سياسة الولايات المتحدة وأصدقائها مع الدول وهي أن تطالبهم بنزع السلاح ثم تحرك عملاءها لاحتلهم، وهكذا فعلوا مع صدام أوحوا إليه أن يفجر صواريخه قبل الحرب فصار يفجر مجموعة من الصواريخ كل مدة، ثم لم يشفع له ذلك بصرف المعركة عنه.
وفعلوها مع بشار الأسد طلب منه الحضن العربي المطبّع أن يحل قوات الدعم الشعبي ففعل فتركوه فريسة سهلة للفصائل المسلحة، واليوم يطالبون العراق بحل الحشد الشعبي ونزع أسلحته لكي يحركوا مجموعات مسلحة ويسلحوها لتحتل مناطق من غربي وشمال العراق.
إن كل محافظة عراقية اليوم تستطيع أن تنشئ جيشاً في يومٍ واحد، وأكثر عشائرنا تمتلك أسلحة متوسطة يمكنها المقاومة حتى لو سقطت الدولة بأكملها، وعندنا مقاومة وممانعة تمنع سقوط الدولة حتى لو تواطأت الحكومة مع المحتل، وعندنا اعتزاز بمنجزات دولتنا ومصالح شعبية كثيرة تمنع من تفضيل الفوضى، وهذه التركيبة في العراق لا ينجح معها أي مشروع أمريكي.
والمحافظات الشمالية والغربية جرّبت المكر التركي والأمريكي والإعلام الخليجي ومغبة دخول الشيشاني والأفغاني إلى أراضيهم ولن يخدعوا مرة أخرى بشعارات طائفية وإقليم مستقل.
وستبوء مشاريع العبث الأمريكي في العراق، والأفضل لهم ترتيب أوراق الداخل السوري قبل الانتقال إلى غيره، وقد جربوا أن (الفوضى الخلاقة) التي يصطنعونها سيكتوون بنارها أنفسهم، فليست الولايات المتحدة اليوم كالولايات المتحدة عام 2003، فالعالم الجديد بدأ يتشكل في آسيا بعيداً عن الدولار، وهي منشغلة في مستنقع الشرق الأوسط.
ولم يعد بالإمكان حسم المعارك بالأسلحة الثقيلة، وقد جرّبوا أن الدول (الضعيفة) إذا كانت تمتلك قضية وإرادة للمقاومة فإنها ستطور أسلحتها وتخترع أساليب جديدة للقتال وتجد من يسلحها وتلحق الضرر بالعدو مهما كانت لديه حاملات طائرات وأقمار اصطناعية.
الدكتور عماد علي الهلالي
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز