رئيس الجمهورية: الظرف التاريخي يتطلّب منا العمل على تغليب المصالح العليا للبلد والشعب
بيّن رئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الجمعة، أن الظرف التاريخي يتطلّب منا كقوى سياسية، المزيدَ من العمل على تغليب المصالح العليا للبلد والشعب.
وذكرت الدائرة الإعلامية لرئاسة الجمهورية، في بيان تلقت “النعيم نيوز” نسخة منه، أن “رئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، حضر اليوم، الاحتفالية المركزية لحركة عصائب أهل الحق، بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيسها”.
وألقى الرئيس رشيد، كلمة أكد فيها، أن “دور حركة عصائب أهل الحق، كان حيوياً وشجاعاً عند مواجهة داعش، في إطار الحشد الشعبي الذي وقف، بعد فتوى المرجع الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، بقوة وحزم إلى جنب قواتنا المسلحة بمختلف تشكيلاتها، ومع قوى الشعب الأخرى، من أجل دحر الإرهاب وتحرير المدن واستعادة الكرامة الوطنية”.
وأشار، إلى أن “الظرف التاريخي يتطلّب منا، كقوى سياسية، المزيدَ من العمل على تغليب المصالح العليا للبلد والشعب، واحترام الدستور والالتزام بتطبيق بنوده، لأنها الطريق نحو العمل المؤسساتي السليم، كذلك احترام مؤسسات الدولة ومنع استغلال المواقع لأغراض شخصية أو فئوية ومحاربة الفساد بجميع أشكاله، لترسيخ تجربتنا الديمقراطية”.
وفي إطار دعم القضية الفلسطينية، قال رئيس الجمهورية، إنه “لا حل ولا أمن ولا استقرار دائم في المنطقة من دون تقدير معاناة الفلسطينيين، ومن دون عمل حقيقي وجاد للمجتمع الدولي، من أجل تأمين حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والحرة، على ترابه الوطني”.
وفيما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية:
“بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من دواعي السعادة الحضور في هذا الحفل الكريم، ومشاركتكم وأنتم تحتفلون بالذكرى السنوية الحادية والعشرين لتأسيس حركة عصائب أهل الحق.
خلال هذه السنوات كان دور الحركة واضحاً ومهماً في إطار تاريخ العراق المعاصر، وذلك إلى جنب أدوار الحركات والقوى الوطنية الأخرى، من أجل بناء العراق الجديد، وترسيخ أسس هذا البناء في مواجهة تحديات كانت كبيرة وشديدة.
وكما تعرفون فقد كان التحدي الأبرز بين تلك التحديات، هو صفحة مواجهة الإرهاب الداعشي بعد احتلال المجرمين الدواعش، لعدد من مدننا الحبيبة.
في هذه المواجهة كان دور حركة عصائب أهل الحق، حيوياً وشجاعاً في إطار الحشد الشعبي الذي وقف بعد فتوى المرجع الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، بقوة وحزم إلى جنب قواتنا المسلحة بمختلف تشكيلاتها ومع قوى الشعب الأخرى، وذلك من أجل دحر الإرهاب وتحرير المدن واستعادة الكرامة الوطنية.
وفي الواقع يقام هذا الحفل في ظرف جديد تماماً، فقد تجاوزنا تلك السنوات واندحر الإرهاب، وانتصرت إرادة الحرية والعدل والسلام بفضل صمود قواتنا وعزيمة شعبنا.
وبفعل هذه البطولات الوطنية فإننا اليوم نقف جميعاً عند مطالع مرحلة جديدة هي مرحلة بناء العراق، مرحلة تعويض ما فاتنا من سنوات وعقود تعطّلت خلالها حركة البناء، وتوقف التقدم الذي طمحنا إليه ما بعد 2003.
وفي هذا البناء الذي باشرت به أجهزة الدولة وتقوده الإرادة الحكومية الطامحة، فإن التوفيق والنجاح في تحقيق ما يريده الشعب، هو وحده الذي يعبّر عن وفائنا وتقديرنا للتضحيات العظيمة التي قدمها شعبنا.
إننا في ظرف تاريخي يتطلّب منا، كقوى سياسية، المزيدَ من العمل على تغليب المصالح العليا للبلد والشعب.
وفي هذا السياق نؤكد أهمية احترام الدستور والالتزام بتطبيق بنوده، لأنها الطريق نحو العمل المؤسساتي السليم، كما نؤكد احترام مؤسسات الدولة ومنع استغلال المواقع لأغراض شخصية أو فئوية، ومحاربة الفساد بجميع أشكاله، من أجل ترسيخ تجربتنا الديمقراطية.
قوتنا جميعاً هي في وحدتنا، والانطلاق معاً في ترسيخ الأمن والاستقرار وفي العمل الحيوي نحو ما يخدم مصالح شعبنا ويوفّر له العيش الكريم. ومن الواجب أن ندعم جميعاً الإجراءات والخطط التي تتبناها الحكومة للنهوض بالواقع الخدمي، وللنظر بروح المسؤولية إلى مشاريع المستقبل وبرامج التطوير الاقتصادي والزراعي والصناعي.
نحن في مرحلة مهمة وقد بات يتعزز دور بلدنا في المحيط الاقليمي والدولي. وهذا ما يحتم علينا كسلطات وقوى سياسية تقدير أهمية هذا الظرف التاريخي، وتطوير جهدنا من أجل أن يكون بلدنا العراق في الموضع الذي يستحقه في علاقاته الدولية القائمة على مراعاة المصالح المشتركة، واحترام السيادة والاستقلال.
إن منطقتنا تشهد تطورات خطيرة، من شأنها أن تهدد السلم فيها وفي العالم.
في القلب من هذه التطورات هي المعاناة الكبيرة التي يعيشها أخوتنا أبناء الشعب الفلسطيني، وهم يواجهون جرائم الاحتلال. وهذه تطورات يمكن لها أن تهدد سلم المنطقة والعالم.
نؤكد موقف العراق الراسخ والذي نجد معه أن لا حل ولا أمن ولا استقرار دائم في المنطقة من دون تقدير معاناة الفلسطينيين، ومن دون عمل حقيقي وجاد للمجتمع الدولي من أجل تأمين حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والحرة على ترابه الوطني..
ونعتقد أن العالم في هذه الظروف بات أشد وعياً وتفهماً لهذه المعاناة وأكثر تقديراً لحق الفلسطينيين بدولتهم.
وسط هذه الظروف نعتقد، من مواقعنا في إدارة الدولة وفي قوانا السياسية، بأهمية أن نكون موحدين في إطار الدولة، حريصين على البناء والتنمية والتقدم، مؤكدين على صيانة تجربتنا الديمقراطية والحفاظ على سيادة البلد وتحقيق تطلعات الشعب، وكل هذا يتحقق بالحوار الفعال والمنتج.
أجدد تحياتي في هذه المناسبة الكريمة.
الرحمة الواسعة لشهداء العراق..
والمجد للعراق والعراقيين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز