أعلنت جامعة باقر العلوم (ع) الدينية في النجف الأشرف، اليوم الثلاثاء، عن إقامة ندوة فكرية بمناسبة ذكرى استشهاد السيد محمد صادق الصدر (قدس)، تحت عنوان (المعرفة والعمل ركيزتان لنجاح شخصية طالب العلم الصدر أنموذجاً)، حاضر فيها الشيخ فاضل المنصوري.
وذكر بيان للجامعة، تلقت “النعيم نيوز” نسخة منه، أن “الندوة افتتحت بآيات من الذكر الحكيم، وكلمة من مدير جامعة باقر العلوم الشيخ عبد الحكيم الخزاعي، ركز فيها على قيمة هذه الأمسيات، وأنها من ضمن التخطيط لإدارة باقر العلوم لرفع المستوى الفكري لدى الطلبة”، مضيفاً “ثم كانت محاضرة قيمة من الشيخ المنصوري، جاء فيها:
المعرفة والعمل ركيزتان لنجاح شخصية طالب العلم
الصدر أنموذجاً:
رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلم الذي لا يعمل به كالكنز الذي لا ينفق منه، أتعب صاحبه نفسه في جمعه، ولم يصل إلى نفعه) بحار الأنوار.
روى الطبرسي في مشكاة الأنوار عن الإمام الصادق _ (عليه السلام) _ قال: قال رسول الله _ صلى الله عليه وآله_: (والذي نفسي بيده ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم).
وجاء في زيارة الجامعة لأهل البيت (عليهم السلام) (خزان العلم ومنتهى الحلم)
والأولى إشارة إلى الحكمة النظرية والعقل النظري، والثانية إشارة إلى الحكمة العملية والأخلاق والسلوك وتهذيب النفس والإخلاص.
والسيد الشهيد (قدس سره) جمع بين هذين الأمرين والركيزتين، وبهما تحقق النجاح في ميدان الجهاد الأصغر والعمل الرسالي والإصلاح للمجتمع.
وإليك بعض كلمات العلماء في الجانب العلمي والمعرفي له (قدس سره):
أولها شهادة الشيخ المحقق والعالم الفقيه جعفر السبحاني في موسوعته رسائل ومقالات الجزء السابع ص ٥٤٢: (إنّ الآثار العلمية للمرجع الديني الشهيد السيد محمد الصدر، تدلنا على علو كعبه في الفقه والأُصول، وهذا ما نراه واضحاً في كتابه القيّم «ما وراء الفقه»، فهذا الكتاب مبتكر في موضوعه، جامع لشتات ما يحتاج إليه الفقيه في الدورة الفقهية، إلى قضايا ومعلومات لها صلة وثيقة بالفقه ولكنها لا تبحث إلاّ فيه.
وقد أجاد السيد الشهيد الصدر كلّ الإجادة في جمعها وتحقيقها، وقدّمها للمحقّقين من الفقهاء والأُصوليين في موسوعة ضمّت عشرة أجزاء، تثير العجب من بُعد غوره، وغزارة علمه، وسعة اطّلاعه على العلوم الكونية والطبيعية والتاريخية.)
وثانيها أستاذه الشهيد الصدر الأول في كتابه بحث حول المهدي: (وسأقتصر على هذا الموجز من الأفكار تاركاً التوسع فيها وما يرتبط فيها من تفاصيل إلى الكتاب القيم الذي أمامنا. فإننا بين يدي موسوعة جليلة في الإمام المهدي (ع) وضعها أحد أولادنا وتلامذتنا الأعزاء وهو العلامة البحّاثة السيد محمد الصدر، وهي موسوعة لم يسبق لها نظير في تاريخ التصنيف الشيعي حول المهدي (ع) في إحاطتها وشمولها لقضية الإمام المنتظر من كل جوانبها، وفيها من سعة الأفق وطول النفس العلمي واستيعاب الكثير من النكات واللفتات ما يعبّر عن الجهود الجليلة التي بذلها المؤلف في إنجاز هذه الموسوعة الفريدة، وأنا أشعر بما تملؤه هذه الموسوعة من فراغ وما تعبّر عنه من فضل ونباهة وألمعية ) ٩٠- ٩١
وثالثها سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي (دام ظله) في خطاب المرحلة بعنوان عوامل نجاح الحركة الإصلاحية للسيد الشهيد الصدر: (الجد والاجتهاد في تحصيل العلوم، لأن العلم من الركائز الأساسية في بناء شخصية القائد المصلح حتى بلغ أسنى درجاته ونال ملكة الاجتهاد. كان يقول إنني اشتغل حوالي ثمان عشرة ساعة في اليوم بالدراسة والتدريس والكتابة والتأليف، وقال مرة (قدس سره): إنه أثناء اشتغاله بتأليف موسوعة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) كان ربما يكتب أربعين صفحة في اليوم الواحد وهو إنجاز ضخم يعرفه من مارس عملية التأليف والكتابة، وحتى حينما يذهب إلى بغداد لكي تزور زوجته أهلها فإنه لا يضيع الوقت بل يقضيه بالكتابة والتأليف)
وأما الجانب الثاني: العلم الذي لا ينتج خشية من الله تعالى لا يكون من العلم الذي يجعل من صاحبه عالماً وإنما هو تراكم معلومات قال تعالى “ولا يعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم” الحج، وهذه الآية تجعل الإيمان والاخبات من لوازم العلم روي عن الصادق (عليه السلام) “الخشية ميراث العلم ومن حرم الخشية لا يكون عالماً وإن شق الشعر في متشابهات العلم” بحار الأنوار.
ذكر سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي (دام ظله) في خطاب المرحلة بعنوان: عوامل نجاح الحركة الإصلاحية المباركة للسيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره)، أن من العوامل (تهذيبه لنفسه وسيطرته على غرائزها، وانتصاره على ذاته بحيث أصبح هو يملك زمام نفسه، وليست هي التي تملكه وكان معروفاً بنكران الذات، وطالما كان يكرر أنه يدوس ذاته بقدميه، ونجح بدرجة كبيرة في الجهاد الأكبر مما سهل عليه النجاح في ساحة العمل الاجتماعي وهو الجهاد الأصغر، ومن كلماته (قدس سره): إن النجاح في الجهاد الأصغر لا قيمة له إذا لم يقترن بالانتصار في الجهاد الأكبر، وهو معنى قرآني ذكرته كثيراً في كلماتي، وفي الحقيقة فإن أي شخص يراد تأهيله لتحمل المسؤولية لا بد له من المرور بهذه المرحلة حتى يصل إلى درجة الإمساك بزمام نفسه).
ويتابع سماحة الشيخ في الحديث عن هذا الجانب في شخصيته (وكان يحب الموعظة لأن فيها إحياءً للقلوب كما أوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) ولده الحسن (عليه السلام): (يا بني أحيِ قلبك بالموعظة وأمته بالزهادة) فكان يحث على مطالعة كتب الموعظة كإرشاد القلوب ومجموعة ورام وعموم جوامع الأحاديث الشريفة كتحف العقول والخصال، ولقد كانت هذه سيرته منذ نهاية السبعينيات).
ويقول الشيخ (ومما حكاه (قدس سره) لي عن سيرته: أنه مرة صلى ركعتين استغفاراً لأنه قال لشخص التقى به وكان غائباً عنه مدة: مشتاقين، وهي كلمة متعارفة، ويمكن أن تبرر إلا أنه خشي أن يكون كاذباً بهذه الدعوى)
أحبتي الكرام : تتفقون معي من أن ظرفنا أصبح أكثر تعقيداً وأشد فتناً وإرهاصات وصراعات سواء على المستوى الحضاري للإسلام وما توجهه الحضارة المادية من شبهات حول المنظومة الإسلامية بكل مجالاتها العقائدية والتشريعية والأخلاقية، واستطاعت أن تمرر وتغرس في نفوس كثير من الشباب هذه الشبهات، بحيث أصبح بعض الشباب يقف إلى جانبهم في حربهم ضد الإسلام وتعاليمه.
أو كان على المستوى المذهبي أو هذه الدعوات الضالة التي هدفها تسقيط العلماء وعزلهم عن الأمة، لأنهم تيقنوا بأن مصدر قوة الإسلام والمجتمع الفقهاء العاملون المخلصون الذين اجتمعت فيهم شرائط المرجعية،
لذا لزاماً علينا أن نبذل جهداً مضاعفاً في الجانبين معاً العلمي والأخلاقي، وأن نكون على قدر المسؤولية
وهذه المسؤولية كما هي تكليف شرعي، كذلك هي شرف لنا أن ننتمي لهذه الأسرة التوحيدية أولها آدم وآخرها محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.
والهدف الذي تبذلون الجهد من أجله يستحق لأن فيه الفوز بالرضوان في جنات عدن عند مليك مقتدر، فإن الشعور بأن الدنيا فانية وأن الدار الآخرة لهي الحيوان، يخفف من معاناتكم وجهدكم”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز