أكد الشيخ حسن الصفار، أن أكبر تحدٍ أخلاقي يواجه الإنسان، هو الالتزام بالقيم والمبادئ في حالات الخصومة والنزاع، وعدم الانقياد للعواطف والانفعالات على حساب العدل والإنصاف، ويجب أن تظهر التقوى ويتجلى الالتزام بالقيم في التعامل مع الخصوم، وعدم تجاوز الحدود معهم.
وقال الشيخ الصفار، خلال خطبة الجمعة بمسجد الرسالة في مدينة القطيف شرقي السعودية، التي كانت بعنوان: (مراعاة القيم في الخصومات والنزاعات)، وتابعتها “النعيم نيوز”، إن “الإنسان حين يتورط في خصومة ونزاع، يكون أمام أكبر تحدٍ أخلاقي، في إدارة هذه الخصومة والنزاع”.
وتابع: “هل يسيطر الإنسان على غضبه وانفعاله ومشاعره العدائية، ليخوض الصراع بلا قيود ولا حدود؟ أم يلتزم بسقف القيم الأخلاقية، وحدود المبادئ الدينية، فلا يتجاوزها في خصومته ونزاعه؟”.
وأضاف الشيخ الصفار، أنه “إذا أطلق الإنسان العنان لقوته الغضبية، فسيكون أسيراً لحالة الانفعال، وسيتصرف بعيداً عن أي تفكير سليم، مما قد يعود عليه بالضرر أكثر من خصمه”.
وحذر، “من المبالغة في الخصومة، وتجاوز الحدود بغير حق، فقط حتى يكون الإنسان في موقع الغلبة، فلا يبدو مهزوماً، حيث تأخذه العزة بالإثم”.
وأكمل الشيخ الصفار، أن “النبي (ص) يصف مثل هذا الصنف من الناس بالنفاق، «وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ» أي ازدواجية الشخصية، وفقدان المصداقية”، موضحاً أن “للإنسان الحق في أن يدافع عن مصالحه، وأن يواجه من يعتدي عليه وعلى حقوقه، ولكن ذلك الدفاع، وتلك المواجهة، يجب أن تكون في إطار الحدود الشرعية، والقيم الأخلاقية”.
ومضى يقول: “ليس المطلوب دائماً أن يسكت الإنسان عمّا يعتبره حقاً له، فقد أعطاه الله الحق في الدفاع عن مصالحه وحقوقه، وأقرت الشريعة الإسلامية أحكاماً وتشريعات لإقامة العدل، وهناك أنظمة وقوانين حاكمة تحمي حقوق المواطنين، عبر المؤسسة القضائية”.
ورفض الشيخ الصفار، “تردد البعض في الشكوى للدفاع عن حقه، أو قد يتعرض للوم من الآخرين، كيف يشتكي عند الجهات النظامية القانونية للدفاع عن حقه؟ لكنه أمر مشروع ولا إشكال فيه إذا توقف عليه إنقاذ الحق. وليكون رادعاً لمن تسوّل لهم نفوسهم الاعتداء على حقوق الآخرين”.
ودعا، أن “تبقى إدارة الخلاف والنزاع ضمن إطارها الشرعي والقانوني، وألا يكون هناك تجاوز خارج هذا الإطار”، مشيراً إلى أن “من يقرأ سيرة رسول الله (ص) يراه حريصاً على المراعاة الشديدة للقيم الأخلاقية، حتى وهو يخوض حرب الدفاع عن الإسلام والمسلمين، ضد المعتدين من اليهود والمشركين”.
كربلاء فظاعة الجريمة
وأبان الشيخ الصفار، أنه “في مقابل القيم الأخلاقية الراقية، والمبادئ الدينية التي تجسدت في سيرة رسول الله (ص)، تبدو فظاعة ما مارسه الجيش الأموي في كربلاء، تجاه خيرة من على وجه الأرض، سيد شباب أهل الجنة، وريحانة رسول الله (ص)، الحسين بن علي وأهل بيته وأصحابه”.
أردف، قائلاً: “فقد منعوا عنهم الماء حتى عن النساء والأطفال، ثم مثلوا بجسد أبي عبدالله الحسين، ورضوه بحوافر الخيول، وأحرقوا خيام النساء، وسبوا بنات رسول الله، وأسروهم مع أطفالهم، وجالوا بهم البلدان أسارى يتفرج الشامتون عليهم”.
وأكد الشيخ الصفار، أن “هذه الفظائع التي حدثت بحق عترة رسول الله في كربلاء، لا يمكن لمسلم ولا لإنسان سويّ أن يمر بها مرور الكرام”، لافتاً إلى أن “مشاعر الأسى والحزن تجاه هذه المصائب هو انفعال طبيعي وجداني، وإن إعلان التعاطف مع ظلامة العترة النبوية، وإدانة وتجريم ما وقع عليهم، هو أقل ما يفرضه الواجب الشرعي والأخلاقي”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز