توصلت دراسة حديثة إلى وجود علاقة بين زيادة مستويات هرمون الغدة الدرقية في الجسم. وارتفاع خطر الاضطرابات الإدراكية أو ما تعرف أيضاً بـ “الاضطرابات المعرفية” لدى كبار السن.
وأجرى الدراسة باحثون في جامعة جونز هوبكنز، ونشرت في مجلة جاما للطب الباطني في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
وبناء على هذه الدراسة، نبّه الباحثون إلى ضرورة توخي الحذر عند وصف علاج هرمون الغدة الدرقية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما.
التسمم الدرقي
وتعرف زيادة مستويات هرمون الغدة الدرقية في الجسم باسم التسمم الدرقي، وهو نوعان:
التسمم الدرقي الخارجي الذي ينجم عن تناول دواء الغدة الدرقية.
التسمم الدرقي الداخلي الذي ينجم عن اضطرابات الغدة الدرقية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية ومرض جريفز.
ووجد الباحثون أن التسمم الدرقي الخارجي. والتسمم الدرقي الداخلي يرتبطان باحتمالية أكبر للإصابة باضطراب إدراكي.
وتعرّف الاضطرابات الإدراكية بأنها أي اضطراب يضعف بشكل كبير الوظائف المعرفية للفرد إلى درجة. يصبح فيها الأداء الطبيعي في المجتمع مستحيلا من دون علاج. ويعتبر مرض ألزهايمر الحالة الأكثر شهرة المرتبطة بالضعف الإدراكي.
ويعد هرمون الغدة الدرقية من بين الوصفات الطبية الأكثر شيوعا في الولايات المتحدة. ووجدت دراسة سابقة أجرتها جامعة جونز هوبكنز أن ما يصل إلى 20% من الأشخاص الذين وصف لهم هرمون الغدة الدرقية قد يتعرضون للإفراط في العلاج، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالتسمم الدرقي الخارجي.
وقال الباحث الدكتور روي آدامز إن “هدفنا هو التحقق مما إذا كانت ممارسات العلاج المفرطة، التي يمكن أن تسبب التسمم الدرقي الخارجي. تؤدي أيضا إلى ضرر إدراكي”، مضيفا أن “فهم الآثار السلبية للإفراط في العلاج أمر بالغ الأهمية للمساعدة في توجيه الأطباء بشأن كيفية وصف العلاج بهرمون الغدة الدرقية”.
ودرس الباحثون بيانات من قاعدة بيانات السجلات الصحية الإلكترونية بجامعة جونز هوبكنز ميديسن. وحدد الفريق نحو 66 ألف مشارك مؤهل. يبلغون من العمر 65 عاما أو أكبر والذين تلقوا الرعاية الأولية داخل نظام جونز هوبكنز الصحي في الفترة بين يناير/كانون الثاني 2014 والسادس من مايو/أيار 2023. وكان متوسط العمر خلال أول زيارة رعاية أولية مسجلة 71 عاما.
وأظهرت النتائج أن التسمم الدرقي لجميع الأسباب -التسمم الدرقي الداخلي. والخارجي مجتمعان- ارتبط بزيادة بنسبة 39% بخطر تشخيص الاضطراب الإدراكي.
ومن بين المرضى الذين عانوا التسمم الدرقي، شخصت إصابة 11% منهم باضطراب إدراكي عند عمر 75 عاما مقابل 6.4% من المرضى الذين لم يعانوا من التسمم الدرقي.
وفي سن الـ85 عاما، شخصت إصابة 34% من المرضى الذين يعانون التسمم الدرقي باضطراب إدراكي، مقارنة بـ26% من المرضى الذين لم يصابوا بالتسمم الدرقي.
ووجدت الدراسة أيضا أنه من بين أولئك الذين وصف لهم هرمون الغدة الدرقية. يرتبط مستوى التعرض لهرمون الغدة الدرقية بدرجة خطر الإصابة باضطراب إدراكي.
تجنب الإفراط في العلاج
وقال الدكتور آدامز “تشير نتائجنا إلى أن زيادة خطر الاضطرابات الإدراكية من بين العواقب السلبية المحتملة لزيادة هرمون الغدة الدرقية. وهي نتيجة شائعة للعلاج بهرمون الغدة الدرقية”.
وقالت الباحثة الدكتورة جينيفر مامين “يجب على الأطباء الذين يفكرون في علاج هرمون الغدة الدرقية لدى كبار السن تجنب الإفراط في العلاج. وذلك باستخدام إستراتيجيات العلاج المناسبة للعمر”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز