اخبار اسلامية
أخر الأخبار

خطبتا صلاة الجمعة في كربلاء بإمامة السيد كرار الموسوي

أقيمت صلاة الجمعة العبادية، بجامع جنات النعيم في محافظة كربلاء المقدسة، بإمامة السيد كرار الموسوي.

 

وذكر مراسل “النعيم نيوز”، أن “السيد الموسوي، بدأ خطبته الأولى، بسؤال يتبادر لأذهان كثير من الناس

س: لماذا نهى أمير المؤمنين (عليه السلام) عن قتال الخوارج ؟

الجواب :-

لقد تمخضت حرب صفين، وخدعة التحكيم عن تمرد فئة سماها النبي (صلى الله عليه وآله) بـ(المارقة)، التي تمرق من الدين مروق السهم من الرمية… وهي تلك الفئة التي لم تستطع أن تتفاعل مع الأحداث، ولا أن تهضم أبعاد المناورات السياسية، التي كان معاوية يتوسل بها لتمرير مؤامراته..

هذه الفئة.. التي سميت فيما بعد بـ “الخوارج” بالذات، هي التي مكنت معاوية من تمرير لعبته المعروفة بـ “قضية التحكيم”.. ولكن هذه الفئة نفسها أيضاً هي التي عادت لتحارب علياً (عليه السلام) لقبوله بهذا التحكيم، الذي فرضته هي عليه من قبل، وهددته بالحرب والدمار، وتمكين معاوية منه،إن هو لم يقبل…

ومعاوية، وإن كان لم يستطع أن يربح هؤلاء إلى جانبه، ولم يكن يسعده كثيراً أن يكون أمثال هؤلاء الجهلة معه، وإلى جانبه… إلا أنه على أي حال قد فرح كثيراً بانفصالهم عن علي (عليه السلام)، ليكونوا مصدر إزعاج وتعب له، وحجر عثرة في طريق تقدمه نحو أهدافه، التي هي أهداف الإسلام، والتي مازال معاوية يخشاها، ويجهد كل الجهد في سبيل منعه من الوصول إليها، والحصول عليها.

وبالفعل.. فقد اضطر أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى محاربتهم أخيراً، ودفع شرهم عن المسلمين، فقاتل (عليه السلام) المارقين في النهروان، بعد أن قاتل الناكثين في الجمل، والقاسطين في صفين..

ولكن علياً (عليه السلام) هذا الذي حارب المارقين (الخوارج)، وأباد خضراءهم.. نراه ينهى شيعته بعده عن قتالهم، ويقول: ” لا تقاتلوا الخوارج بعدي “!!.

فلماذا ينهى علي أمير المؤمنين (عليه السلام) عن قتال الخوارج؟؟ مع أنهم أعداؤه ومناوؤه؟!

فهل ثمة من تناقض في هذين الموقفين. وخطأ وصواب في كل من الحالتين؟

الجواب عن ذلك بكل بساطة، هو:

لا، لا تناقض في مواقف أمير المؤمنين (عليه السلام) أبداً، إذ مع غض النظر عما يقوله الشيعة من أنه (عليه السلام) إمام معصوم، لا يصدر عنه إلا ما هو الحق، والخير، والعدل، فلا يمكن أن نتصوره قد ندم على قتالهم، ورأى أن الصواب في خلاف ذلك، فإننا نقول إن علياً (عليه السلام) في نظره الثاقب، وفي علمه بالحقائق والدقائق، لا يمكن إلا أن يكون عارفاً حقيقة ما سوف يجري ويحدث، وما سوف تمر به الأمة من أزمات، وما سوف يجري عليها من أحداث..

ولذا فهو قد أدرك فعلاً أن الصواب في قتالهم أولاً.. وأن الصواب في عدم قتالهم بعد ذلك.. فلا تناقض بين الموقفين.. ولا خطأ وصواب.. بل صواب في كل من الحالتين.

أما قتالهم أولاً فلكونهم مفسدين في الأرض، متمردين على إمامهم، مارقين… لابد من إعلان رأي الإسلام الصريح وموقفه الصحيح منهم… الإسلام الذي يمثله ويفهمه بشكل كامل ودقيق وعميق أمير المؤمنين (عليه السلام)، حتى لا يغتر بهم الغر الجاهل، ويتحير ويشتبه الأمر على المنصف العاقل.. وأما نهيه (عليه السلام) شيعته عن قتالهم بعده فيمكن تبريره بعدة مبررات منها:

الأول: إن الحكام والمتسلطين على الناس آنئذٍ كانوا من الشجرة الملعونة – أعني الأمويين – المنحرفين عن الدين والإسلام، وكان الخوارج يقاتلونهم، ويحاربونهم، ويمثلون الشوكة الجارحة في أعينهم..

فقتال الخوارج – والحالة هذه – معناه الدفاع عن ذلك الحكم الأموي الظالم، وتأييده… وليس من مصلحة الإسلام، ولا من مصلحة المسلمين الدفاع عن حكم كهذا، لأن معنى ذلك خيانة الأمة، والدين، وخيانة كل الأجيال اللاحقة… وإلى الأبد…

الثاني: إن الشيعة كانوا قلة، ومضطهدين من جانب الحكم الأموي الغاشم، وليس لآل علي (عليهم السلام) حكومة تستطيع أن تحمي الشيعة، وتدافع عنهم، وليس لهم ملجأ يلوذون به ولا قوة يعتمدون عليها.. فتكليف الشيعة بحرب الخوارج معناه: القضاء عليهم، قضاء مبرماً ونهائياً وهذا ما يريده الأمويون، ويسعون إليه..

وبديهي.. أن الحفاظ على الشيعة، الشعلة المتوقدة للحق والخير، أفضل بكثير من القضاء على الشيعة والخوارج معاً.. وليبقى الأمويون من ثم يعيثون في الأرض فساداً، ويتحكمون بمقدارات الأمة، ويسومونها الخسف والذل..

ويلاحظ هنا: سعى الأمويون منذ البداية لدفع الشيعة إلى حرب الخوارج… فنجد أن معاوية – بعد أن دخل الكوفة – وتوجه الإمام الحسن (عليه السلام) إلى المدينة، وتحرك الخوارج ضد معاوية، وقالوا: قد جاء الآن ما لاشك فيه – نجد أن معاوية يرسل إلى الإمام الحسن (عليه السلام) وهو في طريقه إلى المدينة، بكتاب يدعوه فيه إلى قتال الخوارج. فلحقه رسوله بالقادسية، أو قريباً منها، فلم يرجع، وكتب إلى معاوية: لو آثرت أن أقاتل أحداً من أهل القبلة لبدأت بقتالك.

لذلك تجد أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول بعد فتنة الخوارج: في وصف فتنة بني أمية: “ألا إن إخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية، فإنها فتنة عمياء مظلمة عمّت خطتها، وأصاب البلاء من أبصر فيها، وأخطأ البلاء من عمي عنها. وأيم الله، لتجدن بني أمية لكم أرباب سوء بعدي، كالناب الضروس، تعذم بفيها، وتخبط بيدها، وتزبن برجلها، وتمنع درها… لا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلا نافعاً لهم، أو غير ضائر بهم… ولا يزال بلاؤهم حتى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلا كانتصار العبد من ربه، والصاحب من مستصحبه. ترد فتنتهم شوهاء مخشية، وقطعاً جاهلية، ليس فيها منار هدى، ولا علم يرى…

وقال (عليه السلام) أيضاً: ” والله، لا يزالون عليكم حتى لا يدعوا لله محرماً إلا استحلوه ولا عقداً إلى حلوه، وحتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا دخله ظلمهم، ونبا به سوء رعيهم، وحتى يقوم الباكيان يبكيان: باك يبكي لدينه، وباك يبكي لدنياه، وحتى تكون نصرة أحدكم من أحدهم كنصرة العبد من سيده إذا شهد أطاعه، وإذا غاب اغتابه، وحتى يكون أعظمكم فيها عناء أحسنكم بالله ظناً.

إذاً.. فإن إشغال الأمويين بالخوارج معناه: التخفيف من ظلمهم للناس، والتقليل من الويلات التي كانت تعاني منها الأمة.

الثالث: إن دعوة الخوارج لم تكن تشكل خطراً كبيراً على الإسلام لسببين:

الأول: إن الخوراج لم يكونوا أهل ثقافة ومعرفة، بحيث يشكلون خطراً على الإسلام والدين، بشبهاتهم وانحرافاتهم. بل كانوا أجلافاً، وأعراباً كأعلاج، وكانت الاكثرية الساحقة منهم من البدو الرحل، ولذا فقد كانت الطبيعة العربية البدوية فيهم واضحة، فتراهم سرعان ما يختلفون، وينضوون تحت ألوية مختلفة، يضرب بعضهم بعضاً.. ولقد وصفهم أمير المؤمنين(عليه السلام) بقوله مخاطباً لهم: ” وأنتم معاشر أخفّاء الهام، سفهاء الأحلام”.

الثاني: إن دعوتهم لم تكن تنسجم مع الفطرة، ولا تتقبلها العقول المستقيمة، نعم… هي ربما تستهوي البعض لفترة من الزمن، ثم لا تلبث أن تتلاشى وتنعدم، حين يرجع الإنسان إلى فطرته، ويفكر ويتأمل… فقد قالوا :بكفر جميع المسلمين ما عداهم، ولا يحل لأصحابهم أن يجيبوا أحداً من غيرهم إلى الصلاة إذا دعا إليها، ولا أن يأكلوا من ذبائحهم، ولا أن يتزوجوا منهم، ولا يتوارث الخارجي مع غيره، ويكون الغير مثل كفار العرب، وعبدة الأوثان، لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف ودارهم دار الحرب، ويحل قتل أطفالهم ونسائهم، ويحل الغدر بمن خالفهم وغيرها.

الرابع من المبررات: إن الخوارج.. وإن كانوا على ضلال، إلا أنهم – ولاشك – كانوا أقل سوءاً من الأمويين، لأنهم كانوا – عند أنفسهم – يقاتلون من أجل هدف ومبدأ، يرونه دينياً مقدساً وإن كانوا قد أخطأوا الطريق من حيث أنهم لا يقاتلونهم مع إمام حق، بل هم حاربوا الإمام، ورفضوا الإنقياد له.. فهم محقون في سعيهم لإزالة حكم الجبارين، لكنهم أخطأوا السبيل لتحقيق ذلك، فضلالتهم وخطوئهم هناك لا يجعل شعارهم بلزوم حرب الجبارين خطأ.. وإن فهم قد طلبوا حقاً، فوقعوا بالباطل، وأرادوا صواباً، فتاهوا في الضلال والفساد. أما بنو أمية فإنهم قد طلبوا الخلافة فأدركوها، وهم ليسوا من أهلها. بل هم يعلمون: أنهم يطلبون ما ليس لهم بحق، مع خبث نفوسهم، وشدة ظلمهم وفجورهم..

وواضح.. أن من يقاتل من أجل هدف لا فائدة عاجلة له منه في الدنيا، يكون – ولاشك – أقل سوءاً من ذلك الذي يقاتل أهل الحق، ويقتل الأبرياء، ويرتكب أعظم الموبقات من أجل الدنيا فقط، وفي سبيلها، ويقتل الأبرياء، ويرتكب أعظم الموبقات في سبيل أهداف شخصية، وشهوات فردية بحتة.

وقد أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ذلك بقوله: ” لا تقتلوا الخوارج بعدي، فليس من طلب الحق فأخطأه، كمن طلب الباطل فأدركه.

الخامس من المبررات : أن الخوارج كانوا ظاهراً من العباد والزهاد، فلم يكن ليجترئ على قتالهم أحد.. كيف، وهم صائمون النهار، قائمون الليل!! بحسب ظاهر أحوالهم وعليه… فإن من يقاتلهم بعده (عليه السلام) ربما يتعرض للوم الشديد، ولنفرة الناس منه، على اعتبار أنه يقاتل أهل القبلة، وعباد الملة.. الأمر الذي ربما ينخدع به البسطاء والسذج، ومن لا ينظر إلى بواطن لأمور بدقة ووعي..

أما علي (عليه السلام)، فقد كان له من المكانة بين المسلمين ما ليس لأحد غيره على الإطلاق، وكانت الأمة لا تزال تسمع من وعن النبي، صلى الله عليه وآله الشيء الكثير في حق علي عليه السلام، بحيث جعل من الصعب على أي كان إساءة الظن فيه، وفي مواقفه… وجهاده ومكانته في الإسلام مما لا يمكن لأحد أن ينكره، أو أن يشك فيه فلا يمكن لأحد كائناً من كان إلا أن يعتبر مواقفه منسجمة مع اهداف الإسلام وتعاليمه، لأن علياً مع الحق، والحق مع علي يدور معه حيثما دار، على حد تعبير الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).

فقتاله للخوارج يكون دليلاً على انحرافهم حينئذٍ، أكثر مما يكون دليلاً على خطأ أمير المؤمنين عليه السلام في موقفه منهم…

وهذا ما أراده عليه السلام بعد وقعة النهروان بقوله: ” أنا فقأت عين الفتنة، ولم تكن ليجرؤ عليها أحد غيري، بعد أن ماج غيهبها، واشتد كلبها ولو لم أكن فيكم ما قوتل الناكثون ولا القاسطون، ولا المارقون”.

ثم تطرق السيد الموسوي، بخطبته المباركة عن الخمر وآثاره وموقف الشريعة منه:

في الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (اقسم ربي: أقسم ربي أن لا يشرب عبد لي في الدنيا خمرا إلا سقيته مثل ما شرب منها من الحميم يوم القيامة معذبا أو مغفورا له ولا يسقيها عبد لي صبيا صغيرا أو مملوكا إلا سقيته مثل ما سقاه من الحميم يوم القيامة معذبا بعد أو مغفوراً له).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (يقول الله تعالى: من شرب مسكراً أو سقاه صبياً لا يعقل سقيته من ماء الحميم مغفوراً له أو معذباً، ومن ترك المسكر ابتغاء مرضاتي أدخلته الجنة وسقيته من الرحيق المختوم وفعلت به ما فعلت بأوليائي).

يعتقد بعض علماء علم الكلام ان الله تعالى جعل للمحرمات آثاراً وعقوبات. والآثار هي النتائج التي تتولد من المحرمات أنفسها مباشرة بتفاعلاتها الذاتية، بينما العقوبات هي التنفيذات للأحكام الصادرة بشأن العصاة.

ويستدلون لإثبات هذا الإدعاء بقوله تعالى: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً) فكون مال اليتيم ناراً في بطن آكله ظلماً، أثر طبيعي لأكل مال اليتيم ظلماً، فيما يكون الإصلاء سعيراً، عقاباً لأكل مال اليتيم ظلماً.

وتتبرعم من هذه النظرية، نظرية أخرى تقول: إن مجال الغفران هو العقاب وليس الأثر، فالانسان لو ارتكب حراماً وغفر الله تعالى له، فمعناه أن الله لايصدر بشأنه حكماً حتى ينفّذ فيه، وليس معناه أن الله تعالى يوقف ذلك الحرام عن التأثير، فمن شرب الخمر معتقداً أنه خلٌّ، فإن الغفران يشمله، وينقذه من العقاب ولكنه لاينقذ من السكر، وشرب الحميم في يوم الحشر_بالنسبة إلى شارب الخمر_ قد يكون من الآثار الطبيعية للخمر لا من العقوبات على شربها بأن يحشر شارب الخمر يوم القيامة في حالة عنيفة من العطش تدفعه إلى شرب الحميم، وإن لم يقهره الله تعالى عليه مع أنه يكون مغفوراً له بالتوبة أو الشفاعة، فينقذه الغفران من ألوان العذاب التي يصبها الله على شاربي الخمر غير المغفور لهم، بالإضافة إلى شرب الحميم.

إن ماصدر من بعض الجهات الرسمية برفع الحظر باستيراد بعض المشروبات الكحولية لهو شيء مستهجن ومرفوض شرعاً وقانوناً، سيما ونحن في شهر الضيافة الإلهية وفي أيام مصاب أمير المؤمنين (عليه السلام).

وعلى المتصدين لإدارة البلد منع هكذا قرارت تؤدي إلى الانحلال الأخلاقي للمجتمع وتجلب له البلاء.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين”.

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى