العنف الأسري.. تهديد للنسيج الاجتماعي
كتب كاظم الحسن :وحدة الأسرى وتماسك المجتمع يبدأ من المنزل صعودا إلى دور التربية والتعليم والمراكز العلمية في رحلة ايجابية ومثمرة والمجتمع.
يحصد ثمارها في ما بعد وهذا ما درجت عليه الامم المتقدمة والمزدهرة في سعيها الجاد لمواكبة التطور.
هنا نقصد المرأة المعنفة والطفولة، كذلك اي المستضعفين الذين لا توجد قوانين تحد أو تحجم من الظلم الذي يلحق بهم من قبل المجتمع الذكوري، وهي الكفة الغالبة التي تشرع القوانين لها، لكي تحمي امتيازاتها وسلطانها وسطوتها.
هذا العنف سوف يتسع ليشمل الجميع حتى مملكة الحيوان يصيبها هذا السخط، الذي يترسخ في اللاوعي ويقود صاحبه وخصمه إلى التهلكة.
وعندما نسمع عن شجار بين طرفين يقول أحدهم “راح أطلع قهر الله بيك” يعني ما مر به من ظلم واضطهاد وضيم سوف يسقطه على الضحية، التي لا ذنب لها سوى حظها العاثر الذي أوقعها في هذه الورطة.
بل إن أحد الطغاة حظر السفر على شعبه لأنه في فترة الحصار الدولي “يسافر إلى الخارج أي”، «إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر”، وهذه افرازات سمية قاتلة مرتبطة بالطفولة البائسة، ونجد معظم الطغاة يعانون من ذكريات طفولة مؤلمة، ولذا تعمل الأمم المتحضرة التي استوعبت الدرس وأخذت العبرة مما مرت به من حروب ومحن ودمار، فأخذت تشرّع القوانين للحماية من العنف الأسري، وللحفاظ على صحة وسلامة واستقرار المجتمع، وهذا ما يجب أن تحذو حذوها، لأن النتائج الايجابية والسليمة بائنة وواضحة آثارها في مسيرة هذه الشعوب الحرة.
وربما التفت العراق متأخرا إلى هذه المبادرة الجريئة، عن طريق مطالبة لجنة المرأة والطفولة النيابية في تصريح نشر في جريدة الصباح يوم السبت الموافق 5آب : «إلى ضرورة الإسراع في إقرار قانون الحماية من العنف الأسري وأنها ستسعى وتتخذ خطوات جادة، لأن يظهر القانون بشكل رصين وقادرعلى حماية الأسرة بمكوناتها كافة، منتقدة الضعف الذي يشوب القوانين المعمول بها حاليا في هذا المجال، وبينت أن نسختين وصلت من رئاستي الجمهورية والوزارة إلى اللجنة “.
وإن كانت الخطوة متأخرة، إلا أنها تصب في الصالح العام وتصحح مسارات خاطئة، تسببت في الكثير من الظلم والتعسف الذي لحق بالمرأة نتيجة عهود جائرة سلبت حقوقها وتعاملت معها بفوقية وكأنها من الدرجة الثانية وحطت من مكانتها كأم وزوجة ولا غنى للمجتمع عنها.
فهناك من يرى أن مكانها هو المطبخ ووظيفتها الانجاب وتربية الاطفال والبعض يطلق عليهن “ ناقصات عقول” ظلما وبهتانا “، فالجدران الأربعة التي تحيط بفضاء المرأة تفقدها قدراتها ومهاراتها في العمل والابداع والابتكار، ونرى الكثير منهن تبوأن مناصب عليا، ومنهن مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا في فترة الثمانينيات من القرن العشرين، وكذلك انديرا غاندي رئيسة وزراء الهند، والتي اغتيلت في العام 1984م بعد إن شغلت المنصب ثلاث فترات متتالية.
وانجيلا ميركل المستشارة الالمانية “ 2005 – 2021 “ وغيرهن الكثير.