حذّر الشيخ حسن الصفار، أمس الجمعة، من استغلال الأحكام الشرعية أو القوانين الرسمية، في ممارسة الظلم تجاه الآخرين تحت مظلة أي تبرير.
وقال الشيخ الصفار، خلال خطبة الجمعة بمسجد الرسالة في مدينة القطيف شرق السعودية، وكانت بعنوان: (استغلال الأحكام والقوانين)، وتابعتها “النعيم نيوز”، إنه “إذا استطعت أن تخدع المحكمة والقاضي فكيف ستخدع ضميرك ومحكمة الله في الآخرة؟”.
وبيّن، أن “الغرض من أحكام الشرائع والقوانين في الحياة الاجتماعية هو تحقيق العدل، ومنع ظلم الناس بعضهم لبعض. لكنّ هذه الأحكام والقوانين تتأثر في تطبيقها بالطبيعة البشرية”.
وأضاف، “قد يستغل بعض الناس الأحكام والقوانين في ممارسة الجور والظلم، مهما كانت إجراءات تطبيق العدالة صارمة نزيهة. لا تملك جهات تطبيق العدالة إلا الوسائل الظاهرية والآليات الطبيعية المعتمدة، لإثبات القضايا وإصدار الأحكام والقوانين”.
وأوضح الشيخ الصفار، أنه “في حالة إخفاء الحقائق واستخدام أساليب المغالطة والتزوير، قد يضيع الحق ويصبح حكم الشرع والقانون في صالح الظالم الجائر”. مشيراً إلى أن “النبي (ص) عندما كان يقضي في خصومة ونزاع، كما ورد في الحديث والسيرة، فإنه يعتمد وسائل الاثبات الظاهرية المقررة شرعاً، ولا يقضي بناءً على علم من الغيب”.
وأبان، أن “الرهان على إثارة الوازع الديني، وإيقاظ الضمير في نفس الإنسان، ليتراجع عن ظلمه”. لافتاً إلى أن “الحكم الذي صدر لصالح الإنسان، لا يغيِّر الحقيقة والواقع، ولا يصيِّر الباطل حقاً، والحرام حلالاً”.
ونبّه الشيخ الصفار، “إلى الفرح بالحكم حتى لو أنه قد صدر من رسول الله لصالحك، وأنت تعلم أن الحق ليس لك، فإنه يكون حراماً عليك. ضميرك سيحكم بإدانتك، وفي الآخرة ستواجه حكم الله تعالى وعقابه الأليم”.
وذكر، أن “بعض الناس قد يستغل حكماً شرعياً ليبرر به لنفسه ممارسته الظلم. ومثّل لذلك بما قد يقوم به من يستغل حكم الولاية على ابنته فيعضل زواجها بمن ترغب دون مبرر صحيح. أو يستغل حكم أن الطلاق بيده ليبتزَّ زوجته الكارهة له”.
ولفت الشيخ الصفار، إلى “كثرة الخصومات وشدتها في الخلافات العائلية حيث تتفنن بعض الزوجات في استغلال الأحكام والقوانين ضد أزواجهن، وخاصة في قضايا الخلع والنفقة، وحضانة الأولاد، حتى تحوّل حياة طليقها إلى جحيم، انتقاماً وتشفياً”.
ونوه، إلى أن “بعض الأزواج يتفنن في إيذاء زوجته أو طليقته، فيطلقها رسمياً ويمتنع عن إيقاع الطلاق الشرعي وفق مذهبه ليتركها معلّقة”.
وأردف الشيخ الصفار، قائلاً: “قد يؤدي بعض الوكلاء والمحامين دوراً سيئاً على هذا الصعيد، بفتح أبواب المطالبات والدعاوى الكيدية أمام كلا الزوجين. ليجنوا من ذلك أرباحاً على حساب آلام الآخرين وشقائهم”.
وأكمل، بالقول: إنه “في أوساط بعض المتدينين هناك من يمارس الظلم والعدوان ضد من يخالفه في الرأي أو ينافسه في المصلحة والنفوذ بمبرر مواجهة البدعة والمبتدعين. بعضهم يعتبر ما يخالف رأيه بدعة، وما يعارض مصلحته انحرافاً عن الدين”.
ومضى الشيخ الصفار، يقول: “على الإنسان أن يحذر من خداع الشيطان له، ومن تسويلات نفسه، وعليه أن يعود لوجدانه وضميره، وأن يتذكر وقوفه بين يدي الله تعالى”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز