اخبار اسلامية
أخر الأخبار

الشيخ الصفار يدعو لتعزيز المناعة النفسية تجاه فيروس الظلم

دعا الشيخ حسن الصفار، إلى تعزيز المناعة النفسية وتحصين السلوك من الانزلاق إلى ظلم الآخرين.

 

وقال الشيخ الصفار، خلال خطبة الجمعة بمسجد الرسالة في مدينة القطيف شرقي السعودية والتي كانت بعنوان: (الإمام علي والحساسية من الظلم)، وتابعتها “النعيم نيوز”، إن “الاستحضار الدائم لقبح الظلم وسوء نتائجه، يؤدي لتعزيز المناعة الذاتية ضد الظلم والتجاوز”.

وأضاف، أن “تقوية جهاز المناعة داخل الإنسان، وتنمية الحساسية لديه نحو الظلم، يُوجد ردّ فعل في نفسه تجاه أي رغبة في الظلم والجور”.

وأكمل الشيخ الصفار: “هذا ما تقوم به النصوص والتوجيهات الدينية، إن القرآن الكريم لم يحذّر من أي ذنب أو موبقة، كما حذّر من الظلم”.

وتابع: “حتى الشرك بالله تعالى حينما يريد القرآن ذمه، والتنديد به، والتحذير منه، يصفه بقوله: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾”، مردفاً بالقول: “حين نقرأ كلمات علي، وأقواله، نرى تركيزه وتأكيده الشديد على التحذير من الظلم”.

واستشهد الشيخ الصفار، “ببعض كلماته (ع) كقوله: «الظُّلمُ أمُّ الرَّذائلِ»، و«إِيّاكَ وَالظُّلْمَ فَإِنَّهُ أَكبَرُ الْمَعاصي»، و«الظُّلْمُ فِي الدُّنْيَا بَوَارٌ، وَفِي الْآخِرَةِ دَمَارٌ»”.

وبيّن، أن “هذه النبرة العالية ضد الظلم في أقوال الإمام علي (ع)، توازيها حساسية شديدة عميقة في شخصيته ومواقفه، عبّر عنها بما ورد في عدد من خطبه وكلماته”.

ومضى، يقول: “حينما اقترح عليه بعض أصحابه عندما تولى الخلافة ممالأة بعض الفاسدين، وتثبيتهم في مواقع السلطة، حماية لحكمه، برزت حساسيته العالية فأجاب غاضباً ورافضاً لاقتراحهم”.

واستشهد الشيخ الصفار، “بقوله: «أَتَأْمُرُونِّي أَنْ أَطْلُبَ اَلنَّصْرَ بِالْجَوْرِ فِيمَنْ وُلِّيتُ عَلَيْهِ! وَاَللَّهِ لاَ أَطُورُ بِهِ مَا سَمَرَ سَمِيرٌ وَمَا أَمَّ نَجْمٌ فِي اَلسَّمَاءِ نَجْماً!»”.

وأشار، إلى أنه “حينما يقف الإمام علي (ع) أمام شخص وقعت عليه ظلامة من أحد، مهما كانت تلك الظلامة محدودة، فإنه يجنّد اهتمامه فوراً لإنصافه، ورفع ظلامته”. مستشهداً “بعدد من القضايا التاريخية التي وردت في سيرته”.

وأوضح الشيخ الصفار، أن “قبح الظلم مبدأ يتفق عليه كل أبناء البشر في مختلف عصورهم، وعلى مختلف توجهاتهم، فلا يقول إنسان سوي إن الظلم حسن صحيح”، مضيفاً: “فهو مبدأ فطري عقلي تؤكد عليه الشرائع الدينية، والقوانين الإنسانية الاجتماعية”.

وعن سؤال: لماذا تكثر ممارسة الظلم بين الناس، مع إقرارهم واعترافهم نظرياً ووجدانياً بقبحه؟

أجاب الشيخ الصفار: “هناك الدافع الأناني المصلحي، وسيطرة الأهواء والشهوات على الإنسان، والتي تدفعه للجور على حقوق الآخرين، وتلك هي المشكلة الأخطر، والأكثر انتشاراً بين الناس، وإنتاجاً للظلم والظلامات”.

وعرّف، “الحساسية بأنها مأخوذة من الحسّ والإحساس بالأشياء المادية، وعلى المستوى النفسي يقصد بها قوة الشعور بالأحوال الانفعالية، كاللذات والآلام، والحساسية من الظلم تعني قوة الرفض النفسي لحالة الظلم”.

وأبان الشيخ الصفار، أن “الظلم هو الجور ومجاوزة الحدّ، ويطلق على التجاوز على حق الغير، مادياً كان ذلك الحق أو معنوياً، بالاعتداء على جسمه، أو انتهاب ماله، أو تعويق مصالحه، أو إيذاءه نفسياً، أو النيل من سمعته”.

ولفت، إلى أن “الرسالات الإلهية إنما جاءت للحد من حالات الظلم بين بين البشر، وإقامة العدل في حياتهم”، مستشهداً “بقوله تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾”.

وبمناسبة ذكرى ميلاد الإمام علي (ع)، أكد الشيخ الصفار، أن “أهم ما يجب أن نقتبسه من سيرة علي في إحيائنا لذكراه، هو أن نعزز مناعتنا النفسية تجاه الظلم، وأن نحصن سلوكنا من الانزلاق إلى ظلم الآخرين”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى