الفياض: الحشد استطاع رسم نموذجاً للتعايش يمثل طموح أمة للخلاص من الإرهاب
أكد رئيس هيئة الحشد الشعبي، اليوم الجمعة، ان الحشد استطاع رسم نموذجاً للتعايش يمثل طموح أمة للخلاص من الإرهاب.
وذكر الفياض خلال كلمته في الذكرى الرابعة لتحرير العراق من دنس الإرهاب تابعتها “النعيم نيوز”، “نستذكر في هذا اليوم شهداءنا من قادة النصر وجميع الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الوطن”. لافتاً الى أن “الحشد سيكون مع بقية صفوف القوات المسلحة ضماناً لمستقبل البلاد”.
وأردف أن “تجربة الحشد الشعبي اقترن اسمها بالحرب على داعش والنصر على الإرهاب. والحشد الشعبي استطاع أن يرسم انموذجاً للتعايش يمثل طموح أمة للخلاص من الإرهاب”. موضحاً أن “التلاحم بين صفوف القوات المسلحة أنتج نصراً فريداً على داعش وأعطى درساً بليغاً بالإرادة الصلبة”.
واكد الفياض أن “الخروج من الأزمات لا يتم إلا من خلال العزيمة والتلاحم بين أبناء الشعب”.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِۦ ۗ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ
صدق الله العلي العظيم
في هذا اليوم الذكرى الرابعة ليوم النصر على داعش ذلك النصر المؤزر الذي تحقق بسواعد أبناء الرافدين الذين قدموا وسطروا أروع الدروس في ميادين التضحية والفداء دفاعا عن الدين والعرض والوطن وعن المقدسات وعن إرث تاريخ هذا الشعب الكريم الذي يواجه التحدي بكل شجاعة وبسالة.
هذا التحدي الذي استفز كل العراقيين وحمل مرجعيتنا العليا لسماحة السيد السيستاني حفظه الله على اصدار فتوى الجهاد الكفائي التي انطلق بها حشدنا الباسل وقام بمؤازرة كل أبناء قواتنا المسلحة والتحرك نحو ميادين القتال وكان لهم تلك الصولة الكبرى التي عززت نصر العراقيين.
في هذا اليوم نستذكر شهداءنا الكرام الأبطال شهداء الوطن وشهداء القوات الأمنية جميعا وشهداء قادة النصر الذين قادوا وسطروا وعملوا ودربوا وهيئوا كل الفرص لهذ النصر المؤزر الكريم فلهم كل الاعتزاز والوفاء وان شاء الله نسير على ذات الخط خط التضحية والفداء والشهادة في سبيل الدفاع عن العزة والكرامة .
كل قواتنا الأمنية وجيشنا الباسل وقوات وزارة الداخلية الشرطة الإتحادية جهاز مكافحة الإرهاب المؤسسات الأمنية المختلفة كلها أسهمت كلا من موقعه في رسم معالم هذا النصر العراقي المؤزر والذي من خلاله استطاع العراق إعادة هيبة هذا البلد وكرامته ووحدته.
أيها الإخوة الأعزاء ان تجربة داعش والنصر المؤزر الذي تحقق انما يرسم لنا الطريق للخلاص من كل ازماتنا ومشاكلنا الأخرى حيث متى ما توفرت الإرادة والوحدة والعزم الأكيد والحرص الكبير فنحقق النصر بكل الميادين ميادين الإصلاح والبناء اذ بهذه الروحية الكبيرة روحية التضحية روحية صناعة المنجز حيث نصنع مستقبل أبنائنا ومستقبل اجيالنا في عراقنا العزيز .
تجربة داعش افرزت نمط التلاحم والتعاون والتكاتف بين قواتنا المسلحة والتي عجزت عنها الكثير من الدول ولكن تحقق بالعراق وبذلك استطاعوا ان يحققوا النصر وينهضوا بهذا العبء الكبير الذي تنأى به دول كبرى وأكبر المؤسسات وكان العالم يتحدث عن سنين طويلة حتى نستطيع هزيمة داعش ولكن بجهود وسواعد الابطال وقيادة المرجعية الرشيدة وتضحيات العراقيين تحقق النصر وهزم داعش .
تجربة الحشد الشعبي تجربة فريدة جمعت بين المنجز العسكري الكبير وهزيمة قوة كبرى قوة خططت لحرب من نمط جديد وغير تقليدية استطاعت هزيمة دول ومقدرات كبيرة جدا ولكن ارتطمت بالصخرة الصلبة وهي عزيمة وإرادة العراقيين وأيضا المنجز الكبير في خلق تلاحم عراقي فردي في مواجهة التحديات الكبيرة من الاختناق الطائفي والاختناق القومي وكل الاختناقات المحلية التي كانت سائدة بالساحة .
واستطاع هذا الحشد التي يضم بين طياته كل العراقيين وبكل تنوعاته ان يرسم نموذجا للتعايش الحقيقي تعايش في ظل اقدام وليس في ظل تعايش محاصصة واقتسام للغنائم .
الحشد الشعبي اليوم هو حامي هذا البلد من كثير من الأزمات والتحديات و يمثل نموذجا صادقا الذي استجاب للامة والمرجعية التحديات التي افرزت هذه النخبة والتي استطاعت صناعة مجد عراقي تتغنى به الأجيال ويرسم لهذا الشعب نهاية مرحلة من التدهور ومن وجود القوات الأجنبية ودخول الإرهاب لهذا البلد والتشرذم الطائفي وضعف الروح الوطنية والروح الجهادية . وبالتلاحم والتكاتف يتم صناعة النصر والخلاص من كل التحديات وليس بالاعتماد على الأجنبي والاصغاء الى تلك الأطراف .
وان بناء الأوطان لا يتم بالهمة والتكاتف وتضحيات الغيارى لبناء عراق عزيز كريم مستقل ينعم بالسيادة وخالٍ من كل إرادة اجنبية مفروضة عليه وانما يدار من قبل أبناء وبواسطة الانتخابات الحرة وبناء سلطة من خلال التداول السلمي.
الحشد الشعبي منسجم مع القيم الدستورية وحامي لها كبقية القوات المسلحة حافظ لحرمات وكرامات وأمن ومستقبل هذا الشعب وضمانة المستقبل ونحن مستعدين ان نقدم الغالي والنفيس في سبيل عراقنا الحبيب حيث كان درس داعش بليغا واستطاع العراقيون ان يعرفوا العالم من هم أبناء الرافدين وما قدراتهم عندما يتوفر لهم المنهج والقيادة الصحيحة وتوفير الظروف المناسبة لإظهار القوة والعزيمة دفاعا عن الوطن والمقدسات.
ر.ك