الواجهة الرئيسيةمحلي
أخر الأخبار

العراق… حملة لمقاطعة “المحتوى الهابط” على مواقع التواصل الاجتماعي

خاص-النعيم نيوز

 

تستمر السلطات العراقية في حملة الاعتقالات ضد “صناع المحتوى الهابط” لتصدر على بعضهم أحكام قضائية سريعة بالسجن وأخرى تنتظر الحكم عليها من قبل المحكمة.

فقد أعلنت السلطات الأمنية العراقية منتصف الشهر الماضي، وضع مواقع التواصل الاجتماعي تحت رقابة لجنة أمنية خاصة جرى تشكيلها أخيراً، لرصد المحتويات الهابطة وملاحقة صانعيها، فيما توعّدت بمحاسبة قانونية يخضع لها المخالفون.

وقالت الوزارة في بيان أنه “تم تشكيل لجنة لمتابعة المحتويات في مواقع التواصل ومعالجة الهابط منها وتقديم صانعيها للعدالة”، مبينة، أن “القضاء دعم مقترحات الأجهزة الأمنية حول ملف المحتوى في (السوشل ميديا)”.

وأضافت، أن “اللجنة باشرت عملها وحققت عملاً في الوصول إلى صنَّاع المحتوى الهابط والقبض عليهم”.

وكانت وزارة الداخلية العراقية قد خصصت منصة “بلغ” للتبليغ عما سمته بـ”المحتوى المسيء والهابط”، فيما لم تصدر الوزارة أو الجهات القضائية لائحة الأفعال المصنفة تحت بند “الإخلال بالآداب العامة والنظام العام”.

هدف الحملة

أكد قاضي محكمة تحقيق الكرخ الثالثة والقاضي المختص بقضايا النشر والإعلام عامر حسن في مقابلة مع الوكالة الرسمية إن “مصطلح تسميته المحتوى الهابط الذي يتداول في وسائل الإعلام، أصله القانوني هو الجرائم المخلة بالأخلاق العامة أو الفعل الفاضح الذي يخل بالحياء العام”، مبيناً أن “الجرائم المخلة بالأخلاق العامة تحولت إلى ظاهرة وبدأت تؤثر على المجتمع والأسرة والأجيال الناشئة وسلوكياتها فكان يجب أن تتحرك الدولة بمختلف مؤسساتها للحد منها”.

وأوضح “هناك خلطاً وقع بين حرية التعبير المحمية بموجب الدستور وبين مكافحة ظاهرة المحتوى المسيء التي لا تمت لحرية التعبير بأي صلة”، مبيناً أن “الدستور كفل حرية التعبير عن الرأي بشرط عدم مخالفته بالنظام العام والاداب العامة”، موضحاً أن “المحتوى المسيئ بدأ يلقي تأثيراً على الأسرة العراقية ويعكس صورة سيئة عن المجتمع العراقي وأخلاقه وعاداته حيث إن حرية التعبير شيء والتعبير الاجتماعي شيء آخر وهذا خلط ومحاولة لتبرير ما يقع من هؤلاء الأشخاص الذين أساءوا إلى المجتمع العراقي”.

وأضاف: “نحن نشجع على خطوة الاعتذار وحذف المحتوى المسيء وندعو المدونين كافة، وما يصطلح على تسميتهم “المشاهير” بأن يقوموا بحملة مراجعة لمحتواهم، ومحاولة حذف المحتوى المسيء للأخلاق، والمحتوى المخل بالحياء العام”.

ومن جهته قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، اللواء سعد معن، في تصريح للوكالة الرسمية  إنّ “الحملة ضد المحتوى السيء لا تتعلّق بالتكميم أو المحاربة، بل هي حملة وطنية قانونية الغاية منها إصلاح القيم التي حاول البعض طمسها”..

وتواصل وزارة الداخلية حملتها ضدّ “مروجي المحتوى الهابط”، داعيةً المواطنين إلى التعاون معها والإبلاغ عنهم، تحت شعار “معاً لمحاربة ومكافحة المحتوى الهابط”.  مشيراً إلى وصول التبليغات في المنصة التي أنشأتها الوزارة إلى “أكثر من 50 ألف محتوى خلال أيام معدودة”.

أما السياسي العراقي إبراهيم الصميدعي في تغريدته على توتير”عبر عن دعمه إجراءات القضاء العراقي في ما وصفه بـ”محاربة ظواهر المحتوى الهابط المتجاوزة للذوق والآداب العامة، الخادشة للحياء على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وكانت قناة النعيم الفضائية، قد أطلقت، حملة لمقاطعة المحتوى الهابط والخادش للحياء على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكر مدير القناة مازن المالكي في تصريح لـ”النعيم نيوز”، “أيماناً منا بإن الإعلام رسالة قررنا إطلاق حملة لمقاطعة المحتوى الهابط الذي أغرق مواقع التواصل الاجتماعي، وقدم صورة سلبية عن الشعب العراقي”، لافتاً إلى أن “الحملة تأتي إيضاً كدعم وإسناد لوزارة الداخلية التي اعلنت بدورها عن منصة للإبلاغ عن المحتوى المسيء والهابط على مواقع التواصل الاجتماعي”.

ودعا المالكي “مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى دعم الإعلام الهادف والمساهمة بإيقاف المحتوى الذي يسيء لسمعة المجتمع العراقي”، موضحاً أن “الحملة تدعو إلى مقاطعة صناع المحتوى الهابط بحرمانهم من التفاعل مع منشوراتهم وإلغاء متابعتهم”.

ونشرت قناة النعيم الفضائية، عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي إعلاناً لبدء الحملة عبر وسم “#قاطعواـ صناع ـ التفاهة”.

ودعت القناة متابعيها إلى المساهمة بـ “تجفيف منابع التفاهة داخل الأسرة والمجتمع، من خلال حرمانهم من: اللايك والشير والمشاهدة والتعليق”. وختمت القناة دعوتها بوسم “احيوا هذا العام بالرجوع إلى الله”.

بالتزامن مع كل تلك الإجراءات ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بجدل واسع بين مؤيد معارض، إذ اعتبرها صحافيون وناشطون مقدمة لقمع أوسع لحرية التعبير في البلاد، فيما سخر عديد منهم من الإجراءات القضائية، مشيرين إلى أن الأجدى أن تقوم أجهزة الدولة بمكافحة “خطابات التحريض والكراهية التي يطلقها سياسيون وزعماء ميليشيات في البلاد”.

إلا أن هذه الأوامر الحكومية والقضائية تستند على قانون العقوبات العراقي 111 الصادر في 1969، على الأخص المادتين 403 و226 المتعلقتين بتجريم الإساءة للذوق والآداب العامة وإهانة مؤسسات الدولة وموظفيها.

رسالة اطمئنان

وفي خضم كل هذه الإجراءات بعث مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، يوم الأحد، برسالة اطمئنان للصحفيين عقب الحملة التي شنتها وزارة الداخلية ضد “المحتوى الهابط” والتي أدخلت مواقع التواصل الاجتماعي في حالة إنذار.

وقال الاعرجي لوكالة شفق نيوز، “لا يوجد هناك تعسف او استهداف لشريحة الصحفيين والإعلاميين، إنما حملة “المحتوى الهابط” تستهدف بعض الأشخاص الذين أساءوا استخدام مواقع التواصل الاجتماعي واساءوا للشعب العراقي، والصحفيون والإعلاميون محل احترام وتقدير”. مضيفاً ان “كل من يعمل على زعزعة أمن واستقرار العراق وإشاعة الفوضى سيكون هو المستهدف”.

وعن الذين ينشرون ويروجون “المحتوى الهابط”، قال الاعرجي، إن “هذه مجاميع صغيرة تريد ان تحصل على مكسب وشهرة اعلامية على حساب الشعب العراقي عبر استخدام المحتوى الهابط”.

وفي نفس السياق شدد القاضي حسن في تصريح للوكالة الرسمية “على ضرورة وجود قيود على محتوى النشر “وهذا المطلوب بصراحة وتحدثنا به بأكثر من مناسبة ولمسنا طيباً عند الإخوة في هيئة الإعلام والاتصالات.

وكانت وزارة الداخلية قد أحصت عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خلال عام 2022. وقال مدير الاعلام والعلاقات العامة في الوزارة اللواء سعد معن لبرنامج “واجب الصراحة” الذي يعرض على العراقية الإخبارية. أن “عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي 48 مليون و400 الف في عام 2022، بينما في عام 2021 كان عدد المستخدمين نحو 25 مليون ما يعني ان نسبة الزيادة بلغت 13.4%”. مضيفاً، أن “اكثر من 18 مليون مستخدم لموقع الفيسبوك، و16 مليون مستخدم للتليجرام، و15 مليون مستخدم للانستجرام، بينما السنابجات 14 مليون، وتويتر مليون و900 الف مستخدم خلال عام 2022”.

ويشار إلى أن الحملة لا تزال مستمرة حيث أصدرت السلطات القضائية خلال الأيام الماضية ستة أحكام قضائية في حق “مشاهير” على وسائل التواصل الاجتماعي، في حين يتنظر ثمانية آخرون الإجراءات التحقيقية في شأن التهم الموجهة إليهم، فيما تفاوتت الأحكام القضائية بين السجن لستة أشهر وسنتين كحد أقصى للعقوبة.

 

 

 

لك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى