اخبار اسلامية
أخر الأخبار

هيئة المواكب الحسينية في ذي قار تقيم احتفالية بمناسبة ذكرى ولادة الرسول الأعظم (ص)

أعلنت هيئة المواكب الحسينية، اليوم السبت، عن إقامة احتفالية بمناسبة ذكرى ولادة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وذلك برعاية مكتب سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) في محافظة ذي قار.

 

وذكرت الهيئة، في بيان تلقت “النعيم نيوز” نسخة منه. أن “الاحتفالية كانت تحت شعار “من مولدهِ نستلهم العلم والايمان والهدى”. والتي أُقيمت فعالياتها على قاعة السفراء الأربعة في حي سومر، وبدأت فقرات الحفل بقراءة آيات من الذكر الحكيم”.

وتحدث مدير مكتبُ المرجعية الشيخ ضياء السهلاني، وفقاً للبيان، عن “عظمة هذه المناسبة ومولودها وضرورة الاقتداء بصاحب الذكرى والتحلي بتلك الأخلاق الحميدة التي تخلق بها نبينا الأكرم (ص)”. مفتتحاً حديثه بـ”آية قرآنية تشير إلى تلك الاخلاق الفاضلة ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾”.

وقال الشيخ السهلاني، إن “ثمة تركيز إلهيٌّ لافت للنظر حول جانب محدّد من عظمة النبي الأكرم وهو الجانب المتمثل في الأخلاق العظيمة التي تخلّق بها. فمما لا شك فيه أنّ رسول الله كان عظيماً في كّل جوانب الخير والكمال، فهو عظيم في عبادته ونسكه، وفي مكانته عند الله، كما في إنجازه التاريخي. غير أنه في مقام الإطراء والتقدير للنبي لم يركز سبحانه تعالى على شيء من تلك الجوانب، بقدر ما ركز من بين كلّ جوانب العظمة عنده على جانب محدّد. وأوله الأهمية القصوى، ألا وهو عظمته في جانب الأخلاق.وذلك في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾. وهنا يأتي السؤال عن مغزى الإشادة الإلهية بالجانب الأخلاقي عند نبيّه على وجه التحديد؟”.

وأشار، إلى أن “النصوص الدينية تشير بوضوح إلى أنه لا قيمة للعظمة في سائر الجوانب، في ظلّ تدنّي أخلاق المرء. فقد ورد عن رسول الله أنه قال: «ما يُوضَعُ في مِيزانِ امرئٍ يَومَ القِيامَةِ أفضَلُ مِن حُسنِ الخُلقِ». إنّ الصلاة والصيام وسائر أشكال العبادة، لا تعدل بمجموعها خصلة هي حسن الخلق، فلا شيء على الإطلاق أفضل من الأخلاق الحسنة. وقال أمير المؤمنين عليّ بن طالب: «رُبَّ عَزيزٍ أذَلَّهُ خُلْقُهُ»، إنّ الإنسان قد يمتلك مقوّمات العزّة والعظمة. لولا أنّ أخلاقه السيئة تجعل منه ذليلًا وغير محترم ولا محبوباً بين الناس. كما روي عن الإمام الحسن بن عليّ أنه قال: «إنَّ أَحسَنَ الحَسَنِ الخُلُقُ الحَسَنِ». فالتفوّق والتميّز في هذا المجال هو الأولى من التميّز في سائر المجالات الأخرى”.

وأردف الشيخ السهلاني، قائلاً: “مما رُوي في عظمة أخلاقه ما رواه أبو داوود عن أنس أنه قال: «مَا رَأَيْتُ رَجُلًا الْتَقَمَ أُذُنَ رَسُولِ اللَّهِ فَيُنَحِّي رَأْسَهُ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يُنَحِّي رَأَسَهُ، وَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَخَذَ بِيَدِهِ فَتَرَكَ يَدَهُ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَدَعُ يَدَهُ». أي إنّه لم يعرض قطّ، ولم ينح رأسه عن أحدٍ جاء يحدثه في أذنه سرًّا، حتى يكمل محدثه قول ما يريد. ولم يترك يد أحد جاء يصحبه أو يسلم عليه، حتى يبادر الآخر لنزع يده من يد النبي”. ومما روي في عظمة أخلاق النبي الأكرم ما جاء في رواية لأحد الأصحاب أنه قال: «بَيْنَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، قَالَ: فَحَدَّقَنِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَا ثُكْلَاهُ، مَا لَكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟ قَالَ: فَضَرَبَ الْقَوْمُ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُسْكِتُونَنِي، قُلْتُ: مَا لَكُمْ تُسْكِتُونَنِي؟ لَكِنِّي سَكَتُّ، قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، وَاللَّهِ مَا ضَرَبَنِي، وَلَا كَهَرَنِي، وَلَا سَبَّنِي، وَلَكِنْ قَالَ: «إِنَّ صَلَاتَنَا هَذِهِ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هِيَ التَّسْبِيحُ، وَالتَّكْبِيرُ، وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ»”.

وتابع، “عن أنس قال: «كَانَ النَّبِيُّ إِذَا اسْتَقْبَلَهُ الرَّجُلُ فَصَافَحَهُ لا يَنْزَعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْزَعُ، وَلا يَصْرِفُ وَجْهَهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَصْرِفُهُ، وَلَمْ يُرَ مُقَدِّمًا رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ»[9] . وروي عن أنس أيضًا أنه قال: «كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ البُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ»”.

ولفت، إلى أن “رسول كان يجيب دعوة العبد، ويعود المريض. وروى مسلم، قال الأصحاب بعد أن اشتدّ أذى المشركين على رسول الله: «يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً». وعن أنس: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا فَقَدَ الرَّجُلَ مِنْ إِخْوَانِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ غَائِبًا دَعَا لَهُ، وَإِنْ كَانَ شَاهِدًا زَارَهُ، وَإِنْ كَانَ مَرِيضًا عَادَهُ». وهكذا تمتلئ كتب التاريخ والسيرة بتراث كبير ونماذج مفصّلة عن عظمة أخلاقه”.

ونوه الشيخ السهلاني، إلى أنه “على الأمّة أن تستقي من المعين الأخلاقي العظيم لنبيّها. وذلك لأهمية التحلي بالأخلاق الكريمة، التي لا قيمة للإنسان بدونها. مهما كانت لديه من مقوّمات القوة، فكلّ المقومات لا تعوّض الإنسان عن الاهتمام بحسن الخلق، ورقي التعامل مع الآخرين. والحقيقة الأخرى، هي أنّ هذه الأخلاق العظيمة الواردة في سيرته لا ينبغي أن تذكر لمجرّد الانبهار والتمجيد وحسب، وإنّما ينبغي أن تكون محورًا للتأسّي والاقتداء”.

 

 

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى