بغداد_النعيم نيوز
نفذت طائرات أمريكية فجر أمس السبت، بحدود الساعة الـ 12 من منتصف الليل، ضربات جوية على سوريا والعراق، العدوان استمرّ لنحو 40 دقيقة، وتركز في الجانب العراقي على مدن القائم والمناطق الحدودية العراقية، وذلك في انتهاك صارخ لسيادة الدولة العراقية.
أمريكا اعتبرت أن هذا العدوان جاء ردّاً على مقتل 3 جنود وإصابة أكثر من 40 آخرين في استهداف على قاعدة التنف غير الشرعية، على مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية.
فيما أدى العدوان، إلى ارتقاء 16 شهيداً، بينهم مدنيون، إضافة إلى 25 جريحاً، كما أوقع خسائر وأضراراً بالمباني السكنية، وممتلكات المواطنين.
حافة الهاوية
بيّن الناطق باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أن “هذه الضربة العدوانية، ستضع الأمن في العراق والمنطقة على حافة الهاوية، كما أنها تتعارض وجهود ترسيخ الاستقرار المطلوب”.
وأكمل: “يجدد العراق رفضه أن تكون أراضيه ساحة لتصفية الحسابات، وعلى جميع الأطراف أن تدرك ذلك، فأرض بلدنا وسيادته ليس المكان المناسب لإرسال الرسائل، واستعراض القوة بين المتخاصمين”.
ولفت العوادي، إلى أن “الحكومة العراقية ستبذل كل الجهد الذي تقتضيه المسؤولية الأخلاقية والوطنية والدستورية، لحماية أرضنا ومدننا وأرواح أبنائنا في القوات المسلحة بكل صنوفها”.
وعن مزاعم البيت الأبيض بأنّه أبلغ الحكومة العراقية بشنّ ضربات على العراق قبيل تنفيذها، نفى العوادي، وجود أي تنسيق مُسبق لارتكاب العدوان الأمريكي على السيادة العراقية، حيث أشار إلى، أن “الجانب الأمريكي عمد بعد ذلك إلى التدليس وتزييف الحقائق، عبر الإعلان عن تنسيق مُسبق لارتكاب هذا العدوان، وهو ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي، والتنصل عن المسؤولية القانونية لهذه الجريمة المرفوضة، وفقاً لجميع السنن والشرائع الدولية”.
وتعقيباً على مزاعم واشنطن، أكّد المتحدث باسم حركة النجباء، حسين الموسوي، في تصريح لموقع “الميادين”، أن “رمي أمريكا الكرة في ملعب الحكومة العراقية، هو تضليل للرأي العام”، مشيراً إلى أنّ “واشنطن تحاول اللعب على وتر المؤسسات الأمنية، وتأليب الرأي العام ضد الحشد الشعبي”.
وتوالت الإدانات السياسية لهذا العدوان، فقد أكدت رئاسة الجمهورية، أهمية عقد اجتماع طارئ للرئاسات والكتل السياسية، لبحث العدوان الذي تعرضت له مدينة القائم في محافظة الأنبار ومناطق حدودية عراقية أخرى غرب البلاد، من قبل الولايات المتحدة.
فيما تعتزم رئاسة مجلس النواب، عقد جلسة استثنائية (طارئة) خلال الأيام القادمة، للوقوف على تكرار الاعتداءات الأمريكية على البلاد، ووضع حد لانتهاكات قوات التحالف الدولي لسيادة وأرواح العراقيين.
وفي بيان لها، جددت الرئاسة، مطالبتها للحكومة بـ “ضرورة الإسراع في تنفيذ القرار التشريعي رقم /18/ لسنة (2020)، والصادر عن مجلس النواب والمتضمن إخراج قوات التحالف الدولي من البلاد، لانتفاء الحاجة لبقائها ولكونها باتت تهدد أمن واستقرار وسيادة العراق”.
الحداد العام
وجه رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، بإعلان الحداد العام لثلاثة أيام في دوائر الدولة ومؤسساتها كافة، ترحماً على أرواح شهداء القوات المسلحة والمدنيين، الذين ارتقوا نتيجة القصف الأمريكي على مناطق عكاشات والقائم غرب محافظة الأنبار.
وفي سياق ذي صلة، أعلنت هيئة الحشد الشعبي، عن جاهزيتها لتنفيذ أي أمر يحفظ سيادة العراق وسلامة شعبه.
وذكر بيان للهيئة، أن “الاستهداف الأمريكي انتهاك صارخ لسيادة الدولة العراقية وتعد على أجهزته الأمنية الرسمية، كما أنه طال منازل المدنيين وروعهم، وهو تجاوز لكل القوانين والأعراف الدولية“.
ردود أفعال
قامت وزارة الخارجية، باستدعاء القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد، لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية، بشأن الاعتداء الأمريكي الذي طال مواقع عسكرية ومدنية في منطقتي عكاشات والقائم.
كما دعت لجنة الأمن والدفاع النيابية، إلى تقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي، والإسراع في عملية الاتفاق لسحب قوات الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي من العراق.
من جانبه، حث رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الشيخ همام حمودي، السلطات الثلاث لاتخاذ موقف جاد وشجاع تجاه الاعتداءات الأمريكية.
فيما اعتبر رئيس تيار الحكمة الوطني، السيد عمار الحكيم، أن الاستهداف الأمريكي لعدد من المقرات على الحدود العراقية السورية، يزعزع أمن واستقرار المنطقة.
عربياً، أدانت المقاومة الإسلامية في لبنان، حزب الله، بشدة “العدوان الأمريكي السافر على العراق وسوريا، والذي استهدف عدة مناطق في البلدين الشقيقين، وأدّى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى”.
ورأى البيان، أنّ العدوان الأمريكي على العراق وسوريا واليمن، “يكشف كذب الادعاءات الأمريكية بعدم رغبتها في توسعة الصراع في المنطقة”، مشيراً إلى أنه “على العكس تماماً، فإنّه يُسهم في تأجيج الصراع والتوتر وتصعيد الحروب في المنطقة”.
وعلى الصعيد الدولي، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أن استمرار “المغامرات الأمريكية يهدّد السلام والأمن في المنطقة والعالم”، لافتةً إلى أنّ ما حصل “لا يثمر إلا عن تصعيد التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”.
وتابعت، أنّ “جذور التوتر والأزمة في المنطقة، تعود إلى الاحتلال الإسرائيلي واستمرار جرائمه بحق الفلسطينيين وإبادتهم في غزة، بدعم أمريكي”.
وأدانت روسيا، على لسان متحدثة وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، الضربات الأمريكية على مناطق بالعراق وسوريا، وطلبت عقد اجتماع “عاجل” لمجلس الأمن الدولي لمناقشة القضية.
وقالت زاخاروفا، في تصريح صحفي، إن “الولايات المتحدة أظهرت مجدداً جوهرها العدواني، وتجاهلها للقانون الدولي”.
وكانت القيادة المركزية الأمريكية، قد أعلنت منتصف ليلة الجمعة -السبت، عن استهداف مواقع في العراق وسوريا.
وفي بيانٍ صدر عنها، أفادت، بأنها “ضربت أكثر من 85 هدفاً، من خلال العديد من الطائرات التي تضم قاذفات بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة”.
وتضمن البيان أن القوات الأمريكية “استخدمت في الغارات الجوية، أكثر من 125 مقذوفاً من الذخائر الدقيقة. وشملت المنشآت، التي تم ضربها، عمليات القيادة والسيطرة، والمراكز الاستخبارية، والصواريخ والقذائف، ومخازن المسيّرات الجوية، والمرافق اللوجستية، وسلسلة توريد الذخيرة”.
يشار إلى أنه منذ بدء حرب الاحتلال الصهيوني على غزة، وما خلفته من كوارث إنسانية وصحية، تشهد منطقة الشرق الأوسط، على وقعها توترات متصاعدة.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز