خلال خطبة الجمعة.. الشيخ العارضي يتحدث عن أهمية الأخ المؤمن في روايات أهل البيت (ع)
أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بمسجد جنات النعيم في كربلاء المقدسة، بإمامة الشيخ عمار العارضي.
وفيما يلي ملخص خطبتي صلاة الجمعة المباركة، وتابعتهما “النعيم نيوز”:
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى: أهمية الأخ المؤمن في روايات أهل البيت (عليهم السلام)
إن مكانة الأخ المؤمن في روايات أهل البيت (عليهم السلام) عظيمة، وقد أكّدوا على أهمية الأخ المؤمن في حياة المؤمن الأخرى، حيث يُعتبر دعامة إيمانية وأخلاقية وروحية، وتأتي هذه المكانة استناداً إلى الدور الكبير الذي يقوم به الأخ المؤمن في بناء الشخصية وتحصينها من الانحرافات والشدائد.
ورد عن المعصومين (عليه السلام): (الأخ المكتسب في الله أقرب الأقرباء، وأحم من الأمهات والآباء)، روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام): (اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم)، وإليك بعض الجوانب التي تبين هذه المكانة من خلال الروايات:
1. الأخ المؤمن جزء من النفس وامتداد لها: ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: “المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه شيء وجد ألم ذلك في سائر جسده”، في هذا الحديث، يُشَبّه الأخ المؤمن بأنه جزء من جسدك، مما يعكس مقدار الترابط الذي ينبغي أن يجمع بين المؤمنين، فالألم الذي يصيب أحدهم يُشعر الآخر، وهذا يعزز فكرة التلاحم العميق بينهم.
روي عن الإمام علي (عليه السلام): “الأخ الصالح خير من النفس، لأن النفس أمّارة بالسوء، والأخ الصالح لا يأمر إلا بالخير”، فقرب الأخ المؤمن هنا يعني أن الأخ الصالح يكون عوناً على الخير، ويدفع عنك نزعات النفس الأمارة بالسوء، فهو يدلك على الطريق الصحيح ويساعدك في مواجهة الشدائد، روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد، إن اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في سائر جسده، وأرواحهما من روح واحدة).
2. الأخ المؤمن مرآة لأخيه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: “المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن يكفّ عليه ضيعته ويحوطه من ورائه”، هذا الحديث يؤكد أن الأخ المؤمن هو مرآة تعكس أخلاقك وتصرفاتك، فهو يُساعدك على تحسين عيوبك وتطوير نفسك، فالمرآة هنا تُبين مواقف الأخ الصادق الذي ينصحك ويقف إلى جانبك ويحميك من الزلل.
3. الأخ المؤمن سبب للنجاة في الآخرة: قال الإمام علي عليه السلام: “أكثروا من الأصدقاء المؤمنين، فإن لكل مؤمن شفاعة”، هذا الحديث يبرز مكانة الأخ المؤمن ليس فقط في الدنيا، بل وأيضاً في الآخرة، الصديق أو الأخ المؤمن هنا يُمكن أن يشفع لصاحبه ويكون عوناً له عند الله، مما يدل على عمق الأخوة التي تستمر حتى في المواقف العصيبة، الإمام الصادق عليه السلام: “إذا كان يوم القيامة، بعث الله المؤمن شفيعاً لجاره ولجليسه ولمن أحبّه في الله”، وهذا يدل على أن العلاقة المبنية على الحب في الله والصحبة الصالحة تُؤتي ثمارها في الآخرة، حيث يمنح الله المؤمن القدرة على الشفاعة لأحبائه، مما يُمكنهم من النجاة من العذاب.
4. الأخوة في الله تقود إلى الجنة: الإمام الباقر عليه السلام قال: “من اتخذ أخاً في الله، اتخذ بيتاً في الجنة”، هذا الحديث يعكس مكانة الأخ المؤمن التي تصل إلى الجنة، فالأخوة في الله تكون طريقاً إلى الثواب والنعيم الأخروي، حيث يسعى الأخوين المؤمنين معاً إلى العمل الصالح، ويقوي كل منهما الآخر على الطاعة.
5. الأخ المؤمن رمز للمواساة والدعم: روي عن الإمام علي عليه السلام: “الإخوان في الله كالجسد الواحد، وإن تفرّق موضعهما وتباعد مكانهما”، مكانة الأخ المؤمن تمتد حتى مع التباعد الجغرافي أو الزمني، فهو يكون حاضراً بمواساته ودعائه ودعمه مهما كانت المسافات.
6. الأخ المؤمن يعزز الاستقامة والتقوى: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): “ألا وإن ود المؤمن من أعظم سبب الإيمان”، روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): (من استفاد أخاً في الله على إيمان بالله ووفاء بإخائه طلباً لمرضاة الله فقد استفاد شعاعاً من نور الله)، وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الإسلام مثل أخ يستفيده في الله).
خلاصة القول: مكانة الأخ المؤمن عند أهل البيت (عليهم السلام) عظيمة جداً؛ فهو بمثابة النعمة التي يُحبّب الله بها إلى عباده، إذ يكون أخاً حقيقياً في أوقات الفرح والحزن، يدعو إلى الخير وينصح ويعين على طاعة الله، ويرافقك في الدنيا والآخرة، بحيث تكون تلك الأخوة من أسباب دخول الجنة ونيل رضا الله.
الخطبة الثانية: (أصول العلاقة مع اليهود وفق الرؤية القرآنية)
قال تعالى في سورة المائدة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَلَمۡ تُؤۡمِن قُلُوبُهُمۡۛ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْۛ سَمَّٰعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّٰعُونَ لِقَوۡمٍ ءَاخَرِينَ لَمۡ يَأۡتُوكَۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ مِنۢ بَعۡدِ مَوَاضِعِهِۦۖ …﴾.
هذا الجزء من الآية المباركة يبين أن أعداء الإسلام سوف لا يتوقفون عن إشعال نار الحروب ضد المسلمين، وإمدادها بما عندهم من وقود مادي ومعنوي، للقضاء على هذا الدين العظيم، لكن الله تعالى كتبَ على نفسه بأن يخيّب مساعيهم ويبطل مكرهم، ويؤيده ما روي عن الإمام الباقر في تفسير الآية قوله (عليه السلام): (كلما أراد جبّار من الجبابرة هلكة آل محمد (عليهم السلام) قصمه الله تعالى) ثم أن العالم يعيش اليوم حرب الجيل الخامس ضمن تصنيفات حروب المستقبل، مشيراً إلى عدد من واجهات هذه الحرب ومنها:
• الغزو الثقافي والفكري.
• تمزيق وحدة المجتمع ونسيجه بإثارة التعصبات الطائفية والقومية.
• تغذية الإرهاب والترويج له.
• الحرب الاقتصادية.
• حرب المياه التي هي شريان الحياة والتنمية والاستقلال.
• حرب المخدرات بترويج تجارتها وتعاطيها”.
ونخلص إلى مجموعة من الدروس المهمة:
1. إن النفاق من أخطر الأمراض التي تنخر بجسد الأمة الإسلامية.
2. إنّ القرآن الكريم كما بين الموقف من اليهود في المواجهة العسكرية بقوله: ﴿لَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرٗى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَآءِ جُدُرِۭۚ بَأۡسُهُم بَيۡنَهُمۡ شَدِيدٞۚ تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعٗا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡقِلُونَ﴾، فقد بيّن الموقف من العلاقة معهم حال السلم فهم “يسارعون في الكفر” أي لايتركون مدخلاً فيه إلا أسرعوا إليه، ويتجسسون على المسلمين لينقلوه إلى الأعداء، وسماعون للأكاذيب والأباطيل التي يبثها أحبارهم وأكابرهم، كما أنهم يأكلون المال الحرام وهو السحت وهذا كفيل بتهديم اقتصاد الإسلام ونزع البركة من مال المسلمين، بالإضافة إلى استعدادهم للتلاعب بتحريف أحكام الشريعة لما يوافق أهواءهم، وكل ذلك مما يبعث على الحذر الشديد منهم.
3. لابد من تأمين أوضاع الجبهة الداخلية للمسلمين في وقت الصراع والمنازلة وحمايتها من المنافقين والمرجفين وأصحاب الدعايات والإشاعات المغرضة (الطابور الخامس)، فاليوم يراهن العدو الصهيوني والأنظمة الغربية الاستكبارية ومن ويسير في ركابها، على إضعاف وإرباك وحدة الصف والتماسك الداخلي.
4. لابد من خلق معادل موضوعي لحملات التظليل والأكاذيب والافتراءات التي يختلقها الكيان الغاصب اليوم بحسب ما وصفهم القرآن بأنهم (سماعون للكذب)، فلنركز إذن على استمرار الهمة في النشر الإعلامي الواعي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، والإبلاغ الإلكتروني عن كل المواقع الهدامة والوهمية التي تحاول زرع اليأس والإحباط في قلوبنا، ونشر الرعب والهلع والتخويف بين صفوفنا، قال تعالى: [الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ]”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز