بإمامة الشيخ محمد الكندي.. ملخص خطبة صلاة الجمعة في مسجد جنات النعيم بكربلاء
أقيمت صلاة الجمعة، في مسجد جنات النعيم بكربلاء المقدسة، بإمامة الشيخ محمد الكندي.
وفيما يلي ملخص لخطبة صلاة الجمعة، وتابعتها “النعيم نيوز”:
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الله تعالى لما خلق الإنسان جعل له إرادة واختيار لتكون له الحرية في الوصول إلى أرقى غاياته قال تعالى متحدثا عن الإنسان الكامل ووصوله إلى أرقى الكمالات والمراتب وهو نبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله (فدنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ) ويعكس صفاته فاستخلفه في الأرض قال تعالى: (إني جاء في الأرض خليفة) وقد عجزت كل المخلوقات عن أدا هذه المهمة قال تعالى (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملها واسقنا منها الإنسان إنه كان ظلوما جهولاً ) فانبرى لتحمل تلك الأمانة والمسؤولية الأنبياء والرسل والأئمة عليهم السلام جميعا ومن سار على منهاجهم وفي إقبال ذلك كان صنف من البشر يعكس صفات عدو الله عز وجل الا وهو الشيطان ، قال تعالى: (ويريد الشيطان أن يظلهم ظلالا بعيدا) ولكن الواقع لا توجد إرادة مع إرادة الله تعالى ولا توجد مشيئة تحكم مشيئة الله تعالى قال تعالى(وهو القاهر فوق عباده) وقوله تعالى (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) وإن ظهرت غلبة الشيطان وأعوانه أحيانا لأن الدنيا دار تدافع بين أهل الإيمان وأهل الكفر وأهل الشرك وأهل التوحيد فيوم لنا ويوم علينا لكن النتيجة تكون لصالح الخط الإلهي قال تعالى (وتلك الأيام ندا ولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء) وهذا الصراع قائم إلى أن يشاء الله تعالى ويأذن في إظهار دينه على الدين كله ولو كره الكافرون) أما حزب الله وخط أوليائه وأنبيائه فلا يملكون إلا اداة يطلبونها من الله تعالى وهي ( النصر ) قال تعالى: (وَما جَعَلَهُ اللَّـهُ إِلاَّ بُشْرى وَ لِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَ مَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّـهِ). ولابد من تحقق أو وجود أدوات للنصر فما هي:
اولاً : وجود ثلة مؤمنة بالله تعالى لها من الصفاة التي تؤهلها ان تكون محلاً لنزول هذا الفيض منه تعالى (فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَ مَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً).
ثانياً : الجهاد في سبيل الله. قال تعالى (انْفِرُوا خِفافاً وَ ثِقالاً وَ جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
ثالثاً : ان يكون الجهاد تحت راية الشريعة الإسلامية وبإذن الولي الشرعي (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلاَّ تُقاتِلُوا قالُوا وَ ما لَنا أَلاَّ نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَ قَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَ أَبْنائِنا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَ اللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ).
ماهي عوامل نزول النصر:
اولاً :الصبر قال تعالى (وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا وَ اللَّـهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ
وقال تعالى (الْآنَ خَفَّفَ اللَّـهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّـهِ وَ اللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِين.
ثانياً : الطاعة لله تعالى فان العصاة لا ينزل عليهم النصر قال تعالى: (قالَ يا قَوْمِ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَ آتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّـهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ).
ثالثاً : عدم الركون إلى الظالمين قال تعالى ( وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ).
رابعاً : الدعاء من الله تعالى بإنزال النصر عليهم (وَ لَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَ ُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ).
خامساً : وجود العقيدة الصحيحة الثابتة والراسخة قال تعالى (وَ لَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ).
سادساً : إطاعة القائد الشرعي وعدم معصيته قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَ لَقَدْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ. وقال تعالى (وَ لَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّـهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَ تَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَ عَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَ لَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَ اللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) واعلموا ان نصر الله سبحانه وتعالى ليس مستحيلا ولا بعيدا وهو متحقق لا محالة للمؤمنين يقول الله سبحانه وتعالى (كَتَبَ اللَّـهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي إِنَّ اللَّـهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ). ولكن لا يأتي بسهولة ويسر قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّـهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ).
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز