اخبار اسلامية
أخر الأخبار

خطيب جمعة الأبرار: المضمون الحقيقي للولاء يجب أن يختزن في داخله عقيدة الإمامة

أكد خطيب جمعة الأبرار في محافظة واسط، امس الجمعة، أن المضمون الحقيقي للولاء يجب أن يختزن في داخله عقيدة الإمامة.

وذكر ان ما قدمه شيعة العراق من خدمة زوار الامام الحسين ع اعجز العقول عن استيعابه الا بربطه بيد الغيب
تناول خطيب جمعة الابرار السيد حيدر الزاملي في خطبة الجمعة مفهوم الولاء الذي اسس له النبي الاكرم صل الله عليه وآله
حيث ذكر ان مبدأ الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) عنصر أساس في مكونات العقيدة الاسلامية, ومقومات الإيمان ومرتكزات الرسالة, فالتفريط به يحدث خللا كبيرا في البنية العقيدية والإيمانية والرسالية
ولقد جاءت النصوص الإسلامية واضحة وصريحة في تأصيل هذا المبدأ الولائي
ومن تلك النصوص: – قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)
وقد تظافرت الروايات على نزول هذه الآية في قرابة الرسول ..قال السيوطي في تفسير الآية: عن ابن عباس قال: (لما نزلت هذه الآية (قل لا أسألكم ..) قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال (صل الله عليه وآله): علي وفاطمة وولداهما )

ولكي نفهم موقع الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) في البنية الإيمانية نحاول أن نستوعب ثمار الولاء:
الثمرة الأولى: الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) يجسد عمق الولاء للرسالة
الثمرة الثانية:
الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) ضمانة لصون المسيرة من حالات الإنحراف الطارئة
الثمرة الثالثة:
الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) تجسيد لخط القيادة الأصيل في حركة الدعوة الاسلامية
الثمرة الرابعة:
الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) يمثل رافدا كبيرا من روافد الجهاد والشهادة في حياة الأمة:
وقد برهنت حالة الانتماء إلى خط أهل البيت (عليهم السلام) عبر المسيرة التاريخية على عمق هذا البعد الجهادي والتضحوي الذي أعطى للحركة الولائية طابعا متميزا.

وهذا الولاء الراسخ جسّده زوار الامام الحسين (عليه السلام) على مرّ التاريخ فقد فرضت عليهم أنواع العقوبات المالية والجسدية فقطعت الايدي والرؤوس وصودرت الاموال لمنعهم من الزيارة ولكنهم تحملوا تلك العقوبات واستمروا على تعظيم هذه الشعيرة المقدسة والشواهد على ذلك كثيرة من أيام المتوكل العباسي اللعين إلى عهد صدام المقبور.

وقد اثمرت تلك التضحيات اليوم تجسيد شيعة العراق الولاء في اجمل لوحة سموها خدمة زوار الامام الحسين عليه السلام والتي اعجزت العقول عن استيعابها الا بربطها بيد الغيب وهي تُظهر لنا ما أُدُخر لهذا الشعب من عظيم المقام في خدمة دولة الامام , فالنظرة العامة لهذه اللوحة تشعرنا بالاطمئنان بإمكان التغيير وتحقيق العدل المنتظر
لذلك نقول لهم ان من يملك القدرة على تحمل ما تحملتموه قادر على ان يغير نفسه , ان ادرك ان خدمة الامام الحسين عليه السلام ليس عشرة ايام في السنة بل العمر كله لذلك علينا ان نبحث عن نوع اخر من الخدمة لا ان نقول وانتهت الخدمة
ثم تعرض السيد حيدر الزاملي الى المضمون الحقيقي للولاء
ومن خلال الاستيعاب الواعي لكل الثمرات التي يحملها مبدأ الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) يمكن أن نستنتج أهم الأسس التي تجسد المضمون الحقيقي للولاء.

الاول : الأساس العقائدي:
الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) لا يعبر عن مضمونه الحقيقي إذا لم تؤصله في داخل الوعي مرتكزات فكرية عقائدية صاغتها مفاهيم الإمامة وتصوراتها
الأساس الثاني: الأساس الروحي:
ويمثل العمق الكبير لحالة الولاء وهو يتضمن الأبعاد التالية:
البعد الأول: الرؤية الروحية لمقامات الإمامة
البعد الثاني: الذوبان الروحي في حب أهل البيت (عليهم السلام)
البعد الثالث: الفاعلية الروحية التي تجسد المضمون الروحي للولاء على مستوى الحركة والفعل..
الأساس الثالث: الأساس السياسي:
ولكي يملك الولاء لأهل البيت مدلوله الحقيقي يجب أن يحمل في داخله مضمونه السياسي والمتمثل في العناصر التالية:
1- الرؤية السياسية..
2- الولاء السياسي..
3- الالتزام السياسي..

ونعني بالولاء السياسي الارتباط القلبي والنفسي والوجداني والعاطفي بالقيادة السياسية الإسلامية في مستوياتها المتمثلة في:
– قيادة الرسول (صل الله عليه وآله).
– قيادة الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام).
– قيادة الفقهاء الذين يمثلون القيادة النائبة لأئمة أهل البيت (عليهم السلام).
ثم عبّر السيد الزاملي عن أسفه لتخلّي بعض المغرورين والمخدوعين عن ولاية أهل البيت (عليهم السلام) إما لدنيا زائلة لوحّوا له بها أو لمشكلة حصلت له مع هذا وذاك فذهب برد الفعل بعيداً أو لكي تتداول أخباره مواقع التواصل الاجتماعي من باب (خالف تعرف) او انه اغترّ بما عنده من الأوهام والشبهات فظن انه صار شيئاً له قيمة ونحو ذلك من الفخوخ التي يوقع الشيطان بها اولياءه، ولا يكتفي بعض هؤلاء أحياناً بضلال نفسه وابتعاده عن الحق بل يندفع في نشر الشبهات والضلالات ليشكك الآخرين في عقيدتهم ويضلّهم معه وبئس المصير.

ودعاهم ذلك للمطالبة بالدولة المدنية , وفصل الدين عن السياسة وان رجل الدين ليس له السلطة الالهية انما حقه كمواطن بالمشاركة , وما كان ليحصل ذلك لولا تخلي قسم كبير ــ من قيادات شيعية دينية وسياسية ــ عن الاسلام ولم يبقى متمسكا بالاسلام الا اصحاب الولاء الحقيقي.

وقد رد الخطيب على هذه الدعوات ببعض النقاط منها :
اولا : الدولة الان ليس اسلامية بل دولة علمانية مدنية يحكمها القانون الوضعي وللمسلمين من المذهبين المشاركة فيها وقد توهمتم سلوكياتهم بانها هي القانون الاسلامي او نظرية الاسلام السياسية وهذا من خطل التفكير
ثانيا : الاشكال ليس بنظرية الاسلام السياسية او بالقيادة الدينية التي نعتقد باحقيتها بإدارة المجال السياسي. بل وقع الاشكال في التطبيق , والعقل يحتم معالجة المشاكل بمستواها , أي بإيجاد افراد يتسمون بالإخلاص والنزاهة والعلم والكفاءة , كالمريض الذي يراجع الطبيب فيشخص له المرض ويوصف له العلاج وحينما يبحث عمن يعطيه العلاج يجد ان الممرض لا يعرف كيف يعطيه العلاج فهل يغير الطبيب والعلاج او يذهب لمن يعرف كيف يعطي العلاج.

ثالثا : هم يطالبون بدولة مدنية ومن حقنا ان نسال من وضع نظريتها وقانونها ودستورها الجواب بديهي الانسان فهل تعتقدون ان نظريته افضل من نظرية الاسلام واذا كنتم تعتقدون بذلك فأنكم ستواجهون ذات المشكلة وهي سوء التطبيق ولا تهتدون الى السبيل ثم من قال لكم ان الاسلام ضد الحياة المدنية التي تدعوا الى كرامة الانسان , انتم تصورتم سلوكيات المتسلطين انها القانون الاسلامي.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى