أقيمت صلاة الجمعة، بجامع الجوادين (ع) في حي الإسكان مركز محافظة الديوانية، بإمامة السيد حيدر العرداوي.
وتطرق السيد العرداوي، في الخطبة الأولى، وتابعتها “النعيم نيوز”، إلى “الفرق بين من يتهيّأ لأمرٍ ما قبل حلوله ووقوعه فيعدّ له عدته. ويتهيأ التهيؤ اللازم لاستقباله ومواجهته، وبين مَنْ يجد نفسه فجأة في غمار ذلك الأمر وإرباك مباغتته”.
وتابع، “فالأول سيواجه الأمور مواجهةً مدروسة فاعلة إيجابية تستفيد من كل مفرداتها. وتوظّف كل معطياتها بما يثري وجوده ووجود الآخرين من حوله، مواجهة تتفجر من خلالها طاقات الإنسان الكبيرة الخيّرة. التي تشكل مشروعاً ضخماً يجسّد من خلاله خلافة الله تعالى على هذه الأرض في أبهى صورها. مستفيداً مما وهبه الله تعالى من قابليات، وحباه من إمكانات، بعد الدخول في محاسبة دقيقة وموازنة متأنية لمفردات الحدث. وأدوات توظيفه”.
وأكمل السيد العرداوي، “أما الثاني فسيهجم عليه الحدث، وستقتحمه الأمور وتتقاذفه تقلباتها. وسيغدو محكوماً لها بعد أنْ كان متحكماً فيها، وسيجُرى به وإنْ كان ساكناً، وربما وجد نفسه في نهاية الشوط خالي الوفاض. مضيِّعاً لما كان ينبغي أن يسعى إليه من الطموحات والأغراض”.
وأوضح، “ينطبق ما تقدّم على كيفية استقبالنا لشهر رمضان الكريم وتعاطينا معه فمن تهيّأ لشهر الله العظيم التهيؤ المناسب، واستقبله الاستقبال الملائم. كانت استفادته من الشهر أكبر، ومكاسبه منه أوفر، ومن دخل عليه الشهر الكريم. وهو في غيابٍ عن انتهاز عظيم الفرصة، أو كسلٍ عن الاستفادة منها فلن يضيف إلى رصيده غير القليل أو الحسرة على تضييع فرصة الفرص والتزوّد من المائدة الإلهية. التي دعا الله تعالى إليها عباده واستضافهم ليكرمهم أيما إكرام”.
وأشار السيد العرداوي، إلى أنه “من الغريب المؤلم أنه وبرغم القناعة النظرية بكون شهر رمضان يمثل فرصة الفرص، وغنيمة الغنائم، وبكونه أفضل الشهور، وأعمّها بركة. وأوفرها خيراً، فهو- كما عن النبي صلى الله عليه وآله – شهرٌ هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب فلا يختلف من المسلمين اثنان – نظرياً – في كون هذا الشهر أفضل شهور السنة، ولا في كونه فرصة لا يمكن أن يعوّضها مَنْ ضيّعها”.
وأضاف، “لكنهم يختلفون ويتخلّـفون- عملياً – في الاستفادة من بركات هذا الشهر العظيم، وهنا تكمن المفارقة المُـفجعة، فمع الإيمان النظري الراسخ بعظمة شهر الله. الذي يمثل استضافةً لنا من ملك الملوك، ومائدةً من عظيم موائده الشريفة بسطها لعباده الفقراء إليه. ليتزوّدوا من خيرها، إلا أن الواقع العملي يخالف هذه القناعة النظرية.
وأردف السيد العرداوي، قائلاً: “فنجد الكثير منا يتهيّأ التهيؤ التام، ويُعدّ العـدّة الكاملة، حينما يعلم باقتراب حلول موسم من المواسم الدنيوية كـ (موسم التخفيض). فلا يلوح في الأفق إلا وقد تهيـّـأ له التهيؤ التام، سواء من ناحية المادة والمال أم من ناحية التفرّغ والوقت. ويأتي شهر الله تعالى فلا يُستقبل الاستقبال اللائق به وكأنه ضيف ثقيل الظل نتمنى رحيله لثقله على أنفسنا. نصاحبه بالكسل والفتور عن التزوّد من زاد الآخرة، ونفارقه فرحين بتصرّم أيامه، وقد كان أولياء الله تعالى يتمنون أن يكون العمر كلّه رمضان. فإذا انقضى فارقوه بالدموع الغزيرة، والحسرة المريرة”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز