اخبار اسلامية
أخر الأخبار

الخطيب الشيخ عمار الربيعي يتحدث عن تغييب القضية الحسينية عن الأمة

أقيمت صلاة الجمعة المباركة، أمس، في مصلى الإمامين العسكريين عليهما السلام جمعة البصرة المركزية بإمامة الخطيب الشيخ عمار الربيعي.

وذكر  مراسل “النعيم نيوز” في تقرير عن الخطبة الثانية أن “عنوان الخطبة هو تغييب القضية الحسينية عن الأمة:
(يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم أبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) .

وأضاف، “حاول المستكبرون على مر التاريخ ان يطفئوا مشاعل الهداية في البشرية وتغييبهم عن الذكر في الادب و التاريخ والسيرة والرواية والقصص الشفوية وهكذا جرى في قضية الامام الحسين عليه السلام وثورته الإصلاحية فحاول الطغاة طمس معالم الثورة وأهدافها”.

وأوضح، “إلا أن تشويه شخصية قائدها وتغييبها عن حياة الامة كان صعبا لقربه من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومكانته في الأمة و النقل التاريخي لسيرته العطرة واستقامته في السلوك وشهادة الامة له بالصلاح بالاضافة الى تعاطف الامة مع حجم المأساة التي تعرض لها سيد الشهداء عليه السلام”.

وأشار إلى، “لقد حاول الاتجاه الاموي تغييب القضية الحسينية عن الامة وهذا الاتجاه نوعي لا يختص ببني امية بل يمثل اتجاها فكريا يمتد الى زماننا هذا الذي يُمنع فيه الناس من احياء القضية الحسينية بغض النظر عن نوع الاحياء ومشكلة هذا الاتجاه مع الحسين اصلا وليس مع الاحياء فنجده يقلل من حجم الماساة ويبرر ليزيد جريمته وينفي تفصيلات المعركة ويرمي الاتهامات بالقتل على الشيعة انفسهم فهل كان عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمر من الشيعة؟”.

ونوه إلى، أنه “مما يؤسف له ان اكثر المسلمين لا يهتمون ولا يستفيدون من الثورة الحسينية بالمقدار المطلوب بسبب شبهات علقها وعاظ السلاطين والنواصب الحاقدين على البيت في اذهان الأمة فانهم يتجنبون الكلام عن الامام الحسين وثورته الى الان ويعتبرونها فتن لا ينبغي التذكير بها فيحرمون الامة الاسلامية من الاقتداء بشخصية الامام الحسين العظيمة واقواله وثورته الإصلاحية”.

 

وبين،  لقد اتخذ الاتجاه الاموي اشكالا عديدة للتشويه والتغيب :

أولاً : تشويه المصادر التاريخية فان ما موجود في كتب التاريخ مقتضب و مؤدلج ويفتقد الكثير من الاحداث لانه كتب بأيد تدعمها الطغاة

ثانياً : التشويه الفكري والعقائدي ولا سيما فيما يتعلق بلزوم طاعة الحاكم وان كان فاسقا وهذا هو مفصل القضية الحسينية والتي لاجلها يمنع الحكام وعلماء السوء اتباعهم من ذكر الحسين كيف لا وهو القائل ( ايها الناس ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال من راى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله ان يدخله مدخله )
اذ ان بيانات الامام الحسين عليه السلام واضحة في دلالتها على عدم طاعة الحاكم الفاسق.

ثالثاً : تغييب اقوال الامام الحسين عليه السلام و سيرته عن المنابر ووسائل الاعلام بل محاربة من يذكر الحسين وهو امتداد لما كتبه معاوية لعماله وولاته في نسخة واحدة بعد عام الجماعة (ان برئت الذمة ممن روى شيئا في فضل ابي تراب واهل بيته ) ما معنى براءة الذمة ؟ اخراجه من ذمة المسلمين فاصبح الشيعي مستحل المال والعرض والدم ، فقامت الخطباء في كل كورة و منبر يلعنون عليا واشتد العذاب على الشيعة في كل مكان بالقتل والتشريد وقطع الايدي والارجل وسمل العيون
رابعا : تحويل يوم عاشوراء الى يوم فرح ووضعت الاحاديث لذلك بادعاء انه اليوم الذي نجى فيه موسى من فرعون.

خامساً : محاربة من يحيي الشعائر الحسينية ويزور الحسين حتى وصل الامر الى القتل وقطع الايدي والارجل.
وفي قبال التغييب المتعمد نجد الحث الكبير على إقامة العزاء والبكاء على سيد الشهداء فقد سبق الاحداث النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم الذي بكى على الحسين منذ ولادته في رواية ام سلمة قال سمعت بكاء النبي في بيتي فاطلعت فاذا الحسين بن علي في حجره وهو يمسح على راسه ويبكي قالت فقلت يا رسول الله على ما بكاؤك قال صلى الله عليه واله وسلم ان جبرائيل اخبرني ان ابني هذا يقتل بارض من العراق يقال لها كربلاء ، وردت الروايات الكثيرة من قبل الائمة عليهم السلام من بعد الحسين في الحث الشديد على احياء ذكرى الحسين فكان شيعة اهل البيت في ظروف التقية يحيون الشعائر الحسينية في بيوتهم وتقام مجالس والحزن والبكاء ويزورون الحسين متحملين قسوة الطغاة وازلامهم .

وها نحن اليوم نرى ثمرة الحث من المعصومين وثمرة صبر الموالين وتضحياتهم لمئات السنين و هذه الثمرة هي استمرار الشعائر الحسينية وانتشارها فمثلا البصرة اكتست بالسواد قبل المحرم بايام استعدادا لموسم الحزن و العزاء و ارتفعت الرايات الحسينية على اسطح المنازل ولبس اهل البصرة السواد حزنا على سيد الشهداء وكانت مجالس العزاء الابرز والاكبر والاظهر في العالم و مظاهر الشعائر الحسينية نجدها في كل ركن وزاوية .

شعب باكمله احيا شعائر الحسين في كل مكان في البيوت التي تكتسي بالسواد في الشوارع في المساجد في الحسينيات في المواكب في الساحات في الاسواق كلها امتلأت بالعزاء فصدحت حناجر الخطباء والرواديد بذكر الحسين ليلا ونهاراً .

أنه لمنظر رهيب حيث يسخر المؤمنون انفسهم واموالهم واوقاتهم وجهودهم للحسين عليه السلام فظهرت البصرة حسينية الهوية والولاء مهما حاول شياطين الفسق حرفها .

يا أحباب الحسين عليه السلام لقد بيضتم وجوهنا امام الزهراء عليه السلام صاحبة المصاب واجبت داعية الحسين واظهرتم مظلومية الحسين بمظاهر الحزن والاسى فالاعلان والاظهار مهم في الشعائر لانها دلالات لا تؤدي غرضها إلا اذا اظهرت فهي فضائل أخلاقية كما انها مطلوبة باطنا فانها مطلوبة ظاهرا ليُقتدى بها ويتاسى ويتاثر بها وهي الرد المناسب على التغييب والمظلومية .

نظر علي بن الحسين عليه السلام الى اهله مجزرين وبينهم مهجة الزهراء عليها السلام بحالة تذيب القلوب ، اشتد قلقه فلما تبينت ذلك منه زينب الكبرى عليها السلام قالت ( مالي اراك تجود بنفسك يا بقية جدي وابي واخوتي فوالله ان هذا العهد من الله الى جدك وابيك ولقد اخذ الله ميثاق اناس لا تعرفهم فراعنة هذه الارض وهم معروفون في اهل السماء انهم يجمعون هذه الاعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها وينصبون بهذا الطف علما لقبر ابيك سيد الشهداء لا يدرس اثره ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والايام وليجتهدن ائمة الكفر واشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد اثره الا علوا )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى