“بإمامة الشيخ جعفر الربيعي”.. إقامة صلاة الجمعة في جامع جنات النعيم بكربلاء المقدسة
أقيمت صلاة الجمعة العبادية بإمامة فضيلة الشيخ جعفر الربيعي (حفظه الله)، في جامع جنات النعيم بكربلاء المقدسة.
وافتتح الشيخ خطبته بالآية الكريمة: قال تعالى: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنت مِن ذرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكرونَ).
المقدمة؛ هناك جعل إلهي خاص في التوجه والاستغراق في أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم. وهذا التوجه والذوبان ليس عاطفياً فقط وإنما هو بقصد الوصول إلى الله تبارك وتعالى. كما نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة: (من أراد الله بدأ بكم), ونقرأ في دعاء الندبة: (فكانوا هم السبيل إلى والمسلك إلى رضوانك).
فهذا الجهل الإلهي بإنّ الأفئدة تهوي إلى أهل بيت العصمة لأنهم الطرق الموصولة إلى الله تبارك وتعالى.
ومن مظاهر هذا الجعل زيارة الأربعين للإمام الحسين عليه السلام, بل هي من علامات المؤمن كما ورد في الرواية. من علامات المؤمن الموالي لأهل البيت.
دروس وعبر من الأربعين:
1- من الدروس العظيمة في هذه الزيارة إنّها دعوة إلى السلم الإجتماعي والابتعاد عن كل مظاهر الشحناء والبغض والحقد. فيتناسى الجميع خلافاتهم ويتجهون إلى هدف واحد, وهذا تأكيد للحقيقة الإستشرافية التي ذكرتها الزهراء عليها السلام في خطبتها. قالت عليها السلام: (“طاعتنا نظاماً للملة و إمامتنا أمانا من الفرقة”).
2- إنها مظهر بسيط من مظاهر عاصمة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف. حيث سيكون العراق قاعدة إنطلاق ثورة الإمام عليه السلام وكيف يتوافد عليه الثائرون والموالون للقائدهم المهدي عليه السلام. فهذه الزيارة مظهراً بسيطاً.
3- إن زيارة الأربيعين شوكة في عيون أمريكا وإسرائيل التي سعت وتسعى من خلال أجندتها المتفرقة للزرع ودق بذور الفرقة بين المسلمين.
4- إنها تربية مكثفة للإستعداد للإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف. والتهيئة المناسبة للجهاد في سبيل الله.
5- زيارة الاربعين هي للتأكيد على ان أي قوّة من قوى الأرض لن تطفئ شمس ثورة الامام الحسين عليه السلام. أو أن تقيم بينها وبين الناس أيَّ حاجز وحجاب.
6- إن الدرس الأساسي في هذه الزيارة تطبيق المقولة (أن للحق دولة وللباطل جولة). فاذا رأينا إنتصار الباطل وعتوه وتجبره لا يأخذنا اليأس.
وذكر الشيخ بخطبته المباركة العلاقة بين القائد والأتباع
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
(أفٍّ لَكمْ لَقَدْ سَئِمْت عِتَابَكمْ أَرَضِيتمْ بِالْحَيَاةِ اَلدّنْيَا مِنَ اَلآخِرَةِ عِوَضاً وَ بِالذّلِّ مِنَ اَلْعِزِّ خَلَفاً إِذَا دَعَوْتُكُمْ إِلَى جِهَادِ عَدوِّكمْ. دَارَتْ أَعْينكمْ كَأَنَّكمْ مِنَ اَلْمَوْتِ فِي غَمْرَةٍ (في شدة) وَ مِنَ اَلذّهولِ (الغفلة) فِي سَكْرَةٍ يرْتَج (يغلق). عَلَيْكمْ حِوَارِي فَتَعْمَهونَ فَكَأَنَّ وَ كَأَنَّ قلوبَكمْ مَأْلوسَة (وهو الجنون واختلاط العقل) فَأَنْتمْ لاَ تَعْقِلونَ مَا أَنْتمْ لِي بِثِقَةٍ سَجِيسَ (مدى) اَللَّيَالِي. وَ مَا أَنْتمْ بِركْنٍ يمَال بِكمْ وَ لاَ زَوَافِرَ (انصار وعشيرة) عِزٍّ يفْتَقَر إِلَيْكمْ).
المقدمة: نجاح مشروع أي قائد يحتاج إلى دعامات وركائز ثلاث :
الاول : صفات القائد
ففي مدرسة أهل البيت القيادة منصوص عليهم اما باسمائهم او بصفاتهم.
في زمن الغيبة الفقهاء : (الإحتجاج، تفسير الإمام العسكري: بالإسناد عن أبي محمد عليه السلام. قال: قال علي بن محمد عليهما السلام: لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا عليه السلام من العلماء الداعين إليه. والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة. كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل).
الثاني : الرسالة التي يحملها
الثالث : الاتباع : وأريد أن أتكلم عن الأتباع لأنهم الركيزة المهمة التي ينتظرها صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه). وهي السبب الرئيسي في الظهور وفي طرح أي مشروع إصلاحي يقوم به المصلحون.
وقال الشيخ: أسباب انحراف الأتباع هي :
الأول : الغفلة
السبب الأول عن الاستعداد لمواجهة العدو هو الغفلة فتجعل الاتباع لا يسمعوا لقيادتهم.
قال امير المؤمنين عليه السلام: «فَإِنَّكُمْ لَوْ قَدْ عَايَنْتُمْ مَا قَدْ عَايَنَ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ لَجَزِعْتُمْ وَوَهِلْتُمْ، وَسَمِعْتُمْ وَأَطَعْتُمْ، وَلَكِنْ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ ما قَدْ عايَنُوا، وَقَرِيبٌ ما يُطْرَحُ الْحِجابُ! وَلَقَدْ بُصِّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ، وَأُسْمِعْتُمْ إِنْ سَمِعْتُمْ، وَهُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ، وَبِحَقّ أَقُولُ لَكُمْ: لَقَدْ جاهَرَتْكُمُ الْعِبَرُ، وَزُجِرْتُمْ بِما فِيهِ مُزْدَجَرٌ، وَما يُبَلِّغُ عَنِ اللّهِ بَعْدَ رُسُلِ السَّماءِ إِلاَّ الْبَشَرُ».
الثاني : إتباع الشيطان:
السبب الثاني للتخلي عن القيادة الواعية هو إتباع الشيطان وموالته والسير في ركابه, يقول امير المؤمنين عليه السلام: «اتَّخَذُوا الشَّيْطانَ لاِمْرِهِمْ مِلاكاً، وَاتَّخَذَهُمْ لَهُ أَشْراكاً، فَباضَ وَفَرَّخَ فِي صُدُورِهِمْ، وَدَبَّ وَدَرَجَ فِي حُجُورِهِمْ فَنَظَرَ بِأَعْيُنِهِمْ وَنَطَقَ بِأَلْسِنَتِهِمْ فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ، وَزَيَّنَ لَهُمُ الْخَطَلَ فِعْلَ مَنْ قَدْ شَرِكَهُ الشَّيْطانُ فِي سُلْطانِهِ وَنَطَقَ بِالْباطِلِ عَلَى لِسانِهِ».
والذي يستفاد من الروايات أنّ الإمام (عليه السلام) قد القى هذه الخطبة في الجمعة الاولى بعد البيعة، وقد حذر الاُمّة ـ طبق رواية الكافي ـ من خيانة ائمتها ودعاها إلى الوحدة ورص الصفوف واجتناب الاختلاف والفرقة، ثم أورد هذه الكلمات لتأكيد المعنى المذكور.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية