
أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بمسجد وحسينية الإمام المهدي (ع) في منطقة أبو كوصرة/قضاء أبي الخصيب، بإمامة الشيخ حسن التميمي.
وقال الشيخ التميمي، خلال الخطبة الأولى بعنوان “أصناف الناس من جهة تعاطيهم مع شهر رمضان المبارك“، وتابعتها “النعيم نيوز”، إن “الناس ينقسمون بحسب ثقافتهم وفهمهم إلى صنفين، من جهة تعاطيهم مع شهر رمضان: أصحاب الفهم السلبي، وأصحاب الفهم الإيجابي”.
وتابع: “أولاً: أصحاب الفهم السلبي: كثير من الناس وعلى اختلاف طبقاتهم وأعمارهم، لا زالوا يتطلعون لهذا الشهر المبارك بنظرة سطحية ترفية، مما يستدعي إفراغ الشهر الشريف من محتواه الحقيقي، وتأثيره الواقعي، وذلك من خلال تصوير الشهر وكأنه:
1-موسم ترفيهي، ملؤه البرامج الترفيهية والنزهات والسهرات اللاهية، وتغيير الأجواء الحياتية الروتينية إلى أجواء لا تعود على روادها بشيء من الفائدة والنفع سوى قضاء أكبر جزء من النهار أو الليل باللهو والسهر، والانشغال بالألعاب الإلكترونية وبرامج اللهو، هي البديل عن الخروج للترفيه والسهر خارج البيت.
2-موسم لتنوع الأكلات والاطعمة والمشروبات، وربما الإفراط فيها، حتى تلاحظ بعض الأسر تنشغل كثيراً بإعداد الوجبات وتستغرق وقتاً طويلاً في ذلك.
3-موسم تلفزيوني متميز للمسلسلات والأفلام والبرامج، فكثير من الناس يقضي ساعات طويلة من شهر رمضان من مسلسل إلى مسلسل ومن برنامج إلى برنامج، ويعتبر نفسه في حالة من الترويح عن النفس، لأن كان متعباً في النهار من الصوم”.
وأكمل الشيخ التميمي: “فهذا الفهم السطحي السلبي الذي يفرغ الشهر من محتواه الحقيقي، ليتحول شهر رمضان إلى شهر الشيطان بدلاً من شهر الله، وشهر اللهو والشهوات لا شهر القرآن، وشهر السهر غير الهادف لا شهر القيام والعبادة والدعاء، وأكثر من يبتلى بهذا الفهم وهذه الثقافة السلبية هم الشباب، فإنهم يحرمون من الفرصة الاستثنائية للعودة والرجوع إلى الله، وترتيب حياتهم في خط الدين”.
وأضاف: “ثانياً: أصحاب الفهم الإيجابي لشهر رمضان: والذين يتعاطون مع شهر رمضان على أنه (ضيافة الله)، (وهم فيه من أهل كرامة الله)، وهذا ما تكفلت بإيضاحه وبيانه كثير من النصوص المباركة المروية عن المعصومين (ع)، والتي أسست لثقافة الفهم الواعي والتعاطي الإيجابي والتفاعل الهادف مع شهر الله، ومنها الخطبة الغراء للنبي (صلى الله عليه وآله)، والتي بين فيها فلسفلة شهر رمضان وخصائصه و مميزاته وبرامجه والطرق المثلى للتفاعل معه والإفادة منه، ومنه قوله (عليه وآله السلام): (شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله) فضيافة الله، كرامة الله، تعبيران عميقان يرسمان لنا طريقاً لفهم ما نحن فيه من زمان مقدس وفرصة فريدة وجو إلهي للتغير وباب مشرع للتوبة والإنابة”.
وأوضح الشيخ التميمي، أنه “ومن خلال قول النبي (صلى الله عليه وآله) وخطبته نستنتج:
1. إننا مدعون في ثلاثين يوماً وليلة إلى مأدبة الكريم، وهي مائدة ضيافة متميزة لأن الزاد في شهر الله هو أدوم الزاد وأكثره بركة وأعمه نفعاً، فإنه على الإنسان أن يتفاعل إيجابياً كي يحقق أكبر استفادة من هذه الضيافة العظيمة، فمن جهة المولى الكريم صاحب المأدبة لم يبخل بصنف من صنوف الزاد وأتاح كل ألوانه وشوّق إليها في كتابه وعلى لسان نبيه (صلى الله عليه وآله) وأوليائه، ومن جهتنا علينا نعود ذائقتنا وننمي قابليتها على الإفادة والتلذذ والقرب.
2 . هذه الضيافة وقتها محدود وقد تعود ونحن لا نعود معها، من صور أهمية الضيافة الإلهية في كونها فرصة قد لا تتكرّر إلا مرة واحدة في السنة، ووقتها محدود، وإذا حصل عليها الإنسان في عامه هذا، قد يدركه الموت ولا يطول به العمر ليحصل عليها مرة أخرى في العام القادم، وهذه فرصة، لذلك تقول الرواية إنّ الشّقي من حرم غفران الله في هذا الشهر.
3 . ضيافة الله في شهر رمضان ليست ضيافة إلى مائدة مادية، وإنما دعوة إلى مأدبة روحية ومعنوية تغذي الروح وليس الجسد، وتشبع الروح وليس البطن، وتعمق ارتباط الروح بالله تعالى من خلال الأعمال العبادية التي يقوم بها الانسان في هذا الشهر الشريف، فالروح بحاجة إلى ما يغذيها ويشبعها على المستوى المعنوي والروحي، وأفضل أيام تغذية الروح بما يجعلها تسمو وترتفع ويعلو شأنها هي أيام شهر رمضان، لكون هذا الشهر هو شهر الدعاء وشهر العبادة وشهر القرآن وشهر الاستغفار وشهر التوبة وشهر الرحمة والمغفرة، فالإنسان في هذا الشهر يجدد علاقته بالله ويعود إلى الغاية التي خلق من أجلها وهي العبادة (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون)، فيغذي الروح غذاءً روحياً كاملاً يكفل لها النشاط والفاعلية والاستمرار طيلة أيام السنة.
4 . علينا أن نتعامل مع هذه الضيافة بكل شوق ورغبة لأنك ضيف على الله تعالى، وعلينا تعظيم هذه الضيافة الإلهية، لا كما يتعامل بعض الناس في استقبال الشهر بتعب وتذمر ويعدون الأيام يوماً يوماً كي ينتهي موسم الصوم ويتخلصون من تعبه”.
وأردف، قائلاً: “وعلى تعبير بعض المتذمرين من شهر رمضان لا المشتاقين إلى ضيافة الله فيه: كلما خلصت عشرة أيام قال: (كسرنه ضلع من رمضان)، بينما أهل الإيمان والتقوى والفطنة والاستعداد يتعاملون بحب واشتياق مع ضيافة أكرم مصحوب على تعبير الإمام السجاد (ع) في دعاء وداع شهر رمضان الوارد في الصحيفة السجادية، يقول (ع): (… السلام عليك يا أكرم مصحوب من الأوقات ويا خير شهر في الأيام والساعات)”.
أما في الخطبة الثانية، فقد تطرق خطيب الجمعة، إلى “الورع عن محارم الله، فقد ورد في عيون أخبار الرضا عن الإمام الرضا (ع)، عن آبائه (ع) عن أمير المؤمنين (ع) في خطبة النبي (ص) في فضل شهر رمضان فقال عليه السلام: فقمت فقلت: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟، فقال يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل، ثم بكى، فقلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال: يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك، قال أمير المؤمنين (ع): فقلت: يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟ فقال: (ص): في سلامة من دينك”.
وأشار، إلى أن “رغم أن الورع مطلوب من المسلم والمؤمن في كل زمان لكن الرسول الأعظم (ص) خص هذا الشهر بهذه الوصية، لعظمة الشهر وتضاعف الأجر والثواب فيه، والورع عن محارم الله في شهر رمضان، أمر مهم للغاية، وقد ركز الرسول عليه لعدة أسباب:
١. شهر رمضان شهر الإيمان، والورع عن محارم الله يزيد من تقوية الإيمان في قلوب المسلمين.
٢. الورع عن محارم الله يساعد على طهارة الروح والقلب، مما يجعلهما أكثر استعداداً لاستقبال بركات الله في شهر رمضان.
٣. الورع عن محارم الله يمنع المسلمين من الوقوع في العذاب وعقاب الله، والذي قد يؤدي إلى خسارة الأجر والثواب في شهر رمضان.
٤. الورع عن محارم الله يساعد المسلمين على تحقيق الكمال في عبادتهم وتقوى قلوبهم، مما يجعلهم أكثر قرباً من الله.
٥. الورع عن محارم الله يؤثر إيجابياً على المجتمع، حيث يقلل من الجرائم والفضائح، ويزيد من التعاون والتكافل بين الناس”.
ولفت الشيخ التميمي، إلى أنه “ومن خلال التركيز على الورع عن محارم الله في شهر رمضان، يهدف الرسول إلى تعزيز قيم العبادة والتقوى في قلوب المسلمين، وتحقيق المجتمع المسلم الذي يخضع للهدايا القرآنية، وهناك خطوات عملية لنيل الورع عن محارم الله من خلال اتباع الخطوات التالية:
١. قراءة القرآن والتفكر في آياته، خاصة تلك التي تتحدث عن المحارم.
٢. دراسة الروايات الشريفة والتفكر في أحاديث الرسول التي تتحدث عن المحارم.
٣. التوبة من الذنوب والمعاصي، والعودة إلى الله.
٤. الاستغفار من الله تعالى، والطلب منه المغفرة.
٥ . أداء الصلوات الخمس، والالتزام بها.
٦. التحكم في النفس من خلال -التحكم في الشهوات، والابتعاد عن المحارم – والتحكم في اللسان، والابتعاد عن الكذب والغيبة -الابتعاد عن الأماكن الفاسدة مثل الملاهي والمقاهي الفاسدة.
٧.التأدب مع الله بإظهار الخوف منه سبحانه، والتقوى منه والتوكل والاعتماد عليه والشكر له والاعتراف بنعمائه”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز