المرجع اليعقوبي يحث على زيارة قبور الصالحين إحياءً لذكراهم ووفاء لحقهم
حث سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي، الجمعة، على زيارة قبور الصالحين إحياءً لذكراهم ووفاء لحقهم.
وقال سماحة المرجع اليعقوبي في كلمة تحدث فيها مجلس بحثه الفقهي، وتابعته “النعيم نيوز”، أن ”زيارة قبور الأحبة والصالحين والعظماء الذين كان لهم أثر واضح في بناء الحضارة الإنسانية أمر فطري جرت عليه سيرة العقلاء من جميع الأمم. وقد أقرّ الشارع المقدّس هذا السلوك الإنساني وحث على زيارة قبور الأقرباء وعموم المؤمنين والصالحين. لأن في ذلك براً بهم وإحياءً لذكرهم ووفاء لحقهم وإدخالاً للسرور عليهم”.
وأضاف سماحته “الأحاديث الشريفة أفادت أن الميت يأنس بزيارة الحي له فعن محمّد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (ع): “نزور الموتى؟ فقال (ع): نعم، قلت: فيسمعون بنا إذا أتيناهم؟ قال (ع): إي والله ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستأنسون إليكم. ([2])”.
وتابع “وقد كان النبي (ص) يزور موتى البقيع ويدعو لهم بالمغفرة فعن صفوان الجمال قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول كان رسول الله (ص) يخرج في ملأ من الناس في أصحابه كل عشية خميس الى بقيع المدنيين فيقول : السلام عليكم يا أهل الديار ثلاثا رحمكم الله ثلاثا([3]) والمنقول أن السيدة فاطمة الزهراء (ع) أوصت أمير المؤمنين (ع) عندما دنت منها الوفاة أن (تعاهد قبري بالزيارة) وورد عن أبي عبد الله، عن آبائه (ع) قال: إن فاطمة عليها السلام لما احتضرت أوصت عليا (ع) ومما قالت: وأنزلني قبري، وألحدني وسو التراب على واجلس عند رأسي قبالة وجهي فأكثر من تلاوة القرآن والدعاء، فإنها ساعة يحتاج الميت فيها إلى انس الاحياء.)([4])”.
وأكد سماحته بالقول أن “الأحاديث الشريفة أوردت عمل عدة مستحبات عند الزيارة أبرزها تلاوة القرآن، كما ذكرت عدة آثار مباركة لهذه الزيارة ومنها تحصيل الأجر والثواب واستجابة الدعاء”.
وأردف “ويتأكد استحباب زيارة مراقد أنبياء الله العظام والأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) واوليائه الصالحين لما في ذلك من إظهار لعظمة منزلتهم وإبراز لمودتهم وإدامه لذكرهم واستلهام مواقفهم النبيلة واخلاقهم الفاضلة و سيرتهم الحسنة، ولما فيه أيضا من نصرة الدين وإعزاز المؤمنين لذا كانت زيارة مرقد النبي(ص) وآله الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين ) من شعائر الله التي قال الله تعالى فيها: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32) وفيها استجابة لقوله تعالى (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (الشورى: 23) لذا اهتم المسلمون بوضع أبنية وقباب وشواخص على هذه البقاع الشريفة لتكون معلماً للقاصدين ومهوى لأفئدة المحبين”.
كما أكمل “وقد انتشرت هذه المراقد في جميع بلاد المسلمين ولم يستنكر أحد من علمائهم ذلك فتحقق اجماعهم على حسن هذا العمل، وقد فسرّت الأحاديث الشريفة قوله تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) (النور: 36) أنها (بيوت الأنبياء وبيت علي وفاطمة من افضلها)([5]) وهي جارية في مراقدهم المقدسة أيضا لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون. فتكريمهم وهم تحت الثرى كتكريمهم وهم أحياء مضافاً الى ما دلّ على أن حرمة المؤمن ميتاً كحرمته حياً والاعتداء عليه ميتاً كالعدوان عليه حياً ([6])”.
ولفت إلى أن “بعض الذين في قلوبهم مرض لم يكن يروق لهم حضور هذه الشعائر والمشاعر في قلوب الأمة لأنها تستنهض الهمم لمواجهة الباطل والانحراف وتستثير الوعي وتعيد للأمة عزّتها وبصيرتها. فعملوا على هدم تلك المراقد المشرفة ومحو آثارها سعياً منهم لطمس هذه المعالم للإسلام المحمدي الاصيل كما ينقل التاريخ عن فعل المتوكل العباسي بقبر الامام الحسين (ع)([7])”.
وأشار أيضا إلى أنه “وفي مثل هذا اليوم الثامن من شوال عام 1344 هـ / 1926 م أصدر قاضي قضاة الوهابيين في نجد والحجاز فتواه بهدم القبور الشاخصة في بقيع المدينة وغيره فهدّمت القباب السامية على مراقد الائمة الأربعة الأطهار (صلوات الله عليهم اجمعين) فهاج العالم الإسلامي ([8]) وخرج في تظاهرات واحتجاجات حاشدة وأقاموا المحافل والمآتم حزناً واحتجاجاً لأنه بلغهم أن الهدم سيطال مرقد النبي الاكرم (ص) مما اضطر السلطات هناك إلى عدم التطاول عليه”.
وختم سماحة المرجع اليعقوبي قوله “نأمل أن تحلّ الذكرى المئوية لهذه الحادث المفجعة في العام المقبل وقد استجابت السلطات الحاكمة هناك لمطالب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالإذن لهم لبناء هذه المراقد المشرفة خصوصاً وإن هذه السلطات قد نأت بنفسها مؤخراً عن مذهب الوهابية وتبرأت من مخالفاتها لعقائد الإسلام فعليهم أن يحترموا مشاعر المسلمين وان خالفوهم في الرأي، وعلى المسلمين تكثيف مطالباتهم وعرض قضيتهم على المحافل الدولية المختصة والله ولي التوفيق”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز