‘مع حلول الصيف‘.. حوادث حرائق شبه يومية واستنفار للجهود من الجهات المعنية
بغداد_النعيم نيوز
باتت حوادث الحرائق تذكر بشكل كبير وشبه يومي، ولكن مع حلول الصيف وارتفاع درجات الحرارة وتجاوزها نصف درجة الغليان، يصبح الخطر أكبر ويزداد حصول هذه الحوادث.
تتعدد أسباب حوادث الحرائق فهي كثيرة ومختلفة، وتعد الأماكن التجارية والصناعية والأسواق والمباني والمؤسسات الرسمية والأراضي الزراعية، أكثر الأماكن عرضة للحرائق، ناهيك عن الخسائر البشرية والأضرار المادية والتي تقدر بملايين الدولارات سنوياً.
أسباب متعددة
ولمعرفة أبرز أسباب الحرائق والتي يتصدرها التماس الكهربائي، فقد أرجعت مديرية الدفاع المدني، الحرائق التي تسجل، إلى ارتفاع درجات الحرارة وحوادث التماس الكهربائي، والإهمال وعدم مراعاة شروط السلامة ومتطلبات الدفاع المدني، وكانت نسبة 47% من مسببات اندلاع حوادث الحريق، تعود إلى التماس الكهربائي.
مدير شعبة إعلام مديرية الدفاع المدني العامة، نواس صباح شاكر، صرح لوكالات محلية: بأن مديرية الدفاع المدني توقعت في وقت سابق، ازدياد أعداد حوادث الحريق في عموم المحافظات العراقية، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ودخول البلاد موسم الصيف، وما يلقى بظلاله على زيارة الأحمال على شبكات الأسلاك الكهربائية من جهة، ومع وجود المخالفات والإهمال لتوفير شروط السلامة، ومتطلبات الدفاع المدني من جهة أخرى.
وفي السياق ذاته، تحدث عضو مجلس النواب، النائب مضر الكروي، عن أسباب ارتفاع نسبة “حوادث الحريق” في العراق.
وقال الكروي، في حديث لوكالة “بغداد اليوم”، إن وتيرة الحرائق في مواسم الصيف العراقية، ترتفع بنسبة تصل إلى 50%، وربما أكثر لثلاث أسباب رئيسية:
أولها، عدم تفاعل أصحاب المهن والقطاعات التجارية وصولاً إلى المنازل مع مبادئ السلامة العامة، يضاف إليها خطورة تذبذب التيار الكهربائي، وما ينتج عنه من تماس يقود إلى 40% من الحرائق بشكل مباشر.
وثانياً، فإن 70 – 80% من المحال والشركات وغيرها من القطاعات، وصولاً إلى المخازن لا تعتمد شروط السلامة العامة، التي تضمن عدم اندلاع الحرائق، وتقليلها قدر الإمكان.
وعن حرائق الحقول الزراعية، لفت الكروي، إلى أن 80% منها بسبب الإهمال، وعدم التفاعل مع شروط السلامة التي تعلنها فرق الدفاع المدني، مبيّناً أنه ربما يكون بعضها بفعل مدبر، لكنه يبقى ضمن حيز محدود للغاية قياساً بالأسباب الأخرى.
هذا وتتصدر العاصمة بغداد بجانبيها (الكرخ والرصافة) أكثر المحافظات العراقية بأعداد حوادث الحريق، كونها الأعلى من حيث نسبة السكان والأبنية والمؤسسات الحكومية، والقطاع المختلط والقطاع الخاص.
وخلال الأسبوعين الأخيرين، سجلت محافظات البلاد جملة من الحرائق المتتابعة، تركّز معظمها في محافظة البصرة، التي شهدت 9 حرائق، أتت على مول ومحال تجارية عدة وسوق شعبية ومنازل سكنية، ومصنع لألواح (السندويتش بنل)، تسببت بوفيات وإصابات وحالات اختناق.
أما محافظة ديالى، فقد شهدت حريقاً في صالة للولادة في مستشفى بلدروز العام، وقد تم إنقاذ 16 طفلاً من حديثي الولادة، وتم تسجيل حالات اختناق.
استنفار للجهود
الحرائق المتتابعة التي حصلت في الآونة الأخيرة، استدعت استنفار للجهود من كل الأطراف المعنية، حيث وجّه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، بـ”دخول جميع مفارز الدفاع المدني بالإنذار (ج)، لمدة ثلاثة أشهر”.
كما أصدر، توجيهاً بـ تشكيل لجنة لغلق جميع المواقع والمشاريع المخالفة في بغداد والمحافظات، واتخذ الوزير قراراً بـ إقالة مدير الدفاع المدني في محافظة البصرة، واستبداله بأحد الضباط ذوي الكفاءة، وذلك بعد اطلاعه على واقع ومستوى الحوادث، وعدم كفاءة الأداء في هذه المحافظة.
وأمهل الشمري، مديري الدفاع المدني في جانبي الكرخ والرصافة من بغداد، شهراً واحداً للعمل على خفض نسبة حوادث الحرائق المسجلة.
جاء ذلك خلال اجتماع بحضور وكيل الوزارة لشؤون الأمن الاتحادي ومستشار الوزير، ومدير عام الدفاع المدني وجميع مديري الدفاع المدني في المحافظات، من خلال الدائرة التلفزيونية.
من جهتها، طالبت لجنة الأمن والدفاع، وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، بفتح تحقيق للوقوف على طبيعة الحرائق الأخيرة التي شهدتها البلاد، فيما أمهلته 15 يوماً، لإرسال نتائج التحقيق إلى اللجنة.
وأبدت اللجنة، أسفها الشديد بشأن حوادث الحرائق، في بعض المحافظات العراقية، والتي طالت مستشفيات ومراكز تسوق وغابات وأراضي زراعية.
وفي سياق متصل، بيّن مسؤول في مديرية الدفاع المدني، أن الحكومة خصصت أخيراً 50 مليار دينار عراقي، لبناء مفارز جديدة لفرق الدفاع المدني، في عدد من مناطق العاصمة بغداد، وسيكون توزيع المفارز بحسب المناطق المرشحة لوقوع الحرائق.
وأشار المقدم رعد الحياني، في تصريح لموقع “العربي الجديد”، إلى أن الحكومة داعمة لمديرية الدفاع المدني، وتطوير قدراتها للحد من الحرائق، لافتاً إلى أن هناك جهوداً تبذل، للتعاقد على شراء عجلات إطفاء متطورة.
خلل أم افتعال؟
رأى بعض الخبراء أن أغلب الحرائق مفتعلة، فالخبير الاقتصادي، أحمد عيد، قال في حديث لشبكة “الساعة”: إن أغلب الحرائق التي تحدث هي مفتعلة، لكن يتم تغطيتها على أنها وقعت نتيجة تماس كهربائي أو حرارة الجو، أو غيرها من وسائل التغطية على تلك الجرائم.
وبحسب عيد، فإن أغلب الحرائق التي استهدفت المصانع، هدفها تعطيل عمليات الصناعة والإنتاج، منوهاً إلى أن بعض الحرائق استهدفت الأقسام الإدارية والأرشفة في بعض المؤسسات، وهدفها التغطية على ملف أو إخفاء أدلة لجريمة معينة.
فيما تحدث الخبير الاقتصادي قصي صفوان، عن خلل في عملية التخطيط للوقاية من الحرائق، والتي يجب أن تبدأ عند مرحلة تجهيز إجازة البناء، وأن يتم وضع وتطبيق الأسس العلمية لمواد البناء، وكذلك شبكات رصد وإطفاء الحرائق التي تعمل بشكل ذاتي عند اكتشاف أي حريق.
وأكد صفوان، لموقع “باسنيوز”، أن نظام إطفاء الحرائق ما يزال تقليدي في العراق، ويحتاج إلى تطوير وإدخال تحسينات، خصوصاً أن الذكاء الاصطناعي قد دخل على خط استشعار وتطويق الحرائق، وعموم مؤسسات الدولة قد تفتقر حتى لوجود أنظمة تقليدية لاكتشاف الحرائق، وكذلك نحتاج إلى أجهزة تضبط مستوى الكهرباء وتمنع دخولها بشكل مرتفع، ما يؤدي إلى حدوث مشاكل في الأجهزة قد تؤدي للحرائق.
وعن خسائر الحرائق، أشار، إلى أن الحرائق تكلف الدولة كثيراً، وهي تؤثر على الاقتصاد بشكل واضح، حيث أن نسبتها مرتفعة، والدولة سوف تصرف أموالاً لبناء وترميم مؤسساتها أو أن تصرف تعويض مالي لأصحاب الحقول الزراعية، في حال حدوث حريق فيها، والأموال لو خصصت وصرفت على أنظمة الوقاية وإطفاء الحرائق المتطورة لكان ذلك أكثر فائدة اقتصادية للبلاد.
وكانت مديرية الدفاع المدني، قد أحصت عدد الحرائق بأكثر من 21 ألف حادث حريق، خلال العام الماضي 2023.
وأكدت المديرية، تراجع نسبة الحرائق مقارنة بالأعوام السابقة، ففي الربع الأول من عام 2023 تم تسجيل 4 آلاف و413 حادث حريق، أما في الربع الأول من عام 2024، فقد تم تسجيل 3 آلاف و51 حادث بفارق ألف و362 حادث، مبيّنة، أنه كلما ارتفع وعي المواطنين بإجراءات السلامة والوقاية، انخفضت حوادث الحريق.
ومن الجدير بالذكر أنه في سبتمبر/أيلول الماضي، اندلع حريق في قاعة خلال حفل زفاف، في بلدة قرقوش بقضاء الحمدانية شمالي البلاد، أودى بحياة أكثر من 107 أشخاص، وكان سبب هذا الحريق، الألعاب النارية ومواد بناء شديدة الاشتعال.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز