اخبار اسلامية
أخر الأخبار

الخطبة المركزية الموحدة لصلاة الجمعة ‘أهمية العلم والتعليم‘

قال تعالى:  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُم  وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير)( سورة المجادلة :11).

 

المقدمة

عظَّم الله العلم وشرَّفه فكانت أول كلمة أوحاها الله لنبيِّه “اقرأ” ورفع حامله درجات فقال عزّ وجلّ: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾..

وفرضه على كلِّ مسلم فقال خاتم أنبيائه صلى الله عليه وآله وسلم) :”طلب العلم فريضة على كلِّ مسلم)  وقارن أمير المؤمنين عليه السلام بين العلم والمال قائلاً لصاحبه) : يا كميل العلم خير من المال: العلم يحرسك، وأنت تحرس المال. والعلم حاكم، والمال محكوم عليه. والمال تنقصه النَّفقة، والعلم يزكو على الإنفاق).

وقارن النَّبيُّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بين العلم والعبادة فقال: (باب من العلم نتعلَّمه أحبُّ إلينا من ألف ركعةٍ تطوُّعا) ,ويبين الامام عليٌّ عليه السلام  شرفَ العلمِ بقوله: (كفى بالعلم شرفاً أن يدَّعيه من لا يحسنه، ويفرح به إذا انتسب إليه، وكفى بالجهل ذمّاً أن يبرأ منه من هو فيه).

ثواب المتعلّم

وبيَّن نبيُّنا الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل بيت العصمة عليهم السلام أن هناك ثواباً كبيراً لسالك طريق العلم فطالب العلم:

1-كالصَّائم نهاره القائم ليله: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من طلب العلم فهو كالصَّائم نهاره القائم ليله وإنَّ باباً من العلم يتعلَّمه الرَّجل خير له من أن يكون له أبو قبيسٍ ذهباً فأنفقه في سبيل الله).

2-تُظِلُّه الملائكة: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “(من غدا في طلب العلم أظلَّت عليه الملائكة وبورِك له في معيشته ولم ينقص من رزقه).

3-تستغفر له الملائكة: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (طالب العلم تستغفر له كلُّ الملائكة ويدعو له من في السَّماء والأرض).

4- بينه وبين الأنبياء درجة: عن الرَّسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “( من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيِي به الإسلام كان بينه وبين الأنبياء درجة واحدة في الجنّة).

5- من عتقاء الله من النَّار: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم): “من أحبَّ أن ينظر إلى عتقاء الله من النَّار، فلينظر إلى المتعلِّمين، فو الَّذي نفسي بيده، ما من متعلّم يختلف إلى باب العالم المعلِّم إلَّا كتب الله له بكلِّ قدم عبادة سنة، وبنى الله له بكلِّ قدم مدينة في الجنَّة، ويمشي على الأرض وهي تستغفر له، ويمسي ويصبح مغفوراً له وتشهد الملائكة أنَّه من عتقاء الله من النَّار).

المدرسة:

من مصاديق طلب العلم هده المدارس والصروح العلمية التي انتجت وما زالت تنتج العلماء والمفكرين, والأطباء والمهندسين والمدرسين وغيرهم.

لذا فإن بداية العام الدراسي والاهتمام به تعدُّ امراً وحدثاً مهماً ينبغي أن نقف عنده و يسترعي ذلك انتباه كلّ أبناء المجتمع، فكلّهم معنيّون بمسألة التعليم، بشكل مباشر أو غير مباشر.

من القضايا المهمة التي ينبغي الوقوف عندها مسألة تحفيز الرغبة في التعليم عند الطلاب.

تحفيز الرغبة في التعليم:

ويتحمّل هذه المسؤولية أطراف عديدة:

أولاً: دور العائلة

يمكن للعائلة أن تقوم بدور كبير في رفد العملية التعليمية، وذلك من خلال:

التشويق
ينبغي أن تهتمّ العائلة بخلق حالة الشوق والمحبة في نفوس أبنائها وبناتها للدراسة، فبعض الكلمات لها أثر سلبي في نفس الطالب، فحينما يتحدّث الأب بعبارات، مثل: (ستنتهي الإجازة.. الله يساعدنا أو غيرها).

فإنّ هذه العبارة وأمثالها تُشعِر الابن بثقل الدراسة، ويستقرّ في عقله الباطن أنّ الدراسة والتعليم شيءٌ ثقيل، بينما ينبغي أن تُشعر العائلة الأبناء بالرغبة في العلم والتعلم، من خلال عبارات لها إيحاءات إيجابية من قبيل:  (الحمد لله).

المدرسة ستفتح أبوابها، ونرتاح بالمدرسة (لإشعارهم بالشوق والمحبّة للدراسة، العائلة معنية بهذا الأمر، عبر الحديث مع الأبناء حول أهمية الدراسة، وأهمية التعلّم، وذكر القصص، والحقائق  المرتبطة بذلك.

عدم تَضخيم الأُمور السّلبية

لا تَخلُو العملية التعليمية في أيّ بلدٍ من بعض السّلبيات، فقد تكون في المدارس نواقص من ناحية المبنى، أو قصور أو تقصير لدى بعض أعضاء هيئة التدريس أو الإدارة، وكذلك المناهج فيها جوانب من النقص أو الضعف، لكن لا ينبغي تضخيمها أمام الأبناء، الطالب قد يلاحظ جوانب النقص، وينقلها لعائلته، وهنا يأتي دور الأب في اختيار الكلمات المناسبة التي لا تترك آثاراً سلبية لدى الأبناء تجاه المدرسة.

بالطبع ينبغي السّعي لمعالجة المشاكل وجوانب القصور والتقصير، لكن يجب أن يكون ذلك في إطار الحكمة التي تلحظ آثار العبارات على نفس الطالب وفكره.

فبعض الكلمات تدفع الطالب إلى النفور من المدرسة، والاتّكاء على ما سمعه من عبارات والديه تجاه المدرسة.
التواصل مع المدرسة

ينبغي ألا يكون الولد في المدرسة في عالَمٍ مفصول عن عائلته، على العائلة أن تتواصل مع المدرسة بشكل إيجابي، فكثيرًا ما تشكو إدارات المدارس من ضَعف تواصُل أولياء الأمور، الأب غير مُهتمّ بالتواصل، وفي بعض الأحيان يترك المسؤولية على الأم، وقد لا تكون الأم قادرة على أن تتفقد أبناءها، أو تتواصل مع إدارة المدرسة.

القدوة الصالحة

أن يكون الوالدان قدوة أمام الأولاد في الاهتمام بالعلم والمعرفة، بعض الآباء والأمّهات يضغطون على أبنائهم، بالعبارات والكلمات المجرّدة: لماذا لا تذاكر؟!»، قم راجع دروسك إلخ… بينما الابن لم يَرَ أباه يوماً يقرأ كتاباً!
لم يَرَ أمّه تفكّر في موضوع علمي!

بعض العوائل يتفاعلون مع أبنائهم في دروسهم، ويسألونهم في مواضيع علمية تخصّ دراستهم، وهم بذلك يبدون اهتمامًا مؤثّرًا مشجّعًا، وكأنّ الابن يعلّم أباه أو أمّه، يشرح لهم بعض المسائل العلمية، وهو يشعر بأهمية ما درس، هذا يخلُق حافزًا عند الأبناء، حينما يرون اهتمامًا عند العائلة بالمعرفة والعلم.

برمجة حياة العائلة بما يخدم الاهتمام التعليمي، مجتمعاتنا تعوّدت بعض العادات السّلبية التي ليست في صالح الجدّية في التعليم ولا في العمل.

ومنها عادة السّهر، حينما تسهر العائلة على مشاهدة المسلسلات والأفلام، أو الخروج  حتى أوقات متأخرة للزيارات، ويُطلب من الابن المبادرة للنوم المبكر، يشعر بأنه محروم من شيءٍ يعيشه بقية أفراد العائلة، فهو يحبّ أن يجلس معهم ويشاركهم السّهر.

بينما لو كانت العائلة كلّها تُوقّت نومها، ويقظتها، وأوقات طعامها بما يخدم حالة التعليم ووضع الأبناء في التعليم، سيكون ذلك مفيدًا جدًّا.

فحين يسهر الأبناء إلى وقت متأخّر من الليل، يكون استيقاظهم بمشقّة، واستعدادهم للخروج إلى المدرسة يحتاج إلى كلفة.

فكيف يكون لديه نشاط وحيويّة؟!.

الأبناء في مرحلة الدراسة ينبغي أن تحيطهم العائلة بأجواء الجِدّ والحيويّة والنشاط، حتى يكون الأولاد أكثر رغبة وأكثر نشاطًا.

ثانيًا: دور المعلم

المعلم ينبغي أن يعرف أنه يقوم بِعَملٍ عِبَادِيّ اجتماعي.

وأن يتعامل مع الطلاب باعتبارهم أبناءه، وغدًا سيرى نتاج عمله ماثلاً أمامه، طبيبًا يعالجه، أو موظّفًا في دائرة حكومية يخدمه، أو زوجًا لابنته، أو معلّمًا لأبنائه، وهكذا يقطف المعلم في المستقبل ثمار ما غرس في الماضي.

مِن هُنا ينبغي للمُعَلّمين أن يجتهدوا، وأن يُخلِصوا، وألّا يتعاملوا مع التعليم كأنَّه  مِهنةٌ أو مصدرٌ رِزقٍ، وإنّما بالفعل يتقرّبون إلى الله سبحانه وتعالى لقيامهم بهذا الدور.

ثالثًا: الأجواء الاجتماعية العامة.
ينبغي أن تكون الأجواء الاجتماعية مُشجّعة على التعليم، فالمجتمع ينبغي أن يَخلُق أجواء التنافس للرقيّ بمستوى أبنائه، وقد حصلت بعض المبادرات الإيجابية في هذا الإطار، كإقامة احتفالات تكريم المتفوقين سنويًّا، وهو أمر مهمٌّ للغاية، ينبغي أن ينتشر في جميع مدن وقرى المنطقة”.

مؤسسة أحيوا أمرنا للتبليغ الإسلامي المركزية في مكتب سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي/ لجنة كتابة الخطب الموحدة.

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى