الأكبر منذ سنوات وبإشراف الوزير… حملة أمنية واسعة في منطقة البتاوين وسط العاصمة بغداد
تعدّ منطقة البتاوين من أكثر المناطق المثيرة للجدل، نتيجة لبعض الممارسات غير المحببة، والبعيدة كل البعد عن طبيعة وثقافة الشعب العراقي المحافظة، منها انتشار آفة المخدرات والاتجار بالبشر وغيرها. لذلك أصبح الولوج في أزقة المنطقة الضيقة أمرٌ لا يخلو من المخاطر لاسيما إذا كان الزائر غريباً.
لذا وبجهود كبيرة من قبل الوكالات الأمنية وبإشراف وزير الداخلية بشكل مباشر تم تنفيذ عملية واسعة في منطقة البتاوين وسط العاصمة بغداد.
الأكبر منذ سنوات
وفي عملية هي الأكبر منذ سنوات، أعلنت وزارة الداخلية، إطلاق عملية أمنية واسعة في منطقة البتاوين وسط بغداد.
وذكرت الوزارة في بيان أن “هنالك جهوداً كبيرة بذلتها الوكالات الأمنية وقيادة عمليات بغداد الرصافة وقيادة شرطة الرصافة والدوائر التخصصية الأخرى، التي شاركت في عملية أمنية واسعة في منطقة البتاوين ببغداد”، مؤكدة أن “العملية الأمنية ستستمر عدة أيام”.
وشدد وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، بحسب البيان، على “ضرورة تنفيذ الخطة الأمنية في منطقة البتاوين بالعاصمة بغداد بشكل دقيق”، مؤكداً على “أهمية نجاح هذه العملية التي تهدف إلى إلقاء القبض على المطلوبين والمخالفين، فضلاً عن تنفيذ عمليات دهم وتفتيش للأهداف المطلوبة وكذلك الأماكن المشبوهة”.
وهذه العملية تنفذ ببذل جهود كبيرة من قبل الوكالات الأمنية وقيادة عمليات بغداد الرصافة وقيادة شرطة الرصافة والدوائر التخصصية الأخرى. التي شاركت في عملية أمنية واسعة في منطقة البتاوين ببغداد”. وأيضا بمساندة كوادر أمانة بغداد ووزارة الكهرباء، إضافة إلى وزارة الصحة”،
وأيضا بمشاركة المئات من ضباطها ومنتسبينها، لإلقاء القبض على المطلوبين المخالفين، يرافقها جهد خدمي لتقديم الخدمات للمواطنين ورفع التجاوزات”. وفقاً لبيان وزارة الداخلية
وبذات السياق، قال قائد عمليات الرصافة اللواء ظافر المحمداوي، ان “دوريات وجهات عدة اشتركت بهذا الواجب منها الأمن السياحي وحتى المرور”، مشيرا الى ان “الحصيلة تتصاعد ساعة بعد ساعة كون العملية مستمرة”.
ليست أمنية بحته… أهداف العملية
ورغم انتشار الفوضى والجريمة إلا أن أهداف العملية المشتركة التي انطلقت في منطقة البتاوين وسط بغداد. ليست أمنية بحته بل تشمل أهدافاً متعددة بحسب تصريحات قائد شرطة الرصافة اللواء شعلان علي الحسناوي..
وانما تهدف “العملية المشتركة إلى تشجيع المستثمرين وإعادة الحياة إلى المنطقة ذات الطابع التجاري والقضاء على حالات التجاوز الحاصلة على الطرق العامة واستغلال المواطنين من خلال جباية إجبارية لأماكن اصطفاف العجلات”. وفق ما بين الحسناوي
وأضاف، أن ” العملية المشتركة سيرافقها- إلى جانب ملاحقة المطلوبين والحالات الشاذة- دخول الجهد الخدمي لتقديم الخدمات وتأهيل الطرق وتوسيعها من خلال رفع التجاوزات وكذلك إنارة الشوارع”.
وفي نفس السياق عزا الخبير الأمني والاستراتيجي العميد المتقاعد، عقيل الطائي، في تصريحات إن “السبب الرئيسي لانطلاق عملية البتاوين هو “وصول معلومات استخباراتية للأجهزة الأمنية تفيد بوجود كميات كبيرة من المخدرات سيتم إخراجها من المنطقة خلال الأيام المقبلة”.
وأوضح، أن “تنفيذ العملية كان بشكل مفاجئ حتى على القوة الماسكة للأرض، فلم تعلم بوجود عملية أمنية إلا بعد دخول وزير الداخلية إلى المنطقة موجهاً بانطلاق العملية التي تعتبر ملاذاً آمناً لعصابات الخطف وتجار المخدرات والدعارة والاتجار بالأعضاء البشرية، كما تعد مقراً لتجمع المتسولين”.
ومن جهته وجه “وزير الداخلية عبد الأمير الشمري وكالة الاستخبارات بتعزيز منطقة البتاوين بكاميرات حرارية حديثة. لرصد أي محاولة من شأنها التأثير على حالة الاستقرار التي يعيشها المواطن”.
بالأرقام… نتائج العملية
وخلال الأيام القليلة الماضية على انطلاق عملية البتاوين ارتفاع عدد المقبوض عليهم لأكثر من 320 بينهم أجانب في المنطقة وسط العاصمة بغداد. بتهم مختلفة ضمن عملية أمنية واسعة.
وأكد المتحدث باسم الوزارة العميد مقداد ميري في تصريحات إن “حصيلة عدد المقبوض عليهم خلال العملية في منطقة البتاوين ارتفعت لأكثر من 320 . وتم القبض على عصابات للجريمة المنظمة والإتجار بالبشر خلال العملية. في حين أن “التحقيقات جارية مع الملقى القبض عليهم”.
بالإضافة إلى أن “الأجهزة الأمنية شرعت بفتح الشوارع في البتاوين وإزالة جميع التجاوزات بما فيها الكراجات الوهمية وتم استطلاع المنطقة بشكل كامل إذ إنها كانت تعاني الظلام وهنالك دور متروكة استغلها البعض، وستقوم أمانة بغداد بتوفير الإنارة في جميع أزقة وشوارع المنطقة،
وهنالك خطة لنشر كاميرات مراقبة وتقنيات عالية في البتاويين وكذلك سيتم نشر العناصر الاستخبارية لتعزيز الأمن وسيكون هنالك خطة مسك جديدة تختلف عن الخطط السابقة بحسب قول العميد مقداد ميري.
حل جذري
تعد العملية التي نفذتها وزارة الداخلية في منطقة البتاوين شرقي بغداد هي عملية إيجابية وضرورية ولكنها قد تكررت في تلك المنطقة طوال السنين الماضية دون أن يوجد حل جذري لها. وفق ما أكده الخبير الأمني سرمد البياتي
وأوضح البياتي في تصريحات أن «السيطرة على منطقة البتاوين يتطلب ديمومة العمليات فيها وكذلك يتطلب تغيير القطعات الأمنية فيها بشكل دوري ومستمر على ألا تبقى الأجهزة الماسكة للأرض أكثر من (6) أشهر وبعد ذلك يتم تبديلها».
بالإضافة إلى أن عدم بقاء القوات الأمنية لفترات طويلة حتى لا يتم التعامل معها أو التعاون من قبل التجار المخالفين للقانون سواءً كانوا تجار مخدرات أم الذين يتاجرون بالدعارة وغيرها، وبالتالي فإن تبديل القطعات كل فترة سوف يعيق عملية وجود تواطؤ وتطبيق القانون بحق المخالفين بشكل حازم حسب قول البياتي
ومن جهته أكد الخبير في الشأن الأمني اللواء المتقاعد، عماد علو، ذهب إلى أبعد من التأويل، وأشار إلى أن أسباب تحوّل منطقة البتاوين لبؤرة جرائم، تعود لـ”الطبيعة الاجتماعية، وتعدد الجنسيات غير العراقية الموجودة فيها، وصعوبة طرق المواصلات الداخلية وتشعبها وعدم انتظامها، فكل ذلك يهيئ لبيئة اجتماعية تساعد على انتشار الجرائم”.
وحذّر علو، من احتمالية عودة البؤر الإجرامية إلى منطقة البتاوين بعد انتهاء العملية الأمنية الجارية فيها “في حال لم يتم نشر سيطرات وجهد أمني شرطوي فيها لمراقبة انتشار هذه البؤر، ومن يدخل ويخرج منها، ومتابعة البيئة الاجتماعية لمنعها أن تعود مرة أخرى لتكون بيئة حاضنة للجريمة”.
واجهة من واجهات العاصمة بغداد
بعد الحملة الأمنية التي أطلقتها الوزارة الداخلية خلال الايام الماضية أكد الوزير عبد الأمير الشمري، على عدم السماح بعودة الجريمة إلى المنطقة وسط العاصمة بغداد
مشدداً، في بيان لوزارة الداخلية “على ضرورة إدامة الأمن بشكل كامل في منطقة البتاوين والاستمرار. بمحاربة الجريمة بمختلف صورها والحفاظ على المكتسب الأمني المتحقق خلال هذا العملية الأمنية”.
بالإضافة إلى أهمية عودة منطقة البتاوين كواجهة من واجهات العاصمة بغداد لموقعها الاستراتيجي ومكانتها الاقتصادية واحتوائها على العديد من الأماكن المهمة من بينها الفنادق وغيرها وتشجيع الحركة التجارية ضمن هذه المنطقة بحسب قول الشمري.
تاريخ البتاوين
وتعتبر البتاوين هي أحد مناطق العاصمة العراقية بغداد والتي تقع في الجانب الشرقي منها، وكانت من الأحياء التي تسكنها طوائف متعددة من أهمها الطائفة المسيحية وكذلك الطائفة اليهودية التي كانت تسكن قرب معبدهم المعروف بكنيس مئير طويق، إضافة إلى المسلمين.
للبتاوين تاريخها، حيث تبدأ من الاورفلية حتى نهاية شارع الزعيم عبد الكريم يسكنها أغلب الناس من الطبقات الفقيرة.
وهناك في ازقتها عدد من المقاهي الشعبية، كما تتميز بكثرة الفنادق وبمختلف الدرجات. فقد نشأت منطقة البتاوين من محلّة قديمة كان يقال لها بستان الخس، وكانت حيئنذٍ خارج حدود مدينة بغداد، جنوبَ بابها الشرقي.
ومع مرور الأيام اعتبرت منطقة البتاوين اليوم، من المناطق المثيرة للجدل، والخطرة ومصدر إزعاج لأصحاب المحال التجارية المحيطة بها، لذا تشاهدة كثيرة دوريات وسيطرات الشرطة في شوارعها وخاصة المطلة على شارع السعدون الحيوي.
وتنتشر فيها حسب تقارير العديد من شبكات تجارة المخدرات والأعضاء البشرية، فضلا عن أنها تمثل ملاذا توفره الفنادق التي تعمل بشكل غير قانوني لكثيرين من المتهمين والمخالفين.
وتعد هذه الحملة التي نفذتها وزارة الداخلية في البتاوين “غير مسبوقة منذ 2003″، حيث لأول مرة يتم اجراء حملة امنية واسعة وبتدخل واشراف مباشر من وزير الداخلية عبد الامير الشمري، بعد ان تحولت البتاوين إلى “بؤرة وملاذا امنا لمختلف انواع الجريمة والخطر”.
ولعل هذه العملية الأمنية الواسعة المنفذة في منطقة البتاوين ببغداد ستكون بداية لسلسلة عمليات أخرى في مناطق أخرى بحسب قول المتحدث باسم الداخلية.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز