اخبار اسلامية
أخر الأخبار

أقيمت خطبة صلاة الجمعة بإمامة الشيخ الربيعي في جامع الجوادين (ع)

أقيمت صلاة الجمعة بإمامة الشيخ سلام الربيعي في جامع الجوادين (ع) في حي الإسكان مركز المحافظة.

 

وتطرق الربيعي في الخطبة الأولى عظم الله لكم الاجر والعزاء بذكرى شهادة الامام جعفر بن محمد الصادق (سلام الله عليهما).. من أبرز المعالم في سيرة الامام (ع) هو تأسيس المشروع الثقافي للمجتمع آنذاك لا يخفى عليكم أن التشيع مر بمراحل ثلاث: التشيع العقائدي، التشيع السياسي، التشيع المدرسي.

التشيع العقائدي: بدأ منذ زمان النبي محمّدٍ، وُجِدَت مجموعة تؤمن بأن الوصي والخليفة هو الإمام علي، أبو ذر، سلمان، المقداد، ابن مسعود، ابن عباس، عمار… نتيجة لحديث الدار، حديث المنزلة، حديث الغدير… وتبلور يوم وفاة النبي الأعظم ، هذه المرحلة الأولى: التشيع العقائدي، الإيمان بأن الإمام بالنص وأن الإمام منصوصٌ عليه.

التشيع السياسي: بدأ يوم شهادة الامام الحسين ، تحول التشيع لا إلى عقيدة فقط بل إلى حركة معارضة، وتطور من الامام الحسين، زيد بن علي، الحسين بن علي صاحب معركة فخ، توالت الحركات المختلفة، تحول التشيع من عقيدة إلى حركة معارضة، إلى حركة فاعلة في الجسم الإسلامي.

التشيع المدرسي: تحول التشيع إلى مدرسة، تحول التشيع إلى مدرسة ذات أصول فكرية وجذور ثقافية في عهد الإمامين الباقر والصادق صلوات الله وسلامه عليهما، كيف تحول إلى مدرسة؟ الظرف الذي عاش فيه الإمام الحسين يختلف عن الظرف الذي عاش فيه الإمام الصادق، الظرف الذي عاشه الإمام الحسين كانت الأمة الإسلامية مازالت على فطرتها، لم تتلوث بعد.

الأمة الإسلامية في عصر الحسين ما كانت تعيش مشكلة في المفاهيم، كانت مفاهيمها مفاهيم إسلامية أصيلة متصلة بالإسلام، لذلك كانت المشكلة في عصر الإمام الحسين هي في القيادة وليست في المفاهيم، المفاهيم كانت مفاهيم أصيلة، المشكلة كانت في القيادة، القيادة كانت قيادة فاسدة، لذلك الإمام قاد حركة معارضة لإصلاح القيادة لأن القيادة فاسدة، فصار هَمّ الحسين إصلاح القيادة، ”ما خرجتُ أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح“، المهم عندي إصلاح القيادة، ليس المهم أن أصل إلى الحكم، ما كان الحسين يخطط لأن يصل إلى الحكم، وصل أو لم يصل المهم إصلاح القيادة، ”ولعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب الدائم بالقسط الحابس نفسه على ذات الله“.

لكن لما جاء عصر الإمام الصادق صارت المشكلة أكبر، لم تكن المشكلة في القيادة فقط، كانت المشكلة في المفاهيم، الأمة الإسلامية في عصر الإمام الصادق تداخلت مع الأمم الأخرى، انفتحت على الحضارة الفارسية، انفتحت على الحضارة اليونانية، انفتحت على الحضارة الرومانية، ونتيجة الانفتاح الحضاري تداخلت الثقافات، وتشابكت المفاهيم، أصبحت الأمة الإسلامية تعجّ بحركة ثقافية تغييرية رهيبة جدًا، خط الملاحدة، خط الصوفية، خط القدرية، خط المرجئة، خط القياس، خط الحديث… مدارس مختلفة انتشرت في الأمة الإسلامية آنذاك، أصبحت المفاهيم مربكة، أصبحت المفاهيم مضطربة نتيجة تنوع المدارس، تنوع الأفكار.

 

تنوع الثقافات، تداخل الحضارات، إذن صارت المشكلة أكبر من مشكلة القيادة، لذلك رأى الإمام الصادق أن يقود حركة كما قاد جده الحسين لكن حركة ثقافية، حركة علمية لا حركة عسكرية، كلاهما قاد حركة معارضة، لكن المعارضة من قِبَلِ الحسين كانت معارضة عسكرية ضد القيادة، والمعارضة من قِبَلِ الإمام الصادق كانت معارضة للمفاهيم، للأسس، للجذور الثقافية، من هنا لو كان الحسين في زمن الصادق لكان مدرسة ثقافية، ولو كان الصادق في زمن الحسين لكان قائدًا وشهيدًا في المعركة، الظرف اختلف، التحول صار بشكل آخر..

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى