبة للطفل وللمدرسة، ويمكن أن تكون في أوقات مفاجئة وغير متوقّعة للطفل، لإعطائه نوعاً من الاهتمام والحب.

6- خلق جوّ مريح بين الأهل والطفل: عن طريق المحافظة على الأجواء الهادئة والجميلة بين الأهل والطفل، وخلق جلسة عائلية بسيطة، وذلك من باب جعل الطفل يعبر عن مشاعره من خلال إجراء بعض الأحاديث والحوارات المفيدة، والتعرّف في حال وجود أي مشكلة يعاني منها الطفل، والبحث عن طرق ووسائل لعلاجها وحلها دون ترهيبه وتعقيده من أيّ أمر.

7- تطبيق بعض المواد التي يأخدها الطفل في المدرسة: يساعد تطبيق المعلومات التي أخذها الطفل في مدرسته على زيادة فهمه للكتاب، وتثبيت المعلومة في عقله بسهولة”.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى