غادر آخر الجنود الفرنسيين المنتشرين في النيجر البلاد، اليوم الجمعة، في خطوة تمثل طلاقاً بين باريس والنظام العسكري الذي وصل إلى السلطة عبر انقلاب في نيامي وتنهي أكثر من 10 سنوات من القتال الفرنسي ضد المتطرفين في منطقة الساحل.
وقال اللفتنانت في الجيش النيجري، سليم ابراهيم، في تصريحات صحفية وتابعته “النعيم نيوز”. “اليوم يمثّل نهاية عملية فك ارتباط القوات الفرنسية في منطقة الساحل”.
وأعلن الجيش النيجري، في احتفال أقيم في قاعدة نيامي الجوية اليوم، أن القوات الفرنسية انجزت انسحابها من النيجر.
وغادرت الدفعة الأخيرة من الجنود في طائرتين عسكريتين، بحسب ما شاهد صحافي في وكالة “فرانس برس”.
واختتمت المراسم بتوقيع “وثيقة مشتركة” من قبل قائد القوات البرية النيجرية الكولونيل مامان ساني كياو وقائد القوات الفرنسية في الساحل الجنرال إريك أوزان، بحضور ممثلين عسكريين لتوغو والولايات المتحدة.
وسلّمت فرنسا القاعدة الجوية الموقتة الى سلطات النيجر، بعد عملية فك ارتباط شملت 145 رحلة جوية و15 قافلة برية، نقلت نحو 1500 عسكري.
وتم بالفعل سحب القوات الفرنسية بالفعل من مالي وبوركينا فاسو، بعد انقلابات عسكرية.
وفي وقت سابق، قرّرت فرنسا، إغلاق سفارتها في النيجر بعدما باتت غير قادرة على “العمل بشكل طبيعي أو تأدية مهامها” عقب الانقلاب العسكري هناك أواخر يوليو (تموز) الماضي، الذي أطاح فيه الحرس الرئاسي بالرئيس محمد بوزام. واستولى الجنرال عبد الرحمن تياني على السلطة .
وذكرت مصادر دبلوماسية في باريس، أن معظم الطاقم الدبلوماسي الفرنسي غادر النيجر في نهاية سبتمبر (أيلول).
وتعرضت السفارة الفرنسية في النيجر، لهجوم من قبل متظاهرين في 30 يوليو (تموز) 2023، وأعلن المجلس العسكري الحاكم في البلاد أن السفير الفرنسي في النيجر شخص غير مرغوب فيه قبل فرض حصار حول السفارة الفرنسية.
وجاء في وثيقة مرسلة إلى الموظفين النيجريين في السفارة الفرنسية بتاريخ 19 ديسمبر (كانون الأول) 2023، ووقعها السفير الفرنسي لدى النيجر سيلفان إيتي، أن “وزارة أوروبا والشؤون الخارجية في الجمهورية الفرنسية مضطرة للأسف إلى إغلاق السفارة لفترة غير محددة”.
واعترفت مصادر دبلوماسية فرنسية بصحة الرسالة، التي تبلغ الموظفين النيجيريين بأنه سيتم فصلهم اعتباراً من 30 أبريل (نيسان) 2024.
وشهدت العلاقات بين فرنسا والنيجر أزمة منذ الانقلاب ضد الرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد بازوم، ورفض باريس التعاون مع المجلس العسكري الذي يحكم البلاد.