الواجهة الرئيسيةمحلي
أخر الأخبار

’مع هوس المراهقين به‘.. هل يحظر “تيك توك” في العراق؟

لقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في إماطة اللثام عن جانب من جوانب الانحلال الأخلاقي الذي تعرفه المجتمعات العربية.

 

والذي كان في مراحل سابقة يتم في الخفاء، في ظل النفاق الاجتماعي ووراء ستار (الأخلاق) والتدين. و”تيك توك” هو احد هذه المواقع التي استطاعت تحقيق انتشار كبير، واضحى عبارة عن ملهى ليلي مباشر للعريّ والايحاءات غير اللائقة والرقص الماجن. حيث رفع الحياء، عن مجتمع لطالما كان يصنف عرض نسائه في خانة الحرمات والممنوعات؟!

وما زالت المنافسة قائمة بين الشركات، لرفد المجتمعات بالمزيد من التطبيقات. لاسيما الترفيهية التي تجذب شرائح كبيرة من الشباب والمراهقين.

لتحقيق الأرباح بالمشاركات، وعدد المستخدمين. فباتت مادة دسمة لتعلم الأبناء والمراهقين انعدام الأخلاق، ودحر القيم والمبادئ والعادات في نفوسهم، بنشر الابتذال والمقاطع المنافية للآداب العامة. فضلاً عن السب والقذف والعري، ما يؤثر في سلوك الأبناء سلباً، ويدعوهم إلى الانحراف والخروج عن المألوف

أقليم كردستان يطالب بحظر تطبيق “تيك توك” بشكل نهائي.

أظهرت وثيقة موجهة من الادعاء العام إلى وزارة النقل أن “السبب وراء هذه المطالبة هو أن هذا التطبيق ‏لديه الكثير من الآثار السلبية على المجتمع الكردستاني وتسبب الكثير من المشاكل لفئة الشباب”.

وفي وقت سابق أعلنت مديرية “الأسايش”، في إقليم كردستان، اعتقال إرهابي ينتمي لتنظيم داعش في قضاء جمجمال كان يقوم بالترويج لشعارات داعش والتهديدات بالقتل والذبح عبر تطبيق “تيك توك”.

وجاء في بيان للمديرية أنه “بعد انتشار عدد من المقاطع المصورة من قبل المتهم (م ع ع) في شبكة التواصل الاجتماعي (تيك توك)، وفيها ينشر شعارات وأهداف تنظيم داعش الإرهابي والتهديدات بالقتل والذبح، وشرعت قوات مديرية أسايش غرب السليمانية بجمع المعلومات الدقيقة بشأن المتهم”.

وتابع أنه “تم ضبط العديد من المقاطع المصورة المحفوظة في جهاز الهاتف النقال الخاص بالمتهم”، لافتا إلى أنه “نظراً لحساسية الملف وسير التحقيقات فإنه لن يتم نشر المقاطع المصورة الآخرى وتم حفظها”.

محتوى “غير لائق”

تحدثت تقارير صحفية في العراق، مؤخرا، عن احتمال حظر تطبيق “تيك توك” بالبلاد، على خلفية استخدامه في ترويج مقاطع يقال إنها تخدش الذوق العام وتحض على العنف و”الإباحية”.

ويرى المناصرون لحظر التطبيق الشهير، أن القرار بات واردا جدا، كما أن الجهات المعنية تدرس إمكانية اتخاذه مع بداية السنة الجديدة.

وأثارت هذه الأنباء بلبلة واسعة وانقسامات بين العراقيين، بين مؤيد ومعارض، فيما شدد كثيرون على أن الحظر لم يعد مجديا في هذا الزمن الرقمي المفتوح، لأن وسائل كسر الحظر باتت في متناول الجميع.

وتبعا لذلك، يرى رافضو المنع، أن أي قيود سيجري فرضها ستكون بدون معنى، وربما تؤدي إلى تشجيع الناس؛ خاصة من الفئات العمرية المراهقة، على متابعة التطبيق لأن كل ممنوع مرغوب.

في غضون ذلك، بدأت بعض الجهات الحكومية، بتنظيم استبيانات لسبر آراء وردود فعل الشارع العراقي. بشأن قرار محتمل حول “تيك تيك”، وهذه الخطوة جرى النظر إليها بمثابة تمهيد للمنع.

 

رأي المختصين

يقول محمد عيد الله، المختص في التسويق الرقمي وإدارة الحسابات تعليقه على هذا الجدل “من أبرز الأسباب التي دفعت إلى التفكير في حظر تيك توك بالعراق للواجهة، وجود الكثير من الفيديوهات التي لا تناسب الفئات العمرية الصغيرة، فضلا عن وجود مقاطع تحض على العنف والضرب والكراهية”.

ويتابع المبرمج العراقي “بدلا من حظر التطبيق، ينبغي علينا تشديد الرقابة الأبوية الذكية على الأطفال. فالحل يبدأ أولا من البيت حيث هناك برامج خاصة بحماية الأطفال وصغار السن تمنع عنهم المحتويات المسيئة. من المقاطع والمشاهد العنيفة والمبتذلة”.

وقال مؤمل أحمد شكير مسؤول الأمن السيبراني في مركز الإعلام الرقمي العراقي، في تصريح صحفي “هذه المطالبات ليست جديدة تماما في العراق، فمثلا في عام 2021 سربت الحكومة العراقية أخبارا عن نيتها حظر التطبيق في البلاد، والآن تبرز هذه الدعوات من قبل الادعاء العام بإقليم كردستان العراق هذه المرة. والسبب الأبرز كما هو واضح لهذه المطالبة هي تأثيراته الخطيرة على المجتمع بدلالة بثه لمحتوى غير هادف في معظمه،

حلول ممكنة

وأردف أن حجب التطبيق ليس الخيار الأمثل والصائب للقضاء على المحتوى العنيف والحساس الذي يتخلله، كما يشرح عبد الله، مضيفا “هذه العيوب ليست حكرا على تيك توك، بل تشوب مختلف التطبيقات والمنصات الاجتماعية المشابهة، حيث ثمة محتويات غير مناسبة مثلا في يوتيوب وفيسبوك وتويتر وغيرها”.

طرق بديلة

يقول “من المفترض أن تكون لدينا رقابة إلكترونية على مختلف منصات التواصل الاجتماعي في العراق، كما هو الحال مثلا في العديد من الدول العربية، كما نحتاج إلى تفعيل قانون الجرائم الإلكترونية وقانون الجرائم المعلوماتية. لردع المسيئين ومستغلي الشبكات والتطبيقات الاجتماعية لأغراض مشبوهة ومنبوذة”.

“تيك توك هو المنصة الأكثر انتشارا عالميا في بث المقاطع المصورة القصيرة، ولهذا فأسلوب الحظر لا يجدي نفعا، والأفضل هو أن تقوم سلطات إقليم كردستان بتقييده وليس حظره كاملا، كون الحظر مخالف لحرية التعبير وحرية الاستخدام لمنصات التواصل والوصول للمعلومات، ويمكن حتى في هذا السياق الاتفاق مع تيك توك لبلورة شروط ومعايير بث خاصة بالعراق ومن ضمنه كردستان”، كما يقترح الخبير في شؤون منصات التواصل الاجتماعي .

 

انتحار تيك توكر عراقية

لقيت “التيك توكر” العراقية مروة القيسي حتفها، برمي نفسها من مبنى مرتفع في القرية اللبنانية في أربيل. لتلفظ أنفاسها الأخيرة فورا بعد سقوطها.

وذكرت وسائل إعلامية عراقية، أن “الشابة مروة القيسي. إحدى مشاهير “التيك توك” في العراق. أقدمت على الانتحار من خلال إلقاء نفسها من أعلى عمارة في المجمع السكني في مدينة أربيل مما أدى إلى وفاتها على الفور”.

 

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يُثار فيها الجدل حول حظر تطبيق أو لعبة إلكترونية حيث سبق مثلا في العام 2019 إقرار مجلس النواب العراقي حظر لعبة البوببجي، بدعوى أن هذه اللعبة تنشر العنف والجريمة بين الأطفال”.

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى