أعلن مكتب سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي في البصرة، اليوم الأربعاء، عن عقد ندوته الفكرية الحوارية الدورية، تحت عنوان “حوار عقائدي في ظل متغيرات الفكر والثقافة”.
وذكر بيان لمكتب المرجعية، تلقت “النعيم نيوز” نسخة منه، أن “مكتب سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي في البصرة، عقد ندوته الفكرية الحوارية الدورية، تحت عنوان “حوار عقائدي في ظل متغيرات الفكر والثقافة”، حيث استضاف الباحث الإسلامي السيد سعدي الموسوي، مضيفاً “وتحدث الموسوي عن (العقل والدليل العقلي في إثبات الأصول العقدية في المذهب)”.
وقال السيد الموسوي، بحسب البيان، “لقد أفرد أصول الكافي كتاباً كاملاً عن العقل فقد جاء في الحديث رقم (٣٤) عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبيد الله الدهقان، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن يحيى بن عمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: بالعقل استخرج غور الحكمة وبالحكمة استخرج غور العقل، وبحسن السياسة يكون الأدب الصالح قال: وكان يقول: التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي الماشي في الظلمات بالنور بحسن التخلص وقلة التربص).
وعن الحسن بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل: أن أول الأمور ومبدأها وقوتها وعمارتها التي لا ينتفع شئ إلا به، العقل الذي جعله الله زينة لخلقه ونورا لهم، فبالعقل عرف العباد خالقهم، وأنهم مخلوقون، وأنه المدبر لهم، وأنهم المدبرون، وأنه الباقي وهم الفانون، واستدلوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه، من سمائه وأرضه، وشمسه وقمره، وليلة ونهاره، وبأن له ولهم خالقاً ومدبراً لم يزل ولا يزول، وعرفوا به الحسن من القبيح، وأن الظلمة في الجهل، وأن النور في العلم، فهذا ما دلهم، عليه العقل)”.
وأوضح السيد الموسوي، أن “هناك الكثير من النظريات قد دخلت على عقائدنا وفيها من الشروحات، وقد ووقعت بين الإفراط والتفريط”، مردفاً بالقول: إن “هنالك اتفاقاً بين جميع الناس وفي جميع الأمم أن الإنسان في بعض عمره يتسائل عن خالقه – من أوجدني – ويتسائل عن سبب خلقه ويفكر في مصيره إلى أين سينتهي وهكذا”.
وأكمل السيد الموسوي: “هذه الأسئلة الفطرية تدفع الإنسان للبحث والتفكر وإيجاد الأجوبة لهكذا تساؤلات، لدفع الخوف الحاصل من احتمال وجود النار والعذاب للعاصين والملحدين، أو لوجوب شكر المنعم كما سيأتي بيانه”.
وأشار، إلى أنه “وبذلك البحث يصل الإنسان لاثبات وجود الصانع بمالديه من قوى عقلية ووفطرية ووجدانية أودعها الله في نفس الإنسان، فإذا ثبت وجود الصانع الخالق واجب الوجود انتقل إلى معرفة الخالق واجب الوجود بصفاته وأهمها التوحيد، وهو أصل الأصول ومنبعها وبه تهدم أسس الشرك والإلحاد”.
ولفت السيد الموسوي، إلى أنه “فإذا عرفنا ذلك وعرفنا وجود النبوة وإرسال الأنبياء، يمكن لنا أن نتلقى ونأخذ من النبي (صلى الله عليه وآله) بقية معارفنا الدينية”، مضيفاً أنه “يمكن إثبات الإمامة بقول النبي (صلى الله عليه وآله) وبآيات القرآن الكريم وتأويله، ويمكن إثباتها أي الإمامة بالدليل العقلي أيضاً كدليل شكر المنعم باعتبارهم وسائط معرفة الله. قال المتأله اللاهيجي: ((وأنه تعالى قادر على بعث الرسل وعلى تعريف صدقهم بالمعجزات. وإن هذا واقع، وحينئذ ينتهي تصرف العقل، ويأخذ بالتلقي من النبي (صلى الله عليه وآله) الثابت عنده صدقه لقبول ما يقوله من الله تعالى في أمر المبدأ والمعاد)”.
ونوه، إلى أنه “وللتمييز بين أصول الدين وفروعه حيث سمي كل منهما لمقابلته الآخر نقول:
نحن لم نجد فيما تتبعناه ضابطة واضحة إلا بعض الأمور لتحديد المائز بينهما، ونذكر منها:
أولاً: الأصول هي الأسس العقدية والفكرية والفروع وهي الأحكام والمسائل التي شرعت لتوجيه سلوك الإسان العملي.
والأصول مآخوذة من أصل البناء أما الفروع فهي بقية إجزاء البناء، ويستدل على الأصول بالعقل وإما الفروع فالدليل الشرعي يكون مسار صحيح لإثباتها، لأن الأحكام متأخرة رتبة عن الأصول العقدية والفروع غير مآخوذ شرط الدليل العقلي في إثباتها”.
وتابع السيد الموسوي: “ويمكن تطبيق هذه الشروط على كل مسألة وستخرج بنتيجة واضحة ومهمة، فإذا اتضح كل ذلك ننتقل إلى ماذكره الشيخ الأنصاري في مسائل أصول الدين وأنها تنقسم إلى قسمين:
الأول: يجب على كل مكلف الاعتقاد التفصيلي والتدين به وهو غير مشروط بحصول العلم كالمعارف، وهذا الوجوب دليله عقلي وقد أثبتنا به وجود واجب الوجود والنبوة والإمامة والمعاد والعدل.
الثاني: مايجب الاعتقاد به أن حصل العلم التفصيلي به، وهو ماعدا المسائل المتقدمة ويقسم إلى قسمين الإيمان بالبرزخ والجنة والنار والملائكة والقضاء والقدر والبداء وما إلى ذلك، فهناك رأي في أنه لايجب الاعتقاد بها لكن لايجوز إنكارها وهذا ماعليه المتقدمين، أما المتأخرين كالعلامة الحلي وغيره فيقولوا يجب الاعتقاد بها وعدم إنكارها”.
وأردف، قائلاً: “وهذه المسائل إذا علمت بها لايجوز إنكارها، قد ورد ومر بنا في سبب تسمية علم الكلام فإنه يساوق المنطق وقيل للبدء به وقيل عند دخول المجتمعات الحديثة العهد والتي تريد تفهم العقيدة والإسلام
وأحياناً يطلق عليه علم المعرفة ويراد به معرفة الله تعالى، ولكن المهم هو الأثر العملي والسلوك المطابق للمنهج وهذا مانسميه المنهج العملي في فهم العقيدة، من أجل فهم المنهاج البحثية في العقيدة لابد من معرفة المناهج الكلامية”.
واختتم السيد الموسوي، حديثه: “قبل فترة سمعنا بالمنهج التفكيكي وهذا المنهج يرفض العقيدة المبتنية على المنهج الفلسفي، وهنا لابد من معرفة المناهج فهناك أشاعرة وهناك أهل الحديث وهناك تشدد حتى عندنا برفض أفكار المقابل”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز