مقالات
أخر الأخبار

السياسة الخارجيَّة العراقيَّة

كتب إياد مهدي عباس: الأحداث الإقليمية والدولية الساخنة وضعت العراق أمام مسؤولية رسم خارطة سياسية وبناء علاقات دبلوماسية متزنة وحكيمة، تجعله على مسافة واحدة من جميع الأطراف، لتجنب الوقوع في فخ سياسة المحاور المتصارعة، وليكون العراق منطلقا للحوار والسلام، بدلاً من أن يكون ساحة للصراعات الإقليمية والدولية.

 

ولا بد من الإشارة إلى حقيقة مهمة وهي أن السياسة الخارجية العراقية منذ 2003 سعت إلى انتهاج سياسة جديدة من أجل محو الصورة السيئة. التي خلفتها السياسات العدوانية للنظام السابق، والتي أسهمت في وضع العراق في أكثر من مأزق مع أكثر من دولة. وتسببت في عزل البلد عن المحيط الخارجي وتلقيه عقوبات اقتصادية أبعدته عن موقعه ومكانته الإقليمية والدولية.

ومن أجل هذا جاءت الدبلوماسية العراقية الجديدة لتخطو خطوة كبيرة باتجاه استعادة العراق، لدوره الريادي في حل مشكلات المنطقة. عبر عقد المؤتمرات وتبادل الزيارات مع دول العالم، لبلورة رؤية جديدة وموحدة تكون مرتكزاً لصناعة السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وكما يعرف الجميع أن منطقة الشرق الأوسط تشهد أحداثاً ساخنة. وكان العراق في السنوات الأخيرة ساحة لتصفية الحسابات بين أطراف إقليمية ودولية. ولهذا نجد أن السياسة الخارجية العراقية قد انطلقت في مسار زمني صعب للغاية، وقد مثل تحدياً إضافياً، لأنه جاء ضمن تحولات وأحداث سياسية عربية وعالمية كبيرة، كظهور الإرهاب وأحداث الربيع العربي ونشوب حروب إقليمية كحرب اليمن وأزمة لبنان وليبيا ودول أخرى، إضافة إلى الأزمات الصحية كجائحة كورونا والكوارث الطبيعية. الأمر الذي جعل العالم بحاجة إلى الحوار الدبلوماسي بما يضمن الاستقرار والتكامل الاقتصادي بين دول المنطقة والعالم. وبما يجنب العالم المزيد من التوتر والحروب والخسائر البشرية والمادية.

في الختام نقول بأن العراق قد تجاوز فترة عصيبة من العزلة الدولية، وأصبح منطلقاً للتحاور بين الأطراف ووسيطاً ناجحاً لحل الأزمات، لأنه أصبح يراعي مبادئ حسن الجوار ويلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. ويعتمد في علاقاته على الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح المشتركة، ملتزماً بذلك بالقوانين الدولية والقيم الإنسانية العليا.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى