اخبار اسلامية
أخر الأخبار

“بإمامة الشيخ جعفر الربيعي”.. إقامة صلاة الجمعة بجامع الرحمن المنصور

أقيمت صلاة الجمعة، في جامع الرحمن المنصور، بإمامة الشيخ جعفر الربيعي.

وكانت خطبة الدمعة الأولى بعنوان: استقبال شهر رجب

قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) سورة البقرة.

مقدمة خطبة الجمعة:

يولي الذكر الحكيم العبادة أهميةً بالغةً كما ذكرنا وهي من الموضوعات التي تطرق إليها كثيراً، وحثَّ عليها في أكثر من سورة وآية وخصَّها بالله سبحانه فقال:﴿ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ ﴾20، فنهى عن عبادة غيره من الأنداد المزعومة والطواغيت والشياطين. وتكمن أهمية العبادة في كونها طريق الوصول إلى الله سبحانه، فهي غاية خلق الإنسان وجعله خليفة في الأرض:﴿ وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ ﴾21.

فالعبادة في الإسلام منهج متكامل المراحل والفصول، وطريق واضح المعالم. وغرضه تحقيق الكمال البشري:﴿ وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ ﴾22، وتنقية الوجود الإنساني من الشوائب والانحرافات، تمهيداً للفوز بقرب الله وتأسيساً لتحقيق رضوانه.
فعبادات الإسلام جاءت جميعها تزكيةً للنفس والبدن، وتطهيراً للذات، وتنمية للروح والإرادة، وتصحيحاً لنشاط الجسد والغريزة. فهي بمثابة معراجٌ تتدرّج به النفس البشرية، مرحلةً بعد مرحلة، حتى يتمّ لها الصفاء والنقاء، فتستطيع الإطلال على عالم الآخرة، واستشفاف حقيقة الوجود، والتعالي على مكاسب الحياة الفانية، لسموّ مقام الآخرة وعلوّ غاياتها، وارتباطها بعالم الخلود والنعيم الأبدي.

غرض العبادة:

فقد جعل الإسلام الصلاة تنزيهاً للإنسان من الكبرياء والتعالي، وغرساً لفضيلة التواضع والحب للآخرين… ولقاءً مع الله للاستغفار والاستقالة من الذنوب والآثام، وشحذاً لهمّة النفس وقيادتها في طريق التسامي والصعود. والصوم ترويضاً للجسد، وتقوية للإرادة من أجل رفض الخضوع للشهوات، والسقوط تحت وطأة الاندفاعات الحسية.

والدعاء تنمية لقوة الإحساس الروحي، وتوثيقٌ للصلة الدائمة بالله والارتباط به والاعتماد عليه، ليحصل الاستغناء الذاتي بالله عمّن سواه، فيلجأ إليه المؤمن في محنه وشدائده… وعند إساءته ومعصيته… وهو واثق أنه يُقبِل على ربٍّ رؤوفٍ رحيم، يمدّه بالعون ويقبل منه التوبة، فتطمئن نفسه، وتزداد ثقته بقدرته على مواصلة حياة الصلاح، وتجاوز المحن والشدائد.

ممّا يعزّز أهمية العبادة في الإسلام أنها ذات منهاج فطري له طبيعة اجتماعية حركية، لا يؤمن بالفصل بين الدنيا والآخرة، فهو لا يدعو الى محاربة المطالب الجسدية، من الطعام، والشراب، والزواج، والراحة، والاستمتاع بالطيبات بدعوى أنها تعارض التكامل الروحي والتقرّب من الله، بل وازن بمنهاجه موازنة تامّة بين الروح والجسد، ولم يفصل بينهما.

فالإسلام لا يرى في مطالب الجسد حائلاً يقف في طريق تكامل الروح، أو عائقاً يعرقل تنامي الأخلاق، بل يؤمن بأن هدف الجسد والروح من حيث التكوين الفطري هدف واحد، ومنهاج تنظيمها وتكاملها منهاج واحد.

تفسير العبادة:

ورد في حديث المعراج: يا أحمد هل تدري متى يكون العبد عابداً؟ قال: لا يا رب، قال: إذا اجتمع فيه سبع خصال: ورع يحجزه عن المحارم، وصمت يكفّه عمّا لا يعنيه، وخوف يزداد كلّ يوم من بكائه، وحياء يستحي منه في الحلال، ويأكل ما لابدّ منه، ويبغض الدنيا لبغضي لها، ويحبّ الأخيار لحبّي إيّاهم.

حقيقة العبودية:

سئل عنوان البصري الإمام الصادق(عليه السلام) عن حقيقة العبودية، فقال: (ثلاثة أشياء: أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوّله الله ملكاً، لأنّ العبيد لا يكون لهم ملك، يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله به، ولا يدبّر العبد لنفسه تدبيراً، وجملة اشتغاله فيما أمره به ونهاه عنه، فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوّله الله تعالى ملكاً هان عليه الإنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه، وإذا فوّض العبد تدبير نفسه على مدبّره هان عليه مصائب الدنيا، وإذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى ونهاه لا يتفرّغ منهما إلى المراء والمباهاة مع الناس، فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاثة هان عليه الدنيا وإبليس والخلق، ولا يطلب الدنيا تكاثراً وتفاخراً، ولا يطلب ما عند الناس عزّاً وعلوّاً، ولا يدع أيامه باطلاً، فهذا أوّل درجة التقى، قال الله تبارك وتعالى: تِلكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرضِ وَلَا فَسَاداً وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ)).

شهر رجب:

ومن أوقات العبادة العظيمة هو شهر رجب الاصب، وهذا الشهر بمحل عظيم من الشرافة ومن أسباب شرافته انه من أشهر الحرم، وانه من مواسم الدعاء، وكان معروف بذلك في أيام الجاهلية وكانوا ينتظرونه لحوائجهم.

وانه شهر امير المؤمنين عليه السلام وان الليلة الأولى من الليالي الأربعة التي يتأكد فيها الاحياء بالعبادات، وان يوم النصف منه ورد فيه انه من أحب الأيام الى الله.

ومن الروايات التي تبين عظم هذا الشهر حديث الملك الداعي:
قال النبي (صلى الله عليه واله): إنّ الله تعالى نصب في السماء السابعة ملَكاً يقال له الداعي، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كلّ ليلةٍ منه إلى الصباح:
طوبى للذاكرين !.. طوبى للطائعين !.. ويقول الله تعالى: أنا جليس من جالسني، ومطيع من أطاعني، وغافر من استغفرني، الشهر شهري، والعبد عبدي، والرحمة رحمتي، فمن دعاني في هذا الشهر أجبته، ومن سألني أعطيته، ومن استهداني هديته، وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي، فمن اعتصم به وصل إليّ.

تعليق الميرزا التبريزي في كتابه المراقبات:

قول: فيا حسرتاه على ما فرّطنا في جنب الله، أين الشاكرون؟ أين المجتهدون؟ أين العقلاء من تقدير حقّ هذا النداء، ما لي لا أرى من يجيبني على ندائي؟ ولأُنادي أين العارفون الذين يعرفون أنّ شكر هذه النعمة لا يمكن أداؤها من أحد ، أين المعترفون المقرّون بالقصور والتقصير ، ليجيبوا هذا المنادي فيقولوا : لبيك وسعديك ، والصلاة والسلام عليك أيها المنادي من الله الجليل الجميل ، ملك الملوك أرحم الراحمين ، الحليم الكريم ، الرفيق الشفيق ، كريم العفو ، مبدّل السيئات بالحسنات ، هؤلاء العبيد العصاة ، واللئام الطغاة ، رهائن الشهوات ، مأسورون بأيدي الغفلات ، فاعلم أيها الرسول الكريم أنّك تنادي أمواتاً في صور الأحياء ، فإنّ القلوب ميّتة ، والعقول هاجرة ، والأرواح مختلة ، فكيف تنادي الأموات والأموات لا تنتفع من النداء إلا أن تحيي بندائك القلوب ، وتردّ العقول على الرؤوس ، وتنبه الأرواح فيعقلوا موقع هذا النداء من الكرامة العظمى ، عظمة الربّ ، وخسّة النفس ، وشدّة البلوى ، ومساءة الحال .

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى