اخبار اسلامية
أخر الأخبار

إقامة صلاة الجمعة في خور الزبير بإمامة السيد صادق الياسري

أقيمت صلاة الجمعة، بجامع الإمامين العسكريين (ع)، في منطقة خور الزبير. بإمامة السيد صادق الياسري.

 

وقال السيد الياسري، خلال الخطبة الأولى، التي كانت بعنوان (درس حركي من سيرة الإمام الحسن المجتبى “ع”)، وتابعتها “النعيم نيوز”. إنه “من الصفات البارزة والكمالات المميزة عند الإمام الحسن عليه السلام هي سمو النفس أي أنه لم يكن يبالي باعتداء الآخرين وتجاوزاتهم. وكان يمر بهم مرور الكرام دون أن تظهر عليه علامات الغضب أو الانفعال. فطمأنينة النفس عند الإساءة بحيث لا يحركها الغضب بسهولة كمال في نفسها”.

وبيّن، أن “هذا لا يعني أن الإمام الحسن عليه السلام لا يستشعر كرامة نفسه، ولا يتأثر بقوارص الكلم. بل إن هذا النوع من التعامل مع الآخرين يكشف عن بعد من أبعاد الشخصية القوية المتزنة الحليمة التي يعيش صاحبها أرفع مستويات القيمة الذاتية. والسمو النفسي المبتني على فضائله ومناقبه، ورفيع أخلاقه، وجميل سلوكياته، وهذا لا يتأثر بالآخرين مهما بلغت اعتداءاتهم”.

وأضاف السيد الياسري، أن “معاوية ابن أبي سفيان كتب  إلى الإمام الحسن الزكي: أنا خير منك، لأن الناس أجمعت علي ولم تجمع عليك !!. فكتب إليه عليه السلام: إن الذين أجمعوا عليك بين مكره ومطيع، فأما المكره فهو معذور في كتاب الله. وأما المطيع فهو عاص لله، وأنا لا أقول أنا خير منك، لأنه لا خير فيك. فلقد برأني الله من الرذائل كما برأك من الفضائل)”.

وأشار السيد الياسري، إلى أنه “في هذا دروس وعبر فالكرامة: تارة تكون ذاتية أساسها وقاعدتها فضائل الإنسان وعلمه وعطاؤه ومناقبه وإنجازاته وتاريخه المشرق. وهذا لا يتأثر بسهام الحاسدين، ونبال الحاقدين. والسنة الجاهلين، لأنه يرى كرامته أعلى وأسمى من أن تنخدش بوخز المعتدي او اعتداء المتجاوز أو تتأثر باللغو والمهاترات. وهذا أعلى مستويات سمو النفس الذي جسده الإمام الحسن ع، قال تعالى : (وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا). وقال تعالى: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)”.

وأكد، أنه “تارة تكون الكرامة مكتسبة، يكتسبها الإنسانٌ من الآخرين، فهو في ذاته فاشل ولكن تسوقه الظروف. ويدفعه جهل المجتمع، ويسنده المال والإعلام، ويرفعه تصفيق المتملقين، ويلمع وجهه تزوير المنتفعين. فيصبح شيخ عشيرة مثلاً، أو عضو برلمان أو وزير أو رئيس دولة .. إلخ. فالمجتمع هو الذي جعله وجهاً، واكسبه شخصية وكرامة وهو فارغ المحتوى. متجرد من المضمون، لذلك يخشى من أي مواجهة و تجاوز واعتداء عليه من الناس لانه يشعر بأن كرامته قد سُلِبَت منه. فيغضب ويثأر لنفسه”.

وأوضح السيد الياسري، أنه “عُرف عليه السلام أنه كريم، أهل البيت عليهم السلام وما هذا الكرم الذي نراه من شيعته في هذه الأيام إلا تأسياً به وبأخلاقه وعظيم كرمه. فقد روي (أن رجلاً جاء إليه وسأله حاجةً فقال له : يا هذا حق سؤالك إياي يعظم لديَّ ,ومعرفتي بما يجب تكبر عليّ. ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله, والكثير في ذات الله عز وجل قليل, وما في ملكي وفاء بشكرك ,فان قبلت مني الميسور. ورفعت عني مؤونة الاحتيال والاهتمام لما أتكلفه من واجبك فعلت) هذا وقد أعطاه ما كان تحت يده (عليه السلام) وهو خمسون ألف درهم وخمسمائة دينار”.

وتابع، أنه “عرف عنه عليه السلام أيضاً في مقابلته الإساءة مهما كبرت بالإحسان، فعن المبرَّد وابن عائشة قالا: إن شامياً رآى الحسن بن علي (ع) راكباً بغلة. قال: لم أرَ أحسن منه، فمال قلبي إليه وسألت عنه فقيل لي: الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) فامتلأ قلبي غيظاً وحنقاً وحسداً أن يكون لعلي وله مثله فقمت إليه. فقلت: أنت ابن علي بن أبي طالب، فقال (عليه السلام): أنا ابنه. فقلت: ابن مَنْ ومَنْ مَنْ؟ وجعلت أشتمه وأنال منه ومن أبيه وهو ساكت حتى استحييت منه، فلما انقضى كلامي تبسّم، وقال: أحسبك غريباً شامياً، فقلت: أجل.
قال (عليه السلام) لعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك ولو سألتنا أعطيناك ولو استرشدتنا أرشدناك ولو استحملتنا حملناك. وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنتَ طريداً آويناك، وإن كانت لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك، كان أعود عليك، لأن لنا موضعاً رحباً، وجاهاً عريضاً ومالاً كبيراً. فلمّا سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته. وكنتَ أنتَ وأبوك أبغض خلق الله إليَّ، والآن أنتَ أحبّ خلق الله إليَّ، وحوّل رحله إليه. وكان ضيفه إلى أن ارتحل، وصار معتقداً لمحبتهم”.

وأردف السيد الياسري، قائلاً: “نختم بهذه الخصلة الجميلة عنه فقد عرف عليه السلام في تكريمه للمواقف النبيلة. فقد روى الخطيب البغدادي في تاريخه عن الإمام الحسن بن علي (ع) انه كان ماراً في حيطان – أي بساتين – المدينة فرأى عبداً أسوداً بيده رغيف خبز يأكل ويطعم كلبه لقمة إلى أن شاطره طعامه في الرغيف. فقال له الإمام الحسن (عليه السلام) ما حملك على ما عملت وشاطرته ؟ فقال الغلام : استحيت عيناي من عينه. فقال الإمام (عليه السلام) : غلام من أنت؟ فقال: غلام أبان بن عثمان ,فقال: والحائط ؟ قال : لأبان بن عثمان. فقال له الإمام الحسن (عليه السلام) أقسمتُ عليك لا برحت حتى أعود عليك. فمَّر على صاحب الحائط فاشترى الحائط والغلام معاً. وجاء إلى الغلام ,فقال (عليه السلام) يا غلام قد اشتريتك فقام الغلام قائماً ,وقال : السمع والطاعة لله ولرسوله ولك يا مولاي. قال (عليه السلام) : وقد اشتريت الحائط, وأنت حرٌ لوجه الله ,والحائط هبة مني إليك. فقال الغلام: (يا مولاي قد وهبتُ الحائط للذي وهبتني له)”.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى