الشيخ الصفار يحمل الجهات الدينية العلمية مسؤولية ”القصور والتقصير“ في الاجتهاد
حمّل الشيخ حسن الصفار، اليوم الجمعة، الجهات الدينية العلمية المسؤولية حيال ”القصور والتقصير“ في الاجتهاد لاكتشاف قيم دينهم وتشريعاته المتناسبة مع هذا العصر، مبينا أن المشكلة هي اجترار النسخة القديمة من الخطاب الديني، ومما فاقم الأمر ظهور الحركات الدينية المتطرفة.
جاء ذلك خلال المحاضرة العاشورائية الثالثة للشيخ الصفار مساء الأربعاء بمجلس الحاج سعيد المقابي في حي الجزيرة بمدينة القطيف.
وقال فيها الشيخ إن ”المشكلة هي اجترار النسخة القديمة من الخطاب الديني والاستنتاجات العلمية للفقهاء السابقين“. متابعا بأن “الدين فتح باب الاجتهاد وهناك قيم وقواعد عامة يستطيع الانسان أن يرجع اليها لأخذ التشريعات المناسبة لكل عصر”.
ورأى أن “المشكلة تكمن في جهة القصور والتقصير الذي حصل عند المسلمين في اكتشاف قيم دينهم. وتشريعاته المتناسبة مع هذا العصر أيضا. مضيفا بأن “المسلمين الأوائل في عهد النبي والأئمة والفقهاء المؤسسين للمذاهب لم تكن تواجههم مشكلة في تطبيق التشريعات الدينية في مختلف جوانب الحياة”.
وأرجع ذلك إلى “المرونة التي امتازت بها التعاليم النبوية ولاحقا الاجتهادات الفقهية التي كانت متناسبة مع تقدّم وتيرة الحياة”.
وأضاف الشيخ الصفار بأن “التطور الهائل الذي حصل في العصر الحديث في مختلف المجالات الإنسانية. أثار تساؤلًا كبيرًا حول قدرة التشريع الديني على مواكبة هذه التطورات الكبيرة”. متابعا أنه ”أفاقت المجتمعات الإسلامية في هذا العصر على نفسها فرأت أنها تعيش على هامش الحضارة والتقدم“.
وأردف بالقول إن “مما فاقم الأمر ظهور الحركات الدينية المتطرفة التي تريد تطبيق الدين في هذا العصر بنسخة سلفية قديمة. ترجع بالمجتمعات إلى العصر الحجري، ولا تنسجم مع تطورات الحياة”. مشيرا إلى أن “هذا سبب رواج الأفكار التي تتهم الدين بالمسؤولية عن التخلف واستحضار ثورة المجتمعات المسيحية في أوربا على الكنيسة التي عرقلت مسيرة العلم والاختراع”.
وأكمل أن “هذا السياق الذي ظهرت خلاله الدعوات التي تتبنى حصر الدين في المجال الروحي بعيدا عن أي برامج لإدارة الحياة”. رافضا الدعوات القائلة بأن “الدين لا شأن له بالحياة”. قائلا: ”لا يمكننا أن نسلّم ونعتقد أن الدين لا شأن له بالحياة الاجتماعية“.
وأضاف الشيخ بأن “هناك اندماجًا بين الفعل الدنيوي وبين الجانب الروحي والأخلاقي والبعد الأخروي”. مشددا على “البعد الأخلاقي والأخروي لا ينفصل – في الدين – عن الفعل الدنيوي”. متابعا بأن “الدين يريد أن يحقق الحياة الطيبة للإنسان عبر التشريعات التي تلامس مختلف جوانب حياة البشر”.
ورأى أن “ثورة الإمام الحسين تعبر عن موقف سياسي وحركة اجتماعية تنبعث من دافع ديني وقيم أخلاقية”. مكملا بأن “الإمام الحسين لم يقم بهذه الحركة خارج إطار تدينه وإنما بدافع ديني محض”.
وخلص الشيخ إلى أن “الدافع الديني لدى الإمام الحسين يرتبط بالموقف السياسي والفعل الدنيوي، وقد قال ”إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية