دعا الشيخ حسن الصفار، إلى الاجتهاد في بذل مشاعر الحبّ والاحترام في المحيط الاجتماعي، والإشادة بإيجابيات وإنجازات الآخرين، مؤكداً أن ذلك يزيد في سعادتنا، وسعادة الآخرين من حولنا.
وتابع الشيخ الصفار، أن “الناجحين والسعداء في حياتهم هم الأكثر ثراءً عاطفياً، حتى وإن قلّت إمكاناتهم المادية، وهم الأقرب إلى رضا الله تعالى”.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة بمسجد الرسالة في مدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: (الثراء والسخاء العاطفي)، وتابعتها “النعيم نيوز”.
وأوضح، أن “الثراء والسخاء العاطفي يعني: وفرة المشاعر والأحاسيس الإيجابية في نفس الإنسان، كالحب والتفاؤل والرضا والثقة وحسن الظن”، مردفاً بالقول، إن “الثراء والسخاء هنا متلازمان، فمن تمتلئ نفسه بالمشاعر الإيجابية، فإنه يفيض بها على الآخرين”.
وأشار الشيخ الصفار، إلى أن “الفقر العاطفي أشد سوءاً على الإنسان من الفقر المادي، لأنه يسبب التعاسة والأزمات النفسية، ويسلب الإنسان فرص الاستمتاع بالحياة، والشعور بالسعادة والراحة، حتى وإن امتلك الثراء المادي”.
وأضاف، أن “الفقر العاطفي من أهم أسباب الفشل في حياة الإنسان، وقد يدفعه إلى العزلة والكآبة، ويبعده عن الله تعالى، وإن بعض الناس يعيشون فقراً عاطفياً، حيث تنعدم أو تنخفض عندهم المشاعر الإيجابية، فلا يشعرون بالمحبة تجاه الآخرين، ولا ينعمون بالرضا عن أنفسهم وحياتهم”.
وأكمل الشيخ الصفار، أن “هؤلاء الناس يفقدون روح التفاؤل والأمل، حيث ينظرون إلى الناس والأشياء من حولهم نظرةً سلبيةً سوداوية، كما أن الثراء المادي يحتاج إلى سعي وبذل جهد لكسب المال والإمكانات، فإن الثراء العاطفي يحتاج إلى سعي واهتمام من قبل الإنسان”.
وبيّن، أن “الوصول إلى الثراء العاطفي يحتاج إلى تهذيب النفس، وتنمية النزعات والمشاعر الإيجابية داخلها، والاجتهاد في كبح نزعات الأنانية والشر والشح داخل النفس”، مستشهداً بقوله تعالى: “﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾”.
وشدد الشيخ الصفار، على أن “للتربية الروحية، والثقافة والوعي، والمحيط الاجتماعي دوراً كبيراً في تنمية الثراء العاطفي”، لافتاً إلى أن “الدين يولي اهتماماً كبيراً لتنمية الثراء العاطفي في نفس الإنسان، وتمظهره في سلوكه الاجتماعي، وتعامله مع الآخرين. ويعتبر ذلك جزءاً من العبادة لله تعالى، ومن موجبات الأجر والثواب، ورفعة المقام عند الله في الآخرة”.
وأبان، أن “نصوص الأدعية الواردة في الآيات القرآنية، وفي الأحاديث والروايات، والأدعية المأثورة، ترسّخ في نفس الإنسان الاهتمام بالآخرين، وطلب الخير لهم في الدنيا والآخرة، كما يطلب الإنسان لنفسه”.
ومضى الشيخ الصفار، بالقول: “فلا تكاد تجد دعاءً مأثوراً يقتصر على الذات، بل إن الدعاء للآخرين يجعل الدعاء للذات أقرب للإجابة عند الله”، منوهاً إلى أن “إبداء المحبة والعواطف الإيجابية لمن حول الإنسان تجلب له رضا الله تعالى، وتجعله أكثر سعادة ونجاحاً في علاقاته بالآخرين”.
وذكر، أن “من مصاديق السخاء العاطفي إظهار الاهتمام بالآخرين، والابتسامة والكلمة الطيبة، والتشجيع والثناء على إنجازات الآخرين”، مشيراً إلى أن “من البخل العاطفي عدم امتداح إيجابيات الآخرين، والإشادة بإنجازاتهم”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز