أقيمت صلاة الجمعة بإمامة السيد ياسر الياسري في جامع الجوادين (ع) في حي الإسكان مركز محافظة الديوانية.
وتطرق السيد الياسري في الخطبة الأولى لصلاة الجمعة تابعتها “النعيم نيوز”. “لأصول العلاقة مع اليهود وفق الرؤية القرآنية قال تعالى في سورة المائدة: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَلَمۡ تُؤۡمِن قُلُوبُهُمۡۛ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْۛ سَمَّٰعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّٰعُونَ لِقَوۡمٍ ءَاخَرِينَ لَمۡ يَأۡتُوكَۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ مِنۢ بَعۡدِ مَوَاضِعِهِۦۖ ….. ٤١﴾
جزء الآية من سورة المائدة تتضمن مباحث نعرض لها على التوالي ان شاء الله تعالى، وسورة المائدة تناولت أصول العلاقة مع غير المسلمين عموماً واليهود خصوصاً، والآيات الكريمة من ( 41 -46) تصف تلك العلاقة واسلوب تعايش اليهود في المدينة المنورة على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتوضح بعض خصال اليهود الشنيعة، كما ان الآيات الشريفة توجه النبي حول كيفية التعاطي معهم خصوصا في إطار إقامة الحق والقسط، وتبليغ الاحكام الالهية الشرعية.
وفي البدء أحبتي نسأل ما مبررات البحث في هذا الموضوع ليكون ضمن خطبة الجمعة ..؟
ما أشار اليه سماحة المرجع اليعقوبي في قبس قرآني للآية الشريفة {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} [من سورة المائدة – 64] تحت عنوان [المسلمون وحرب الجيل الخامس.. العراق انموذجاً ] وهذا الجزء من الآية المباركة يبين أن أعداء الإسلام سوف لا يتوقفون عن إشعال نار الحروب ضد المسلمين، وإمدادها بما عندهم من وقود مادي ومعنوي، للقضاء على هذا الدين العظيم لكن الله تعالى كتبَ على نفسه بأن يخيّب مساعيهم ويبطل مكرهم، ويؤيده ما عن الإمام الباقر في تفسير الآية قوله (ع):((كلما أراد جبّار من الجبابرة هلكة آل محمد (ع) قصمه الله تعالى )) (وبالمناسبة فان الآية من ضمن مجموعة آيات سورة المائدة المختصة ببيان مكائد وخصال اليهود)، ثم بين أن العالم يعيش اليوم حرب الجيل الخامس ضمن تصنيفات حروب المستقبل، مشيراً إلى عدد من واجهات هذه الحرب وأدواتها ليلتفت المسلمون إلى الأخطار التي تواجههم والتي منها :
• الغزو الثقافي والفكري .
• تمزيق وحدة المجتمع ونسيجه بإثارة التعصبات الطائفية والقومية .
• تغذية الارهاب والترويج له .
• الحرب الاقتصادية.
• حرب المياه التي هي شريان الحياة والتنمية والاستقلال .
• حرب المخدرات بترويج تجارتها وتعاطيها.
يدعو بعض مراهقي السياسة الى ضرورة التطبيع مع الكيان الصهيوني (مع كونه احد اهم الاعداء ضد الاسلام)والحال ان الكيان يشكل الجانب الديني المتطرف من اليهودية، المتصف بالحقد والعداء البغيض للنبي والرسالة الخاتمة لاعتقادهم ان النبوة لاتخرج عن الشعب اليهودي، ألم ترَ ان اليهود كان لهم عدة محاولات لاغتيال النبي في المدينة المنورة، فكان هذا أحد أسباب نفيهم واخراجهم منها بعد ان وقعوا وثيقة المدينة حيث كفل لهم الاسلام الحفاظ على دمهم واعراضهم واموالهم، كما كانوا أيضاً المخطط والداعم الاول لمعركة الاحزاب التي نفذت بأدوات قبلية عربية جاهلية.
هذا وقد نُشِر مقطع فديو لأكبر الحاخامات اليهود وهو يحث نتنياهو على فعل المزيد لتسريع خروج المخلص اليهودي فبحسب النبوءات التوراتية “جاء الصهاينة إلى الأرض المقدسة ليقيموا دولة المخلص اليهودي ( الماشياخ أو المسيح ) “، فجوهر الصراع إذن هو العقيدة الدينية .
نعود الآن الى الآيتين المباركتين لنتعرف على سبب النزول:[ ما رُوي عن الإمام الباقر(ع) ، أن أحد وجهاء يهود خيبر كان متزوجاً، فارتكب عملاً مخالفاً للعفة مع امرأة متزوجة خيبرية، فأراد اليهود حل المعضلة بإبعاد عقوبة (الرجم) عن وجيههم وشريكته وفي نفس الوقت يظهروا التزامهم باحكام التوراة، فبعثوا من يسأل النبي محمداً عن الحكم فإذا كان الحكم بسيطاً وخفيفاً أخذوا به، وإذا كان شديداً تجاهلوه وتناسوه ،فكان جواب النبي ان الحكم هو الرجم لكن اليهود لم يقبلوا بدعوى أن ديانتهم تخلو من مثله، فرد النبي ﷺ بأنه نفس حكم التوراة، فسألهم النبي عن رأيهم في العالم اليهودي (ابن صوريا) الذي كان يقطن منطقة (فدك) فأجابوه بأنه خير من يعرف التوراة من اليهود.
فأرسل ﷺ اليه وأقسم عليه”بالله الواحد الأحد الذي أنزل التوراة على موسى وفلق البحر لإنقاذ بني إسرائيل أن يصدق القول إن كان حكم الرجم قد نزل في التوراة ؟ فاعترف بوجود الحكم في التوراة
لكنهم كانوا يطبقون هذا الحكم في حق العامة من أبناء طائفتهم ويصونون الأثرياء والوجهاء من تنفيذ هذا الحكم، حتى بلغ بهم الحد ان حرفوا الحكم من الرجم الى الجلد ٤٠ جلدة! وعندها أمر النبي محمد (صلى الله عليه وآله) على الفور أن يرجم ذلك الرجل الوجيه والمرأة الثرية أمام المسجد وأشهد الله في ذلك الحين على أنه هو أول شخص يحيي حكم الله بعد أن أماته اليهود.
والآية الكريمة مع ذلك مستقلة في بيانها غير مقيدة في مضمونها بسبب النزول، وهذا شأن الآيات القرآنية حينما نزلت لأسباب خاصة من الحوادث الواقعة، فلا يشكل سبب نزولها إلا مصداق واحد من مصاديقها الكثيرة، لأن القرآن كتاب عام دائم لا يتقيد بزمان أو مكان، ولا يختص بقوم أو حادثة
قال تعالى: { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ } (يوسف: ١٠٤)
تبتدأ الآية بـــ ﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ .. وقد خاطب الله تبارك وتعالى نبيه بذلك في موضعين فقط في الكتاب، هذا الاول والثاني في سورة المائدة أيضا بآية الامامة ﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُۥۚ وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ (المائدة _ ٦٧) ﴾ وربما جاء استخدام هذا التعبير من أجل تأكيد المسؤولية لدى النبي وتعزيز إرادته بأنه رسول الله وهذا من مسؤوليات الرسالة.
وقوله تعالى ” لَا يَحۡزُنكَ …” فيه نوع تسلية وتخفيف عن النبي (ص) لما يواجهه في سبيل الرسالة، وقوله ” ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِ ” أي لاتلتفت ولاتحزن لما تواجه من الفئات التي تسارع في الكفر وهي داخلة فيه، وليست تسارع (الى الكفر) كما لو كانت خارجة منه وتسرع للدخول فيه ، والعجيب في الآية الكريمة انها تبدأ ببيان هذه الفئات فتبدأ بالمنافقين ثم اليهود ( مع أن الاية بصدد الحديث عن قصة اليهود مع النبي ص.وهذا يعبر عن مدى خطورة فئة المنافقين في الماضي والحاضر) فيقول تعالى:”مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَلَمۡ تُؤۡمِن قُلُوبُهُمۡۛ” ( وهم المنافقون) ( )
وقوله تعالى: “وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْۛ سَمَّٰعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّٰعُونَ لِقَوۡمٍ ءَاخَرِينَ لَمۡ يَأۡتُوكَۖ ” وهذه فئة اليهود..
وبعد أن تذكر الآية صفات المنافقين والأعداء الداخليين، تتناول وضع الأعداء الخارجيين من اليهود الذين كانوا سبباً لحزن النبي، وتشير إلى قسم من تصرفات هؤلاء المشوبة بالنفاق الرياء..
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز