أكد سماحة الشيخ حسن الصفار، اليوم الجمعة، أن التشريعات الدينية وفي طليعتها العبادات تربي الإنسان على النظم والتنظيم، فهي محددة في أوقاتها وكيفياتها.
وقال الشيخ الصفار، خلال خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: “التنظيم خُلق حضاري”. إن “هناك دقة تنظيمية في أحكامها وآدابها كما هو واضح في أحكام وآداب الصلاة والصيام والحج، وسائر العبادات”.
وتابع سماحته أن “أحكام وآداب صلاة الجماعة تمثّل مثلًا ونموذجًا واضحًا للتنظيم والترتيب. وذلك يقتضي أن يكون النظم محورًا أساس في منهجية وحركة حياة الإنسان”. مشيرا إلى “وجود تركيز في التعاليم الإسلامية على قيمة النظم في مختلف أمور الحياة”.
وأضاف الشيخ الصفار: “يذكر القرآن الكريم أن الفوضى من سمات الغافلين عن ذكر الله، والتابعين لأهوائهم. مستشهدًا بقوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}. التنظيم عنصر نجاح كبير في حياة الإنسان، لأن الإنسان المنظم في تفكيره وإدارته لأعماله وشؤونه، يكون أكثر استثمارًا لجهده ولوقته، وأكثر تركيزًا وإتقانًا في أدائه، كما أن التنظيم يسهّل حركة الأمور وسير العمل”.
ولفت إلى أن “تقدم وتطور الحياة المعاصرة يعتمد بشكل أساس على دقة النظم الحاكمة على مختلف ميادين النشاط والفعل الإنساني”. موضحا أن “الإنسان الفرد والمجتمع كلما كان أكثر التزامًا ودقة في النظام والتنظيم كان أكثر تقدمًا ورقيًا. كما أن الفوضى والارتجال والتسيب في أداء أي عمل وفي التعامل مع الأشياء هي سبب للفشل ومطهر للتخلف”.
واستشهد بعدد من الآيات القرآنية التي تتحدث عن دقة النظام والتنظيم في حركة الكون والحياة، كقوله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}. وحديث القرآن عن النظام الكوني هو من أجل إظهار عظمة الله وقدرته، ولالفات نظر الإنسان إلى قيمة النظم والتنظيم ليبني حركة حياته على أساسها.
وذكر الشيخ الصفار أن “قسمًا من الناس يلتزم بالنظام والتنظيم حينما يُفرض عليهم من خارجهم، كالأنظمة الحكومية، وأنظمة المؤسسات التي يعملون فيها، أو يتعاملون معها. وقد يسعى البعض للالتفاف على هذه الأنظمة أيضًا ما استطاع إلى ذلك سبيلًا. والوعي بقيمة التنظيم وأهمية الالتزام به يتجلى في إدارة الحياة الخاصة”.
وأكمل: “على الإنسان أن يعتمد التنظيم في تفكيره، وبرامج حياته الشخصية والعائلية، في أكله وشربه ونومه، وترتيب منزله والتعامل مع سيارته وأشياءه، وفي مجال علاقاته الأسرية والاجتماعية. فمن الوعي بهذه القيمة تنظيم الأعمال التطوعية. إن الأعمال التطوعية التي تحولت إلى مؤسسات كالجمعيات الخيرية، تعتمد التنظيم انطلاقًا من رسميتها، وكونها تحت رعاية النظام والقانون”.
وأشاد الشيخ الصفار “بالمبادرة التي يقوم بها بعض المواطنين الأعزاء في المحافظة لتنظيم وتطوير مهام إكرام الموتى، إلى جانب الجهود التي تقوم بها البلديات باعتبارها الجهة المسؤولة رسميًا عن هذا الشأن”. داعيا أن “يتكامل هذا الجهد التطوعي بالنظم والتنظيم”، مؤكدًا على ضرورة “وجود دورات لإعداد المتطوعين لإكرام الموتى حتى يتعرفوا على الأحكام والآدب الشرعية”.
وتابع: “وكذلك معرفة الأنظمة والتعاليم الصحية المتعلقة بهذا المجال، وخاصة في تجهيز ضحايا الحوادث، والجوائح الوبائية، كوباء كورنا”. لافتا إلى “الحاجة لتطوير وسائل القيام بهذه المهام بتوفير المواد اللازمة، وترتيب أوضاع المغتسلات والمقابر، ولا بد من نشر ثقافة مساعدة على التطوير، لوجود من يتمسك بالأساليب المتوارثة، مع أن التطوير مطلوب في إطار الأحكام والآداب الشرعية”.
وأشاد الشيخ الصفار “بالحفل الذي أقيم خلال هذا الأسبوع وحضره حشد من الفضلاء، والعلماء، والشخصيات الاجتماعية ما يزيد على (500) شخص في قاعتين للرجال والنساء”.
وقد كرّم خلاله أكثر من 650 من القائمين بمهام إكرام الموتى في محافظة القطيف ومن ضمنهم عدد من إخواننا السنة من أهالي المحافظة.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز