الواجهة الرئيسيةمحلي
أخر الأخبار

‘مشروع العراق الضخم‘.. ميناء الفاو الكبير يلتمس خطواته الفعلية

بغداد_النعيم نيوز

مشروع ميناء الفاو الكبير، أحد المشاريع العملاقة جنوب العراق، حيث يعد أكبر الموانئ في الخليج وأحد أكبر الموانئ في العالم.

 

الميناء سيغيّر خريطة النقل البحري العالمية، باعتباره سينقل البضائع من الصين واليابان وجنوب شرق آسيا إلى أوروبا عبر العراق وبالعكس، وسيكون منافساً قوياً بقناة السويس على البحر الأحمر، بالإضافة إلى أنه سيكون قادراً على نقل النفط والغاز والمواد الكيماوية، وجميع منتجات التجارة العالمية الأخرى، ما يعني أن هذا الطريق سيعمل على تقليل الوقت اللازم للنقل بين أوروبا وآسيا، 11 يوماً، وفقاً لخبراء الملاحة الدولية.

“مشروع الشعب”

 

على الرغم من كل العراقيل والعقبات التي وضعت من أجل عدم تنفيذ مشروع ميناء الفاو الكبير، إلا أنّ هناك إصراراً سياسياً على تنفيذه وإكماله، فقد وصفته الحكومة بـ”مشروع الشعب”، كما أن رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، رعى مراسم تسلّم أرصفة الميناء الخمسة، من الشركة الكورية المنفذة للعمل، في الـ7 من الشهر الحالي.

وفي كلمة خلال مراسم تسلّم الأرصفة الخمسة للميناء، أشار السوداني، إلى أهمية الأرصفة الخمسة في ميناء الفاو الكبير، كونها تمثل العمود الفقري لمشروع الميناء بمرحلته الأولى، التي ستستكمل العام المقبل وحسب الجداول الزمنية المسبقة، وقد رست بالفعل سفن تجارية ضخمة بغواطس كبيرة على أرصفة الميناء.

وبيّن، أن هذا المشروع قد دخل فعلياً في عُقد ومسارات طرق التجارة والنقل العالمية، التي تمرّ بمنطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى بالنسبة للتجارة العالمية، وهو يعد أبرز حوض مائي في العالم، تتركز فيه نشاطات الطاقة والتجارة والتواصل والتبادل بأشكالها كافة، كما سيسهم في تحويل العراق من دولة بحاجةٍ إلى موانئ الآخرين، إلى دولة بحرية مُطلّة على الخليج إطلالة كاملة.

ولفت السوداني، إلى أنه بالرغم من التحديات الإقليمية والدولية، فإن ذلك لن يثنينا عن إنجاز المشروع، حيث إن الحكومة اتخذت إجراءات متعددة في تنفيذ المشروع، بما في ذلك تهيئة مشروع سكك الحديد سواء عبر الطريق القديم أو طريق التنمية.

وأردف، قائلاً: بدأ العمل في ميناء الفاو بكاسر الأمواج الشرقي والغربي خلال الحكومات السابقة، ومع تسلم الحكومة الحالية لمهامها في عام 2022، تمت مراجعة المشاريع الخمسة للميناء، والتي تشمل الأرصفة وجدار الرصيف.

وأضاف رئيس الوزراء، أن الأرصفة الخمسة التي أنجزت بالكامل اليوم، كانت نسبة إنجازها قبل تسلم الحكومة الحالية تبلغ 31%، أما المشروع الثاني (النفق المغمور) فكانت نسبة إنجازه 11.7%، ووصلت اليوم إلى نسبة 58.47%.

وأكمل: أما مشروع القناة الملاحية فكانت النسبة 4.10%، اليوم وصلت إلى 77.41%، وكذلك مشروع أعمال الحفر والردم البحري 22.39%، ووصلت اليوم إلى 79.33%، أما نسب الإنجاز في الطريق الرابط بين ميناء الفاو وأم قصر فكانت نسب إنجازه 22.28%، اليوم وصلت إلى 92.42%.

وحول المنافع الاقتصادية للمشروع، أكد وزير النقل، رزاق محيبس السعداوي، في كلمة خلال تسلّم الأرصفة الخمسة للميناء، أن ميناء الفاو وطريق التنمية، يعدان بوابة اقتصادية للعراق والمنطقة، فيما أشار إلى أن الدعم اللامحدود لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مكن من تجاوز المعوقات، لإكمال الأرصفة الخمسة للميناء.

وسيسهم افتتاح هذه الأرصفة الخمسة، في دعم طريق التنمية، بالإضافة إلى أنه سيكون جزءاً من طريق الحرير، بحسب رأي بعض المحللين والاقتصاديين والسياسيين.

وتحدث عضو اللجنة المالية النيابية، مصطفى الكرعاوي، في تصريح للوكالة الرسمية، أن العراق يعتمد على النفط في موارده بنسبة 90%، وهناك عمل وتوجه حكومي جاد من أجل زيادة الإيرادات غير النفطية.

وأوضح، أن أهمية الموانئ تكمن في كونها تمثل مسارين للإيرادات: الأول هو النفطي خلال تصدير النفط واستقبال حاملات النفط، والآخر عبر دخول البضائع.

ويرتبط ميناء الفاو بشكل وثيق بمشروع ضخم آخر بدأه العراق ويطلق عليه “طريق التنمية”، وهو ممر بطول 1200 كيلومتر يتألف من طرق سريعة وسكك حديد، وسيربط في نهاية المطاف عبر العراق دول الخليج في الجنوب بتركيا في الشمال.

وكان كل من العراق وتركيا والإمارات وقطر، قد وقعوا، في شهر نيسان/أبريل من العام 2024، اتفاقية رباعية بشأن مشروع طريق العراق التنموي، برعاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون فيما يتعلق بمشروع العراق الاستراتيجي طريق التنمية، حيث ستعمل الدول الأربع على وضع الأطر اللازمة لتنفيذ المشروع، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.

يدفع عجلة التنمية الاقتصادية

 

تتعدد الجوانب المهمة لميناء الفاو الكبير فهي كثيرة ومتشعبة ويطول الحديث عنها، لكن أبرز الفوائد المتأتية سيكون تغيير الاقتصاد العراقي بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة، وهذا ما أكده المختص في الشأن الاقتصادي، ناصر الكناني.

وخلال تصريحه لوكالة “بغداد اليوم”، قال الكناني، إن ميناء الفاو الكبير له أهمية كبيرة على المستوى الاقتصادي والمالي، وهذا الميناء سيغير الاقتصاد العراقي بشكل كبير، خلال المرحلة المقبلة، وبهذا سيكون الميناء طريقاً رابطاً ومباشراً ما بين الشرق الآسيوي والغرب الأوروبي.

وأوضح، أن الميناء سيدفع عجلة التنمية الاقتصادية للعراق، وسيكون له منافع مالية كبيرة للعراق، ولهذا فإن هناك اهتماماً حكومياً كبيراً بهذا المشروع وسرعة إنجازه، لأهميته الاقتصادية والمالية للعراق، فهذا الميناء سيكون محطة نقل لكل دول المنطقة والعالم.

وكان رأي المحلل الاقتصادي، أحمد عبد ربه، بأن ميناء الفاو يختلف عن الموانئ الأخرى في العراق، باعتباره مرتبطاً بالخليج مباشرة، أما الموانئ الأخرى فهي في قنوات بحرية، وافتتاح الأرصفة الخمسة يعني تدشين مرحلة استقبال العراق للسفن العملاقة والكبيرة، التي كان يتعذر دخولها.

وبالتطرق إلى الإيجابيات الأخرى، على الاقتصاد العراقي، فهي تتمثل في توفير فرص التوظيف داخل الميناء، وكذلك فتح الباب أمام شركات النقل البري الداخلي، التي سوف تتعامل مع الميناء مستقبلاً، حيث قال الخبير الاقتصادي، أحمد صدام، في تصريح لوكالات محلية، إنه إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار تفعيل قانون البصرة عاصمة العراق الاقتصادية، فميناء الفاو سيكون الدعامة الأساسية لجذب شركات الاستثمار الأجنبي المباشر، بعد توفير التسهيلات الملائمة لذلك، وهذا بطبيعة الحال سوف ينعكس على الاقتصاد العراقي، من خلال رفع مستوى الاستثمارات غير النفطية وإيراداتها.

من جهته، ذكر الخبير الاقتصادي، زياد الهاشمي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن ميناء الفاو يحمل أهمية استراتيجية كبيرة للاقتصاد العراقي المتنامي، والذي ترتفع فيه معدل الواردات بشكل سنوي.

لكن ووفقاً لوجهة نظر الهاشمي، فإن المشروع قد يواجه بعض التحديات المتعلقة بعملية التعاقد مع شركات تشغيل الموانئ وإدارة الأرصفة وحركة وعمليات الميناء، إضافة إلى أن عدم إنجاز مسارات طريق التنمية قد يتسبب بمحدودية في ربط مرافق الميناء مع المسارات البرية باتجاه المحافظات العراقية، ما يخلق عنق زجاجة يتسبب في تأخير تدفقات البضائع.

هذا، ويقام مشروع ميناء الفاو الكبير، في شبه جزيرة الفاو جنوبي محافظة البصرة، على مساحة كلية تبلغ 54 كيلومتراً مربعاً.

وتبنيه شركة “دايو” الكورية الجنوبية، باتفاقية تبلغ قيمتها نحو 5 مليارات دولار، عند مصب شط العرب، حيث يلتقي نهرا الفرات ودجلة قبل أن يصبا في البحر، ومن المتوقع أن يكون الميناء الأكبر في الشرق الأوسط عند اكتماله.

ومن الجدير بالذكر أن حجر الأساس للمشروع، كان قد وضع في أبريل/نيسان 2010، إلا أن العمل به كان شبه متوقف حتى 2020، بسبب مشاكل مالية وإدارية.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى