اخبار اسلامية

أقيمت صلاة الجمعة المباركة في جامع الرحمن المنصور بغداد بإمامة الشيخ ليث القباني

أقيمت صلاة الجمعة المباركة في جامع الرحمن المنصور بغداد بإمامة الشيخ ليث القباني.

وذكر مراسل “النعيم نيوز” أنه “قال الشيخ القباني في الخطبة الأولى تحية اجلال وإكبار لرجال المقاومة والمجاهدين في غزة وفي كل ثغور الاسلام في قتالهم وجهادهم ضد الكيان الصهيوني الغاصب، وتحية حب واعتزاز لحوزتنا المباركة حوزة النجف الاشرف وهي تعلن عن مواقفها المشرفة دفاعا عن فلسطين المحتلة وأهل فلسطين المدافعين عن حقهم في استرداد ارضهم المغتصبة فقولوا معي اخوتي تحية لهم جميعا( الله أكبر الله أكبر .. الله أكبر)”.

وأضاف”ووقفة عزاء ومواساة لعوائل الشهداء والجرحى الذين سقطوا في هذه الحرب المقدسة “طوفان الاقصى” خصوصا شهداء مجزرة المستشفى الاهلي المعمداني التي قصفت قبل ايام والتي راح ضحيتها اكثر من 500 شهيد وجريح ، فاليهم جميعا والى كل شهداء الايمان وشهداء الحسين عليه السلام ونهضة عاشوراء التي ستظل نبراسا لكل الاحرار في العالم، نقرأ سورة الفاتحة من قيام مسبوقة ومعطرة بالصلاة على محمد وآل محمد
قال تعالى في محكم كتابه العزيز:
{ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ، فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً ، ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا، إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا} الإسراء ( 4 – 7 )
إن تأريخ اليهود كان ولا يزال حافلا بمواقف النفاق والتخاذل عن نصرة الحق ونصرة أنبياء الحق ، على الرغم من كل الامتيازات الالهية التي مُنحِت لهم ( باستحقاق وجدارة او بتفضل ومنة من الله تبارك وتعالى) ويتحدث الكتاب العزيز عن تأريخ بني إسرائيل بتفاصيل وقصص كثيرة حول مواقفهم مع انبياء الله، المرسلين لهم لتخليصهم مما هم فيه من ذل وهوان ومعاناة وظلم، قال تعالى: ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ) إبراهيم – 6
وحينما دخلوا الاختبارات والامتحانات الربانية فلن ترى إلأ التراجع والتقهقر والتخاذل ، قال تعالى:
[ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ/ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ / ( وهنا بدأ الامتحان وقياس حالة الايمان والعقيدة) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ / قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ / قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (وهذه هي حالة التقاعس والتراجع والانهزام بل وضعف العقيدة) / قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ/ (وهنا جاءت العقوبة العاجلة بالحرمان من دخول الارض والتيه 40 سنة بما عصوا القيادة الربانية والحقيقية)/قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ] وهذه سُنة إلهية وقانون عام يجري في كل الأمم حينما تتخاذل وتتراجع عن نصرة قادتها الحقيقيين
قال تعالى { … وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} محمد – 38
ثم إن الآيات الكريمة من سورة الاسراء اخوتي والتي تقدمت في مفتتح الخطبة (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا…

تشير أن الحق جل وعلا أنبأ وأخبر بني إسرائيل في الكتاب ( الذي قال البعض انه التوراة) بأن لهم إفسادين في الارض ومعه العلو والطغيان والاستكبار، فما كانت نتيجتهم حينذاك ؟ إن الله تبارك وتعالى بعث عليهم عباداً له وهؤلاء أولوا بأس وقوة واقتدار، فجاسوا خلال الديار(فطافوا يترددون يطلبونهم وسط الديار)، ثم يعطي الله سبحانه لهم فرصة اخرى ويعيد الكرة لهم بالتمكين والقوة المالية والبشرية عسى ان يهتدوا ويتوبوا لانه من يُحسِن فإحسانه مضمون ومكفول من قبل الله في الدنيا بان يزيده وفي الأُخرى بان يثيبه ويجازيه أحسن الجزاء، لكنهم وكالعادة سوف يتخاذلون ويعلُنَّ علوا كبيرا وحينئذ يأتي وعد الاخرة ، فان عباد الله سوف يدخلون المسجد الحرام كما دخلوه أول مرة وليسوؤوا وجوهكم اي يحزنونهم بالقتل والسبي، وليتبروا ( أي ليهلكوهم ويدمروهم) ماعلوا ( ما استولوا)

وقد حاول الكثير من المفسرين أن يطبقوا مصاديق ذانك الفسادين لليهود عبر التاريخ بمختلف التقديرات، لكننا نؤمن ان الفتح الاكبر للمسجد الاقصى لابد ان يكون بيد الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه وفيه يكون فرج المؤمنين ونصرهم وفرحهم، فلا شك ولا ريب ان العلو والاستكبار والطغيان الذي بلغه اليهود في هذه الحقبة من الزمان خصوصا الكيان الصهيوني المغُتصِب ومن يسانده ويقوي شوكته بلغ مداه بما لا يتحمل، فيحتاج الى عبادٍ لله أولوا بأس شديد وربما يكون طوفان الاقصى هو مقدمة لذلك النصر الالهي الكبير للقيادة الربانية، فنسال الله تعالى ذلك انه نعم المولى ونعم النصير، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى