بإمامة السيد رسول الياسري.. ملخص خطبتي صلاة الجمعة في مسجد جنات النعيم بكربلاء
أقيمت صلاة الجمعة الموحدة والمركزية، في مسجد جنات النعيم بكربلاء المقدسة بإمامة فضيلة السيد رسول الياسري.
وفيما يلي ملخص الخطبتين، وتابعتهما “النعيم نيوز”:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
نعيش في هذه الأيام بين ذكرى ولادة الصديقة الصغرى زينب الحوراء عليها السلام والرواية الثانية لشهادة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام وكلتاهما كانتا رمزا للستر والحجاب على جميع مستوياته حتى قال الأدباء والمؤرخون أن أحد أهم أسباب وقوف السيدة الزهراء عليها السلام خلف الباب الذي كسر به ظلعها الشريف.
لكنها لاذت وراء الباب رعاية للستر والحجاب
لذا فإن حديثنا عن هذا الموضوع انطلاقا من الأهمية الكبيرة لفريضة الحجاب وحماية المرأة وسد المنافذ التي تريد قوى الشر استدراجها نحو الهاوية والرذيلة وتحويلها الى اداة وسلعة رخيصة كما هو حاصل عند الكثير في الغرب والشرق. حيث يُعتبَر الحجاب عبادة وتقرُّب إلى الله عزّ وجلّ ، وليس هو من باب العادات والتقاليد المؤروثة -كما يزعم البعض- بل هو من الأوامر التي أمر الله تعالى ورسوله الكريم نساء المؤمنين به قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} ( الأحزاب ٥٩ ) فهو للمرأة بمثابة الحفظ والستر ، ودليلاً على طهارة القلب ونقائه . فهو يدفع أسباب الفتنة والرّيبة والشكّ عن المرأة ، ويحفظها ويحفظ المجتمع من الوقوع في ما حرّم الله عز وجل . لذا كانت لي في العام الماضي بعض المنشورات قبل الخامس من جمادى الأولى للتذكير بما جادت به المرجعية الرشيدة في ذكرى ولادة الحوراء تحت عنوان (يوم العفاف العالمي) وكانت تلك المنشورات تحمل عنوان وقال الحجاب… .
والسيدة زينب (عليها الصلاة والسلام) لديها عتاب لما نراه من تسامح وتهاون بالعفة ومن مظاهرها المهمة الحجاب، يذكر السيد عبد الحسين دستغيب قدس سره أن العقيلة تحدثت في خطبتها عن الستر لعظم المصيبة التي هزت ضمير الإنسانية وقدمته حتى على سفك دماء العترة الطاهرة ، فقالت عليها السلام وهي تخاطب يزيد اللعين : (أَمِنَ الْعَدْلِ يَا ابْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَسَوْقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ سَبَايَا؟ قَدْ هَتَكْتَ سُتُورَهُنَّ وَأَبْدَيْتَ وُجُوهَهُنَّ يَحْدُو بِهِنَّ الْأَعْدَاءُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَيَسْتَشْرِفُهُنَّ أَهْلُ الْمَنَاقِلِ وَيَبْرُزْنَ لِأَهْلِ الْمَنَاهِلِ وَيَتَصَفَّحُ وُجُوهَهُنَّ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ وَالْغَائِبُ وَالشَّهِيدُ وَالشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ وَالدَّنِيُّ وَالرَّفِيعُ، لَيْسَ مَعَهُنَّ مِنْ رِجَالِهِنَّ وَلِيٌّ وَلَا مِنْ حُمَاتِهِنَّ حَمِيمٌ، عُتُوّاً مِنْكَ عَلَى اللَّهِ وَجُحُوداً لِرَسُولِ اللَّهِ وَدَفْعاً لِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) وهنا تتحدث العقيلة عن وجود مشاريع شيطانية للقضاء على المشاريع الإلهية ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ، فالله سبحانه وتعالى ندب عباده ليواصلوا الطريق ويسعوا إلى كمالهم الذي فيه نجاتهم ولكننا للأسف نجد ان المشاريع الإلهية معطلة أو أنها توقفت عند عدد محدود جدا من المجتمع الملتزم فبضاعة المجتمع الديني في الغالب تعرض على المؤمنين الملتفتين وهي طبعا مهمة ، ولكن يجب أن تتعدى هذه المشاريع لتطرق أبواب المخالفين أو الغافلين والمغفلين الذين غرتهم وغزتهم صيحات الماكرين الذين حاولوا مخادعة ومخاتلة المجتمعات الدينية الأخرى وليس الإسلامية فقط ، فنرى هذه المجتمعات وقد تخلت عن تعاليمها حتى التي ألزموا أنفسهم بها ، مع اعتقادنا إنها لا تطابق الكتب السماوية ، ولم يبقى من دينهم إلا بعض الطقوس الرتيبة التي لا تدفع باطلا ولا تجلب حقا ومن أمثلة ذلك هو الحجاب . نعم الحجاب الذي أستغنى عنه الكثيرون من الذين ينتمون للديانات السماوية وكان آخرهم المجتمع الإسلامي مع شديد الأسف ولهذا نرى أن شهيدنا الصدر قدس سره خاطب النصارى بضرورة الالتزام بآداب مريم العذراء سلام الله عليها وشريعة المسيح عليه السلام وقد أستجاب في ذلك الحين بعضا منهم والسبب على تعبيره قدس سره هو تفعيل فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد قال أن كل ما حصل بفضل أداء تكليفي الشرعي لا أكثر ولا أقل أقول سيدنا للأسف الكثير ممن كانت ترتدي الحجاب الإسلامي بكفوفه وحناكه وعبائته تراجع حالها وأخدت تمارس دورا مضادا للحجاب وإن لم تتخلى عن بعضه.
أيها الغيارى إذا كانت الدعوة تشمل الديانات الأخرى فمن باب أولى إن المجتمع الإسلامي يفترض أن يلتزم بذلك وبالأخص الذين ينتمون لمدرسة العترة الطاهرة عليهم الصلاة والسلام والآكد المحافظات التي تحوي قبور الأولياء والصالحين ومنها كربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، ومع وجود هكذا تقصير خصوصا بعد دخول الاحتلال وانفتاح المجتمع العراقي على العالم من دون ضوابط ولا رادع وإهمال من قبل المعنيين سواء كانوا بعضا من طلبة العلوم الدينية هداهم الله ولم أقل العلماء أدامهم الله وحفظهم من كل مكروه لأنهم يعولون على حركة طلبة العلم ولم يبخلوا بالتوجيه والتأليف وإهمال من بعض ورجالات العشائر الذين يعرف عنهم الغيرة على الأعراض والنخب الثقافية والعقائدية والجهات السياسية التي تصدت بإسم الإسلام وبالأخص بعد طرح فكرة الجندرية أو النسوية في مجتمعاتنا ، نقول مع وجود هكذا تقصير كان لابد من وجود نخبة تنبري لتحريك عجلة التقدم لدعوة المجتمع للعودة إلى أحضان الإسلام وبطريقة سلمية من خلال عدة وسائل وبنفس الوقت توصل صوت العفة والطهارة من خلال رمزية الحجاب للمجتمعات الأخرى ، ومما يفترض طرحه في هذا الصدد هو تكوين مجموعات كل مجموعة تختص بحقل معين كي يتم التفرغ له والإطلاع على تفاصيله والإبداع فيه على مستوى التأليف والنشر والحوار وما إلى ذلك من أمور تؤدي الغرض المطلوب وبالفعل قمت شخصيا قبل أكثر من أربع سنوات بتوجيه من المرجعية الرشيدة بتكوين مجموعات كانت واحدة من هذه المجموعات هي مجموعة الحجاب مؤلفة من بعض المبلغات في بغداد وقد حضيت بمباركة المرجعية الدينية وأنقل ما وجهت به المرجعية الرشيدة في حينه : (مشروع مبارك وضروري .. أسال الله تعالى ان يمدّكم بتأييده وينير طريقكم بالوعي والبصيرة والإخلاص ، وأعلموا جميع الأخوات ليشاركن فيه بالكتابة والنشر والتعميم والاستفادة ان شاء الله تعالى) . وبالفعل كان هناك تحركا حتى من الجهات الدينية الأخرى رعاهم الله بما في ذلك حملات تكريم من وصلن للتكليف بالحجاب وكذلك الرد على حفلات التخرج الماجنة بالإحتفال بالتخرج بالستر والحجاب عند المعصومين عليهم السلام نعم هذا يمثل بعض أوجه هذا النشاط، ولعل البعض يعلق ويقول أنه ليس ملبيا للطموح إلا إنها أيها الأحبة خطوة لا أقول بالإتجاه الصحيح بل أقول حكيمة وحركة تصحيحية للمسار والمنهج الحركي لأن تحرك الدعاة كما يحبون أن ينعتوا في الأغلب يكون كردة فعل وليس فعل وتكون من موقع الدفاع لا الدعوة للإنتماء لصف الأخيار وهذا ما جعل الخطوات بطيئة وهجمات العدو متكثرة والتصدعات عميقة بل أقتصر على الشأن الداخلي، وهنا أوجه دعوة لكل من يجد في نفسه أو تجد في نفسها الرغبة للعمل من أجل الإسلام العظيم الإلتحاق بهكذا مشاريع نصرة للإسلام العظيم وقادته الميامين متقربين بذلك لله رب العالمين عسى أن يعفو عنا ويكفر سيئاتنا إنه هو السميع العليم .
أيها الأحبة… ان ما يطرح عادة على منبر الجمعة لمثل هكذا مشاريع أمور إجمالية اذ يمكن أن تكون لكل فقرة عدة نشاطات وأوجه ، لذا أرجو من الإخوة الأكارم أن يضيفوا أفكارهم من خلال الجلسات الإيمانية تطبيقا لحديث الإمام الصادق عليه السلام أتجلسون وتتحدثون كي ينتفع من تلك الأفكار العاملون وتحديد الفئات المؤهلة لتلك الأفكار وتكون سببا في التمهيد للظهور المبارك.
أيها الأخوة الأكارم… إن موضوع الحجاب والستر واحد من أدوات التعبير عن الإنتماء للإسلام العظيم والمنهج القويم لذا سأذكر بعض الأهداف المرجوة من تكوين مجموعة من المجموعات العاملة في ميادين العمل والتي تختص بتفعيل دور الستر والحجاب هي: نشر ثقافة الحجاب بين المجتمع وبيان كونه فريضة الهية يجب التمسك به والحث عليه وأنه نوع من أنواع الحرية التي يدعي محاربوه أنهم يدعون اليها . ومواجهة الحرب الناعمة التي يشنها معارضوا فريضة الحجاب ، وفضح أهدافهم وغاياتهم الخبيثة للرأي العام من خلال الوثائق والتحليلات والوقائع . والتصدي للهجمات التي يشنها أعداء الإسلام والدين على الحجاب وتقديم الأدلة العقلية والفطرية والنقلية على أهمية هذه الفريضة والفوائد الدينية الاجتماعية المرجوة منها . و تأسيس قواعد إيمانية قوية ثابتة على مبدأ أن الحجاب والستر أسلوب حياة ونجاة في الدنيا والآخرة . و السعي لنشر العفة من خلال الحجاب والسمو به الى عالم المعنويات . و توسعة معاني الحجاب وبيان ان الحجاب المادي له معاني اجتماعية ونفسية وعقلية . كما أننا نقدم بعض الوسائل التي يمكن أن تحقق الأهداف وذلك من خلال تقديم النموذج الصالح (القدوة والأسوة الحسنة) من النساء المحجبات في الماضي والحاضر كونهن عالمات وفاضلات وناجحات في المجتمع والأسرة والعمل والعلم وبذلك نثبت أن الحجاب لا يتعارض مع التقدم العلمي لزيادة القناعة بالحجاب الإسلامي .
ويتم مثلا بإجراء لقاءات تلفزيونية مع بعض المحجبات اللواتي وصلن إلى درجات علمية في الجامعات وخصوصا الدراسات العليا فيأخذن على عاتقهن الحديث عن الحجاب وكيف انه لم يكن مانعا لهن ولم يكن معيقا عن طلب العلم وارتقاء ارفع الدرجات ويثبتن من خلال حديثهن بعدم وجود ربط بين التعلم والسفور والتخلف والحجاب وبالتالي تتحصل قناعة عند الكثير من النساء أن من ينشر هكذا أمور مجحفة بحق الحجاب يخالف الواقع وتكون هذه اللقاءات معدة بشكل ذكي وواعي ودقيق مع مجموعة من الأسئلة المهمة مثل:
– هل تشعرين بالخجل كونك محجبة؟ .
– هل تفكرين بترك الحجاب لكونك في هذه المرتبة العلمية؟ .
– ماهي الأسباب التي تجعلك تتمسكين بالحجاب؟ .
– هل تشعر المحجبة إنها مضطهدة من قبل الشريعة كما يزعم من يحارب الحجاب؟ .
– هل شعرت ان الحجاب قد اعاقك خلال تدرجك العلمي؟
– هل تعتقدين أن الحجاب ساهم في تقدمك العلمي؟ .
– ما هو شعور المرأة المحجبة في الحياة الاجتماعية والوظيفة؟
– هل يتعامل الأشخاص الذين يبغضون الحجاب أو من له موقف من الحجاب بموضوعية مع المحجبات في المجالات العلمية والثقافية وغير ذلك من الاسئلة؟ . ويتم نشر الوعي بموضوعة الحجاب وأهميته كذلك من خلال المنابر والمؤسسات والمواكب والهيئات . ومن يكون له القدرة التبليغية من الرجال والنساء وكل من يهمه الأمر ببيان فضيلة الحجاب والعفة ورذيلة التبرج ويكون الحديث على نحوين:
– النحو الأول: أن وجوب الحجاب جاء في الذكر الحكيم والأحاديث والروايات الواردة عن النبي وآله الميامين عليه وعليهم الصلاة وأزكى السلام كي يتسلح كل هؤلاء بالعلم والمعرفة لمناقشة المجتمع من الرجال والنساء الذين لديهم موقف سلبي من الحجاب .
– النحو الثاني: واجب الرجال من الغيرة والحمية على نساء المجتمع فضلا عن الأعراض وهو ما يفترض طرحه من دون مجاملة لأن البعض مع شديد الأسف هم السبب بانحراف أسرهم وقد سمعنا من بعض المؤمنات اللواتي أردن الانفصال عن أزواجهن أنهم يطلبون منهن التخلي عن الستر والحجاب والعفة وهو ما يندي الجبين ويشيب له الجنين ويبدو ان هذا واقع بالفعل اذ اننا نرى بعض الرجال يروجون لهذا المعنى من السفور عبر منصات التواصل لتكون النساء لهم سلعة يتلذذون بها فيحاولون خداع النساء ببعض الترهات التي لا تنطلي على ذات عقل ودين وما رأيناه من بعضهم على شاشات التلفزيون خير شاهد حيث تخلى أولئك من أهم القيم الدينية والاجتماعية النبيلة ، وبعض الرجال يتصورون أنه ليس من مسؤولياتهم حجاب نسائهم ! سواء أكانت بنتا أو أختا أو زوجة أو أما وغيرها من المحارم وبعضهم يهمل فترة التدريب على الحجاب والتي تسبق فترة التكليف _ والتي هي من تكاليف الآباء والمربين _ لذا تضعف علاقة البنات بالحجاب في فترة التشريف بالتكليف به .وتوضيح فكرة الحجاب بصورة صحيحة وأسلوب سليم وواعي من خلال الإعلام المقروء عن طريق نشر الفولدرات والبوسترات والكتب والمقالات .وعن طريق الإعلام المسموع والمرئي بالتواصل مع الإذاعات والفضائيات وتزويدهم بالعنصر المثقف بثقافة الحجاب فتكون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة . وتكثيف الجهد للتبليغ الإلكتروني وإنشاء مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال ثقافة الحجاب لأكبر عدد ممكن من العالم وبمختلف اللغات .
أيها الأحبة… إن أعداء الإسلام يشنون على الحجاب كمشروع لا قطعة قماش هجوما وبمختلف الطرق وعلينا أن نعرف الطرق التي يسلكونها لضرب الحجاب لتفهمها ولتتقيها النساء وتتعرف على هذه الطرق اللئيمة ، ومن هذه الطرق التي يسلكها هؤلاء . انهم يحاولون أن يعطوا صورة نمطية عن المحجبة وأنها متخلفة وأن الحجاب سبب في الرجعية ويقولون أن الإسلام لم يفرض الحجاب على جميع النساء بل بخصوص نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فيأخذون دور مفسري القران ويحرفون معانيه ويفسرون القرآن بأهوائهم . أو يستعملون ألفاظ براقة في هجومهم على الحجاب مثل: ان الحجاب يقيد الحريات الشخصية . وتارة يشرعون القوانين الوضعية التي تفرض خلع الحجاب . وبعض الدول تمنع المحجبة من التعليم واداء دورها في الحياة العامة . بل ويقومون بالتحريض على المحجبات فيعتدون عليهن بالضرب والإيذاء بالسب والطعن كما هو واضح لمن يهتم بالشأن الإسلامي . بل وصل الحال أنهم يخلعون الحجاب عن النساء كنوع من أنواع التعبير السياسي . ويحاولون تفريغ الحجاب من محتواه بتبديل أسسه ومعناه ، وبإيجاد موديلات من الحجاب غير الشرعي في الاسواق ودور الازياء ليكون بديلا عن الحجاب الصحيح .ويستغلون بعض التصرفات غير اللائقة لبعض المحجبات ويروجون لها ليقدموا للناس مثالا سيئا عن المحجبات وما إلى ذلك من الوسائل التي يصعب عدها جميعا ، وقد رأينا عبر التاريخ كيف صنعوا ما يسمى بالضد النوعي ونحوه لتشويه صورة الحجاب .
ان هذه الأمور تتطلب من الجميع وقفة جادة للرد على كل ذريعة يتذرع بها هؤلاء الاعداء وهذا يتطلب مهارة في الحوار والرد، ان العمل حسب اعتقادي يكون اولا بمعرفة الذرائع التي تتذرع بها غير المحجبات ويكون ذلك عبر استبيان في الأماكن التي تتواجد فيها غير المحجبات ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي ايضا لمعرفة تلك الذرائع لتعرض على أكثر من طرف مختص للرد عليها ثم توحد الردود وبعد ذلك تجعل منهجا للعاملين في هذا الحقل ليعودوا إلى الميدان العملي وليس فقط في ميدان النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وذلك لإجراء حوارات في الجامعات والمدارس وكذلك في الأماكن العامة التي تتواجد فيها غير المحجبات لنخرج من دائرة الحديث مع الملتزمات بالحجاب والتوجه إلى المطلوب هدايتهن وهذا ما يولد روحا في العمل وهو ما لا يحققه العمل الإلكتروني لوحده بل ان الحوار يكون أكثر تأثيرا خصوصا إذا تم بأسلوبه الصحيح والذي دعا له القرآن الكريم ، وأما بقية الوسائل الأخرى فهي وسائل ساندة لتشكيل رأي عام في الأوساط المختلفة وإعطاء زخم اخر من نوع اخر .
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين …. إن ذكرى ولادة الصديقة الصغرى زينب الحوراء عليها السلام والرواية الثانية لشهادة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام، تدلانا بشكل لا يقبل التردد على العنصر الحركي الأسوة والقدوة في الأمة الإسلامية بل الشخصية الحركية في أقسى وأصعب الظروف وحين تكون هذه الشخصية مرأة تكون أبلغ لأنها العنصر الرقيق الذي يحتاج إلى المداراة وما إلى ذلك من شؤون يعرفها الجميع، ولذا كان وجودهما حجة أبلغ على الأمة وخصوصا الرجال في ضرورة الإسراع لنصرة الحق والدفاع عنه وإسقاط جميع الأعذار التي يتعذر بها المتقاعسين والمتخاذلين عن نصرة الحق وقد نستشهد لذلك بما رواه لنا المؤرخون من أن الصديقة الكبرى عليها السلام دارت مع الإمام علي عليهما السلام على زعماء الأنصار وأقامت عليهم الحجّة، فقد جاء في كتاب الاختصاص للشيخ المفيد : « ثمّ خرجَتْ وحَمَلها عليٌّ عليه السلام فدار بها ـ أربعين صباحاً ـ في بيوت المهاجرين والأنصار والحسن والحسين معها وهي تقول : يا معشر المهاجرين والأنصار أنصروا الله فإنّي ابنة نبيّكم ، وقد بايعتم رسول الله يوم بايعتموه أن تمنعوه وذريّته ممّا تمنعون منه أنفسكم وذراريكم ، ففوا لرسول الله ببيعتكم ! قال : فما أعانها أحد ولا أجابها ولا نصرها ! قال : فانتهت إلى معاذ بن جبل فقالت : يا معاذ بن جبل إنّي قد جئتك مستنصرة وقد بايعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على أن تنصره وذريّته وتمنعه ممّا تمنع منه نفسك وذريّتك ، وأنّ أبا بكر قد غصبني على فدك وأخرج وكيلي منها ! قال : فمعي غيري ؟ قالت : لا ، ما أجابني أحد. قال : فأين أبلغ أنا من نصرتك ؟ قال وخرجت فاطمة من عنده وهي تقول : والله لا أكلّمك كلمة حتّى اجتمع أنا وأنت عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ، ثمّ انصرفت » ! ودخل ابنه فقال : ما جاء بابنة محمّد إليك ؟ قال : جاءت تطلب نصرتي على أبي بكر فإنّه أخذ منها فدكاً ، قال : فما أجبتها به ؟ قال قلت : وما يبلغ من نصرتي أنا وحدي ؟ قال : فأبيتَ أن تنصرها ! قال : نعم ، قال : فأيُّ شيء قالت لك ؟ قال : قالت لي : والله لاُنازعنّك الفصيح من رأسي حتّى أرد على رسول الله . (ومعنى قولها عليها السلام لا نازعتك الفصيح من رأسي : معناه لا كلّمتك كلّ عمري) قال فقال : أنا والله لا نازعتك الفصيح من رأسي حتّى أرد على رسول الله إذ لم تجب ابنة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ! واسمحوا لي أيها الأخوة أن أقول أن حرارة العمل الرسالي أصبح في الغالب عملا رتيبا ويشوبه التقصير والمن والأذى وكأن الذي يعمل يعمل لغيره متناسيا أن العمل يعود على صاحبه بالنفع قال أمير المؤمنين (عليه السلام) يوما: ما أحسنت إلى أحد قط! فرفع الناس رؤوسهم تعجبا، فقرأ: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها). وروي عنه أنهقال (عليه السلام): إنك إن أحسنت فنفسك تكرم، وإليها تحسن؛ إنك إن أسأت فنفسك تمتهن وإياها تغبن. وأن ما يؤسف له هو التحجج بحجج وذرائع تكون حجة على صاحبها وليست له فالبعض يتحجج بالفشل السياسي في الساحة العراقية والإداري في إدارة الدولة وهذا لا يكون مبررا للتقاعس عن العمل الديني وفي حقول شتى إذا كان الفشل في ساحة غيرك وليست في ساحتك والقرآن الكريم من خلال آياته خاطب هذه الشريحة قائلا {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ }(الكهف 16) ، ولم يقل وإذ اعتزلتهم بل اعتزلوا الانحراف لا ساحات العمل وهو من التفاسير التي رأيتها لدى الأغلب وأجزم بنسبة 98℅ من جمهور المرجعية حين ألقى خطابه الكهف في مناسبة الزهراء عليها السلام والتي ملئها الحركة وقد قمت بالرد في ذلك الحين من خلال جامع الرحمن ومنبر سيد الشهداء عليه السلام منبها أن أصحاب الكهف قال عنهم القرآن قاموا فقال
لهم الرب ناموا بمعنى أنه سهل لهم الوصول إلى الهدف، ولنا في ذلك مناقشات عديدة مع الأخوة الأكارم الذين تركوا العمل وأنزووا حتى أحدثوا فجوة في دائرة العمل الإسلامي فأضعفوا الجبهة الداخلية للمسلمين وجعلوا الفرصة للعدو أكبر والتحدي أعظم على العاملين وهي ذنوب قد لا يلتفت لها الكثير مع شديد الأسف والرواية المتقدمة خير شاهد، بل حتى العمل السياسي فشله نتيجة طبيعية لتخلي الأخيار عن مسؤولياتهم وتصدي من لا يجبر به الكسر ، واضرب لذلك مثالا في مجال الدراسة الأكاديمية فإن من تكون درجاته ضعيفة أو أنه يفشل في كل المواد أو بعضها يتطلب منه جهدا اضافيا لعبور المرحلة لا أن يرسخ الفشل ويترك الدراسة فيرسخ في شخصيته سمة الفشل في ذلك الجانب وكذلك ساحة العمل والمواجهة يفترض أن لا يثنينا فشل البعض عن مواصلة العمل وتقوية الجبهة الداخلية ومعالجة نقاط الضعف بالحكمة والتوكل على الله تعالى فإن أحد أدوات الفاشلين هو تثبيط الأخيار وإشغالهم بأمور جانبية ليلقى اللوم على الآخرين ونحو ذلك، ومن هنا أدعو جميع الأخوة الأكارم الذين لا زالوا على العهد مع صاحب الزمان عج بما تضمنته خطبة الجمعة السابقة من قبل فضيلة الشيخ جعفر الربيعي دام مباركا بخصوص الإنتظار الإيجابي وعظم الأجر والثواب الذي يحظى عليه صاحبه حتى كأنه قاتل مع رسول الله في فسطاطه وإذا لم يدرك الإمام عج كأنه قاتل مع الإمام عج في فسطاطه أدعوهم إلى أن يتحركوا لدعوة أخواتهم للعمل الإسلامي وبما يتناسب مع كل شخصية فساحات العمل واسعة وأوجه النشاط كثيرة ولا عذر لنا في تركه ولنجعل بداية العهد الجديد ضمن خطط مرسومه وأهداف معلومة هو أيام الشهيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام لنحظى ببركاتها وخيرها في الدنيا وشفاعتها يوم الورود.