
أدان الشيخ أدهم الخطيب إمام الجمعة في مصلى مقام السيدة زينب (ع) في سوريا، الدعوات المتكررة الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير أهالي غزة والضفة الغربية .
وقال الشيخ الخطيب، في خطبة الجمعة، وتابعتها “النعيم نيوز”. “”أبارك لكم أيها الأحبة ولجميع المسلمين في العالم سيما أتباع أهل البيت في العالم شيعة علي وآله الأطهار في العالم الذكرى العطرة لميلاد مولانا صاحب العصر والزمان التي تصادف هذا اليوم المبارك فاليوم لدينا عيدان عيد الجمعة، يوم الجمعة هو عيد إسلامي ، وعيد ولادة الإمام المهدي عليه السلام”.
وأضاف، “ندين أشد الإدانة الدعوات المتكررة الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير أهلنا في غزة والضفة الغربية هذه الدعوات التي تمثل اعتداءً وتجاوزاً على كل القيم والأعراف والقوانين الإنسانية والربانية، فيما يصل إلى حد توصيفه بأنه جريمة ضدَّ الإنسانية، واعتداءً على المسلمين جميعا فضلا عن كونه اعتداء على أهلنا في فلسطين بطريقة فظة تصدر عن رجل يعتبر نفسه أقوى رجل في العالم ،و تشبه عمل العصابات الإجرامية المافيوية، وهو يعبر بسلوكه هذا عن الوجه الحقيقي والقبيح للرأسمالية المتوحشة التي تفترس الدول وشعوبها وخيراتها وأراضيها بقوة السلاح تارة، وبقوة القوانين الدولية الجائر تارة أخرى، وبقوة العقوبات تارة ثالثة، وبقوة المؤامرات وإثارة الفتن والحروب هنا وهناك، وليس هناك من علاج لمواجهة مثل هذا السلوك سوى الوقوف في وجهه بقوة فإن لم تدافع الشعوب عن حقوقها، فإن ترامب وأمثاله وما أكثرهم في العالم سوف يفترسونها ويفترسوا حقوقها بالكامل، رأيناه كيف يقول إنه يريد أن يأخذ غزة، ويريد أن يأخذ بعض المناطق من دول أخرى ويَصرُّ على الجميع أن يقبل ويرضخ لهذه المشاريع الخبيثة، ويهددهم إن لم يوافقوا على مطالبه سوف يثير الفتن والحروب أو يقسم دولهم”.
وتاب الشيخ الخطيب، “إننا ولمرات متعددة من على هذا المنبر قد قلنا بأننا نؤيد محاربة الجريمة في هذا البلد سواء من عصابات الإجرام أو من تجار الدم هؤلاء المجرمون الذين يتاجرون بالمخدرات ويسطون ويسرقون ويُرعبون الناس هنا وهناك، إن السلم الأهلي والاجتماعي يقتضي التعامل معهم بحزم وبقوة وإننا أكدنا بأننا مع الدولة في اتخاذ الإجراءات الصارمة بحق هؤلاء، سيما تجار المخدرات الذين يدمرون الإنسان كفرد والمجتمع كأسرة ومجتمع، وقلنا دائما إن علينا أن نتحد جميعا في مواجهة هذه الجرائم التي تخل بالأمن الاجتماعي والاقتصادي للدولة والتي أيضا تمثل عامل تهديد للدول المجاورة لنا من خلال توريد المخدرات إليها، ومشكلة المخدرات أيها الأحبة هي مشكلة سيالة في العالم”.
وأردف، “كما تعلمون أن المخدرات كانت تزرع في لبنان ثم تهرب إلى سوريا ومن سوريا إلى تركيا وإلى أوروبا أو إلى دول الخليج مثل الكبتاجون الذي يصنع ويهرب إلى دول أخرى، وللأسف فإن النظام البائد قد رعى هذه الصناعة الخبيثة وكان يستعملها كطريق لجني المال القذر والمجرم، والإضرار بالدول المحيطة بسورية العربية والإسلامية، لذلك نحن مع مواجهة هذه الظاهرة، وفي نفس الوقت لا ينبغي أن نعالجها بالطريقة التي تخلق مشكلة بيننا وبين الجوار سواء العربي أو الإسلامي، فقضية التهريب بين الحدود تمثل مشكلة عند الدول، سواء كانت بالمخدرات أوالمازوت والغاز أو أي شيء آخر”.
واستكمل، “في هذا السياق فإن ما حصل في منطقة القصير في الأيام الماضية، كان معالجة لقضية المخدرات، ولكن الأسلوب الذي تجاوز في بعض تجلياته ومفرداته توصيف القضية ومعالجتها بشكلها المنحصر بها، فكادت القضية أن تخلق مشكلة بين الشعب السوري والشعب اللبناني الشقيق لأن بعض القرى التي أُفرغت من أهلها هي من القرى السورية المجاورة للبنان في الأراضي السورية وهي قرى يعيش أهلها اللبنانيون فيها منذ عشرات أو مئات السنين، ودائما الحدود يكون فيها تداخل سكاني بين البلاد وما حصل لا يعني أنه موقف سلبي من الشعب اللبناني، فهؤلاء لبنانيون يعيشون في بلد شقيق فقد كانت الحملة لمكافحة المخدرات ولكنها أخذت مظهرا وكأنه ضد اللبنانيين، عندما أخرج بعض الناس من قراهم، والشيء الأنكى من ذلك، أن بعض من قام بالمشاركة في هذه الحملة على تجار المخدرات قد قام ببعض التصرفات التي أعطت صورة خاطئة، وكأن القضية مسألة طائفية فما معنى أن يدخل أناس إلى قرية لأتباع أهل البيت ويستولوا على المسجد ، ويؤذنوا فيه ويعلنوا أن هذا أول أذان بدون حي على خير العمل، فهذا يحرف بوصلة العمل من مواجهة الإجرام والمخدرات إلى إثارة فتنة طائفية، ونتمنى معالجة هذه المسألة من خلال التواصل مع المسؤولين الذين أشرفوا على هذه الحملة، وضبط مثل هذه الخطابات الطائفية، لأن هذا يعطي صورة سلبية عن سوريا ويخلق أرضية يستغلها الأعداء فيما يتعلق بهذه المسألة”.
وأشار الشيخ الخطيب، إلى أنه “فيما يتعلق بأتباع أهل البيت في سوريا، الشيعة الإمامية الموجودون في سوريا نحن أبناء الطائفة الإمامية في سوريا إننا ومنذ انتصار الثورة كررنا تأييدنا للعهد الجديد، متمسكين بهويتنا الوطنية السورية ومتمسكين بوحدة سوريا أرضاً وشعباً مباركين الدعوة إلى دولة القانون، وخصوصياتها الدينية والعرقية وهذا ما جعلنا نستبشر بحاضرٍ وغد مشرق لسوريا وأهلها، وجوارها العربي والإسلامي وأجيالها القادمة، وقد امتنعنا في كل الفترة الماضية من اتخاذ أي موقف سلبي تجاه بلدنا وعهده الجديد الذي تحاول وسائل الإعلام العالمية والمحلية أن تستدرجنا إليه، فقد كانت بعض وسائل الإعلام العالمية والإقليمية تحاول أن تتواصل معنا لتأخذ منا أي كلمة أو تصريح سلبي تجاه العهد الجديد فكنا نرفض ذلك لأننا حريصون على بلدنا ووحدته وبنائه، فقد حاولت بالحيلة تارة وبالإغراءات بالعناوين الطائفية الزائفة التي تتحرك بها بعض الدول والجهات الإقليمية والدولية تارة أخرى،واكتفينا بإدارة علاقتنا مع العهد الجديد باللقاءات الودية والأخوية مع كل المسؤولين الذين التقيناهم وكنا نعالج المشكلات التي تعترضنا من خلال اللقاء بهم ولا نعالجها على وسائل الإعلام وناقشنا معهم الأمور بكل صراحة وأريحية الامر الذي جعل الكثير ممن غادروا الوطن خوفاً أن يعودوا لبلدهم،ولكن بعض القرارات المتعجلة لبعض المسؤولين والمتعلقة بمقدسات الطائفة وتجاوزات البعض الآخر من العناصر المتفلتة على دماء الناس وأموالهم، وانفتاح شهية البعض منهم على الأموال والممتلكات الذي أصبح يشكل بالنسبة لنا نهجاً لدى البعض في التعامل مع هذه الطائفة الكريمة والعريقة في وطنيتها”.
ونوه، إلى أنه “صدر من البعض من مواقف سلبية في هذا المجال تمثلت بالمسرحية الهزلية التي أُحضر فيها أشخاص من أصحاب الأسبقيات، وخريجي السجون ، والشبيحة المرتبطين بالأجهزة الأمنية للنظام المخلوع وتم تسهيل دخولهم للمقام الشريف للسيدة زينب عليها السلام واستغلال هؤلاء الأشخاص لفقر الناس وحاجتهم للعمل بإطلاق الوعود الزائفة بالتوظيف بالمقام، فهؤلاء الأشخاص معروفون بأنهم من أصحاب الأسبقيات بالنصب والاحتيال، وكانوا قد وضعوا في السجون بتهم النصب والاحتيال فضلا عن سيرتهم المعروفة عند الناس، حيث تطاول أولئك الأشخاص على العلماء الذين يمثلون المرجعيات الدينية العليا للطائفة والذين يديرون شأنها منذ عشرات السنين فهؤلاء السفهاء يريدون أن ينصبوا أنفسهم ناطقين باسم الطائفة وقيمين عليها وأن يوجدوا جسما غريبا سخيفا يقولون إنه سيعبر عن الطائفة ويدير شؤونها وكأن الطائفة لا يوجد من يعبر عنها و يدير شؤونها ولا مؤسساتها”.
وواضل الحديث، “ثم يأتي بعض المسؤولين للأسف ممن سهل لهؤلاء الدخول إلى المقام الشريف ويؤسفنا أننا كلمناهم وحذرناهم أكثر من مرة أن هذا التصرف يخلق فتنة في الطائفة ويخلق فتنة بين الطائفة والعهد الجديد، فيعمد المسؤولين ليعملوا في الخفاء على تفتيت الطائفة فيلتقي ببعض الإخوة ويقول أنتم ليس عندكم من يعبر عنكم وعن أموركم فلتشكلوا مجلساً يمثلكم، وهو نفسه الأخ الذي يتعامل معنا منذ انتصار الثورة وتعرفنا عليه على أننا نمثل الطائفة ومنذ 45 يوم ولديه قائمة بأسماء الوفد الذي يعبر عن كل أبناء الطائفة من أقصى الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، من العلماء والوجهاء والأكاديميين وغير ذلك، ليأتي هذا الأخ ويقول أنه ليس عندكم أحد يمثلكم فيلعب معنا لعبة تضييع الوقت فيما يشبه لعبة القط والفأر فيعتقلون بعض العلماء والأطباء وطلاب الحوزات ويطردون الناس من بيوتهم والأفراد بحجج واهية، ويسهلون التجاوز على ممتلكات أبناء الطائفة ومؤسساتها ويضيعون الوقت ويشغلوننا بالأمور الصغيرة بدل أن ننشغل في الأمور الكبيرة التي نساعد فيها في بناء بلدنا، ونحن أكدنا في أكثر من مرة أن لا أحد يغادر منزله إذا كان لديه ملك للبيت وإذا بهم يخرجونهم من بيوتهم مع أنهم مالكين لها بأوراق رسمية، فما ذنب من اشترى بيته من شركة إيرانية أو غير إيرانية من أن يصادر بيته أو يهدد بالسلاح ثم يمر هذا مرور الكرام مما يخلق حالة من الهلع والخوف الأمر الذي دعى بعض الناس إلى مغادرة قراها والسفر مرة أخرى إلى لبنان، فعمل هؤلاء بعكس التوجيهات الصريحة”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز