اخبار اسلامية

خطبة صلاة الجمعة بإمامة السيد الياسري في جامع الجوادين (ع)

أقيمت صلاة الجمعة بامامة السيد ياسر الياسري في جامع الجوادين (ع) في مركز حي الإسكان مركز محافظة الديوانية.

 

وتطرق السيد الياسري في الخطبة الأولى لصلاة الجمعة تابعتها “النعيم نيوز”. “مستشهدا في الآية الكريمة قال تعالى { إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }[الأحزاب: 33].ذكرى رحيلِ الزَّهراءِ (ع) في الثَّالث من شهر جمادى الثانية، كان رحيل الصدِّيقة الطاهرة فاطمة الزّهراء، سيدة نساء العالمين، عن هذه الدّنيا إلى رحاب ربها، وذلك بناءً على الرواية التي ترى أنَّ وفاتها حصلت بعد خمسة وتسعين يوماً من وفاة رسول الله (ص).”

وقد ترك هذا الرَّحيل ألماً وحزناً كبيرين في قلب أمير المؤمنين (ع)، والذي عبَّر عنه عندما وقف عند جثمانها الطَّاهر، قائلاً: ” لقد عزَّ عليَّ مفارقتكِ وفقدكِ، إلّا أنّه أمر لا بدّ منه، والله لقد جدَّدتِ عليَّ مصيبة رسول الله (ص)، وقد عظمَتْ وفاتُك وفقدُك، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون من مصيبةٍ ما أفجعها وآلمها وأمضّها وأحزنها! هذه والله مصيبة لا عزاء منها، ورزيَّة لا خلفها.

وأضاف السيد الياسري “نحن في هذه المناسبة الأليمة، سنتوقَّف عند واحدة من مآثرها الكثيرة، لنأخذ منها العبر والدّروس، لتكون لنا زاداً نستعين به في هذه الحياة.
وقد جاء ذلك في حديث نقله عنها ولدها الإمام الحسن (ع)، حين قال: ” رأيت أمّي فاطمة (ع) قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتّضح عمود الصّبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات، وتسمّيهم وتكثر الدّعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أمَّاه! لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بنيَّ! الجار ثم الدّار “.

وأشار هذا الحديث، أوَّلاً: إلى المدى الَّذي بلغته السيّدة الزّهراء (ع) في عبادتها لله سبحانه، عندما كانت تقضي اللَّيل في العبادة حتى مطلع الفجر، وقد ورد في الحديث عن الإمام الحسن (ع): ” ما كان في هذه الأمَّة أعبد من أمِّي فاطمة، كانت تقوم حتى تتورَّم قدماها “.

ثانياً: حرصها على الإحسان إلى جيرانها، وقد بلغ هذا الحرص بها إلى أن تقول لولدها الإمام الحسن: “با بنيّ، الجار قبل الدار”. وهذا ما أشار إليه عليّ (ع): ” اللهَ اللهَ فِي جِيرَانِكُمْ، فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ “،ما زال رسول الله (ص) يوصينا بهم حتّى ظننَّا أنّه سيورِّثهم “.

وفي الإشارة إلى حقوق الجار، ورد عن رسول الله (ص): ” أشار الشيخ الياسري ان “استغاثك أغثته، وإن استقرضك أقرضته، وإن افتقر عدت عليه، وإن أصابته مصيبة عزَّيته، وإن أصابه خير هنَّأته، وإن مرض عدته، وإن مات اتَّبعت جنازته، ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الرِّيح إلّا بإذنه، وإذا اشتريت فاكهةً فأهد له، فإن لم تفعل فأدخلها سراً، ولا تخرج بها ولدك تغيظ بها ولده، ولا تؤذه بريح قدرك إلَّا أن تغرف له منها “.

ثالثاً: دعاؤها لجيرانها في ظهر الغيب. فالدَّعاء الذي امتنّ الله به على عباده، وجعله باباً لتواصلهم معه، ولبلوغ حاجاتهم وطلباتهم، لم تقف به الزهراء (ع) عند حدود نفسها أو أولادها أو أقاربها، بل حوَّلته لحساب جيرانها وكلّ من يحتاجون إليه. فقد كانت عندما تسمع بإنسانٍ مهموم أو مغمومٍ أو مريضٍ أو جائعٍ أو غائبٍ أو مظلوم، تتوجَّه بالدعاء له بظهر الغيب، أي بينها وبين الله، ومن دون أن يطلب منها ذلك، وبدون أن يعرف بحصوله.

وهذا الدّعاء له أهميّته عندما يكون من الزهراء (ع) بضعة رسول الله (ص)، وسيّدة نساء أهل الجنّة، وله أهميّته كونه دعاءً بظهر الغيب، وقد أشارت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة إليه.

وقال السيد الياسري “فهذا الدعاء فيه فائدة للدَّاعي نفسه، وذلك كما جاء في قوله سبحانه: { وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ }[الشورى: 26]، أي أنَّ الله يستجيب لدعاء المؤمن العامل بالصَّالحات لأخيه بظهر الغيب، ويقول له عندها الملك: آمين، ويقول الله العزيز الجبَّار: “ولك مِثلا ما سألت، وقد أعطيت ما سألت بحبّك إيّاه..”

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى